حسن إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 1637 - 2006 / 8 / 9 - 06:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نتلعثم .. نرتبك .. نحن الحقوقيون أمام الملف القبطي وقضايا الأقباط
ليس لأن ملف الأقباط غامضاً ولكن مواقف بعض الأقباط هي الغامضة والمـُربكة لنا .
ولأننا حقوقيين إلى حد الثمالة ، ندافع عن الحريات بلا تمييز للون أو للجنس أو للغة أو للطائفة أو للدين
ولذلك وقفنا معهم عندما كان مطلبهم حقوقي في أسلمة القاصرات ، ولكننا فوجئنا بهم يقفون ضد حرية الاعتقاد في قضية وفاء قسطنطين .
ووقفنا معهم عندما طالبوا بحرية الإبداع وبحقهم أن يكون لهم مساحة إعلامية في التليفزيون ، ولكننا فوجئنا بهم يقفون ضد الإبداع ويطالبون بمصادرة فيلم ( بحب السيما ) .
ووقفنا معهم في مطلبهم العادل لإلغاء الخط الهمايوني ، ولكننا فوجئنا بهم يطالبون به لإغلاق كنيسة الأنبا مكسيموس .
والسؤال المـُلح الذي ألقيه على المائدة القبطية .. ليتم تشريحه وفحصه والإجابة عليه بنزاهة ومصداقية :
هل أنتم مع حقوق الإنسان كافة ؟ أم أنتم مع حقوق الإنسان القبطي .. الأرثوذكسي .. الذي يحضر إجتماع الأربعاء ؟!
هل أنتم مع حرية الإعتقاد بحق ؟ أم فقط مع تنصير المسلم أرثوذكسياً وليس حتى إنجيلياً ؟!
هل أنتم مع حرية الإبداع بحق ؟ أم فقط مع رواية آيات شيطانية ؟!
هل أنتم ضد الخط الهمايوني بحق وضد هيمنة الحكومة والأمن على دور العبادة .. أم أن هذه نقرة وتلك أخرى ؟!
وهل مطلبكم المـُلح لنا ولكم بالمواطنة .. وأنكم لستم مواطنون من الدرجة الثانية أو ذميون .. هل هذا يعني أن البابا شنودة .. وشيخ الأزهر .. والأنبا مكسيموس .. ومولانا أمين بطاح البهائي .. ومحمد الدريني الشيعي رئيس مجلس آل بيت .. مواطنون لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات ؟؟
علامات استفهام وعلامات تعجب تحتاج منا جميعاً إلى وقفة .. إلى إعادة ترتيب الأوراق لكي نخرج من نفق الذكريات الحاضرة للعصور المظلمة ، حيث عصر الحرمانات وإحراق كل من يخالفهم الرأي في الميادين العامة .
ففي العالم المتحضر والحـُر الآن .. لا مجال لمناقشة هذه الحقوق والحريات لأنها أصبحت بديهية إلى حد العادي والمألوف .
وليعلم الإخوة الأقباط أن الحرية لا تـُجزَّأ ، والحقوق لا تـُكيَّـل بمكيالين
#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟