أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - فالنضف كلمة - لا - الى قاموسنا السياسي














المزيد.....

فالنضف كلمة - لا - الى قاموسنا السياسي


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 482 - 2003 / 5 / 9 - 04:41
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



 

 عقود من الزمن مرت وشعوب الشرق الاوسط عامة والعراقي خاصة، قد نسوا كلمة لا وكأنها لا توجد في اللغة وغير مدرجة ضمن المفردات التي يعلمها الاباء والامهات أطفالهم. ربما لانة حتى الكبار لم يستخدموها طوال حياتهم أو لانها كلمة إن خرجت من فم صاحبها طار رأسة وقلع من جسدة أو عوقب بصفعة.
منذ نعومة أظافرنا عودونا على كلمة أخرى مناقضة حلت محل" لا" وبها إنتحرنا وجلبنا المصائب لانفسنا وللاخرين و لكل من حولنا.  قيل لنا لاتقل "لا" لابيك أو أمك  وهذا جائز ومعقول في أغلب الأحيان ولكنة يعودنا على الخضوع وعدم التفكير. قيل لنا لا تقل لا لأخيك الاكبر وجيرانك وأقربائك وكل من هو أكبر منك بيوم أو دقيقة، وهذا أيضا معقول. فالذي هو أكبر منك بيوم يعرف أكثر منك بيوم ولا يهم إن كان ذلك الشخص قد نام في ذلك اليوم أو كان سارحا في حب نفسة فهو أكبر منك فالوقت هو الذي يحدد كمية العقل وليس العلم والمعرفة. قيل لنا لا تقل" لا" للمعلم فهو كالرسول ومن علمك حرفا صر له عبدا ولا يهم أن كان ذلك المعلم بعثيا كافرا أ ومنافقا أو إنتهازيا مستعدا أن يغير التأريخ و الجغرافية ويلعن سلف سلفاه  من أجل حفنة دراهم. قيل لنا لا تقل "لا"  للشرطي والجندي والحزبي والمسؤول ورجل الامن والضابط والطيار والدكتوروالمهندس وموظف الاوروزدي  وكل من في السلطة فخرسنا وقوى صوت الحاكم ولصقت أيادينا بصدورنا من كثرة  التشكر.
لقد قيل نعم  لكل من هب ودب. نعم للخدمة، نعم للمسيرات والمظاهرات، نعم للرقص في قصر المختار والشيخ، نعم للطلائع و للمعلم والمدير، نعم للحزب ولإتحاد الطلبة والشبات، نعم للبعث، نعم للحرب، نعم لكتابة التقارير، نعم للتصنت، نعم للجيش الشعبي، نعم للجلاد ، نعم للقتل، نعم لهتك الاعراض، نعم لقتل الابرياء، نعم لدفن الاحياء، وقيل نعم نعم نعم للقائد صدام. الى أن جرى ما جرى و حصل ما حصل. وكل المصائب أتت عندما أحلنا نعم بدلا عن لا.
لقد ولد صدام وصار صداما عندما حذفنا "لا" من قاموسنا وخرج الملايين للترحيب به. لقد صار صدام دكتاتورا عندما حمل على الاكتاف. لا أخترع شيئا عندما أقول أن الشعوب هي التي تغلق الدكتاتوريات. قد تكون لدى  صدام أفكارا دكتاتوريه منذ صغره  وسعى لتحقيق أحلامة المريضة، ولكن الشعب العراقي سهل لة هذه المهمة بسكوته أحيانا ورضاه أحيانا أخرى. الى أن تحول الى طاغية وسفاح لا يستطيع أحد سبر غورة والبقاء تحت كنف حكمة المستبد. 
التصفيق والهلاهل والتملق السياسي جعلت من صدام يصدق أكاذيبة ويعتبر نفسة عبقريا وينصب نفسة قائدا للامة العربية و حولت نفس الشعب العراقي الى أسير بيد جلاده.
في هذه الايام العصيبة والحساسة من تأريخ الشعب العراقي وبعد الاطاحة بصدام، تجري في العراق عملية تشكيل العراق الجديد والمستقبلي وسط جيوش تتواجد في العراق ودول مجاورة لا تتردد في التدخل في الشؤون الداخلية وأحزاب سياسية متأثرة لحد العظم بالثقافة السياسية المتوارثة عبر الاجيال، وشعب لم يألف الديمقراطية. هذة الظروف تتطلب من الجميع الارتقاء الى مستوى المسؤولية وأن يقولوا "لا" لكل ما هو خارج أرادتهم. وأن لا يرفع أحد على الاكتاف مهما كان مخلصا. فالحاكم يجب أن يخدم شعبة دون شكر. وكل من يعمل يجب أن يخلص في عملة دون ترفع وطاعة. والجيوش يجب أن تحافظ على الامن دون تسلط. ولنقل لا لكل ظاهرة سلبية مهما كانت مصدرها. لقد ذهب صدام واحد والف صدام ينتظرإن سكتنا وقلنا لهم نعم.  

 

 



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرشحوا القنوات العربية لحكم العراق
- نطالب أمريكا بتسليم صدام وزمرته الى الشعب العراقي لمحاكمتهم
- القنوات الفضائية المعادية لأمريكا ترسخ الوجود الامريكي في ال ...
- الرهان على الجلاد والفخ
- الى متى ستدافعون عن السفاح و الطاغية صدام؟
- خمسة أسطر وليست ستة الى مؤتمر إخواننا الشيعة
- هل ستنجح إستراتيجية حزب العدالة و التنمية الحاكم في تركيا تج ...
- المعارضة وأمريكا وصدام سيضعون العراق تحت الانتداب الجماعي
- لا يحق للعراقيين فقط التدخل في شؤون العراق!
- حقوق التركمان في كردستان العراق وحقوق الكرد في تركيا


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - فالنضف كلمة - لا - الى قاموسنا السياسي