أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح المشعل - الأغنية القاتلة .














المزيد.....

الأغنية القاتلة .


فلاح المشعل

الحوار المتمدن-العدد: 6939 - 2021 / 6 / 25 - 20:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انعطفت الأغنية من مسارها العاطفي الرومانسي السابح بين بفضاء الانوار والازهار والمطر والحب والذي يكثف الجمال البشري ببعديه الروحي والوصفي، بأتجاه تحية موقف النضال السياسي لرموز وطنية مؤثرة بحركة التاريخ، أو للتغني بشجاعة الإنسان حين يدافع عن حريته وحقوقه ووجوده في عالم عادل، هكذا تفاعلت معها شعوب الأرض لتبني عليها مجدها في موسيقى تغترف أنغامها من نوتة البيئة وإيقاع احلامها بأناشيد وأغاني وطنية تكرس العاطفة والجمال .
ذلك الانعطاف الذي أنتج الأغنية السياسية أو الوطنية بالمسمى المحلي ، تكرس سلبيا في عالمنا العربي حين تحول من تمجيد الأمة الى تمجيد "زعيم " الأمة ، فأصبحت الأغنية الوطنية إحدى ماكنات فاشية السلطة بثرثرتها التي لاتتوقف عن إعادة صياغة قاتل تافه ووضعه بقالب إله مجيد يؤشر بيده اليسرى فيهطل الخير ويشهر اليمنى حاملة السيف فتأتي الانتصارات العظيمة ، لعبة نصب واحتيال احترافي متبادلة بين الرئيس "التاريخي " وجوقة الموسيقيين ونظرائهم كتاب الاغاني، كوميديا سخيفة بإيهاب مقدس تفرضه إرادة السلطة التي مهما قدمت لقائدها تجد نفسها عاجزة عن إيفائه حقه لأنه "هبة السماء للأرض " كما قال أحد الدجالين !؟
الأغنية الوطنية التي كانت تهلل للموت على نحو تفوق على خطاب الفاشية الهتلرية، جاءت بثقافة إسقاط الذات الجماعية وتكريس عبوديتها للفرد استعادة زمن العبودية نغميا ً، بعد أن تحولت لأداة قاتلة وورشة للامراض النفسية التي غذت جذورها لدى "الرئيس" والشعب في وقت واحد، الرئيس حينما يدخل الحمام ويردد الاغاني التي تمجد به ،والشعب حين يغنيها ويرقص معها في الاعراس !؟
السقوط مراحل كما هو النجاح ومضت الأغنية الوطنية العمياء بسقوطها الفني، لأنها لاتفرق بين البناء اللحني والإيقاعي للغناء السياسي الذي يؤرخ للحظة سياسية، واختلافه عن الغناء العاطفي وتدرجاته التعبيرية الذي يصلح لجميع الأزمنة كما غنى السومريون قبل الآف السنين ثم لتظهر أصداءهم في غناء داخل حسن وحضيري أبو عزيز وناصر حكيم ومسعود العمارتلي، النغم حين يكون وشما في السلالة الجينية، كان المرحوم طالب القرغوه لي يغضب حين ينفتح الحوار بهذا الشأن، وهو المسؤول الأول عن وضع الاغنية العاطفية الراقية في خدمة الرئيس وسلطته الفاشية، وكذا الفنان فاروق هلال اعتذر وأنهى اللقاء معي في بيته الكريم حين أخبرته بأنهم يقودون الاغنية الفاشية حين تكرس لتمجيد القاتل .
تواصل سقوط الاغنية .. وكانت مصدرا للرزق لمجاميع كبيرة من المغنين والملحنين وكتاب الاغنية الذين يسوقهم جوع الحصار من البصرة والناصرية والعمارة وبقية مدن الفقر نحو دائرة الاذاعة والتلفزيون، حتى اصبح اسم " الرئيس " إشارة الموافقة لقبول الاغنية وصرف مكافأتها المالية ، هناك أغاني أفظت بصاحبها أن يكون مديرا عاما، وأخرى حققت مكاسب خيالية مثل دخول الجامعة دون شهادة اعدادية مع هدية سيارة حديثة ومسدس يسمح لك بقتل كل من يتجاوز على الرئيس، والأكثرية كانت تحلم بلحظة لقاء الرئيس الذي استلب حكاية الفانوس السحري .
آخر تدوين لأنتهاكات الاغنية الوطنية القاتلة أنها دخلت كعامل سمسرة اضافية بالانتخابات العراقية ، أغاني مضحكة وسخيفة لدرجة الغثيان، فهي تتغزل بشعيط ومعيط من نواب واسماء لقادة احزاب ورؤساء ابرعوا بخراب العراق وقتل أبنائه، ثم تنتهي الى الغناء بالعشاير ومجالسها الأخيرة التي أخذت دور السلطة والسلاح المستهتر بعد تراجع العراق الى مرحلة ماقبل الدولة،كما تراجعت الاغنية الى ماقبل الاغنية والانسان !؟
ابتذلت الأغنية وسقطت كمعطى جمالي ابداعي بعد أن تحولت الى سلعة تجارية يقبل عليها الأميون وذوو العاهات المرضية من اشباه السياسيين، تحت مبدأ غني ماتشاء فلا رقيب ولاحسيب في زمن التفاهة .



#فلاح_المشعل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران بلا قناع .
- العراق العلني ، العراق السري!
- مليارات ذكية وأخرى غبية .
- توارث الجريمة السياسية - الثقافية .
- الهتاف للسلطة بكونه عبودية مستدامة .
- ايران وضريبة النووي .
- أزمة الناصرية .. أزمة العراق . ح٢
- أزمة الناصرية ..أزمة العراق .
- الأزمة المستمرة .
- العراق .. حلم الديمقراطية وواقع الاستبداد .
- زيارة امريكا .. كيفية استثمارها ؟
- نظام فاسد ..أمن فاسد !
- العراق ..اللادولة .
- مجلس نواب أم مجلس نهّاب ...؟
- الاستعراض والمظاهرات والمخاوف ...!
- دموع الكرادة والكامن الشيعي ...!
- رسائل الصدر الصريحة ، عراق مابعد داعش ....!
- مؤتمر باريس ، أهو مقدمة للتغيير ...؟
- العراق مابعد داعش ؛ نظام أم انتقام ...؟
- اعتصام النواب ، خداع ديمقراطي ..!


المزيد.....




- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...
- مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
- السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي ...
- القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
- في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
- مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
- نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح المشعل - الأغنية القاتلة .