أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جبار فهد - مللتُ من أن أشعرُ بالملل..















المزيد.....

مللتُ من أن أشعرُ بالملل..


محمد جبار فهد

الحوار المتمدن-العدد: 6943 - 2021 / 6 / 29 - 00:43
المحور: الادب والفن
    


(باب القوّاد)


اُحدّق لهؤلاء الناس الفقراء
كيف يُمسّدون شبابيك أئمتهم
بأياديهم الملساء والخشنة
التي تحمل الأحجار الكريمة
مُغيّرة الأقدار..
أولئك الأئمة الذين لا أعرفهم..
أولئك المتواجدين في كتب
لصوص الأرواح القُدماء..
أولئك الذين تلاشت أرواحهم
في تلك الأضرحة
المُليئة بالعويل الهادئ..
قد أبهروني بقُدسيّتهم
الخالدة المُريعة..

...

ألقي نظرة أخيرة على
الناس البسطاء الذيــن
يتزاحمون في الصف الأمامي
من أجل سفينة النجاة الخفية..
أتأمّلهم بحسد وغضب..
وأتساؤل؛ عن أين يمكنني أن
أجد هذا اليقين الذي عندهم..
أين أذهب؟.. لأيِّ مكان؟،
لأيّ جحيم فلسفي،
كي أصل لهذه الدرجة
من الطمأنينة العلوية
والراحة الأبدية الخلّابة؟..


__________________________
(الدُخلاء)


الحب المحبوب..
الجمال الجميل..
الشَجاعة الشُجاعة..
الفساد الفاسد..
الصمت الصامت..
الأمراض المريضة..
الآلام المتألمة..
المتاهات التائهة..
الطيور الطائرة..
الثَرثرة المُثرثرة..
الصلوات المصلية..
عبيد
العابد
والمعبود..
الفلسفة
الفلسفية
المتفلسفة..
القلوب المتقلبة..
السكون الساكن..
البغض البغيض..
القباحة القبيحة..
الدناءة الدنيئة..
المعاني المعنوية..
الوجود الموجود..
الجروح المجروحة..
الإغتصاب المُغتصَب..
كلهم في دورانٍ فانٍ مستمر،
هؤلاء الدُخلاء على لُغتُنا الأم..
وحيث هم كذلك،
فلا رأي لهم فيما عنه نتحدث..


_________________________
(دم أبيض)


لديك كلام كثير لا تخبرني به..
لست بخائف، أنك فقط لا تريد أن تشاركه..
لا ترغب في أن تسمعك
لا الأشجار ولا الأحجار..
ولا - حتى - شيخك الأكبر
الذي تزدريه؛ إيلوار..
تريد أن تتركه وترحل،
هذا الذي لو كان بمقدورك أن تبوح بهِ..

...

يتساؤل كل إنسان
ليدفن فضوله بعيداً..
وحين تحين ساعته،
ويبصر الموت على
كفة شيطان أمرد مبتسم،
يخرُّ على الأرض ساجداً..
مرتعباً من اليقين..
مُناجياً خالقُه من أجل
فرصة أخرى..
حياة أخرى..
شبيهة
بالموت
والميتافيزيقيا السخيفة..

...

حتى وأن جاء اليوم الذي أكون فيه وسط
الذين يفهمون كلماتي، حركاتي، اضطراباتي، وجنوني
معرفة تامة.. فلن يعرفوني حقّاً من أنا..
ولن يكون بوسعهم أن يحزروا
ما هو الإسم الأزلي الذي اقتنيته من قفص اللاذكريات..
كيف الذي لا يعرف كُنهه بإمكان الناس
أن تعرفه وأن تناديه بإسمه الحقيقي؟..
كيف باستطاعتها ان تحيا مجددا،
هذه الحرباء التي خُلعت ومُزقت ثيابها الملوّنة
من قِبل الألى أساؤوا فهم العدم والموت،
في ظل خفقات المعاناة المتكررة؟.. كيف؟..

...

لسنا أنبياء..
لسنا خلفاء..
لسنا مكلّفين بشيء..
أننا فقط أطفال صِغار
لم يُدرّسنا أحد بعد كيف نُجيد
اللعب مع دُمانا الساكتة..
فليس الدرس الوحيد الواجب تعلُّمه
من هذه الحياة هو؛ ”المعاناة بلا شكوى“..
قد أخطأ رائد الأحذية؛ ڤان غوخ..

...

ليست الرغبة
هي أسوء شيء
يا سيوران..
أنّه وجودنا ذاته..
فهذا هو الأفظع والأبشع..

...

ثواني.. دقائق.. ساعات.. أيام..
أسابيع.. أشهر.. سنين طوال..
إلى متى أبقى داخل هذا الفج العميق،
من الأخلاق الفاسدة والضمائر المريضة
والأحاسيس الوهمية المنحطة،
الذي يملأ الأرض الخَرِبة؟..


أكره كل شيء..
وعلى الرغم من هذا
البغض القرمزي
والحقد الأبيض،
ألا أنني لا زلت مجبراً لاإرادياً،
مثل أي كائن حي،
بفعل كل شيء..
بتذوق كل شيء..
بمعرفة كل شيء..
آه - لو تعلمون - كم هو مُقزز وقاسي
حين تُجبَر على أمرٍ ما،
فقط لكي تشعر بهذا الرُكام من الزُبالة
الذي يدعى سعادة..

...

البشر الأحياء الأتقياء الذين أراهم وألتقي بهم كل يوم،
وأمام عيوني الكافرة يتناحرون ويضحكون ويبكون..
كلهم.. كلهم يرقدون في داخلي على هيئة
قبور وظُلمات..
زهور وفراشات..
طيور ومحيطات..
ألَم يقُل ذلك پيسوا؟..
”شمس اليوم
ميناءٌ مُظلم في روحي“..

...

إذا كان لعن الآلهة
يُعتبر صلاة.. فأنك
ستجدني أكثر الناس
خشوعاً وعبادةً وتقوى..

...

لسنا طيبين بالفطرة..
لسنا أشرار بالفطرة..
إننا أبناء هذه الآلام والأفكار
الميتة المرتعشة التي تعيش
في بطون السماوات..

...

يختبئون خلفي..
أولئك الذين يحملون
السكاكين الحادة..
يطعنونني بقوّة، وبلا توقف..
طعنتان.. ثلاثة.. أربع.. مئة..
ماتوا وهم غارقين بدمائي..
رحلوا ولم يدروا بأنّهم
كانوا يطعنون الموت الأخرس..

...

لا تهز ضميري
الحروب والمجازر..
ولا الإبادات الجماعية..
لكن أصحاب الكؤوس الحمراء..
الذين يجلسون على عروشهم المطلية
بالزبرجد
والفيروز والمرجان..
مطلقين العنان لضحكاتهم البغيضة..
هم من يثيرون فيَّ حقاً سؤال الحقيقة..

...

لا تلوموني عندما ألعن
آلهتكم واحداً واحداً..
لا تلوموني عندما أبصق
على أصنامكم واحداً واحداً..
فها هنا نحن معاً نعيش..
افتحوا عيونكم
وافغروا فاهكم
وقولوا لي بصدق؛
ماذا جنينا من كل هذه الكوابيس؟..
إيمان؟..
أنتم - يا أغبياء -
أبداً لا تُحاربون من أجل إيمانكم المُزيّف،
بل من أجل لُقمة العيش
والحياة الكريمة
والراحة..
لا أفهمكم..
تبتغون ”الدُنيا“
و”الآخرة“ معاً؟..
كلا.. كلا.. كلا..
أنتم لا تفعلون ذلك
من أجل آلهتكم..
بل من أجل حياتكم
يا حُرّاس الوهم..
قد وصلتم بنفاقكم وخِداعكم،
لدرجة أن ربّكم بدء يخجل
من وصف نفسه بأنّه
أشرس المُنافقين
وأمكر الماكرين..

...

لست أنا مع أحد..
ولا أنا أنا مع نفسي..
أنا سجين هارب
من قبضة العدالة،
لا زال يحومُ حول النجوم
ويقطف الفراغ المُعتم..



#محمد_جبار_فهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات إلٰه مراهق
- مريم والمجنون
- سأشتاقُ لكِ دوماً...
- ترَاويح كافر
- كِلانا...
- التي تُطاردني.. هاتيك الحقيقة.. قد أرتني..
- لا تقرأوني.. فأنا أكتب الكذب..
- القيثارة...
- تُرّهات لامنتمي (لاإكتراثي)..
- فرويد في قبري...
- خُذني...
- آه كم هو مُؤلم...
- حان الآن..
- صراعٌ مع الأغلال الوهمية
- أنا لستُ وحشاً...
- لُعبة الحيارى
- دُخان النار الأزليّة..
- لأنّنا خالقون..
- الإنسان...
- كيف تُفكّر الفراشة...


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جبار فهد - مللتُ من أن أشعرُ بالملل..