أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن مدن - لكُل شيء تاريخه














المزيد.....

لكُل شيء تاريخه


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6944 - 2021 / 6 / 30 - 21:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هل حقاً تُفنى الأشياء والظواهر فلا يبقى لها من أثر، أم أنها باختصار شديد وبليغ تتحول فقط؟
ربما لهذا السبب لا توجد ظاهرة من الظواهر لا تاريخ لها، حتى لو بدت لنا جديدة كل الجدة ولا سوابق لها. علينا أن نتقصى مقدماتها وجذورها ومسبباتها، وهذه كلها يمكن التعبير عنها بكلمة واحدة هي: «تاريخ» تلك الظاهرة أو الحدث، فمهما بدا مفاجئاً فإنه في حقيقة الأمر ليس كذلك. ما من شيء مفاجئ ينشأ بين يوم وليلة. هو مفاجئ لنا فقط لأننا لم نملك ما يكفي من بصيرة كي نرصد مقدماته وهي تتشكل أمام أعيننا أو خلف ظهورنا.
هذا يصح على كل شيء، حتى على الأمراض التي تصيب الواحد منا. للمرض دائماً تاريخ، يطول أو يقصر، ومن هنا أتت عناية الأطباء بمراجعة ملفات مرضاهم علّها تعينهم على تتبع الأسباب التي أدت إلى إصابتهم بما يشكون منه. وما أكثر ما ينتبه المرضى إلى مرضهم متأخرين بعد أن يكون قد استوطن أجسادهم وتمكّن منها.
«المادة لا تفنى»، إنما تتحول من حال إلى آخر، من صورة إلى أخرى، والتحولات في المجتمع بدورها لا تنشأ هكذا عفو الخاطر. صحيح أنه تأزف لحظة تاريخية تنقلب فيها الأمور عاليها سافلها، ولكن بعد أن تكون قد تهيأت لذلك ظروفه في مسار زمني طويل. في قاع المجتمع تختمر عوامل مختلفة، لا يراها الكل، وبعض من يرونها يتجاهلونها أو يستخفون بآثارها المحتملة، حتى تحين اللحظة التي تتحول فيها التراكمات الكمية إلى تحولات كيفية أو نوعية.
ساعتها سيكون الوقت متأخراً لإيقافها، ولو أن الساسة ومن بأيديهم صنع القرارات انتبهوا إلى المقدمات والمسببات وأعدّوا العدة لما يمكن أن ينجم عنها من تبعات، لكانوا وفروا على أنفسهم ومجتمعاتهم كوارث ومحناً وحروباً وأزمات.
يمكن أن نستطرد فنقول إن عناية البشر بدراسة التاريخ تكمن، بين ما تكمن، في هذا. نحن لا ندرس التاريخ من أجل التسلية، أو هكذا يجب أن يكون، وإنما كي نعرف أن ما بلغناه في حاضرنا ما كان ممكناً أن يكون بالصورة التي هو عليها اليوم لولا المسار التاريخي الذي عبرته بلداننا وأممنا، لا بل العالم من حولنا، في عصر ما عاد من الممكن الفصل فيه بين ما هو محلي وما هو كوني، ليس بسبب العولمة وحدها كما يقال، وإنما بما هو سابق لها بكثير، يوم كانت بواخر الغزاة والمستعمرين تعبر المحيطات والبحار لإخضاع من هم وراءها لسيطرتهم.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فكر متأمل وآخر مرتجل
- عبدالله الكوبي
- الترجمة والهيّمنة
- عقدة الأبيض المتفوّق
- الطبيب والمثقف
- في الذكرى السنوية لميلاده: جيفارا الذي عاش
- أمادو فارس الأمل
- غداً أو بعد غد
- على الهامش
- هشاشة الدولة العربية
- الحبر على الورق
- مكتبة غزّة -خوف الغزاة من الذكريات-
- من الذي كتب التاريخ؟
- سقط سهواً
- طاغور في القاهرة
- راسبوتين الذي رأى
- مفاتيح الذاكرة
- أسئلة كبرى في ذكرى (صناعة) الكيان الإسرائيلي
- بين المعري وطه حسين
- الصاروخ الصيني


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن مدن - لكُل شيء تاريخه