أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - قاسم حسين صالح - لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات - المخدرات وشباب العراق















المزيد.....

لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات - المخدرات وشباب العراق


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 6941 - 2021 / 6 / 27 - 23:16
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


ما يعنينا هنا ليس تعداد ما افسده حكم كتل واحزاب اسلامية ،ولا احصاء قبائح ليس لها حد،بل ما فعلوه بأكبر شريحة اجتماعية وأقواها طاقة انتاجية..المتمثلة باكثر من عشرة ملايين شاب عراقي.فبرغم انهم عانوا ثمان سنوات عاشوها في الحرب العراقية الايرانية تلتها ثلاث عشرة سنة من حصار على العراق،فان ما يعانونه الان في زمن حكم احزاب الاسلام السياسي..أمرّ وأقسى وأوجع،ليس لفضاعته فقط بل ولأنه عكس المنطق،لأن النظام ديمقراطي بمعنى انه يعتمد مبدأ العدالة الآجتماعية،وأن قادتهم اسلاميون بينهم معممون يفترض انهم يطبقون حكم الاسلام في العدالة والنزاهة ورعاية الناس.
الجريمة التي ارتكبها هؤلاء (القادة) الفاشلون سياسيا،الذين استفردوا بالسلطة والثروة،انهم ادخلوا الشباب في دوامة سيكولوجية..دوامة توالي الخيبات وايصالهم الى حالة الاحساس بانعدام المعنى من الحياة،والشعور بان وجودهم في العراق لا قيمة له..وكان امامهم حلاّن:الهروب من العراق (الهجرة) او البقاء فيه اضطرارا.ولأن قسما كبيرا منهم ما عاد يطيق الواقع،فانه راح يفتش عن وسائل تمكّنه من الهروب من هذا الواقع،فوجدها في ثلاثة:المخدرات والمهلوسات والانتحار.

كنا تحدثنا في مقالة سابقة عن الانتحار وأوردنا بالأرقام تضاعف حالاته بين الشباب في زمن حكم الأسلام السياسي موثقة بتقارير رسمية وصحافة عالمية تتمتع بالمصداقية..ونوجز هنا ما يثبت تضاعف تعاطي المخدرات والمهلوسات بين الشباب لتروا حجم كارثة لا تعيرها سلطة استغنت وطغت بما تستوجب من اهتمام.

المخدرات

ثمة حقيقة ،وليقرأها من هم في المنطقة الخضراء،ان العراق كان في السبعينيات وما قبلها يعدّ الأقل نسبة في تعاطي المخدرات. وبنشوب الحرب العراقية الايرانية ،بدأت المخدرات تدخل العراق..بل انها بدأت تزرع ايضا بحسب تقارير الاستخبارات الامريكية التي عزتها الى ان انقطاع التمويل المالي للجماعات الارهابية ادى الى زراعة اشهر نبتة مخدرات تسمى (الداتواره) بمناطق في محافضة ديالى،فيما افادت تقارير حديثة لمكتب مكافحة المخدرات التابع للأمم المتحدة تقول بوجود ممرين رئيسين الأول عبر الحدود الشرقية التي تربط العراق مع إيران وافغانستان، والثاني يوصل إلى أوروبا الشرقية ، إضافة الى ممرات بحرية على الخليج العربي تربط دول الخليج مع بعضها..وثغرات واسعة تستخدمها العصابات الإيرانية والأفغانية.
الجديد أن العراق لم يعــد محطة ترانزيت للمخدرات فقط، وإنما تحوَّل إلى منطقة استهلاك بين اوساط الشباب تحديدا . والاكثر من ذلك،ان فلاحين في ميسان وديالى كانوا يزرعون الطماطة توجهوا الآن الى رزاعة الخشخاش والقنب والنباتات المخدرة الأخرى، ونجحت في تسويقها لان الربح فيها سريع ومغري.

والمفارقة ان التقارير الرسمية تفيد بأن مدنا عراقية ذات طابع ديني(كربلاء مثلا) جاءت في مقدمة المحافظات في نسبة تعاطي المخدرات،وان احصائية لمستشفى الرشاد المتخصص في الادمان افادت بان نسبة المراجعين زادت على 70%، وأن التعاطي الذي كان على صعيد الشباب والراشدين، صار الآن على صعيد المراهقين والاطفال ايضا!.وان مخدرات ما كانت معروفة في العراق صار الشباب يتعطونها بالآلاف. فوفقا لوكالة عراق برس اطلق قسم الصحة النفسية بمستشفى البصرة العام صرخة استغاثة لمساعدته بعد رواج تعاطي مادة (الكرستال) بين الشباب ابتداءا بالمراهقين ووصولا الى طلبة الجامعات. والكرستال هذا الذي يشبه زجاج السيارة المهشم يصل سعر الغرام الواحد منه (200)دولارا،يجعل متعاطيه ينسى واقعه ويحلق منتشيا في الخيال.

لم يدرك حكام الاسلام السياسي كارثة اضرار المخدرات بين اوساط الشباب،فهي على صعيد الشاب تؤدي الى: تلف الجهاز العصبي، تعطل الطاقة الانتاجية،ارتكاب جرائم سرقة ،الموت المفاجيء،والانتحار. وعلى صعيد الاسرة يصبح فيها الشجار افتتاحية الصباح وختام المساء،العدوان، قتل احد افراد الاسرة ، الخيانة الزوجية ،ممارسة البغاء والدعارة والقوادة واكراه محارمه على الزنا!..والزنا بالمحارم!!.فيما تؤدي على صعيد المجتمع الى تهرؤ النسيج الاجتماعي،انحرافات سلوكية واخلاقية وجنسية،زيادة معدلات الجريمة،وتراجع القيم الاخلاقية الاصيلة،فضلا عن انها تشغل الدولة بمعالجة المدمنين وملاحقة تجار المخدرات والمتعاطين واضعاف الطاقة الانتاجية وشلل التنمية.
في العاصمة بغداد،افادت التقارير بانتشار تعاطي المهلوسات بين الشباب.ومع تعدد انواعها (سوبيتاكس ،اكستازي ،باركيزول..) فان اكثرها شيوعا هي حبوب «ال سي دي»..وكلها تعمل على جعل متعاطيها يفقد صلته بالواقع،بمعنى ان الشاب العراقي المحبط،المخذول،المأزوم نفسيا..وجد فيها فرصة للهرب من واقع الخيبات والفواجع الى التحليق في عالم من النشوة والانطلاق بلا حدود.
ومرة اخرى نقول،ان السلطة لا تدرك حجم مخاطر هذه الحبوب،يكفي ان نقول عنها ان متعاطيها يذبح الانسان كما يذبح دجاجة،والشاهد على ذلك ان داعش كانت تستخدمه مع مقاتليها الذين كانوا يفجرون انفسهم ويتلذذون بقتل الآخرين ذبحا او حرقا.
وثالث الكوارث الاخلاقية،هي انتشار (الأيدز) بين اوساط الشباب،فوفقا لتصريح مدير عام صحة الكرخ لفضائية الشرقية، فان الايدز عاد الى العراق بعد خلوه منه لثلاثين سنة، وان بغداد تشهد اصابات كثيرة بين الشباب والشابات ،المتزوجين وغير المتزوجين.
نظرية سيكولوجية عراقية.
اعتاد علماء النفس في العالم استخدام الحيوانات (الفئران عادة) لاجراء اختبارات عليها تساعد على فهم الانسان حين يتعرض للضغوط مثلا. وعلى مدى (14)سنة الأخيرة،كان العراق فيها مختبرا سيكولوجيا على ارض الواقع تعرض فيها العراقيون الى ضغوط لم تحصل في تاريخ الشعوب المعاصرة،وقدمت نظريات جديدة لعلماء النفس..نجود عليهم بواحدة منها نوجزها في الآتي:
(هنالك علاقة طردية بين تزايد اقبال الشباب على تعاطي المخدرات والمهلوسات
وبين تزايد شعورهم بالاغتراب والاحساس بانعدام المعنى من الحياة ،
اذا كان حكاّم ذلك الوطن يزدادون ثراءا ويتركون اهله يزدادون فقرا).
خاص بالسلطة:

لأن الأطباء النفسيين وعلماء النفس المختصين بالصحة النفسية هم الأقدر على التعامل مع هذه القضايا،فان لدينا استراتيجية للتعامل معها والحد منها ، وكل ما نطلبه من السلطة هو توفير الفرصة لنا لأنقاذ جيل كامل من الشباب يتعرض الآن الى اخطر ثلاثة قاتلة: المخدرات والمهلوسات والأيدز..ورابعها الانتحار.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزمان..تعيش زمانها
- في الأسلام..الحكّام ميكافيليون وقتلة!
- انتفاضة اكتوبر/تشرين ..بين ثقافة التظاهر وثقافة الأستبداد
- السكولوجيا..شرط نجاح الدراما التلفزيونية - مسلسل 2020 انموذج ...
- الأنتحار في العراق..سببه توالي الخيبات يا مفوضية حقوق الأنسا ...
- الانتحار في العراق..ومفوضية حقوق الأنسان
- الأمام علي ..يستشهد مرتين!
- الحاكم بمنظور الامام علي و..الحاكم في الخضراء
- اللهمّ اني صائم..في التحليل السيكولوجي
- الصوم ....من منظور سيكولوجي
- 9 نيسان 2003 - تحليل سيكوبولتك للسلطة والناس في توثيق للتاري ...
- 9 نيسان 2003 - تحليل سيكوبولتك للسلطة والناس(2)
- 9 نيسان 2003 - تحليل سيكوبولتك للسلطة والناس (1)
- خالد الشطري..شاعر الوطن والفقراء
- الحزب الشيوعي العراقي (3) قلوب الناخبين معه وأصواتهم لغيره!
- الحزب الشيوعي العراقي(2) 87 سنة تضحيات وخيبات
- الحزب الشيوعي العراقي (1) تضحيات دون مكاسب بمستواها!
- ظاهرة نوال السعداوي ، فكر حرّة طليقة أم ..زنديقة؟!
- نوروز..من سومر نحن أخوة
- الدعايات الانتخابية - استراتيجية في فن الاقناع


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - قاسم حسين صالح - لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات - المخدرات وشباب العراق