أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مهاجر - فشل جديد للكيزان














المزيد.....

فشل جديد للكيزان


محمد مهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 6945 - 2021 / 7 / 1 - 08:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-
تزامنت مظاهرات 30 يونيو هذا العام مع اعلان رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك عن دخول السودان ضمن دول هيبيك المثقلة بالديون وهو الامر الذى يسمح بان تعفى الدول والمؤسسات, وخلال عام واحد فقط, ما يقارب نصف ديون السودان وهى تبلغ 60 مليون دولار تقريبا, وهي ديون كان نظام البشير قد استدان اغلبها. وبرغم عنف الشرطة والمندسين من كتائب الظل الا ان المظاهرات حققت الكثير من أهدافها واهما هو اعلان رئيس الوزراء البدء في تنفيذ مطالب الثوار في مدة لا تزيد عن أسبوعين.

ان تنظيم الكيزان لا يريد للسودان استقرارا ولا تنمية ولا حرية ولا ديمقراطية لانهم في الأساس لا يؤمنون بالديمقراطية, لذا فواجب على الثوار من الحذر من الطرق الملتوية التي يتبعونها من اجل تخريب العمل الثورى. وليس الحذر وحده بل يجب علينا ان نكون سباقين في التكهن بالمخاطر ووضع التدابير لمنعها واحتواء اثارها. وحين سقط نظام الكيزان كان في جعبتهم خطتان, الأولى هي الانقلاب العسكرى والثانية هي الفوضى الشاملة والانفلات الامنى المؤدى الى سيطرة ميليشياتهم على مناطق واسعة من البلاد. وهم طيلة السنتين من عمر الثورة عمل الخبثاء منهم على تفادى الرفض الصريح والعلنى لمبادئ وقيم وشعارات الثورة لكن في المقابل انصب هجومهم وتجريحهم وعنفهم على الافراد, وهو منهج اجرامى ويدل كذلك على خلل في التفكير لان الأشخاص ذاهبون بلا شك اما الثورة فهى باقية.

في مذكراته يرى حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين ان الناس الى أربعة اقسام وهى:
الأول هو: "المؤمن - امن بدعوتنا وصدق بقولنا واعجب بمبادءنا- الكوز يكثر عدد المجاهدين".
الثانى هو: "المتردد: لم يستبين له الحق- نتركه ونوصيه بان يتصل بنا ويزور انديتنا"
الثالث هو: " نفعى: لا يريد ان يبذل معونته الا اذا عرف ما يعود عليه من فائدة. نحن مغمورون جاها وفقرا ومالا. ان الأرض لله يورثها من يشاء"
الرابع هو: "متحامل: اساء فينا الظن واحاطت بنا شكوكه. لا يرانا الا بالمنظار الأسود القاتم, ولا يتحدث عنا الا بلسان المتحرج المتشكك. ندعو الله لنا وله ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه" ثم يذكر الاية:" وانك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء".

يلاحظ هنا ان الاخوان المسلمين يعتبرون ان هنالك مجموعتان من البشر هم تلقائيا كيزان محتملين اما المجموعة الثالثة فهى من يئس منها البنا واتباعه حسب ما وصفهم في الفقرة السابقة. والثابت ان الشك هو ليس مزية سيئة, وعلى النقيض, هي صفة من صفات المفكرين والعلماء. والكشوفات العلمية العظيمة بدات بالشك وديكارت أسس مذهب الشك وهو مذهب ما مازال يعتمد عليه العلماء. فلو فلو اخذنا, على سبيل المثال, كل احاديث واحكام أصحاب السلطة على علاتها لما تقدمت البشرية ووصلت الى هذا الرقى الحضارى المجيد. لقد كان علماء الدين في اوربا في القرون الوسطى يدقون اعناق العلماء الذين يقولون ان الأرض تدور.

ان جماهير الثورة تريد ان تصلح ما خربه الكيزان خلال الثلاثين عاما من حكمهم وفى نفس الوقت تجد نفسها تعيش في حالات من الضغط المعيشى والامنى. والثابت ان تخريب الثلاثين عاما لا يمكن إصلاحه في عامين. وعلى سبيل المثال يمكن لمتطرف دينى ان يفجر في خلال سويعات منشات استغرق بناؤها سنوات عدة مثل ما حدث في ابراج التجارة في نيويورك. ان البناء هو نقيض الهدم, صعب ويستنفذ الوقت والمال والجهد. ومن حسن حظنا ان السودان ارض واسعة بها مزارع خصبة ومياه جارية تكفى أهلها وتفيض. وفى السودان ياكل الناس افضل المنتجات العضوية الحيوانية والنباتية والتي لا يستطيع الفقراء في الدول الغربية شراءها لغلاء سعرها. ان اهم واجب للدولة هو زيادة الإنتاج وفى نفس الوقت التحكم في حركة الصادر والوارد لان الأولوية هي لتحسين الظروف المعيشية للمواطنين.

قد يختلف الناس حول الخيارات الاقتصادية للحكومة لكن الثابت هو الا مناص من الاستثمار الاجنبى نسبة لضعف القدرة التكنولوجية وتدنى مستوى التعليم في السودان. ان راس المال الاجنبى لن يتحمس للاستثمار في السودان ما لم يجد ضمانات حقيقية مثل توفر الامن واستقرار النظام السياسى ووجود القوانين التي تحمى المستثمر وتضمن له حقوقه. واذا تغيرت صورة السودان من دولة ترفض تسديد ديونها كما كان يحدث في عهد البشير, الى دولة توفى بتعهداتها وتسدد ديونها, فان المستثمر الاجنبى لا يتردد في انشاء شركات او مصانع او اى مشاريع اخرى في السودان.

ان مسيرة السلام قد قطعت شوطا كبيرا وبالتاكيد ان الوصول بسفينة السلام الى مرساها الأخير ليس حلما صعب المنال طالما توفرت الإرادة والعزيمة القوية عند كل من الحكومة والحركات المسلحة التي لم تنضم بعد الى مسيرة السلام. وعلى الرغم من النجاحات فان البعض ما يزال ينظر الى الجزء الفارغ من الكوب. يقولون ان الجمل لا يرى ان رقبته عوجاء طالما هي مخية عن ناظريه.

لقد أعلنت لجنة إزالة التمكين عن احباطها لمحاولات تخريبية وتامر واستخدام عدوانى للميديا قام بها نشطاء من تنظيم المؤتمر الوطنى. هذا الامر كان متوقعا لان هذه الجماعة تعتبر استخدام العنف هو وسيلة شرعية لحسم التباين في الراى وفى الممارسة السياسية على وجه العموم.



#محمد_مهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقلاب الكيزان المرتقب
- ما هي العدالة الانتقالية
- ما هي العدالة الدولية
- هل تتحقق العدالة في ظل الرأسمالية؟
- العدالة من منظور ديمقراطى اجتماعى
- لكى لا نجعل السلام حافزا لمجرمى الحرب
- حول التاسيس لسلام دائم
- زهرة
- يجب عليك ان تجربه
- اترك الظل عليك بالفيل
- هلال امدرمان وهلال بورتسودان
- الامعة والاحمق
- العقل ام العاطفة
- ما هي الضمانات؟
- نريدها مدنية صرفة
- حول صراع السلطة في السودان
- الصراع السياسى المتحضر
- مصل الكرونا نعمة ام نقمة؟
- الارادة الحرة
- خيار العلمانية في السودان


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مهاجر - فشل جديد للكيزان