|
ماهية القصيدة
عمر مصلح
الحوار المتمدن-العدد: 6932 - 2021 / 6 / 18 - 21:32
المحور:
الادب والفن
ماهيّة القصيدة
📌تعقيب علو ماورد في هجوم غير منطقي على قصيدة النثر. لو عدنا إلى الشعر الجاهلي، لوجدناه موزوناً وهذا اتفاق سماعي، كون البحور وُضِعَت بعد ردح من الزمن وتحديداً على يد الخليل بن احمد الفراهيدي، وأضاف عليها الآخفش بحر المتدارك، وأما الوزن فهذا موسيقي صرف. وهنا تذكير بالبحور. ألطويل : طَوِيلٌ له دُونَ البُحُورِ فَضَائلُ** فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِلُن المديد: لمَدِيدِ الشعرِ عِنْدي صِفَاتُ** فاعِلاتُنْ فَاعِلُنْ فاعِلاَتُنْ البسيط: إن البَسِيطَ لَدَيْه يُبْسَطُ الأمَلُ** مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلُنْ الوافر: بُحُورُ الشعْرِ وافِرُها جَمِيلُ** مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ فَعُولُنْ الكامل: كَمَلُ الجمالِ من البُحُورِ الكامل** مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ الهزج: على الأهْزَاجِ تَسْهِيلُ** مَفَاعِــيــلُنْ مَفَاعِــيــلُنْ الرجز: في أبْحُرِ الأَرْجازِ بَحْرٌ يَسْهُلُ** مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ الرمل: رَمَلُ الأبْحُرِ تَرْوِيهِ الثقاتُ** فَاعِلاَتُـنْ فَاعِلاَتُـنْ فَاعِلاَتُـنْ السريع: بَحْرٌ سَرِيعٌ ما لَهُ سَاحِلُ** مُسْـتَـفْعِلُنْ مُسْـتَـفْعِلُنْ فاعِلُن المنسرح: مُنْسَرِحٌ فيه يُضْرَبُ المَثَلُ** مُسْـتَـفْعِلُنْ فاعِلاَتُ مُفْتَعِلُنْ الخفيف: يا خَفِيـفاً خَفتْ بهِ الحَرَكَاتُ** فَاعِلاُتُنْ مُسْـتَـفْعِلُنْ فَاعِلاُتُنْ المضارع: تُعَد المُــــضَارَعَاتُ** مَفَاعِــيــلُنْ فَاعِلاُتُنْ المقتضب: اقْــتَضِبْ كمـا سَــألُوا** فَاعِلاَتُ مُفْـتَـعِلُنْ المجتث: اجتُـثـتِ الحـركاتُ** مُسْـتَـفْعِلُنْ فَاعِلاُتُنْ المتقارب: عنِ المتقاربِ قالَ الخليلُ** فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ المتدارك: حَرَكاتُ المُحْدثِ تنتقل** فعِلُنْ فعِلُنْ فعِلُنْ فعِلُنْ أي أن الأذن العربية اعتادت على موسيقا الجملة قبل الصورة (ألمصطلح غير العربي، المأخوذ منmusic الأغريقية والتي تعني الفنون عامة، إلا أن العرب جعلوه مختصاً بما كان يسمى اللحن والضرب والايقاع إذ كانت الموسيقا في الشعر الجاهلي لا تعدو الترنّم في الكلام أما الآلات الموسيقية فما كان لها أثر بارز في تاريخ الموسيقا العربية في العصر الجاهلي إذ كان عربي ذلك الزمان يؤثر سماع الغناء الصوتي على العزف الآلي ليتسنى له بذلك تذوق معاني الشعر أما الآلة الموسيقية فلا مهمة لها إلا مرافقة الغناء الصوتي والتمهيد له). واهتم بعضهم بالمنمقات، والجناس، حتى اعترض الناقد الكبير عبدالقاهر الجرجاني على بعضه وأسماه (ألجناس الممجوج) واستشهد بأهم شعراء العرب وعلى رأسهم المتنبي، ومسلم والأعشى. فقلقلت بالهم الذي قلقل الحشا قلاقل عيس كلهن قلاقل المتنبي 000 ولقد غدوت إلى الحانوت يتبعني شاو مشل شلول أشول شول ألأعشى 000 سلت فسلت ثم سل سليلها وأتى سليل سليلها مسلولا مسلم 000 وآما النواسي العظيم الذي يعتبر رائد الحداثة في العصر العباسي، فقد اشتغل على تقسيم قلبه إلى 81 سهما فجعل لمحبوبه منها الثلثين 54 ≈ وبقي الثلث 27 فزاده ثلثيه 18 فصار له 72 يبقى ثلث الثلث وهو 9 زاده منها ثلثي ثلثها وهو اثنان وبقي من الثلث واحد أعطاه للساقي فبقي من التسعة ستة قسمها بين العشاق فاجتمع لمحبوبه 74 وللساقي سهم واحد وللعشاق ستة والجملة 81 وهنا أراد الشاعر استعراض عضلاته بتمكنه من إجراء معادلة معقدة نوعاً ما في ثلاثة أبيات. ملاحظة : هناك من ينسبها لغيره، إلا أن هذا ضعيف. لها الثلثان من قلبي وثلثا ثلثه الباقي وثلثا ثلث ما يبقى وثلث الثلث للساقي فتبقى أسهم ست تجزا بين عشاقي أبو نؤاس 000 وأما النظم فبإمكان حضراتكم الإطلاع على نصوص شعراء عمالقة وقعوا في مطب النظم. وعلى سبيل المثال لا الحصر الرصافي، والزهاوي. قصدوا الرياضة لاعبين وبينهم* ** كرة تراض بلعبها الأجسام وقفوا لها متشمّرين فألقيت* ** فتعاورتها منهم الأقدام يتراكضون وراءها في ساحة* ** للسوق معترك بها وصدام وبرفس أرجلهم تساق وضربها* ** بالكفّ عند اللاعبين حرام الرصافي وقد بعث الله الخليفة رحمة * **إلى الناس إن الله يرحم أقام به الديان أركان دينه * **فليست على رغم العدى تتهدم وصاغ النهى منه سوار عدالة *** به ازدان من خود الحكومة معصم الزهاوي وتنوعت الأغراض، كالغزل والهجاء والفخر والرثاء والمديح.. إلخ. ومن ثم تفنن المختصون بوضع أسس للعروض والقافية، التي كتبت بلا قاعدة ولا قانون، بل وفق اتفاق موسيقي حسي فقط. فوضعت قوانين للبيت الشعري، من حيث التفعيلات المرهونة باسم البحر، وهي الألفاظ العشرة. وتم تحديد انواع البيت الشعري، من ضمن البحر إلى التام والمجزوء والمشطور والمنهوك والمقفى والمصرع والمدور. واهتم المختصون اكثر فوضعوا تركيباً لهذه الأوزان، مثل السبب والوتد والفاصلة التي تقسم الى سبب خفيف وسبب ثقيل ووتد مجموع ووتد مفروق وفاصلة صغرى وفاصلة كبري، وما هو الزحاف وكيف يدخل على ثواني الأسباب وما إلى من ذلك. الأسباب والأوتاد والفواصل: فالسبب ما تكون من حرفين. والوتد ما تكون من ثلاثة أحرف. والفاصلة ما تكون من أكثر من ثلاثة أحرف، على ما سيأتي بيانه. 1- السبب: وهو نوعان: ثقيل: وهو حرفان متحركان. وخفيف: وهو حرف متحرك بعده حرف ساكن. فعبارة (لمْ أرَ) مكونة من سبب خفيف (لمْ) بعده سبب ثقيل (أر). 2- الوتد: وهو نوعان كذلك: مجموع: وهو حرفان متحركان بعدهما حرف ساكن. ومفروق: وهو حرفان متحركان بينهما حرف ساكن. مثال المجموع: على – إلى – فَمنْ – بدَتْ، الخ. ومثال المفروق: قالَ – منذ – نِعمَ، الخ. 3- الفاصلة: وهي نوعان: صغرى: وهي ثلاثة أحرف متحركة بعدها حرف ساكن. وكبرى: وهي أربعة أحرف متحركة بعدها ساكن. مثال الصغرى: ضربا. ومثال الكبرى: ضربتا. وتجمع هذه الأسباب والأوتاد والفواصل في عبارة واحدة، وهي قولهم: (لم أرَ على ظهر جبل سمكةً) (سبب خفيف – سبب ثقيل – وتد مجموع – وتد مفروق – فاصلة صغرى – فاصلة كبرى) ويمكن الاستغناء عن مصطلح الفاصلة بنوعيها، لأن الفاصلة الصغرى مكونة من سبب ثقيل بعده سبب خفيف، والفاصلة الكبرى مكونة من سبب ثقيل بعده وتد مجموع. فالصحيح إذاً أن الاعتماد في تركيب التفاعيل على الأسباب والأوتاد فقط. ثم لجأوا إلى كتابة التفعيلة بعلامات، مثل - /ه على سبيل المثال : مُسْتَفْعِلُنْ /ه/ه//ه كل هذا متفق عليه فنياً، وكله وضع بعد نشأة الشعر العربي بدهور. ثم ظهرت القصيدة الحرة (التفعيلة)، والاسم اتفاق، حيث أن اللغة اتفاق، فاتُفِق على أن الطاقة التي ينفذ منها الضوء نافذة، وعلى (السيارة) أطلق هذا الإسم باستخدام بعض من اللغة المتروكة (فالتقطته بعض السيارة). لذا اتفقوا على هذه التسمية، ولا أظن هناك اعتراض على نازك الملائكة أهم رائدات هذا الجنس. ثم ظهر بدر شاكر السياب ليؤسس جنساً يختلف كثيراً عن الشعر المترجم ومن ثم أطلق عليه قصيدة النثر، ومنهم من أسماه النثر المركّز.. اذاً قصيدة النثر موجودة اصلاً ولكن التجنيس جاء متاخراً رغم اشكالية المصطلح. ولا أظن هناك اعتراض على شاعرية السياب. ثم من قال أن التسميات مقدسة للحد الذي يجعل البعض اتهام أتباع هذا الجنس بالعداء للإسلام، ومنهم من أطلق عليهم الـ (أدعياء)، وزيادة في الطين بِلّة حين قال بأنهم سقطوا في فخ هذه التسمية. وهنا أتساءل: هل الخلل بالتسمية أم بالنص؟. فإن كان بالتسمية، فأنا سألتمس كبار مختصي اللغة وقواعد فن الشعر ومنظريه بإعادة التسمية، نيابة عنهم، ولكن لو سمح لي المدافعون عن قدسية المسمى بسؤال بسيط : لو كان اسمك (شلتاغ مجيبيس مشلغم) بدلاً من (نور صباح مشرق) لاختلفت شخصيتك وترهلت ثقافتك وتضاءل وعيك؟. أما إذا كانت القضية مرهونة بمقومات القصيدة، فدعوني أسأل سؤالاً محدداً وبسيطاً.. هل كل الشعر العربي قصائد عصماء؟. وهل النظم هو شعر أصلاً؟. وهل الجناس الممجوج شعراً؟. وهل منظومات الموائد قصائد؟. فإذا كان الجواب بـنعم فأقول.. أن الشعر صورة وتكثيف واختزال ولغة وبيان وبديع.. إلخ. وإن كان الرد بـ (لا) فأقول مايلي: أول اتهام وُجّه لنبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام (شاعر كذاب)، وأنا أسال، هل قال الرسول الشعر؟. إذاً كان المقصد الصورة الشعرية القرآنية، ولا أظن أن العرب آنئذ لا يفصلّون القول ولا يهتمون لمعنى المفردة، أو يطلقونها جزافاً. وأود أن أستعير بيت الرصافي هذا وما الشعر الا كل مارنح الفتى كما رنحت اعطاف شاربها الخمر وهذا ما نشعره حين سماع جملة موزونة او مقفاة أو فالتة، أو كلمة غزل رقيقة او موسيقا على أية آلة أو صوت (أيدي فوني أو ممبرا فوني أو بولوفوني.. إلخ). وقرأت فيما قرأت جملة مفادها (لماذا التمحك وفوضى المصطلحات) وهذا تجاوز على المجامع اللغوية العربية، وأعتقد أن لا يغيب عن بال أحد أن أهم مدرستين لغويتين لكل الناطقين بالعربية هما (الكوفية والبصرية)، وكل المجامع تابعة لهاتين المدرستين، وقد أكد المجمع اللغوي العراقي على أن : الرواية والقصة والمسرحية والرسالة والمقامة والآية والحكاية والحديث (نبوياً أم قدسياً) كلها نثرية، ولكن ماذا تسمى الملحمة؟. لو عدنا إلى ملحمة گلگامش الخالدة، وملحمة قلعة دمدم، وملحمة الإلياذة والشاهنامة والكفيف الزرهوني وتغريبة بني هلال.. إلخ. كلها نصوص شعرية من حيث كل مقومات النص الشعري عدا التفعيلة أحياناً، وحسب الترجمة. وهذا ينطبق تماماً على ماورد قي التوراة، كنشيد الإنشاد مثلاً.، ويتكرر ذلك في نصوص الإنجيل في العهد الجديد، والأمثلة كثيرة جداً. وبعد هذا أود التنور برأي أصحاب قدسية المصطلح أو أعداء قصيدة النثر بالأسماء التالية : بدر شاكر السياب نازك الملائكة بلند الحيدري حسين مردان إلياس ابو شبكة انسي الحاج ادونيس محمد الماغوط فائز الحداد سلمان داود محمد فيا سادتي ليس كل المنظوم شعراً، فبعض النثر أعمق توصيلاً ودلالة من النظم، وهو شعر بالتأكيد. ولنضرب مثالاً على البيت التالي : هِرّي هِرّي مثل النمرِ كلام موزون ومقفى أيضاً، ولكن أسألكم بالله وبالفراهيدي، هل هذا شعر؟. كل هذا ثانياً، وأما الـ أولاً هو أن ان (الكلمة الطيبة صدقة) والكلمة هذه تنظوي تحت لواء الشعر.
#عمر_مصلح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تأويلات دوائر أحلام المصري
-
عودة الكومينداتور
-
قراءة تشكيلية في نص حواس أخرى للشاعرة أمل الحداد
-
وفاء
-
عواطف عبداللطيف.. بين الشعر والقصة القصيرة جداً
-
إضاءات على مفهوم الإلتزام
-
القصة القصيرة جداً.. بدايات وأسس
-
جولة في مشغل نياز المشني
-
نص و رأي و حوار في (إعتراف في محراب المنى)
-
أنين منية الحسين
-
كرميئيل
-
دردشة على هامش الوقت مع الفنانة التشكيلية منى مرعي
-
بوليفونية التفكير.. منى مرعي إنموذجاً
-
مخالفة مرورية في موكب سلام محمود
-
نصوص الزعيم اللونية.. موسيقا صامتة
-
عادل قاسم.. سيمفونية قلق
-
ديستوبيا.. من وجهة نظر حسين بريسم
-
حين تُدون الحياة تشكيلياً.. نصوص منى مرعي اللونية.. إنموذجاً
-
منتظر ستار.. طاقة تقنية واعدة
-
دموع.. في عيون وطن
المزيد.....
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|