أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - الله يضل !














المزيد.....

الله يضل !


اسكندر أمبروز

الحوار المتمدن-العدد: 6936 - 2021 / 6 / 22 - 17:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مع وجود التشابهات الكثيرة بين مختلف الأديان , إلّا أن بعضها يتميز ويختلف عن بعض بشكل كبير جداً في بعض النواحي والأحيان , ومن أخطر ما ينسف دين بهائم الصحراء هو ادعاء الخرآن العقيم أن الله يضل الناس , ويرسل الشياطين "تأزهم أزّا" , ويزيد الناس في طغيانهم...الخ من الصور التي تدفع أي عاقل لإدراك مدى بشرية وانحطاط هذا الكتاب وكاتبه فلسفياً وفكرياً !!

وطبعاً وكالعادة يظهر أمامنا المرقعون لمحاولة ضبضبة دينهم الفاضح , بطرق مضحكة للغاية وطفولية وبدائية جداً...

فأكثر الردود السفيهة التي رأيتها تتردد على ألسنة المرقعين على حجّة أن الله يضل وباعتراف الخرآن , هي أن الضلال الإلهي أو دفع الإله لأحدهم نحو الضلال , يأتي فقط بعد اقتراف شخص ما فعلاً مضلّاً , أو أن الضلال يأتي أولاً بمشيئة وإرادة بشرية أولاً ثم يأتي ضلال الإله ليزيد الشخص انغماساً في الضلال !!!!!!

وطبعاً لم أشهد في حياتي كلاماً مريضاً من الناحية الفكرية كهذا !!

فأولاً هذا الكلام يتعارض مع آيات خرآنية عديدة تدّعي وبكل وضوح أن الله يضل قبل أي فعل وأي إرادة بشرية تذكر كالأنعام 125 مثلاً...

ولكن ولو أخذنا هذا الكلام على محمل الجد , فستظهر لنا مصائب لا تحصى تضرب الدين في مقتل...

فلو كانت الإرادة البشرية في الضلال سابقة لإرادة الاله , فهذا يرمي مهزلة القضاء والقدر من الشبّاك بشكل تلقائي , فمن المعلوم أن ارادة ومشيئة وتقدير وخطّة الإله سابقة لأي شيء وللخليقة كلها أصلاً !! وكل شيء مكتوب ومقدّر حدوثه مسبقاً , فكيف لأي شخص أن يقرر أو يكون له مشيئة سابقة لمشيئة الإله ؟؟؟

علاوة على ذلك فإن كان الضلال قد حصل قبل ارادة إلهية أو قبل الضلال الالهي , فهذا يجعل الضلال الالهي أمراً لا جدوى منه , ولا داعي لحدوثه أصلاً , فالضلال قد حصل وانتهى الموضوع , وزيادة الشخص الضال ضلالاً يعني أن الاله هذا عبثي ويفتقر لأبسط مبادئ الحكمة , فتكرار الشيء للوصول لنتيجة قد وقعت سابقاً هو الجنون بعينه , وهذا طبعاً بغض الطرف عن إلباس الإله ثوب الشرّ المطلق , حيث أنه عوضاً عن معالجة المشكلة بالهداية , فإنما يزيد الطين بلّة بالمزيد من الضلال والحقد , والذي يتعارض مع صفة "كلّي الخير" التي ألصقها صنّاع الخرافة بإله بهائم الصحراء.

ولو أزحنا هذا جانباً , وقلنا أن الله ترك مشيئة الهداية والضلال كحرية شخصية , ولم يقدّر أيّاً منها على أحد , وهو مع هذا كلي العلم والقدرة والخير ويريد هداية البشر جميعاً لدينه , فهذا يفتح أمامنا معضلة الشر , فهو في هذه الحالة تارك لمليارات البشر أن يضلّو دون أن يتدخل ليهديهم أو يشرح صدرهم للإرهاب , فيما يتنافى مع طبيعته المعلومة المذكورة آنفاً (كلي القدرة كلي المعرفة وكلي الخير) , وهذا أيضاً يتعارض مع مبدأ القضاء والقدر المحسوم والواضح من الناحية الفصامية الدينية.

ولهذا فإن رجل الدين أو المدافع عن الخرافة المروّج للدجل أمام 3 مصائب كل منها يمثّل خازوقاً مبشماً أوسع من سابقه !!

فإمّا الله يضل قولاً واحداً !! أو ضلاله يأتي بعد وقوع الضلال أصلاً , وبهذا يكون الله مضلّاً وعبثياً , وفي نفس الوقت هذا كلّه يضرب الايمان بالقضاء والقدر عرض الحائط , أو أن الله يترك حريّة الاختيار فلا يضل ولا يهدي أحد , وهذا يفتح باب عقدة الشر على مصراعيه لاعناً شرف الإله ودينه بشكل ساحق.

وهذا التخبط الديني الذي يقع فيه المؤمن هو ليس سوى نتيجة طبيعية وحتمية لمحاولة أي معتنق للخرافة أن يتمسح بالمنطق والتفكير والعقلانية , فلا اجتماع للمنطق مع الخرافات الدينية , فإمّا أن ينتصر العقل أو أن يتم وضعه جانباً لخدمة الدجل الديني , ولا حل وسط على الإطلاق , ومن يحاول الوصل بين الاثنين , سينتهي به المطاف كالمثال السابق , حائراً متخبطاً متضارباً وضائعاً في غياهب الهراء والخرافات.



#اسكندر_أمبروز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنظمة تعليم أم أنظمة تحجيم عقلي.
- انتقادات واضحة لجرائم حماس الفاضحة.
- حقائق فاضحة عن الإحتلال التركي للأراضي السورية.
- الصلاة والدعاء إهانة لله !!
- سخافة منطق الثواب والعقاب.
- موقف القرآنيين.
- من أين جاء يهود اسرائيل ؟ ومسلسل التغريبة اليهودية !!
- كذبة انقاذ الدولة العثمانية لأيرلندا أثناء المجاعة عام 1845 ...
- هل القرآن محرّف ؟ الاجابة نعم...وإليكم الأدلّة.
- هل كان محمد (رسول الإسلام) موجوداً ؟ وهل كان شخصية تاريخية ح ...
- الولاء والبراء , وخطورة الكراهية على المجتمعات.
- إيران بين ماض فارسي عريق , وحاضر اسلامي دَنِيء...
- وهل كان ستالين ملحداً ؟ نظرة في الديانة الستالينية.
- حل القضية الفلسطينية باختصار.


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - الله يضل !