أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وداد عقراوي - الى الاشقاء من اخوتي الشهداء














المزيد.....

الى الاشقاء من اخوتي الشهداء


وداد عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 1638 - 2006 / 8 / 10 - 10:40
المحور: حقوق الانسان
    


الصدى، صدى نواح زخات البكاء، يملئ رفوف وزوايا الفؤاد، ورفيقي الوحيد والوفي: لوحة المفاتيح والتي هي نفسها مفاتيحي، تتقاسم ترانيم اعتكاف نجومٍ وارواحٍ، غدت ملائكة تملئ السماء بضياء ما بعده ضياء.... لطالما تردد في ذهني اليوم وربما البارحة ايضاً: "لكم يشبه اليوم البارحة"... شاهدنا نفس الطفلة الرضيعة او الام اليتيمة تمر بنفس الارق... بقوافيه الربانية المرة تلو الاخرى... وليس من مفر من الموت ومنها.

من الصعب العثور بين الاكوام على كلمات لاستيعاب فراق اشقاء اعزاء لم التقي بهم قط... اجل، لم يحالفني كرب الحظ والزمان لافعل، لان الحدود وقفت بيني وبينهم... ولان اعاصير الحروب حالت دون جلوس بقاياي معهم...
يسألني صدى البكاء: ما الذي يجمعك بهم طالما لم تلتقيهم ولو لمرة واحدة...
حسناً ساجيبكم... ما يجمعني بهم هو وطن واحد وتأريخ واحد ولغة مشتركة، وغربة... اجل حقاً حتى الغربة وازقة الاغتراب التي نفترشها تجمعنا... حبنا للجبال والينابيع بلا شك مشترك هو الاخر... والدموع... بلى بالتأكيد ذرفناها بحاراً ومحيطات من دماء سماوية...

لا ترأف اسفار الاسى بيّ على ابرياء كابدوا الويلات وكافحوا الذل والمهان وكدوا في البحر وعلى البر وعانوا من البرد والحر والانتهاك والاشواك والاسلاك من اجل لقمة العيش... واقترنوا مجبرين بقذيفة الموت لاحياء بكارة الحياة: اطفالهم... لاضافة ايام اُخر في قاموس عمر الفطرة الانسانية السليمة... ولكن واسفاه اختطفت طائرات النهايات المباغتة عدداً من براعمهم.
اتسأل بدون كلل: ما هذه الرغبة الجامحة للهدم والكره والقتل! متى ستُقتل تلك الرغبة، لتبطل وتُقطع ذاكرة سلسلة زلزال القتل؟

قلت لصديق لي مناضل، باسق القرارات كالسماء الواعدة... من عنفوانه تهتز الارض الراكدة: متى سيأتي اليوم الذي ازوركم فيه حيث ستشهد عيناي شهقة رحلة فيها ضياع وانا القاكم! اجل سارى على زجاج نوافذكم المشروخ صورة والدي مع الوجوه النقية لشهدائكم وهم يعظمون الله ويشكرونه ويوكلون امرهم اليه ويخافون عذابه... واذا بي اتوه في دروب التعجب... ما الذي يخافونه؟ هل سيقاسون اكثر مما اقتُرف بحقهم في حياتهم البائسة اليائسة؟

بعد مسيرة مفتاحين من مفاتيح الدقائق ارى نفسي جالسة فوق التلة، بصحبتكم، اداعب همس النوايا وانتم تشيرون الى المزرعة المدمرة وتهمسون بلغة الشوق عن بداية النهاية... تلك اللوحة المفجوعة من حكاية... قديمة جديدة... مكررة عاتمة... عن شمس مصدومة، مخنوقة، موجوعة غائمة... وبين الحين والاخر تبدو لي قاتمة...

ولكن اعود فاقول بذبول: قاتلو النفوس المعصومة يجب ان يسمعوا البوح والاصوات الطاهرة، الصادرة من داخل النفوس المكلومة... آهاتنا المكتوبة بعباراتنا المصدومة... ستضئ عتمة الشمس ومحرابها ووديانها المحرومة.

وها نحن نودعكم ونحن نردد في مخيلتنا تغريد حسكم الانساني المعهود... ونحتضن قلقكم الازلي بشأن سجل العالم المشهود... بالتهرب من حقوقكم التأريخية المدونة في مجمل المواثيق والاتفاقيات والعهود.

والى ان يحين موعد اللقاء الاولي اترككم وامشي في متاهات البحث بعيداً داخل عمق اخدود النهاية وانا اشم ثراكم ورائحة الدم على اشلاء اطفالنا التي بعثرتها قنابل وقصف وشظايا الظلم.

تحياتي القلبية وتعازي الحارة والصادقة لكل قلب يدوي فيه الصدى... ويتألم...



#وداد_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملة يوم الاثنين من اجل حماية أرواح المدنيين
- امنستي: تحقيق الجيش الإسرائيلي في واقعة قانا هو مجرد تحقيق ش ...
- حملة من اجل المدنيين من كلا الجهتين
- ثالث نداء من اجل لاجئين يصارعون من اجل البقاء
- ثاني نداء من اجل لاجئين يصارعون من اجل البقاء
- من جذوري ووطني استمد إلهامي– حوار مع السيدة وداد عقراوي
- اول نداء من اجل لاجئين يصارعون من اجل البقاء
- نادوا قبل ان يناموا: اغلقوا غوانتنامو
- مناشدة حكومات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا :آن الأوان لع ...
- جولة الى المغرب والصحراء الغربية برفقة تقرير منظمة العفو الد ...
- ورشة عمل منطقة الشرق الاوسط لحملة الحد من الاسلحة
- جولة الى سوريا برفقة تقرير منظمة العفو الدولية
- منتدى الحوار لمنظمة العفو الدولية
- أنا أحب... أنا أذوب
- خارج مجال الرادار
- التسليم السري والمواقع السوداء
- قبيل التحرك العلني لمنظمة العفو بشأن -الترحيل التعسفي للمعتق ...
- مهلاً سادتي... مسعاي انساني فقط
- قلق منظمة العفو الدولية بشأن -عملية هجوم النحل- في العراق
- تقرير حملة الحد من الأسلحة


المزيد.....




- الرئيس الإسرائيلي: إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق ...
- فلسطين تعلق على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ...
- أول تعليق من جالانت على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار ...
- فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقا ...
- الرئيس الكولومبي: قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو منطق ...
- الأمم المتحدة تعلق على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة ا ...
- نشرة خاصة.. أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت من الجنائية الد ...
- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وداد عقراوي - الى الاشقاء من اخوتي الشهداء