أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أمل فؤاد عبيد - - إدارة الأفكار وإرادة المعرفة - الرهان المعرفي عند علي حرب















المزيد.....



- إدارة الأفكار وإرادة المعرفة - الرهان المعرفي عند علي حرب


أمل فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 1638 - 2006 / 8 / 10 - 10:34
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


" ليست الحداثة نفيا لما مضى بقدر ما هي نفيا لشكل من أشكال العلاقة مع الذات أو نمط من أنماط التعامل مع الهوية والذاكرة "

إن الرهان الحقيقي الذي تنطلق منه الحداثة الفكرية المعاصرة , هو إيجاد أو محاولة استحداث صيغة جديدة تعيد مفردات الوجود على نحو جديد من خلال تغيير وجه الرؤية للأشياء والوقائع والذات وكيفية التعامل معها من ناحية , وخرق حدود الهويات المغلقة والأيديولوجيات الضيقة الجامدة من ناحية أخرى .. وذلك لإتاحة إمكان للفكر والتفكير على نحو خلاص ومبدع ومتجدد في آن .
فإذا كان لنا من نقطة ما تؤهلنا لقراءة نقدية نستطيع من خلالها الوقوف على توجهات الكاتب والمفكر والناقد اللبناني علي حرب سنجد أن النقطة الصالحة للبدء هي هذه المقولة .. فإذا ما استبدلنا كلمة الحداثة بكلمة النقد سيتحدد لنا من خلالها الأساس الذي يصدر عنه الكاتب في فكره وعمله النقدي .. كما ويمثل الرهان الحقيقي والإشكال الوجودي الذي يسعى علي حرب محاولا تحقيقه .. وهو في الوقت ذاته هدف النقد المعاصر من توجهات وتحليلاته .. وهو إيجاد مناطق جديدة مفتوحة على كل ما كان مستبعدا من قبل .. أو ممنوع التفكير فيه .. أو الممتنع على التفكير .. والخروج من حدود الأطر الجامدة والثابتة والراسخة .. أو خرق عادات الذهن القديمة وتغيير السلوك الفكري جذريا .
وعلي حرب ناقد ومفكر عربي له مؤلفات متميزة في النقد ما بعد الحداثي .. ونقد النص بالذات وهي مؤلفات لفتت الأنظار إليها لما تحتويه من أفكار أصيلة ونماذج نقدية أتاحت بالفعل إمكانا للفكر وممارسة التفكير على نحو جديد .. فمشروعه النقدي يستهدف النصوص وذلك باشتغاله عليها ومساءلتها واستنطاقها عما تخفيه أو تحجبه .. لذا يذهب هو نفسه لتعريف خريطة عمله النقدي بأنه نقد للنصوص .. منهج تناولها وكيفية قراءتها أو طريقة التعامل معها من حيث أنها أصبحت تمثل ميدانا معرفيا مستقلا .. أي مجالا لإنتاج معرفة تجعلنا نعيد النظر فيما كنا نعرفه عن النص والمعرفة في آن .
كما ويمارس نقده على نصوص نقدية .. أي نقدا للنقد ذاته .. وهو لا يدور في حدود النص وأطروحاته أو ما يحتويه من معارف ودلالات مباشرة كما هو الآن في النقد التقليدي .. وإنما وبلغته هو : " تحليل لأنظمة المعرفة وفحص عن أسس التفكير وآلياته في كيفية إنتاج المعنى وقواعد تشكيل الخطاب . " هذا بالنسبة للأساس النقدي الذي يشكل منهجية الناقد في أسلوب عمله .. أما بالمسبة للكيفية التي يمارس بها نقده نجد أنه يقوم بدراسة النصوص من خلال مستويين : المستوى الأول وهو المستوى الآركيولوجي أو الحفري أو التفكيكي .. والمستوى الثاني هو المستوى الأنطولوجي .
أما بالنسبة للمستوى الأول نلاحظ أن علي حرب واحد من المعاصرين العرب الذين اتجهوا نحو توظيف التفكيك كاتجاه حديث في النقد .. والتفكيك هو اشتغال على النصوص بغية فهمها والكشف عما تخفيه .. أن محاولة استنطاقها عن المسلمات المحتجبة وراءها وما تمارسه من آليات الحجب والاستبعاد والتهميش .. أي أن التفكيك يتيح إمكان تحديد ومن ثم دراسة آليات إنتاج الحقيقة والدلالة والمعنى .
أما بالنسبة للمستوى الثاني أي المستوى الأنطولوجي .. فهو مدخل لافتتاح مناطق جديدة للفكر تتيح إقامة علاقة جديدة مع الوجود والحقيقة والذات والعالم .
وإذا جاز لنا أن نستخدم حق القراءة وحق النقد فإننا سندخل على نقد على حرب من ذات مدخله وهو النص .. من حيث أنه أصبح يمثل ميدانا للمعرفة يتيح إمكانا للفكر .. كما أنه يتيح إمكانا للنقد .. كما شرحه هو بأنه : " استنطاق النصوص عما تحجبه وتخفيه " بالرغم من أننا نفتقد مهارته وقدرته ولكنها مجرد محاولة للقراءة والكشف .. للوقوف على بعض من فلسفته النقدية والتي تشكل منهجا جديدا في تناوله للفكر وكيفية إدارته للأفكار من منطلق النص والنص فقط .. وذلك بقراءة اثنين من مؤلفاته " النص والحقيقة " و " خطاب الهوية " .
فالمؤلف بأجزائه الثلاثة ينفتح على هذه الحقيقة التي تفرض نفسها علينا منذ البداية ألا وهي أنه نص مفتوح على الا محدود وغير قابل للتسمية ما يمثل الأساس الفكري الذي ينطلق منه علي حرب في مشروعه القائم .
وهو استعلائه كذات حرة فوق كل تخصيص قومي أو ديني أو فكري .. حاملا لواء الفكر فقط لا تستهويه لعبة التصنيف أو التعريف ..فهو يمارس هويته كذات مفكرة لا تنطوي على أية تحديدات مسبقة .. وهذا ما تطالعنا به مؤلفاته التي جميعها أعمال نقدية تقع في دائرة علم النص .. كما وتعد تلخيصا لمشروعه وشاغله الوحيد والثابت الذي ينطلق منه وإليه .. وهو تحرير الفرد من كل ما سبق ومما استوطن ذهنه من نماذج مسبقة وآليات جامدة تعيق فهم الواقع والتاريخ .. فهو يسعى إلى حل الإشكال واحتوائه وتفكيك العقبات التي تقف حائلا ما بين استكشاف الذات ومعرفة موقعها .

1/ مثلث النقد عند علي حرب

في البدء يكون العنوان أول ما يستهوينا ويستدرجنا إلى منطقة ألا معرف وألا محدد , لا على المستوى اللغوي فقط .. ولكن على المستوى الأنطولوجي أيضا .. فهو أول مأزق يقابلنا به علي حرب على نحو مفاجئ ما يدفعنا إلى التساؤل والتفكير .. فإذا كان النص هو كل خطاب تم تثبيته بواسطة الكتابة .ز فإن نقد النص يتسع ليشمل جميع النصوص باختلاف أنماطها وأشكالها .. وذلك أن لفظة النص تحيلنا إلى عالم لا محدود من النصوص المختلفة والمتنوعة .

كما وأنه على المستوى الأنطولوجي أيضا وبعد أن احتفل النص بكيانه الخاص وكينونته التي أصبحت تمثل قسطا من الوجود لا يمكن القفز عليها أو تجاهلها .. فإننا نلاحظ أن لفظة النص تصبح كيانا متعاليا مثاليا يعلو على تحديده وتجنيسه .. فنقد النص كما نرى لا ينبني على أية محمولات إضافية من أيديولوجية أو قومية أو حتى دينية تفيد التخصيص .. لذا نجد وكأن الكاتب علي حرب يوقعنا على نحو مراوغ في تلك المنطقة ما بين المتعالي والعيني أو المثالي والتجريبي .. فالعنوان يوحي بأنطولوجيا متعالية .

وإذا كان من طبيعة العنوان أنه يحمل ضمنيا مجموعة من الدلالات المركزية لأي نص له ويقوم إلى جانب ذلك كعنصر بنيوي مع النص أو في مواجهته أحيانا .. فإننا نستطيع أن نستشف عن طريق نقد النص مؤشرا يفيد أو يحدد الطابع الفكري أو التوجه الحقيقي والرئيسي للكاتب .. كما وأنه يشير أيضا على خريطة العمل الموظفة في النص .

ما من شك أن الناقد علي حرب يصدر في نقده عن آخر ما وصلت إليه علوم النص وبلاغة الخطاب من حيث جهازه المفهومي أو أدوات البحث النقدي التي يوظفها في نقده للنصوص .. فهو يأخذ بالمنهج التفكيكي كشرط من شروط العمل الفكري النقدي وآليات بحثه لفتح أضابير النصوص والكشف عما تنطوي عليه من دلالات غير منظورة مما يتطلب معه تجاوزا لظاهر النص أو اللفظ ومعرفة ما يخفيه بين طياته وثناياه الداخلية من دلالات مستعينا لذلك بأدوات الكشف والتحليل النصي الحديث المعاصر .
لقد جعل من النص ميدان عمل ومجال اختصاص .. مسميا إياه " نقد النص " هادفا إلى طرح مفهوم جديد للنص من ناحية .. وتحقيق إمكان تفكيك سلطة النص التي يمارسها على القارئ من ناحية أخرى .
إن القراءة المتأملة لمقولة النص تومئ إلى ما تخفيه من صفات الوحدانية والتعالي والتأليه التي يغلفها بها الكاتب وكأنه يحيل النص الفعلي على نص كلي متعالي على شروطه ومفارق لحدثيته .. أو كيان ما ورائي أزلي لا علاقة له بما يحدث ويتشكل إن جاز لنا أن نستعيد لغة الكاتب .. فهو يقدم النص على اعتبار أنه شيئا قائما بذاته أو متمركز حول ذاته .. فكلمة النص تقوم بتغييب ما نتكلم عنه .. فالكلام على النص بالمعنى الكلي والمطلق هو كلام على شيء غائب لا وجود له .. لأن ما يوجد تحت هذه الكلمة أو هذه اللفظة المتعالية هو النص المتشكل أو الممارس .. أو هذا الشيء العيني المجرب أو هذا الإجراء المنهجي من حيث علاقته بالكتابة وارتباطهما معا .
فالنقد متعلق بهذا التحقق الكتابي المتمثل في عبارات وجمل أو مجموعة من الدوال أو نظام محدد من المفاهيم والشفرات .. فالنص بما له من وقائعية خاصة به تفرض نفسها كوجود مستقل له كينونته الخاصة والمنفصلة المتعالية في آن .

إننا نجد الكاتب وكأنه لم ينج من النظرة الما ورائية فقد استعمل النص بطريقة ما ورائية وذلك من خلال لفظة " النص " التي تحجب ما يوجد بإحالته من شيء مشروط إلى شيء متعالي على شروطه متجاهلا أو حاجبا ما هو موجود من نصوص لا تنفك أن تحدث وتتكون .
وهذا وجه المأزق الذي يوقعنا فيه علي حرب .. من خلال نصوصه بداية من العنوان أو التسمية ذاتها والتي يتحدث عنها محاولا تجاوزها في معرض كتابه .. إنه يؤكد أن ما يوجد ليس النص بالحرف الكبير على حد قوله إنما هي تلك النصوص التي كانت ومازالت تحدث والتي سوف تحدث وتتكون .. فإذا كان علي حرب قد قام بداية من العنوان بتحويل النص إلى مفهوم محض متعالي ومتجاوز العيني المشاهد ومتجاوز حدود القولبة .. فإنه يعود ليقدم لنا مفهوم آخر للنص على اعتبار أنه تجربة لا تكتمل أي تشكل سيرورة تحتاج على إعادة تأسيس وبناء .. كما ويعتبره مجالا للفكر وممارسة التفكير .. أو أنه يتيح إمكانات جديدة للتجريب والتفكير .. أو ممارسة التفكير على نحو جديد يجعلنا نعيد ونراجع رؤيتنا للعالم وذواتنا ومعارفنا أيضا .. أي النص ما هو غلا منطقة للتجريب .
إن النص ما هو إلا تجربة تفترض مشروطيتها وتاريخانيتها وصيرورتها .. وبما أنها تجربة لها تاريخها الخاص فلا بد من انتزاعها من هذا التاريخ دوما .. وإعادة خلقها وإبداعها من جديد كما يقول .. " إن النص بالمفهوم الثاني ما هو إلا منطقة من مناطق العمل الفكري أو هو منطقة للتجريب والكشف والاختبار " . إن محاولة الكاتب تجريد النص من المحمولات التي تفيد التخصيص النوعي أو القومي أو الأيديولوجي إلى جانب اعتبار النص يتجاوز بوقائعيته مختلف التصنيفات الفكرية والتخصيصات المعرفية جعلها تقفز فوق العصور المعرفية وتجاوز مختلف الهويات الثقافية واختراق الفضاءات العقلية من ناحية .. واعتبار النص من ناحية أخرى إمكانا للفكر والتفكير والتجريب .. كل ذلك جعله جامعا ما بين المتعالي والتجريبي .. متجاوزا هذه الثنائية بالجمع بينهما .. فلم يسقط أحدهما من اجل الآخر .. فالنص بذلك يقع في هذه المنطقة الوسطى بين المتعالي والمحايث .. أو بكلام آخر .. للنص وجهه المتعالي المطلق الذي يعلو على شروطه وله أيضا وجهه المحايث التجريبي المرهون بشروطه .
يتعامل علي حرب مع نصوصه على أنها لها وجودها الخاص والمنعزل عن المؤلف والواقع أيضا .. وفي نفس الوقت .. فهو ينطلق في ذلك معتمدا على أن النص له أنطولوجيا خاصة به تحتاج إلى معالجة من نوع خاص .. لذا نجده يضيق من مفهوم النص الذي يقدمه لنا على اعتبار أنه مجال للفكر ولممارسة التفكير .. لقد أغفل مفهومات النص التي تعبتره أكثر من مجرد خطاب أو قول وأنه موضوع للعديد من الممارسات السيميولوجية الحديثة .. فالنص عند بارت مثلا يتمتع بوجود منهجي كما وأنه يشير إلى نشاط .. إلى إنتاج ولا يصبح النص مجربا كشيء يمكن تمييزه خارجيا .. غنما كإنتاج متقاطع الدلالة يخترق عملا أو عدة أعمال أخرى .. إن النص يتكون من نقول متضمنة وإشارات وأصداء للغات كثيرة وثقافات عديدة .. مما يجعل منه خريطة للتعدد الدلالي .. ولا يجيب على الحقيقة إنما يتبدد إزائها .
إن هذا التعريف يتوازى وتعريف جوليا كريستسفا والتي ترى أن النص ظاهرة عبر لغوية بمعنى أنها لا بد من تجاوز السطح اللغوي ودلالاته إلى تلك المنطقة المتعالقة والمتشابكة والمتداخلة داخل النص .. كما أن الفضاء الدلالي للنص تتشابك فيه الدلالات التي تتقاطع مع أقوال ودلالات كثيرة وعديدة من نصوص أخرى قد تقوم بتحييد بعضها البعض أو نقضه .. إن النص عملية إنتاج لا تنفك أن تتداخل مع غيرها من العمليات الإنتاجية النصية .. فإذا كان الناقد علي حرب قد جهعل للنصكينونته الخاصة والمتعالية على المجتمع أو أنه حدث ثقافي له كينونته المستقلة أو خطاب له وقائعيته التي لا تختزل فهو بذلك يحجب حقيقة النص وأنه ليس مقطوع الصلة بالواقع .. ولا هو منعزل عن سياقه التاريخي على اعتبار أن النص ما هو في النهاية إلا محصلة لتجارب سابقة عليه ومتقاطعة معه في آن .. وهذا ما يغفله نقد الكاتب علي حرب وخاصة نقد النص في وجهه المتعالي الصرف .. مما يجعله خاضعا لسلطته التي لا تنفك أن تفرض نفسها وإن كان يحاول من جهة أخرى تفكيكها وتحطيمها من خلال الوجه الآخر .. فإذا كان التأكيد على أن النص ووقائعيته يستلزم اعتباره منطقة للعمل لها حدودها وخصوصيتها فإن ذلك يؤول بالنص في النهاية إلى شيء منعزل تمام الانعزال عما يحيطه من ظروف وملابسات مما ينتج عنه الاعتراف ضمنيا بسلطة ما للنص لا يمكن إغفالها أو تجاوزها .. لكنه من ناحية أخرى يحاول التأكيد على أن النص فضاء متسع لكثير من الدلالات والمعاني مما تصبح معه القراءة نوعا من الكشف المستمر والمختلف دوما ويجعل من ذلك وسيلة الهدف منها تحطيم أو كسر سلطة النص من خلال تعدده الدلالي وانفتاحه ألا محدود على المعنى .. وحسبي في النهاية كمعنى ثابت أو كمفهوم محدد غير قابل للنقد أو التحليل من جهة .. ومن جهة أخرى يعمل على تثبيت السلطة الخارجية للنص باعتباره وحدة متشكلة لها حقيقتها أو كذات قائمة لها مفهومها الخاص ومعقولها الثابت .. وبلغة أخرى يعترف أن هناك أنطولوجيا خاصة بالنص كحضور قائم له سلطته لا يمكن تجاوزها ..أما معرفيا فهو يسعى جاهدا إلى تحطيم أي فكرة تكتسب معنى الثبات والتحديد المطلق .

2/ تعالي الحقيقة والذات المفكرة

من المبادئ المرتبطة بآليات تفكيك الخطاب أو النصوص إبداعا ونقدا .. والتي تمثل في ذات الوقت مبدءا أساسيا أو فكرة رئيسية هو مبدأ الاختلاف .. ففي التصور التفكيكي يكون الاختلاف هو مبدأ نشاط القراءة .. والذي بدوره مرتبط بقوة النصوص واستجوابها والتشكيك في إمكانية فهمها بشكل قاطع .. إذ تظل عمليات القراءة وإكراهاتها هي المولدة والكاشفة للدلالات المتجددة .
فإذا كانت ممارسة التفكيك تسعى إلى خلخلة المفاهيم القارة والثابتة ووضعها موضع التشريح وإثارة التساؤلات حول اليقينيات الجاهزة التي تحول ما بين الوعي والواقع .. فإننا نجد علي حرب يحاول ترسيخ مفهوم الحقيقة أو حقيقة النص على نحو يقيني وصارم بالرغم من إدراكه التام لحقيقة لا شك فيها وهي أن النص يختلف في كل مرة يقرأ فيها .. وذلك تبعا لاختلاف قرائه .. وإذا كان التفكيك يهدف إلى زعزعة الإيمانات المطلقة التي تحول دون إدراك الذات للعالم على نحو مفتوح يجعلها قادرة على التأويل .. كما أنه ينبغي كسر الصرامة العقلية التي تقف ما بين الذات والواقع المتغير وإيجاد نوع من التفكير أو نماذج من التفكير تدفع بالإنسان للمشاركة في التطورات المتلاحقة والحادثة في الوقاع .. نجد أن كتابات علي حرب تؤكد على حقيقة النص وجعلها الغاية من التفكيك والتحليل والتي يجعل منها في الوقت ذاته حقيقة متعالية فوق النص الذي أنتجها .. وفوق الواقع وحقائقه أو خارج تاريخها .. ومن جهة أخرى يقدم حقيقة النص التي تتجسد دوما عن طريق الفاعلين أي القراء .. فإذاً هي شيء محسوس متغير من قارئ إلى قارئ آخر .. فالنص يولد حقيقته على الدوام وفي كل قراءة جديدة له .
وهذه هي المفارقة التي تقابلنا في نقد الحقيقة عند علي حرب .. ففي حين يطلق على كتابه اسم نقد الحقيقة .. كشيء قائم متعالي ثابت .. هناك حقيقة متضمنة داخل حدود النص .. فلا حقيقة خارجه .. النص يملك حقيقته كما يملك وقائعيته .. وهذه الحقيقة تتوالد عن طريق الفاعلين القراء في عدة حقائق تختلف أو تتناقض أو تتفق في بعض الوجوه وتختلف في البعض الآخر .. وهذه الحقائق هي حقائق النصوص العينية أو النصوص المتغيرة الحادثة المتجددة .. وإذا كان نص النقد يستمد وجوده من مفردات الواقع المعاش وإكراهاته وشروطه .. أو بكلام آخر إن نص النقد يلعب على أرض الواقع أو هو قراءة للواقع .. وأن نقد النص يمارس عمله على النص ذاته أي على الواقع اللغوي ذاته والمتشكل على هيئة مقولات وأقوال لذا فإن نقد النص مشروط باللغة والمجتمع والذات / الكاتب / القارئ .
إن اللغة والفكر في تفاعل مبدع وتخليق مستمر يتم خلال علاقة جدلية لا انفصام فيها .. بحيث يصبح إنتاج الفكر وحركيته مرهونا باللغة ومستمدا منها عبر سياق تاريخي ووجودي لا ينفك أن يأخذ صفة التلازم ما بين هذه الأقطاب الثلاثة " الفكر , اللغة التاريخ " من حيث هو تاريخ أحداث ووقائع متلاحقة .. فأي إبداع أو خلق أو ابتكار لا يأتي من فراغ إنما هو مشروط بما سبقه من افكار أو نصوص أو مفاهيم يعمل على تعديلها أو إلغائها .. أو حتى نقضها .. لذا فالحقيقة التي يتوخاها علي حرب من نصوصه هي حقيقة متعالية متخفية خلف مقولاتها ومنطوقها اللغوي .

وفي حين أن اللغة بعيدة عن اهتمام الناقد .. متجاهلا أو متناسيا أن الأفكار رهينة اللغة الموصلة لها .. منكفئا على الأفكار محللا لها منقبا عن أدوات إنتاجها وكيفية بنائها وكأنها قوائم ثابتة قائمة بذاتها .. وأنها توحي بدلالاتها ومعانيها بعيدا عن الإكراهات أو الإساءات اللغوية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية .. يبرزها وكانها مزودة بقوة موجهة تتردد وتتكرر عبر التاريخ التطوري للمجتمعات على حد تعبير آركون .
وإذا كانت الحقيقة بكل أشكالها تتجسد دائما عن طريق النص أو عن طريق التعبير اللغوي فلا بد إذن من تحليلها على عدة مستويات من التحليل .. فإذا كان من المستحيل وجود خطاب أو نص متجانس ومعاصر تماما لذاته بل كل نص مرتبط بالماضي كما وأنه يتيح إمكان التوقع للمستقبل فلا بد إذن من تحليل المستوى التاريخي للنص .. وذلك لتحديد كيفية نشوئه ومدى ارتباطه مع الكتابات الأخرى السابقة عليه .
وإذا كان كل نص أو كل خطاب ما هو غلا تعبيرا أو انعكاسا لحاجة معينة .. أو تعبيرا عن صراعات وآمال محددة لجماعة ما .ز فلا بد من التحليل السوسيولوجي من اجل تحديد أبعاد النص والأهداف المرجوة منه .. كما ويمكننا بذلك موضعته داخل إطار تاريخي واجتماعي ما .
وإذا كان كل نص مكون من اللغة التي هي أداة الفكر والتعبير فلا بد من التحليل اللغوي إلى جانب الدراسة الوصفية لتحديد لغة كل عصر وكل حقبة من الحقب الزمنية .. كما أن تحليل مستويات الحقيقة اللغوية للإحاطة بكل إكراهاتها يتطلب الدراسة التاريخية التطورية للأنظمة اللغوية .
وإذا كان النص من ناحية أخرى تعبيرا خاصا بفرد ما قام بإنشائه فلا بد من تحليل النص على المستوى الفلسفي لمعرفة مدى تعبيره عن الحقائق الخاصة بالذات البشرية للوقوف على الأفكار التي يحتويها النص ومعرفة مدى تماسكها ومنطقيتها من عدمه .
لا بد من هذه التحليلات وتطبيقها في جو من الانفتاح العقلي متجاوزا لأية فروق ثقافية أو تاريخية أو أيديولوجية .. آخذا في الاعتبار مدى ارتباط كل ظاهرة برؤية الأخرى .
إن التنظير لفلسفة نقدية تتجاوز الربط بين الفاعلين الثلاثة : " المؤلف , النص , الواقع " لا يمكن لها أن تقدم برنامج عمل يسعى للاكتمال .. لذا نقول أن الناقد علي حرب وإن كان قد فتح افقا جديدا على نحو مغاير وجديد للتفكير إلا أنه اختزل الممارسة النقدية كما اختزل التنظير على نحو يجعل من النص ذاتا تتعالى على إكراهاته الداخلية من ناحية .. مما يؤول به على مجرد مصدر للمعرفة لا غير دون تحليل لشروط هذه المعرفة وإنتاجها والتي هي مرهونة بهذه الشروط .. ومن ناحية أخرى يسعى لأن يجعل من المؤلف ذاتا تتعالى على إساءات تاريخها الخاص وشروط تحققها ووضعها .. وفي كلا الأمرين لا يمكن إيجاد حقيقة للنص يكون لها من الفاعلية ما يمكن أن تتحقق به على أرض الواقع .. وإنما جعل منها حقيقة متعالية تتعالى على النص في حين أنها هي حقيقته لتصبح شيئا خارجه .. رغم صدروها في ذات الوقت عنه .. ورغم ذلك لا يمكن إنكار أن الكاتب والناقد علي حرب استطاع بحق أن يتيح مجالا للفكر ورؤية وجه من وجوه الحقيقة في ثنائية جدلية ما بينها وبين النص ويبقى هذا صورة من صور الفكر ووجه من وجوه التفكير .

3/ إرادة المعرفة وتعددية الكاتب

إن الرهان الحقيقي الذي يصدر عنه الكاتب والناقد علي حرب هو كيفية ممارسة الفكر وآليات التفكير على نحو مفتوح أو متحرر .. وفي القدرة على إنتاج الأفكار أو على خلق المناخ الفكري المواتي لإنتاج الأفكار على حد قوله .. فلا يقدم لنا نفسه من خلف مشروع فكري ولا يلتزم بشعار فكري معين .. ولا يجعل من نفسه مبشرا بل العكس .. فهو يقيم حدودا فاصلة ما بين المبشر والمفكر .. ما بين القوة والمعنى .. ما بين السيطرة والحرية .. كما أنه يمارس حرية فكرية من خلال عمل مفتوح تشده قوة المعرفة ومراوغة الحقيقة .. فلا يقدم نفسه في ثوب المدافع عن القيم العليا أو المفاهيم المقدسة .. إنه خارج أبنية الفكر المشيدة مسبقا .. ولا يقع داخل أسوار القضايا الكبرى بل يحوم حولها مفترضا إمكانية اختراقها ورؤيتها من جديد .. إنه يمارس مشروعا من نوع آخر .. يفترض مساحة ما لإمكان الفكر والفهم والتقييم والتقدير على نحو يحرك فكرنا دون صياح أو إعلان أو مواجهة .. قد تفضي إلى النكران لما يقول .. وما مشروعه هذا إلا إتاحة الممكن وكسر قيود الثبات والجمود وذلك في حدود النص لا غير مؤمنا بقدرة النص وقوته واعترافه بحقه في الوجود كما وله كينونته الخاصة التي لا يمكن إغفالها وتجاوزها .
إنه يستدرج النصوص لمنطقة محايدة .... منطقة للاعتراف دون المصادرة على النص في قول ما يقوله .. أو فرض سيطرة خارجية تحول دون إنطاق النص ومساءلته .. لذا نجد أن الكاتب يحاول مواجهة النص بعقل مجرد من أي مفاهيم مسبقة متسلحا بأدواته الفنية والعقلية محاولا .. الوقوف على ما يعترف به النص دون فعل قصري مسبق بقدر الإمكان ..
لذا يقول في معرض كتابه بأنه يمارس حريته في التفكير بعيدا عن أي إكراه مادي أو معنوي وهذا يعني عدم الخضوع لنماذج وآليات مسبقة تحول ما بين الفهم والنص ويؤكد على أن هذا هو الثابت الذي يقف عنده .. ويدافع عنه باستمرار وهو ممارسة الحرية التامة في التفكير .. معتبرا أن النقد بحد ذاته فرصة أو إمكان لبناء إمكانات جديدة وإتاحة الفرصة لتجريب الفكر على تحو خلاص ومبدع ما يعمل على تحطيم فكرة المرجعية التي يرفضها تماما في مجال الفكر والتفكير معتبرا ذلك نوعا من الاستبداد والسيطرة وخضوع الفكر لقبليات الأفكار والمفاهيم ويستشهد بما يقوله بأن الفيلسوف لا يكون فيلسوفا حقيقيا ما لم يقبع داخله سوفسطائي يحرجه بالأسئلة والاعتراضات التي تمنعه من تحويل علاقته بفكره إلى مرجعية تمارس الاستبداد باسم الحقيقة .. وما النقد إلا هذه الأسئلة والاعتراضات مؤكدا أن ذلك هو السبيل إلى الحرية والتحرر من سلطة المقولات الجاهزة والقوالب الفكرية المثبتة مسبقا .. فشاغله الوحيد هو ممارسة الفكر وحريته دون أدنى شروط أو قيود .
إن نص النقد عند علي حرب لا يمثل فكرة جديدة بقدر ما يمثل أو يجسد طريقة جديدة في التعامل مع الأفكار وتجديد آليات الفكر والتفكير .. إنه قراءة مفتوحة لا يقدم حلولا بقدر ما يثير تساؤلا وشكوكا داخل القارئ .. وكأنه فعل عمد يسعى الكاتب من خلاله متحديا للإعلان عن فعله الوجودي من خلال النص .. والنص فقط .. وفي خطاب الهوية نستوحي حوارا من وراء النص .. حوار مع الذات المفكرة والذات الناقدة مثلما يحب أن يقدم نفسه للقارئ من خلال كتاباته .. وانطلاقا من مبدئه في رفضه لتجنيس الفكر والخطاب سوف نستدرج الكاتب من خلف عباراته ومقولاته لترجمة فكره وتحديد أبعاده كذات مفكرة .. وما تحيلنا اليه القراءة أولا هو أن نصوص المفكر علي حرب لا يمكن حصرها أو قولبتها داخل اتجاه فكري واحد .. أو داخل إطار محدد من الفكر .. إن هذا النموذج من الكتابة يؤكد على عقل غزير في مادته ومتعدد في اتجاهاته الفكرية .. عقل ستذوق الأفكار ويعقلها دون التشبع .. كما أنه يمارس حريته بالفعل ضمن مشروع ثقافي واسع لا يعترف بتجنيس المعرف والأفكار والمفاهيم وهو نموذج يجب أن يحتذيه الناقد اليوم بل المفكر الذي لا بد أن يفكر في كل شيء ويأخذ بكل شيء ومن كل شيء لا تستهويه التيارات المتعددة والمذاهب المختلفة .
كما أن الناقد علي حرب مثله مثل النص المراوغ يصعب تصنيفه أواختزاله .. إنه وكما قال متعدد المعنى ومتشابك الدلالات .. وفي كل قراءة له تتكشف لنا حقيقة ما وكأنه يتماهى بما ينقده من نصوص حتى غدا وكأنه يشبهها في انفلاتها من قبضة التصنيف والتعريف .. إنه بحق نص مفتوح على دلالات لا حصر لها .. وعلى معاني لا حدود لها .. وبالرغم من أنه لا يصدر عن عقيدة معينة أو فكر محدد أو نظرية ثابتة .. إلا أننا نلمس تعظيما للذات التي هي ذاته .. كذات مفكرة .. نستشعر تعاليا وتساميا .. فهو كذات مفكرة تعلو على إكراهات وجودها وتاريخها والمنظومة التي نمت في قلبها .. لقد استاثر المفكر على المفكر حتى غدا نوعا من السيطرة .. سيطرة الأنا وسلطة الذات على نفسها .
إن التعالي الذي يهدف غليه الكاتب ليس هدفا لحد ذاته .. وإنما هو وسيلة يتوسل بها الكاتب للخروج من مأزق التبعية والصدور عن مقدمات قد تشل حركة الفكر وحريته .. وكأنه أقام تحديا من نوع آخر بين الأنا والآخر .. مفارق من جهة الكينونة للنحن والآخر .. فلم يعد ينطق باسم المجموع بل باسم الفرد والفرد فقط .. كذات مدركة واعية حتى أصبحت في مرتبة التأليه والتنزيه واستبعاد كل ما يعوق ممارستها لفكرها بحرية دون قيود .. وجعل منها مركزا أو ذاتا قائمة لا يعلو عليها نظام أو مذهب .. بل تعلو هي على كل الأنظمة والمذاهب .
إن ممارسة الفكر كرؤية مفتوحة .. وإجرائية متجددة .. على اعتبار أن النص أحد وجوه الحقيقة .. هو ما يأسر الناقد علي حرب ويربطه بالنص .. والنص وحده هو مجال بحثه وكشفه وفعله المعرفي والنقدي .. إنه يمارس كامل حريته على تحو يجعله قادرا على كشف ما يقره النص من حقيقة أو ما يفرضه من حقيقة تجعلنا نعرف ما لم نعرفه من قبل .. فهو لا يقدم مبررات لأفكار مسبقة .. إن الرهان الحقيقي الذي يقبع خلف نقد علي حرب هو إقراره وإثباته أنه لم يعد هناك من حقيقة سوى حقيقة هذه النصوص والتي هي حقيقة الإنسان المتفرد في كشفه وفكره وإبداعه.

خاتمة ..

لا شك أن تجربة علي حرب النقدية هي تجربة قيمة في نوعها يماثلها على نفس المستوى تجارب لمبدعين آخرين أمثال محمد آركون وأدونيس وإن كان التوجه مختلف ضمنيا .. بل ولتقل أنها تجارب تنوعت مفرداتها وأشكالها الفكرية وتوجهاتها .. وإصداراتها وإن كانت تقع في نفس المحيط الفكري .

كما أن خطاب الهوية يمثل من ناحية أخرى تجرية فردية لها فعلها الخاص أي فعل فردي من الممكن توظيفه كطريقة في الفكر تبقى في حيز الذات المفدرة لا يمكن تعميمها .. كما أنها تمثل تجربة مكتملة تصور عدة أطوار متلاحقة متوالية لها فرادتها وامتيازها الخاص لا يمكن التنظير لها أو تأطيرها كنموذج .. بموجب أن الفعل التفكيكي هو فعل فردي يعتمد على مدى قدرة القارئ الناقد على اكتشاف بواطن النص .. وقد استغل الناقد علي حرب لعبة الغياب والحضور على نحو كشفي .. وجه غائب ووجه حاضر .. لذا نستطيع القول أن علي حرب استطاع أن يوظف الفعل النقدي الحفري بمهارة على ما اختار من نصوص .. كما وأنه وظفه على الواقع المعاش وبطريقة غير تقليدية تكمن فيها الأصالة والفهم المستوعب .. غلا أنه جعل من هذا التفكيك وكيفية توظيفه كمنهج نقدي يعمد إلى كشف الأقنعة التي تواري الحقائق شيئا خافيا ودون أن يوضح كيف وصل إلى ما وصل إليه من نتائج.
ويمثل أيضا خطاب الهوية فضاءا مليئا بالدلالات لا يمكن إنكار مصداقيته كتجربة فردية في الكشف والتحقق .. ولكن إلى أي مدى من الممكن تعميم هذه التجربة الفردية لتصبح منهاجا أو سبيلا للكشف عن الحقيقة من الممكن سلوكه إلى جانب أنه ليس من السهل إغفال هذا الخطاب لما يحويه من رؤى جديدة وتأملات جديرة بالاهتمام .. فالقراءة الحية لهذا الخطاب ينم أو يكشف عن تجربة فريدة في موضوعها ومادتها وهي أشبه ما تكون كشف عن فلسفة جديدة للحياة بعد تجارب طويلة مما يجعلها تقع في دائرة العلوم النفسية وهذا يحسب له لا عليه .. إنه يقابل بين الإنسان والنص في مؤلفاته الأخرى حتى غدا يماثله بتعدده وتنوعه وإشكاله على الحصر .. والقولبة والتحديد لما ينطوي عليه من خفايا وأسرار ولا معقول ولا مفهوم .. وقد كان هذا التماثل ما بين النص والإنسان عند علي حرب على كلا المستويين المتعالي والمحسوس .. أو المثالي والعيني والمجرب .. إنه يقوم بعملية توفيق ما بين المثالي المتعالي والعيني المجرب وكأنهما وجهان لعملة واحدة لا يمكن الفصل بينهما وكل وجه يخفي الوجه الآخر حين ظهوره وانكشافه وهذا الخفاء لا يعني الإلغاء الكامل ولكن على العكس من هذا .. هو إقرار بالوجود .. إن لعبة الحضور والغياب تستأثر بفكر علي حرب وأسلوبه .. وآليات نقده .. إنها تمثل الأساس والمبدأ الذي لا يمكن إنكاره في كل تفسير أو تأويل .




#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أمل فؤاد عبيد - - إدارة الأفكار وإرادة المعرفة - الرهان المعرفي عند علي حرب