|
نظام ، ونظام موازٍ
نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 6934 - 2021 / 6 / 20 - 14:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قد يكون ما أكتب هو خاطرة تمرّ في ذهني على الدّوام ، عنوانها : كيف خرج النّظام من النّطام ، قد لا تكون سياسية بل اجتماعية ، أو مايشبه تلفزيون الواقع، وحيث أننا لا نملك ذلك التلفزيون الممول ، فإننا ندونه على الورق، أو على ذلك الفضاء الصغير، نذروه كما يفعل الفلاح في البيدر ، ويتناثر التبن على أطراف القمح. نحن التبن المتناثر على أطراف المعارضة و الموالاة، وهم القمح المهجن الذي يسبب أكله السرطان. لا أعرف إن كنت على صواب ، لكنني أعرف أنّ أغلب الشعب السوري كان مسجل في الشبيبة، و الاتحاد النسائي ، وحزب البعث -عدا الكورد- وهنا عليّ أن أشهد أنهم تعرضوا لضغط شديد ليكونوا شبيبة الثورة، لكن الكثير منهم رفضوا ودفعوا الثمن ، وربما أخص الفتاة الكردية ، التي رفضت رغم تنمّر الموجهة و المدير، و اتهام بعضهن بالجنون . أتحدث عن الثورة السورية التي لا زال طعم هدير شبابها نتذوقه بحواسنا ، و التي كان شبابها في الكثير من الأحيان بعثيين ثاروا على الموروث، فلم تنخرط أحزاب الجبهة في تلك الثورة . قد يقول البعض بأنّ النظام ذكي، و استطاع أن يلعب لعبته ، قد يقول البعض الآخر : إنها قطر ، أو السعودية، و أنا أقول أن الموضوع يتعلق فينا ، وليس بالآخر ، ولكي أشرح الأمر سوف أبدأ من القامشلي :بعد دخول أمريكا إلى العراق ، وقد أتت زوجة صدام عن طريق القامشلي ، يقال أنهم أعادوها ، لكنني أعتقد أنهم استولى على نقودها الذهبية ، وجرت تحقيقات بعدها مع رجال الأمن، وكان يومها محمد منصورة الذي ذاع صيته كعلي ابن أبي طالب ه الميؤول أينما كانت إقامته ، وربما كان نصيبه حصة الأسد، لكنّ حصة الأسد تلك يجب أن تزداد ، وهي تزداد بشكل دائم سواء من امتلاك أراضي اليهود وبنئها كشقق صالحة للإيجار لمدة تسعة وتسعين عاماً ، وبعد الثورة يجب أن تخرج للتبييض على شكل شركات في الغرب ، أو الخليج، وهذا ما حدث، لكن علي بن أبي ربما انتحر، أو انتحروه ! الأبرياء يدفعون الثمن كالعادة ، سلخت جلودهم في السّجون ، وأزيلت بعض العائلات عن بكرة أبيها، لكن الكبار بقوا كباراً ، فذاكرتنا تحب التمجيد، ونصفح لمن عانينا بسببه، وووصل إلى أعلى المراتب فنمجده، إنهم شخصيات المعارضة الأساسية اليوم ، و التي كانت شخصيات أساسية في النظام، لكننا ننسى ما لايعجبنا، وننادي بهذا أو ذاك المجرم ليكون لي أمرنا . كنت في دبي ، وقد نشأت شركات كبيرة في دبي وقطر وتركيا يتصدر آلياتها علم الثورة السورية، مع أن " أصحاب تلك الشركات الوهميين" يبيضون لصالح رجال الأمن داخل النظام ، وهم لا يملكون الشركة حقيقة، فهم معروفون في مناطقهم بأنهم مخبرون، ومشاركون للنظام، وحتى منصورة " علي بن أبي طالب" قد تكون له حصة الأسد في دبي مع " المعارض " الذي يتواصل معه على مدار الثانية ، واسمه داخل العائلة " عمو أبو جاسم" . هذا مثال بسيط ، لكن لو أتينا على المؤسسات المعارضة بدءاً من المحامين الأحرار، القضاة الأحرار، الكتاب السوريين الأحرار، مؤسسات الدفاع عن حقوق الإنسان، تلفزيون سورية ، جمال سليمان ، وعدد كبير جداً من المتنفذين داخل السلطة الذين غادروها ليبنوا في الخارج رأسمالهم، وقد فعلوا ذلك، وكل مانخشاه أن تتسرب أخلاقهم إلى المجتمع الغربي حيث أن الغرب يقدس المال، لو يحق لنا التعميم، وهو حق عندما تكون النسبة هي ستين بالمئة مثلاً ، يمكننا القول أن كل هؤلاء ليسوا أحراراً، لكنهم أدخلوا معهم بعض السجناء كديكور على سبيل المثال. دعونا نتفق أنه لا يوجد معارضة، بل هناك نظام، ونظام موازي يمثل نفس القيم ، ولا يغرنكم الشّعارات ل، فالكبار لا دين لهم سوى جيوبهم، و أكبر دليل نجاح الأخوان في إسرائيل . ما هو الحل؟ لا يوجد حل لمن هم في الداخل إلى يوم " الدّين" وربما يقرّب النظام ذلك اليوم فتحل المجاعة الجماعية، ويس و لمن هم في الخارج ، ورغم نضالهم الفيسبوكي، فالفقراء منهم يشكرون النظام سراً لأنّهم شبعوا رغيف الخبز في الغرب ، و أغلبهم قرّر النضال بالدبكة، أو اليوتيوب . هؤلاء لن يعود منهم سوى القليل . سوف يعود كبار القوم لا ستلام مناصبهم ، ويحتفظون بجنسيتهم الغربية ، ويفتحون شركات لأولادهم في اغرب ، وبعض الذين اغتنوا حيث سوف يشاركون هؤلاء في الاستثمار. نحن أمام قيم سورية في المعارضة و الموالاة، أما عن المخابرات العالمية فهي موجودة في جميع دول العالم، تأثيرها لا يدمر البلد، أمّا الماسونية ، فأنا شخصياً لا أعرف ماذا تعني، سألت مراهقاً سورياً عن الماسونية فقال لي: هل هي تشبه الهمبرغر؟ !
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أزمة المشاعر الإنسنيّة
-
بايدن وبوتين
-
القيم الاجتماعية الواهية
-
صداقة الطّبيعة
-
المغذّي
-
التاكسي
-
من يومياتي
-
ذكريات من فندق المرضى
-
أوروبا ، وسياسة الهجرة
-
هواجس الصّباح
-
جميعهم الرسول محمد
-
طريق الهاوية -20-
-
طريق الهاوية -19-
-
طريق الهاوية -18-
-
طريق الهاوية -17-
-
طريق الهاوية -16-
-
لا تنتهي الدكتاتورية بموت الدكتاتور
-
طريق الهاوية -15-
-
طريق الهاوية -14-
-
النّبش في الذّاكرة
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|