فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6941 - 2021 / 6 / 27 - 14:45
المحور:
الادب والفن
على زرٍّ ينقرُ أُصبعٌ صغيرٌ
العالمَ ...
يفتحُ رأسَهُ
بينَ يدَيْ الإنسانِ
يغدُو تحتَ سلطةِ الأُصبعِ ...
العالمُ إِلِكْتْرُونٌ يركضُ ...
والأصبعُ
مفتاحٌ يفتحُ دماغَهُ ...
بحكمةٍ
أُديرُ العالمَ...
ورأسِي مقطوعةٌ
أحملُهَا بينَ يديَّ ...
لَمْ تعدْ ثقيلةً على كتفيَّ
كحمارٍ يحملُ أسفاراً ...
يحملُ التاريخَ /
والأسلافَ /
يشمُّ العفنَ والعثَّ
عَبَقًا ...
صارَ عقلِي أمامِي / لَا خلفِي/
صارَ التاريخُ أزرارًا
لَا ورقًا أصفرَ /
يصيبُنِي بالدُّوارِ ...
الفيديُو لسانِي / صوتِي /
الكميُوتَرْ صورتِي / مرآتِي /
المفاتيحُ
العناوينُ
الأشخاصُ دونَ جنسياتٍ ...
عائلتِي / وطنِي /
العالمُ كرةُ يدٍ لَا كرةٌ أرضيةٌ
تدورُ دورتينِ ...
كرةٌ تدورُ وتدورُ وتدورُ
وكلمَا دارتْ يدورُ رأسِي ...
رأسِيَ المفقودُ
أمسكتُهُ بينَ يديَّ ...
فصلتُهُ عنِّي
وقُدْتُهُ بِأصبُعِي يَا :
" MICHEL SERRES" ... !
الحبُّ إلِكْتْرُونٌ زِئْبَقِيٌّ ...
أُغَيِّرُهُ
كمَا أُغيِّرُ بِذْلَتِي ...
فقدَ براءَةَ الإختراعِ الأولِ
فقدَ الأطلالَ وانتحارَهُ !
يَا :" شِيكْسْبِّيرْ "...
لَا أحدَ يفصِلُ رأسَهُ
وينبضُ قلبُهُ ...
لَمْ يعدْ القيسُ مجنونًا
ولَا رُومْيُو عاشقًا ...
صارَ الحبُّ زرًّا
يُثقِنُ تدويرَ رأسِهِ /
وتدويرَ دمِهِ /
هو ذَا الأُصبعُ الحاكمُ / القائدُ /
كَارِيزْمَا العصرِ /
سُوبِّرْمَانُ الأرضِ والسماءِ ...!
هوَ ذَا الرأسُ المحمولةُ
العالمةُ / الحاملةُ لمغارةِ "علي بابا " ...
غدتِْ الأربعينَ حرامِيًا ...!
هوَ ذَا القلبُ الذِي ينبضُ
أكبرَ منْ حجمِ الكفِّ ملاييرَ مرةٍ ...
يعطِّلُ نبضَهُ
صارَ زرًّا / مجردَ زرٍّ /
هوَ ذَا الأصبعُ / الزرُّ / الْغُوغُلُ /
ينبتُ بكلِّ الألوانِ /
بكلِّ اللغاتِ /
بكلِّ الْفُوتُوشُوبَاتْ /
مركزُ الذاتِ /
لا يحتاجُ ورقًا ...
ولَا حبرًا
ليكتبَ قصيدةً ...
فهلْ صرْنَا وصارَ عالمٌ صنعناهُ ...
بالمسطرةِ والْفِرْجَارْ
وبهندسةِ الأساطيرِ والعلومِ ...
هلْ صارَ أُصْبُعًا
مجردَ أصبعٍ ...؟
تلكَ حكمةُ الأصبعِ
أيُّ أصبعٍ سبابةً أمْ وسطَى ...؟
فقطْ إحذرُوا لعبةَ الأصابعِ
فقدْ تُقْطَعْ ...!
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟