الكتاب المرقوم

احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 6932 - 2021 / 6 / 18 - 20:33
المحور: تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
    

تعقيبا على مقالتي الأخيرة حول الكتاب المرقوم ولملاحظتي للعدد الكبير للقراء قد تجاوز 5000 قارئ لمقالتي الأخيرة، اود هنا ان أوضح بلغة بسيطة لغة الكومبيوتر وهي لغة الأرقام التي تتعامل معها الكومبيوترات والهواتف الذكية.

تتكون لغة الجهاز الكومبيوتر من الرموز الرقمية للعمليات التي يمكن لجهاز كمبيوتر فهمها وتنفيذها مباشرة، ان الرموز الرقمية هي سلاسل من الأصفار 0 والواحد 1.

أمثلة مبسطة دون الدخول في الاصطلاحات العلمية، فعند كتابة اسم كردستان فأن الكومبيوتر يحولها الى سلسلة من ارقام 0 و 1 لخزنه والتعامل معها وكذلك اسم احمد موكرياني او الحوار المتمدن:

كردستان: 11011001 10000011 11011000 10110001 11011000 10101111 11011000 10110011 11011000 10101010 11011000 10100111 11011001 10000110

احمد موكرياني: 11011000 10100111 11011000 10101101 11011001 10000101 11011000 10101111 00100000 11011001 10000101 11011001 10001000 11011001 10000011 11011000 10110001 11011001 10001010 11011000 10100111 11011001 10000110 11011001 10001010

الحوار المتمدن: 11011000 10100111 11011001 10000100 11011000 10101101 11011001 10001000 11011000 10100111 11011000 10110001 00100000 11011000 10100111 11011001 10000100 11011001 10000101 11011000 10101010 11011001 10000101 11011000 10101111 11011001 10000110 00111010 00100000


ولتسهيل التعامل مع الكومبيوتر اُبتكرت لغات عديدة للتعامل مع الكومبيوتر مثل فورتران FORTRAN في عام 1957 وهي أولى اللغات المبسطة للتعامل بالكومبيوتر، وقد تعلمتها في الجامعة بغداد - كلية العلوم في الأعظمية في عام 1968 أيام كانت كلية العلوم في بغداد من ارقى الكليات في الشرق الأوسط، وبعد ذلك اُبتكرت لغة بيسك وكوبل وغيرها من اللغات، فكانت هذه اللغات تترجم التعليمات من الكتابة بالحروف الأبجدية الى لغة الكومبيوتر الرقمية وكذلك القيام بالعمليات الحسابية المعقدة والاحصاء ومعالجة الكلمات أي التحرير والتدقيق الاملائي والنحوي والطبع وغيرها من العمليات.
عملتُ على اول كومبيوتر شخصي RadioShack في عام 1980 وامتلكتُ اول كومبيوتر IBM AT شخصي باللغتين العربية والإنكليزية في عام 1985 وكانت تعتبر من اسرع الكومبيوترات الشخصية في وقتها مع طابعة حلقية ثنائية اللغة وبرامج لمعالجة الكلمات وقاعدة البيانات ثنائية اللغة أيضا بسعر ما يقارب 18 الف دولار.

رشحني أحد زملائي وصديق مقرب لي في الجامعة بعد ان أصبح مسئولا حزبيا للبعث في القيادة القوة الجوية العراقية في بداية السبعينات القرن الماضي لابتعاثي الى الخارج لدراسة الكومبيوتر والبرمجة ومنحي رتبة ملازم اول قبل الابتعاث (أي ضابط أحمل نجمتين على كتفي وخدمة مسبقة 8 سنوات)، اعتذرت عن قبول المنحة الدراسية رغم الحاحه ورغم انه كان حلم بالنسبة لي لرغبتي في دراسة البرمجة والكومبيوتر لسببين: أولا: لم اكن ارغب ان انتمي الى الجيش لأني كنت اعتبر انتماءي للجيش تقيدا لحريتي، ولم اؤمن بالتحزب الذي سيكون انتمائي الى الحزب البعث تحصيل حاصل بسبب انتمائي الى الجيش في تلك الفترة، وان لم يشترط علي زميلي في الدراسة وصديقي "علي" على انتمائي الى الحزب البعث، وكان يعرفني باني كردي ومتحمس ومؤيد لملا مصطفى بارزاني ولكني لم اكن منتميا للبارتي.

ان ما نحن نملكه الآن من البرامج المتعددة ومنها إدارة المصانع والطائرات والاقمار الصناعية والأسلحة وهواتفنا الذكية هي نتاج سنين طويلة وجهود المئات الألاف من المطورين والمهندسين والمبرمجين للبرامج، فان اية نقرة على لوحة الكتابة في الكومبيوتر او على الهاتف او سحب المال او الدفع بواسط البطاقات البنكية تتبعها المليارات العمليات الرقمية الحسابية في الثانية الواحدة دون ان نشعر بها، وكلما زادت سرعة العمليات توسعت التطبيقات العملية لتسهيل التعاملات في حياتنا اليومية.

كلمة أخيرة:
• فهل سيهرب القتلة او اللذين تسيبوا بقتل الناس من عذاب يوم القارعة او من عذاب الضمير في حياتهم إذا كانت لديهم ضمائر إنسانية؟
• فكل عمل مهما كان صغيرا، فهو مرصود ومكتوب في الكتاب المرقوم، كما جاء في القرآن الكريم " فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ" (الزلزلة، الآيات: (7 – 8 )).
• اذا كنتم لا تشكون في دقة الحسابات الكومبيوتر والهواتف الذكية، فهل تشكون في الكتاب المرقوم الذي وضعه خالقكم لمراقبة اعمالكم؟

#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات