خيرالله قاسم المالكي
الحوار المتمدن-العدد: 6944 - 2021 / 6 / 30 - 20:00
المحور:
الادب والفن
الحاجات المرافقةِ للبشرِ في موطنِه المولودُ فيه لا تتعدى رداءً يلتفُ فيه وكفنً يرافقُه الى مثَوْاهًِ, رداء لم يحُيكِْهُ هو أو يختارَ لونُه إن كان حرً طليقً يخلده البقاء كان للصدف ِوجودٌ حاضرُ.
هكذا أذن كانت المدينةَ ذات واجهةً ريفيةً تمتدُ على ضفافِ شاطئٍ يحملُ عذوبَة ماءٍ خُلقَ قبل وجودَ آدميين يسقون مراعيَهم ودوابِهمِ ويستحمونَ فيه .
ما كانت مدنً واسوارً تحميَها من الهجماتِ الشرسةِ وقلاعٍ تصدُ رغباتً محمومةً مجنونةً .كانت أكواخً من قصبٍ وجذوعِ أشجارٍ وطوبٍ مصنوعةٍ من ما تخلفُه البهائمَ وطينَ الجرفَ النهري. بين هكذا أكواخ تنمو الحاجة مع نمو الرغبات تكبر مع وفي كلَ مولودٍ أنثى كان أم ذكرْ .
عرفان وجميلة من هذه القريةِ المدينةِ المعطاءِ تربيا بالحقولِ وبين الانهارِ مع البهائمِ وتحت الإشجارُ المورقةِ يرسمان يومهما دون وجلٍ وبلا ظلالِ تخدشُ متعةَ نهارٍ رعديٍ ممطرْ .
الاكفُ المثّقلةُ لا تنبتُ سنابلَ في ارضٍ مسها الشيطانُ بخطايِا يقطفِها من نزواتهِ الموبؤةِ الأثرْ . خَطايا تقتنصُ لذةَ أحلامَ صبيُ وصبيةُ في ذروةِ حبَ الحياةِ, أحلامُ تحتَ سقفَ كوخٍ قصبّيِ وبساطُ نسجتَه أيادٍ تحرثُ وتزرعُ ارضً تُسقّيها أنهارٍ باركت ماءُها غيومَ سماءٍ ممطرةٍ لها في عالمٍ نديًّ نصيبْ.
في الزمنِ الفوضويِ هاجرا الى الجانبِ الآخرَ من النهرِ الى الضفةِ اليبابُ في مكانٍ بعيد لاطرافِ المدينةِ أستقرا في المكانٍ الملحيٍ في كوخٍ من الصفيحِ على بعدِ أمتارٍ من بحيرةٍ ماءُها من نفظٍ اسودُ من مخلفاتِ مصفىٍ نفطّي تخنقُ مداخنهِ المدينةَْ.
#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟