أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - محمد رضا عباس - ازدهار قطاع الخدمات في العراق ليس مؤشرا للسعادة والرفاه














المزيد.....

ازدهار قطاع الخدمات في العراق ليس مؤشرا للسعادة والرفاه


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6947 - 2021 / 7 / 3 - 20:42
المحور: الصناعة والزراعة
    


القول من ان قطاع الخدمات لا يمكنه قيادة الاقتصاد الوطني لا يخلو من صواب . من يحتاج زيارة بقال منطقته يحتاج بعض النقود في محفظته , ومن اجل ضمان هذه النقود يجب على صاحبنا العمل, و العمل يجب ان يكون في احد القطاعات الاقتصادية التي تضيف الثروة , لان النتاج الوطني يشمل ثلاثة قطاعات وهي قطاع الزراعة والصناعة والخدمات , ولا يمكن للقطاع الاخير النمو والازدهار بدون تدخل القطاع الاول والثاني , لانهما مصدر الثروات . ربما سيحتج البعض ويقول كيف يسير الاقتصاد الوطني بدون تدخل قطاع الخدمات ؟ كيف سيصل الانتاج الى يد المواطن بدون وسائط الشحن (خدمات)؟ الراي صحيح ولكن يبقى القول انه لا شحن بدون انتاج , ولا دخل للمواطنين بدون صناعة وزراعة , وعندما يتوفر العمل في هاذين القطاعين يكون بمقدر الفلاح والعامل (بكافة اختصاصاتهم ) الصرف على ما يحتاجونه من سلع وخدمات .
مناسبة كتابة هذه الاسطر هي كثرة ما لاحظته من انتشار قطاع المفرد في زياراتي الاخيرة الى العراق. حيث ان هذه الكثرة ستدهشك وانت تسير في شوارع المحافظات الجنوبية والوسطى والشمالية . ولو احصيت محلا ت المفرد لوجدت كثرة تكرارها , بقال , سوبر ماركت , خباز, مطعم , حلويات ومعجنات , حاجات منزلية , ومن ثم تتكرر الصورة ثانية وثالثة وهكذا . واصبحت عدد سيارات الاجرة في بعض مناطق بغداد اكثر من المارة حتى اصبح الامر مزعجا وهم يعرضون خدماتهم لك . انها غياب فرص العمل الحقيقية في العراق . اتي اكاد اجزم ان نصف الاعمال الموجودة في قطاع المفرد سوف تتبخر وتختفي اذا توفرت فرص عمل محترمة لهؤلاء الباعة .
بظل تبخر فرص العمل التي تضمن للمواطن العراقي العيش الكريم , اضطر المواطن العراقي ولاسيما اصحاب العوائل الانضمام الى سوق القطاع المفرد مع رأسمال قليل وهو يعلم جيدا ان ما سيجنيه من مغامرته ليس بالشيء الكثير , ولكن شيء قليل احسن من لا شيء ودخوله الى سوق العمل على الاقل يحفظ كرامته واحترامه امام اعضاء عائلته .
تقريبا كل من تحدثت معه في قطاع المفرد يعاني من قلت البيع ويرمون الامر الى السوق الميت , ولكن السوق سوف لن يكون مشكلة لو كان القطاع الزراعي والصناعي بخير . في الوقت الحاضر تجار المفرد يعتمدون على ما يصرفه الموظف الحكومي من راتبه على السلع والخدامات , ولو كانت هناك زراعة وصناعة في العراق لتوسعت دائرة زبائن قطاع المفرد ولزاد الرزق والارباح وعم الخير لجميع العراقيين .
مشكلة اخرى لم ينتبه لها اصحاب القرار العراقي وهي كثرة انتشار المولات في المدن الكبيرة والصغيرة وتكديسها بالبضائع التي تجذب شريحة الشباب والشابات . لقد اعتبرتها مشكلة لكون ان اغلب الشباب بدون عمل واغلبهم يعتمدون على ما تجود يد ذويهم وان عرض احذية بالماركات العالمية تسيل لعاب الشباب , ومع عدم استطاعتهم شرائها قد تسبب الانحراف الاخلاقي لبعضهم . انه من حق الشاب والشابة العراقية ان تلبس اخر موضات العصر , ولكن لبس الموضة مشروط بتوفر المال , ولا بد للدولة توفير فرص عمل للكبار حتى يتمتع الشباب والشابات بشبابهم قبل استلام مسؤولية الزواج وانجاب الاطفال. انها مسؤولية اخلاقية ودستورية ان توفر الدولة العراقية العمل لمواطنيها . لان توفير العمل ذا منافع مالية وضمان يقلل عدد عمال قطاع المفرد الكبار ويحل محلهم شريحة الشباب وبذلك يصبح للشاب الخبرة في العمل, التعرف على كيفية التعامل مع الاخرين , و يصبح لهم حرية التصرف بدخلهم . ولو زرت اي بلد في اوروبا او الولايات المتحدة الامريكية سوف تجد شريحة الشباب من يقود مع اعمال المفرد وليس الكهول .
عودة الى الفقرة الاولى من هذه الكلمات , وهو ان قطاع الخدمات اصبح هو القطاع المهيمن في كل الاقتصاديات المتقدمة في العالم , والسبب , ان هذه البلدان وصلت الى حالة الاشباع من الانتاج الصناعي والزراعي واصبح من الضرورة انعاش قطاع الخدمات من اجل تسهيل تسويقهما داخل وخارج البلد . يضاف الى ذلك هو ان توفر فرص العمل و الاجور العالية تؤدي بأصحابها البحث عن خدمات ترفع من مستواهم المعاشي والثقافي ومنها السفر والسياحة , الصحة والتعليم, وزيارة الملاعب الرياضية والحفلات الموسيقية و دور الفن .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امريكا سوف لن تربح الباردةالقادمة
- تجارة الدواء في العراق
- lماذا قال صاحب كتاب -وعاظ السلاطين- حول الانتخابات؟
- في امريكا ..كورونا تتراجع و النفايات تتراكم , وانجاب الاطفال ...
- مقاطعة الانتخابات العراقية المبكرة خيانة لدماء ضحايا تظاهرات ...
- العالم من جائحة كورونا الى نار الاسعار
- يا عرب ..الانسانية تدعوكم لنصرة فلسطين
- العداء للشيعة و ايران لا يمنع الوقوف بجانب الحق الفلسطيني
- تظاهرات تشرين 2019 والتي سوف لن تنتهي
- كيف فسرت النظرية الكلاسيكية تفاوت الاجور ؟
- ايار بداية موسم الحرائق في العراق
- الحكومة العراقية و - اكلات الشوارع-
- هل من اسم يطلق على الاقتصاد العراقي؟
- اهمية المصاريف الاهلية و الحكومية في الاقتصاد الحر
- احتدام المنافسة الدولية على اختيار دالاي لاما جديد
- تاثيرات وباء كورونا على الطبقة الوسطى في العالم
- فاجعة مستشفى ابن الحطيب ..من انتاج المحاصصة والفساد والاهمال
- لماذا تعاني الدول المصدرة للمواد الاولية عدم الاستقرار الاقت ...
- من ماذا يعاني الاقتصاد التركي ؟
- التراث العربي و اخبار انقلاب الاردن


المزيد.....




- الجيش الأمريكي يستعد لخفض قواته في سوريا
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الأرجنتيني
- فرنسا.. حكم بسجن مؤثرة جزائرية
- إيقاف مستشار رفيع في البنتاغون عن العمل على خلفية التحقيقات ...
- -وول ستريت جورنال-: واشنطن تريد استغلال الرسوم الجمركية لعزل ...
- السفارة اليابانية تعلن تخصيص 3 ملايين يورو لصندوق إعادة إعما ...
- مجموعة السبع تدعو لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في السود ...
- وزير الخارجية الأميركي يبحث مع رئيس الوزراء الأردني الوضع في ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط طائرة مسيرة محملة بأسلحة قدمت من ...
- تونس: مصرع ثلاثة تلاميذ جراء انهيار سور مدرسة يشعل الاحتجاجا ...


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - محمد رضا عباس - ازدهار قطاع الخدمات في العراق ليس مؤشرا للسعادة والرفاه