عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 6937 - 2021 / 6 / 23 - 15:00
المحور:
سيرة ذاتية
اذا كانت الأزمنةُ السابقةُ أزمنةً رديئة ، فإنَّ هذا الزمانَ خسيس .. بل وخسيسٌ جدّاً.
والخسيسُ هو : التافهُ ، الحقيرُ ، البائسُ ، السافلُ ، الدنيءُ ، الرخيصُ ، الوضيع.
والزمن الخسيسُ هو هو زمن نكران الجميل .. الزمنُ الذي تنعدمُ فيه المروءة ، والذي من الصعبِ فيه حفظ الكرامةِ .. كرامة الإنسان ، وكرامة الوطن ، وكرامة المواطن.
الزمنُ الخسيسُ هو الزمنُ النذل .. زمنُ الأوغاد ، والسفلة ، والمنافقين ، واللصوص ، والقتلة.
وفي زمانٍ كهذا ، يتمُّ انتاج البؤسِ على نطاق واسع ، والتدليس على الناس(كُلّ الناس)، وتجهيلهم ، وتركيعهم ، لتصبح البلادُ كلّها .. مزبلة.
فإذا كنتَ ترغبُ ، أو تريدُ ، ان تكون جزءاً من هذه المزبلة ،فإنّ دوركَ سيكونُ فقط ، هو النبشُ في نتانتها الشاسعة .. لأنّكَ تعرف أنّكَ لن تغيّر شيئاً .. وأنت تعرف أنّكَ ستبقى مُصِرّاً على فعل شيءٍ(أيَّ شيءٍ) لكي يتغيّر شكل هذه المزبلة، وإنّ عليك أن تتقبّل حرصكَ على فعل ذلك(دونَ فائدةٍ) إلى أن تموت.
غير أنّ هذا السلوكُ الإنتحاريُّ ، ليس خياراً مُنصفاً لك، ولا ينبغي أن يكون.
لن يكون ترميم تاريخك الشخصيّ (من خلال العمل في هذه المزبلة "العظيمة") صفقةً مُجزيةً للتصالح مع النفس ، ولا عقد إذعانٍ للرضا المُلتَبِس مع الروح ، بينما أنت تموت ، وتموت ، وتموت ، وتُواصِلُ موتك ، فيما تبقّى لك من العيش.
لقد انتهى كلّ شيء.
المجدُ للصمت.
المجدُ للعزلة .
المجدُ للغيابِ.
والمجدُ للهجران الجميل.
(تنويه : هذا النصّ هو تعبيرٌ عن قناعاتٍ تخصّني ، ولا تُلزِمُ أحداً سواي . لذا أتمنى ، وأرجو، أن لا يعني ماوردَ فيه الشبابَ في شيء .. فهمُ الأملُ ، والنهار القادم ، وهُم خطّ دفاع العراق الأخير أمام الرثاثة وانسداد الأفق .. وهُم أيضاً خَلاصَهُ الممكن الوحيد).
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟