أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - شاكر كتاب - التحالفات في العراق















المزيد.....


التحالفات في العراق


شاكر كتاب
أستاذ جامعي وناشط سياسي

(Shakir Kitab)


الحوار المتمدن-العدد: 6940 - 2021 / 6 / 26 - 15:02
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    




لا شك أن المقصود بالتحالف هو إقامة علاقة من طراز متميز بين طرفين أو أكثر تقوم على أسس والتزامات متبادلة تحدده مواثيق تتسع أيضا لتحديد خطوط العمل المشترك وآفاقه المستقبلية.
ولا يقوم تحالف بين أطراف منفصلة جسديا عن بعضها ما لم تكن هناك أسس وضوابط. منها ما هو تاريخي كأن تجمعهما التجربة التاريخية الطويلة من العمل والتعاون أو التواجد في ساحة معينة أو في فترة محددة, وقد تلتقي هذه القوى المتحالفة على بعض المبادئ والعقائد المشتركة. وقد تكون هناك تصورات استراتيجية تجمع هذه الأطراف تتعلق مثلا بأهداف كبيرة ذات صلة بشكل الدولة أو بالنظرية الاقتصادية أو بالعلاقات الاجتماعية المتوخاة. تلتقي هذه القوى أيضا إذا كانت لها مواقف ورؤى سياسية ذات صلة بالواقع القائم وضرورات اتخاذ المواقف المتماثلة إزاءه والعمل بشأنه بشكل جماعي.
لقد شهد العراق منذ فترة طويلة تحالفات متنوعة وعديدة منها ما كان استراتيجيا كجبهة الاتحاد الوطني عام 1956 والتي ساهمت إلى حد ما في التمهيد لثورة 14 تموز 1958 وكذلك تحالف القوميين ضد نظام عبد الكريم قاسم الذي ساهم أيضا بإسقاط نظامه عام 1963. ومن هذا النوع من التحالفات تأتي الجبهة الوطنية والقومية التقدمية التي أعلنت عام 1974 والتي كانت الطموحات فيها تصل إلى حد تحقيق كافة متطلبات الثورة الوطنية الديمقراطية كما سميت آنذاك وصولا إلى بناء الاشتراكية.
من التحالفات ما تقوم على أساس المبادئ المشتركة كلها أو بعضها.
وقد قامت كثير من التحالفات لأسباب انتخابية اعتمدت في ظاهرها على أساس القوائم والتعاون الانتخابي أثناء الحملات الانتخابية المشتركة وفي باطنها قامت على أساس احتواء الكتل الأكبر للأصغر منها وابتلاع أصواتها وجهودها والاستئثار بكل النتائج والمواقع المستحقة. وقد تقوم في لحظات معينة وإزاء مناسبة معينة تعاون لإحياء مناسبة معينة أو المشاركة في مسيرة مشتركة أو مظاهرة أو احتفالية.
لكن من الأسس الهامة لقيام تحالفات ذات منحى استراتيجي هو الأساس الطبقي, فقد يكون لطبقة ما أكثر من كيان سياسي يدعي تمثيل مصالحها ويحدث هذا غالبا لدى طبقات البرجوازية والطبقات الوسطى ويندر أن نجدها لدى الطبقات العاملة والفلاحين. لكن رغم هذا شهدنا تحالفات على هذا الأساس بين ممثلين اثنين للطبقة العمالية في بولندا انتهت بانصهارهما في حزب سياسي واحد. وكذلك الحال ما جرى للحزب الألماني الاشتراكي الموحد.
كذلك الحال للأحزاب ذات الأساس القومي التي قد تتعدد وتتنوع لكنها تشترك في ادعائها تمثل الأمة لذلك ينبغي أن يكون التحالف فيما بينها استراتيجيا لولا أن الأساس الطبقي لكل منهما قد يحول دون ذلك. ولدينا في الأحزاب القومية العربية والكردية في العراق ما يؤكد ذلك.
وقد يكون الأساس الوطني أقوى من غيره في ظرف تعيشه البلدان يتطلب وحدة الصفوف من أجل تحقيق أهداف وطنية محدد مثل تحرير البلاد من الاحتلال ، تغيير النظام القائم أو إصلاحه أو إنقاذ البلاد من مخاطر جدية محدقة بها.
من الممكن جدا أن يفتح العمل المشترك بين القوى المتحالفة آفاقا واسعة للتقارب اكثر وصولا إلى الاندماج أو أن يكشف العمل المشترك عن أسباب عديدة لانفراط التحالف والافتراق وأحيانا تصل ألأمور بهم إلى حد الاقتتال بين الأطراف المتحالفة نفسها.
إن واقع التحالفات في بلادنا اليوم تعتريه سلبيات كثيرة.
أكثرها خطورة تحالفات أحزاب السلطة التي تقوم على أساس البقاء في السلطة ومواصلة تقاسم الحصص والامتيازات وخيرات البلاد في ظل ارتهان العراق بمصالح أكثر من دولة أجنبية. وهناك أحزاب وطنية يشهد لها التاريخ بخبرتها الغنية في هذا الشأن فتستفيد الحركة الوطنية في يومنا هذا من هذه الخبرة بالرغم من وجود حاجات أخرى عديدة لتحالفاتها تتعلق بفاعليتها الجماهيرية وامتداداتها الشعبية.
ويغلب على الأحزاب التي انبثقت أو تأسست بعد عام 2003 والتي لا زالت تتأسس وتنفرط لتنهض غيرها بديلا عنها يغلب عليها أنها تأتي بقرار شخصي لتمثل أغراضا شخصية تتعلق بـ "السيد القائد" ذاته وغالبا ما يرتبط اسم هذه الأحزاب باسم صاحبها الشخصي. وغالبا ما تتأسس قوى معينة لأغراض انتخابية حصرا يكون الغرض منها الدخول في الانتخابات ثم لينفرط عقدها بعيد الانتخابات مباشرة أو أنها تدخل مرحلة السبات انتظارا لانتخابات لاحقة. وتقوم أحزب كبيرة بتأسيس واجهات حزبية لها يمكن تسميتها بالأحزاب الحزبية التي تنبثق لدعم الأحزاب الأم واستقطاب الجمهور الذي قد تعجز تلك الأحزاب المؤسسة من النشاط في صفوفها. وهذه هي الأخرى مكتوب لها أن تنفرط وتختفي مباشرة بعد إعلان نتائج الانتخابات.
لقد صدرت أكثر من دراسة تسمي الحالة التي تمر بها بلدان مثل بلادنا بحكم التفاهة. وإذ لا نرى تطابقا كبيرا بين هذا المفهوم وبين ما يجري في العراق لكن المؤشرات التي شخصتها هذه الأقلام التي دفعت هذا المصطلح إلى الواجهة هي كثيرة وتستند إليها في تحديدها هذا. منها أن الثقافة السائدة تمتاز بالتفاهة. فالأمية بشتى أنواعها منتشرة وصولا إلى الأمية السياسية دون التوقف عند المستوى الثقافي الضحل عند بعض " قادة " التجمعات الجديدة والتي تنبثق يوميا بالعشرات. إن ثقافة التفاهة هي نتاج طبيعي لمنظومة سياسية اقتصادية شاملة تلف كل البلاد بتفاهتها وفراغها من كل محتوىً ذي قيمة أو فائدة. تلك الثقافة تستدعي بالضرورة أساليب عمل تافهة مضحكة وأحيانا مخجلة, منها حب الظهور ومنها ارتداء ثياب العظمة الخاوية ومنها اللجوء إلى أساليب التسقيط والشتيمة والتشهير نتيجة الإفلاس الذي يشعر به صاحبه وغيرها ما لا يليق التوقف عندها من أساليب. لكن بالتأكيد يمكننا وضع الأصبع على مرض عضال يصيب البعض منهم وهو استفحال الأنا المريضة. تلك حالة صارت ملازمة لكثيرين وهي ذاتها التي تحول دون قيام تحالفات فيما بين هذه الكتل الصغيرة والتي يتكون بعضها من شخص واحد لا أكثر. إن الخيال الشخصي المريض يرافق البعض من " قادة" التجمعات البسيطة فيوهمون أنفسهم بآمال وردية لا تتعلق بالشعب والوطن بقدر تعلقها بشخوصهم التي يرونها قد اعتلت المناصب والعروش. وهذا سبب آخر في الحيلولة دون عقد تحالفات قوية نوعا ما بينهم. كما أن بعضهم يتمسك بالشعارات غير ذات المصداقية أو الواقعية. فمنهم من يتحدث عن ثورة وانقلاب ودعم دولي وتحرير شامل وغيرها وهم لأجل ذلك يرددون بلا كلل شعارات: توحيد الكلمة وتوحيد الصفوف والجبهة الواسعة والعريضة. ولا يترددون عن رفع شعارات ثورة تشرين الباسلة والادعاء بقيادتها أو تفجيرها مرة ثانية دون الاستفادة من الخبرة الوطنية الهائلة التي تقدمها انتفاضة شعبنا الكبرى ومن تجاربها الإيجابية منها والسلبية.
لقد دعوت سابقا وأكرر دعوتي اليوم إلى الأحزاب الوطنية الكبيرة المعارضة اليسارية والمدنية الديمقراطية للالتفات إلى هذه القوى الصغيرة ومد يد العون إليها عن طريق احتوائها أو مساعدتها في تنظيم صفوفها وتوحيد كياناتها في كيان سياسي واحد. وندائي هذا أوجهه إلى الإخوة الطيبين في هذه التجمعات إلى ضرورة عدم هدر الجهود والوقت والتوجه الفوري نحو توحيد العمل في أطار واحد موحد نخدم من خلاله الشعب والبلاد ولتكن الوطنية هي الأساس الذي تقوم عليه هذه الوحدة.



#شاكر_كتاب (هاشتاغ)       Shakir_Kitab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد السياسي المعارض في العراق
- مات الأخضر وما ماتت مشاغله!
- قدس الأقداس
- سفر الفقراء
- عقدكم السياسي مرفوض أيها السادة!!!.
- من أسس الأحداث
- التظاهرات بين أنياب التخريب ( 2 )
- التظاهرات بين أنياب التخريب
- المدنية الوطنية في العراق اليوم
- العقيدة الوطنية تنتصر في العراق,
- الفساد السياسي أساس كل فساد.
- الحصار من جرائم الإبادة الجماعية
- مؤتمرنا البديل
- إجراءات فورية لحكومة الإنقاذ القادمة
- الوطنية بين ركام الخراب
- بين إرادتين
- دلالات دعوة العبادي للحوار
- الدولة البديلة ( دعوة لأحلام وطنية )
- هذا ما تبقى لكم
- القلم


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - شاكر كتاب - التحالفات في العراق