أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زاغروس آمدي - (8) تأريض الإسلام















المزيد.....


(8) تأريض الإسلام


زاغروس آمدي
(Zagros Amedie)


الحوار المتمدن-العدد: 1637 - 2006 / 8 / 9 - 08:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" المصطلحات التجارية في القرآن" ـ دراسة جديدة تثار للمرة الأولى في التاريخ الإسلامي عن القرآن.
من الثابت في سيرة "سيد المرسلين" محمد بن عبدالله أنه عمل في التجارة منذ حداثة سنه، ومايدعم ذلك أن جميع كتب السيرة القديمة التي تناولت حياته كسيرة ابن اسحاق وسيرة ابن هشام وغيرهما، ذكرت واقعة تَعرُف الراهب بحيرة على خاتم الرسل منذ أن كان غلاماً حدثاً،وذلك عندما رافق عمه أبا طالب في رحلته التجارية من مكة إلى بلاد الشام التي رواها كتاب السيرة: "ثم إن أبا طالب خرج في ركب إلى الشام تاجراً، فلما تهيأ للرحيل، وأجمع السير صب[1] له رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بزمام ناقته وقال: يا عم إلى من تكلني لا أب لي ولا أم؟ فرق له أبو طالب وقال: والله لأخرجنَّ به معي ولا يفارقني ولا أفارقه أبداً."[2] وتذكر كتب السيرة أن الراهب بحيرة الذي كان يقيم في بصرى الشام ،تنبأ له بشأن عظيم، ومما يدل على صغر سنه آنذاك أنه استبعد في بادئ الأمر عن دعوة الطعام التي أقامها الراهب بحيرة للركب التجاري، إلى أن أصر بحيرة على حضوره. ونظراً لأمانته وأخلاقه العالية وافقت شهبندرة تجار مكة السيدة خديجة بنت خويلد على إلتحاق محمد "زوج المستقبل" بفريقها التجاري، واستمر يعمل تاجراً عندها بعد زواجه منها.

ولو فرضنا أن محمد كان في الثانية عشرة أو الرابعة عشرة من عمره حسب ما تذكر المصادر القديمة ،في أول رحلة تجارية له عند لقائه الراهب المسيحي،فيمكننا بسهولة أن نقدر فترة عمله في التجارة بست وعشرين سنة على الأقل، إذا فرضنا أنه تفرغ نهائياً لنبوته في الأربعين من عمره. وهذه فترة كافية أن يكسب فيها خبرة تجارية، ويبدو أنه كان تاجراً ناجحاً في تجارته بدليل أنه تضاعفت ثروة زوجته "خديجة بنت خويلد" ، كما تضاعف حبها له.

من خلال عمله كتاجر طوال هذه الفترة لابد وأنه تعامل مع كثير من أقرانه التجار وتداول لغة تجارية رسخت المصطلحات التجارية في ذهنه، واضطلع على أسرار هذه المهنة القديمة. وانعكس ذلك جلياً واضحا في حقيقتين واضحتين في القرآن، تغافل عنها أهل الذكر والراسخون في العلم ولم ينتبه إليها المستشرقون:


الحقيقة الأولى:

إن تناول "القرآن العربي" للمواضيع والقضايا التجارية بشكل دقيق ومفصل يدل على خبرة تجارية واسعة عند صاحب الوحي ، بينما كان التلبك والإرتباك واضحا في تعامل هذا الوحي مع القضايا الإجتماعية كالزواج الشرعي من زوجة إلى أربع زوجات،فعلى الرغم من إقراره بعدم إمكانية تحقيق العدالة في التعامل مع أربع زوجات[3] وهذا يعني وقوع ظلم محتَّم على الزوجات،ومع ذلك شرَّع "النذير المبين"زواج المسلم من أربع زوجات، ولم يبين السبب لماذا حدد عدد الروجات بأربع، وليس باثنتين أو ثلاثة مثلاً؟ كما أغفل "الذكر الحكيم" ذكر السبب في السماح بالزواج غير الشرعي المتمثل في إباحة ركوب عدد لامحدود من الإمات والسراري والجواري جنسياً، وحرمانهن وأبنائهن من كافة حقوقهم اسلامياً، وتشريع زواج المتعة والتناقض الصريح المقرون بالإرتباك الواضح في التعامل مع حالة الخيانة الزوجية والزنى والإغتصاب، وكذلك التغاير والتناقض في التعامل مع المرتد واللاديني وأهل الأديان الأخرى ،وغيرها من القضايا الإشكالية الأخرى في الإسلام. بينما نجد أن هذه الآية التالية على سبيل المثال، تبين تفاصيل تجارية دقيقة تؤكد على ضلوع صاحب الوحي في التعامل التجاري:


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ." البقرة الآية 282.



الحقيقة الثانية:

إن تداول القرآن للكثير من المصطلحات التجارية ليس فقط للدلالة على معانيها الحرفية الثابتة والمعروفة، وإنما استعمالها في الكناية والتشبيه والمجاز والبلاغة للدلالة بها على معاني واشياء لاصلة لها بمعناها الحرفي والحقيقي، فيها دلالة واضحة على رسوخ هذه المصطلحات التجارية في ذهن ولغة ملهم هذا الوحي. وليس خافياً على أهل الثقافة والأدب تأثير اللغة المهنية عندهم في كتاباتهم غير الإختصاصية، ففي كثير من الأحيان نستطيع أن نتعرف على مهنة صاحب المقال أو الكتاب أو أي نوع أدبي أو ثقافي آخر من خلال قراءتنا لكتاباته. فالطبيب الذي نقرأ له في مجال السياسة أو الأدب أو الثقافة نجد أنه يلجأ إلى استخدام المصطلحات الطبية مجازاً أو تشبيهاً ليدل بها على معاني ثقافية مختلفة بعيدة عن الطب. وما ينطبق على الطبيب في هذا المجال ينطبق على غيره من أصحاب المهن الأخرى كالقاضي والمفتي والمحامي والمهندس والفيزيائي والكميائي والتاجر والفلاح وغيرهم. الذين نجد حتى في لغتهم اليومية المتداولة في محيط الأسرة والمجتمع وسواءً في الشأن الخاص أوالعام شيوع مفرداتهم المهنية في تعابيرهم المجازية والتشبيهية. أما فيما يتعلق بلغة "أحسن الحديث" فنجد كما ذكرت بسهولة شيوع استخدام المصطلحات التجارية في حالات المجاز والتشبيه والبلاغة وغيرها من الأجناس الأدبية، وفيما يلي بعض الأمثلة التي تؤكد ما ذهبت إليه:



المثال الأول:

"اِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ." فاطر الآية 29.



في المقطع الأخيرلهذه الآية:" يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ." نجد أن المقصود بالتجارة هو الثواب أو الجزاء أو العطاء. وهنا التشبيه واضح وبليغ جداً، إذ من المعروف عند العرب آنذاك مدى الربح الذي تدره التجارة. ولو جاءت هذه الآية على لسان مزارع في بيئة زراعية لقال "يرجون حصاداً لاينتهي". أو يرجون صيداً كبيراً لو قالها صياد أسماك يعيش في بيئة بحرية. فتشبيه الثواب هنا بالتجارة مجازاً للدلالة على كثرة الثواب والأجر يدل على ممارسة صاحب الوحي لمهنة التجارة ولاسيما إذا تكرر ذلك بشكل ملفت للنظر، فتعدد وتكرار استعمال هذه المفردات التجارية بهذه الصورة في "الحكم العربي" يؤكد لنا ذلك.



المثال الثاني:

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ." الصف الآيتان 10ـ11.


هنا نجد أن صاحب الوحي يُشبِّه مفهوم التجارة لجملة من المعاني الكبيرة دفعةً واحدة،وهي الإيمان بالله والإيمان بمحمد كرسول له، والجهاد في سبيل الله بالمال والبنين. وكأن "الصادق الأمين" يدرك تماماً ما للتجارة من مكانة رفيعة جداً عند عرب مكة ويثرب، وما لها من مردود عند من يتوجه بالخطاب إليهم. وهذا يُفنّد عالمية الإسلام، لأن مفهوم التجارة ليس له صفة محمودة بنفس القدرعند سائر المجتمعات الأخرى. إلا أن مادفع صاحب الوحي لقول ذلك، ما هو إلا لرسوخ مفهوم التجارة في ذهنه لتعلقه ولإمتهانه لهذه المهنة ونجاحه فيها، بإلإضافة إلى الربح الكبير الذي كانت تدره التجارة عند أغنياء مكة. ثم أن في هذا التشبيه دفع قوي لفقراء مكة إلى الإيمان بدعوته ليحصلوا على تجارة تفوق تجارة أبوسفيان بن حرب أو تجارة ابن العاص أو تجارة خديجة بنت خويلد، تلك التجارة التي كانوا لايقدرون عليها. ولو قيل في هذه الآية: "هل أدلكم على "طريقة" أو "فضيلة" أو "زراعةٍ" تنجيكم من عذاب أليم." لكانت أبلغ وأدل على تلك المعاني لما في الفضيلة من معاني وقيم سامية وما في الزراعة من كدح وتعب وجهد ومردود شريف وإنتاج نقي وفائدة عظيمة، على عكس التجارة التي تحمل في جوفها عموماً معاني منحطة ومبتذلة كالغش والخداع والكذب والإحتكار والربح السريع والغير شريف غالباً. إلا أن بيئة مكة هنا ومكانة التجارة فيها وامتهان محمد لها دفعت بصاحب الوحي المحمدي إلى الإستعارة بمصطلح "التجارة" للدلالة على تلك المعاني من دون وعيٍ منه طبعاً.

إلا أن أخطر مايكمن في عملية تشبيه الإيمان بالتجارة، هو إكتساب الإيمان بنفس الوسائل الوضيعة التي يلجأ إليها التجار لكسب المال.والمعروف أن المال والفضيلة متنافران،ولايمكن تكديس أو تجميع إي مال إلا بحرام، أي بأساليب وحيل غير أخلاقية، فكيف يمكن تشبيه أسمى معنىً على الإطلاق،إلا وهو "الإيمان بالله" بالتجارة؟


المثال الثالث:

إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ." التوبة الآية 111.



إن مصطلحي البيع والشراء، تردد استعمالهما في "النَّبَأِ الْعَظِيمِ" تعبيراً عن الأجناس الأدبية المختلفة، فنجد هنا أن صاحب "الذكر الحكيم" استعمل فعل "اشترى" مجازاً ليعبر لهم عن تعويض كبير وهو جنات عدن اقيمت للمتقين مقابل أن يَقتلوا ويُقتلوا ويسفكوا الدماء في سبيل إعلاء كلمة "المنتقم الجبار". والسؤال هنا: لماذا لجأ صاحب "القول الثقيل" إلى عمليات البيع والشراء في قضايا الإيمان والجهاد؟ والجواب هو ببساطة ـ كما ذكرت سابقاً ـ رسوخ المفردات التجارية وتردديها عند صاحب "القول الثقيل" هو السبب الأهم في استخدام هذه المفردات.


وفيما يلي المزيد من الأمثلة الأخرى في "الكتاب المسطور" التي يرد فيها المفردات المستعملة في التجارة مثل: بيع ـ شراء ـ زان ـ ميزان ـ موازين ـ مثقال ـ دينار ـ قنطارـ كال ـ كيل ـ تجارة ـ مال ـ ربح ـ خسر...الخ:



"وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ." البقرة الآية 207. أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ." البقرة الآية 16. "لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ." النساء الآية 29. "وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كسادها." التوبة الآية 24. "رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ." النور الآية 37. "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ." البقرة الآية 254. "وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا." البقرة الآية 275. "مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ ." إبراهيم الآية 31. "الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ." الكهف الآية 46. "وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّا ." الفجر الآية 20. "وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ ." هود الآية 84. "وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ." هود الآية 85. "اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ ." الشورى الآية 17. "وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ." الحديد الآية 25. "وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا." الأنعام 152. "فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ." الأعراف الآية 85. "أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ ." يوسف الآية 59. "مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ." يوسف الآية 63. "فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ ." يوسف الآية 88. "وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ." الإسراء الآية 35. "وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم." الأعراف الآية 9. "وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ." المؤمنون الآية 103. "أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ ." الشعراء الآية 181. "وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ." الرحمن الآية 9. "وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ." المطففين الآية 3.



ومن المهم أيضاً ذكره في هذا المجال ،أن "الرسول العربي" لما أراد الحصول على ولاء أصحابه له،استخدم المصطالح التجاري "البيع" في ذلك، حين دعا أصحابه إلى مبايعته، إي أن يبعوا ولاءهم له مقابل الغنائم التي كان يوزعها عليهم "النبي الكريم". وفي اللغة "البَيْعَةُ : الصفقة يتم بموجبها تبادل شيء بمال.أو البيعة: المعاهدة على قبول الخلافة أو الولاية والطاعة لصاحبها، أعطى المسلمون البيعة لأبي بكر الصديق بعد وفاة الرسول الكريم ج بَيْعَاتٌ. بَايَعَ يُبَايعُ مُبايَعةً وبِيَاعاً. بايعه: عقد معه البيع. بايع فلاناً على أمر: عاهده عليه؛ بايع المسلمون أبا بكر بالخلافة بعد وفاة الرسول. المحيط. وفي الغني "بَيْعَةٌ ج: بيعات. 1."جَرَتِ البَيْعَةُ في السُّوقِ" : الصَّفْقَةُ على عَقْدِ البَيْعِ. 2."جاءتِ القَبائِلُ لِتُقَدِّمَ البَيْعَةَ لِلْمَلِكِ" : الطَّاعَةَ، المُبايَعَةَ. بَايَعَ ،بايَعْتُ، أُبايِعُ، بايِعْ، مصدر. مُبايَعَةٌ . 1."بايَعَهُ سِلَعاً" : عَقَدَ مَعَهُ الْبَيْعَ. 2."بَايَعَتِ القَبائِلُ الْمَلِكَ" : قَبِلَتْ سُلْطَتَهُ وَخِلاَفَتَهُ وَعَاهَدَتْهُ عَلَى الوَفاءِ بِهِ. 3."بايَعَهُ عَلَى الوفاءِ" : عاهَدَهُ.



بالإضافة إلى شيوع هذه المفردات التجارية في "الوحي المحمَّدي" كنتيجة طبيعية لِلُغَةِ رجل مارس التجارة قرابة ثلاثة عقود، ثمة مفردات أخرى كثيرة تردد ذكرها في "الذكر الحكيم" تتعلق بالبيئة العربية الصحراوية البدوية، مما يدل على محليَّة "القرآن العربي" مثل: "ناقة ـ جمل ـ إبل ـ بقر ـ نخل ـ قطمير وما شابه، كما تدل بصورة أو بأخرى على تأثر صاحب الوحي و"القول الفصل" بلغة بيئته الصحراوية، فمصطلح القطمير مثلاً: "وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ." فاطر 13. والقطميرهنا: هو القشرة الرقيقة بين النواة والتمرة. معروف فقط عند أهل النخل ، فكيف لسائر العالمين الإهتداء إلى معنى القطمير. وهذا مثال واحد فقط. ومما يدل على رسوخ المصطلحات البيئية في ذهن الرسول العربي أنه ذكر مفردات مثل شجرة "النخل" مثلاً أربع عشر مرة، بينما لم يذكر مطلقاً شجرة "التفاح" أو "جوز الهند" أو "الفستق" أو "المانجة" وغيرها، وكذلك جاء ذكر الإبل والجمل والناقة مرات كثيرة في "الحكم العربي" بينما تم ذكر "الفيل" مرة يتيمة،أما الدببة بأنواعها والكانكرو والزرافة وغيرها، فلم يأتي على ذكرها مطلقاً. مع أنه لو تم ذكر هذه الحيوانات في "الايات البينات" لكان آية للذين لايعلمون، ولكن يبدو ولحكمة لايعلمها إلا "العزيز الحكيم" لم يذكر ذلك. وبالإضافة إلى ذلك، ثمة إشارات كثيرة تظهر بوضوح أن لغة "الكتاب المسطور" وأية لغة كتاب آخر تتأثر هذه اللغة وتتطبع بالبيئة التي يصدر فيها، فعلى سبيل المثال نجد أن القرآن الذي صدر في الصحراء الحارة، أنه أرهب الناس بجحيم حار ملتهب يشوي الوجوه، كحرارة الصحراء. بينما نجد زردشت بن يورشب[4] الذي عاش في بيئة باردة، يهدد قومه بجحيم بارد ممتلئ بالصقيع الذي يقطع هواءه الوجوه كسكين حادة عند أهل الجبال الباردة.

ومن تلك الإشارات التي تنفي أن يكون القرآن نصاً إلهياً مطلقاً، هو وجود العديد من الأخطاء النحوية فيه، إن إرتكبها تلميذ إعدادي لحوسب عليها، في حين نجد أن فقهاء اللغة والدين إجتهدوا في إختلاق شتى المبررات والتفسيرات والتأويلات التي تبدو غير مقنعة لتلك الأخطاء النحوية التي ارتكبها صاحب الرسالة في "الحكم العربي". ومن بين تلك الإشارات أيضاً،وجود مصطلحات كثيرة غير عربية في "القرآن العربي". فلو أن هذا "القرآن العربي" نزل من السماء بلسان عربي مبين،فلماذا إذن لم ينزل قرآنا عربياً نقياً لاتشوبه شائبة؟ ألم يقدر "القادر على كل شيئ" على خلق بعض المفردات البديلة لهذه المفردات الأجنبية؟ وقد اختلف المسلمون حول وجود الكثير من المفردات الأعجمية في "الحكم العربي" في الكثير من مؤلفاتهم، ودارت بينهم معارك كلامية طاحنة، ومنهم من أكد على تسرب الكثير من المفردات الأجنبية في "الحكم العربي" واعتبروا ذلك أمراً طبيعياً ولايتعارض مع ماجاء في القرآن عن أنه "حكم عربي" أو أنه "قرآن عربي" وانه من حق الله الإستعانة بها.[5] ومنهم من نفى ذلك بشدة بحجة أنه لايمكن لقرآن نزَّله الله عربياً أن يتضمن أو يستعين بمفردات أعجمية،ومادام قد ذكر "العزيز العليم" أن ما أنزله على عبده كان "قرآناً عربياً" فلابد أن يكون مفرداته كلها عربية بحتة، ويصر أصحاب هذا التيار ولاسيما المحدثين منهم بسذاجة وغباء وتعصب مطبق على إحالة تلك المصطلحات الأجنبية إلى أصول لغوية عربية محضة موغلة في القدم.

--------------------------------------------------------------------------------

[1] صبَّ الرجل في الوادي: انحدر.لسان العرب
[2] سيرة ابن اسحاق ص18.
[3] "وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُم" النساء 129.
[4] ظهر في القرن السادس ق.م.
[5] من الكتب التي تناولت هذا الموضوع: التبيان في تفسير غريب القرآن لمؤلفه أحمد بن محمد الهائم الشافعي. تفسير غريب القرآن لمؤلفه أبو بكر السجستاني. غرائب القرآن ورغائب الفرقان لمؤلفه حسن بن محمد النيسابوري. المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب لمؤلفه جلال الدين السيوطي. ابن حسنون اللغات في القرآن. مفردات ألفاظ القرآن الكريم للراغب الأصفهاني.



#زاغروس_آمدي (هاشتاغ)       Zagros__Amedie#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (7) تأريض الإسلام
- (6) تأريض الإسلام
- (5) تأريض الإسلام
- (4) تأريض الإسلام
- تأريض الإسلام-الفصل الأول الحلقة الثانية
- (1) تأريض الإسلام
- (2) تأريض الإسلام


المزيد.....




- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زاغروس آمدي - (8) تأريض الإسلام