أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نضال عرار - عن قياس الأخلاق بين النفعية والعدالة !















المزيد.....

عن قياس الأخلاق بين النفعية والعدالة !


نضال عرار

الحوار المتمدن-العدد: 6931 - 2021 / 6 / 17 - 23:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من النافل القول أن النفعية بوصفها المساق الأخلاقي للفلسفة قد بدأت مع المفكر الإنكليزي جيرمي بنتام ، فلا نجانب الحقيقة أن الفلسفة عبر التاريخ قد عرفت البحث الدائم عن السعادة للفرد والمجتمع على حد سواء .
فإذا كانت النفعية على مدار القرنين الماضيين من الزمن قد حددت أو عرفت بخاصية أيما شيئ قد نتجت عنة السعادة او الرفاهية أو الخير أو أنه حال دون وقوع تلك الأعمال السيئة أو الشر أو أذى أو ألم على المجتمع كذلك الأمر ينسحب على المجتمع في السعادة .
بهذا المعنى فإن النفعية تأخذ بالعاقبة على الأفعال ونتائجها المرجوة منها على رفاهية المجتمع وسعادته وهي المعيار لصحة أو خطآ التصرف أو السلوك .
وبذلك تتأتى نجاعة النفعية في مدى صحة الإجراء أو الفعل وما ترتب عنه من منفعة ، إذ يقول ستيورات ميل :. الطريقة الصحيحة لاختبار الأفعال من خلال نتائجها هي اختبار نتائج كل فعل بعينه وليس من خلال تتبُّع النتائج التي سنحصل عليها إذا قام جميع الأفراد بنفس الفعل، ولكنَّني أعتقد أيضاً أنَّ النظر في ما يمكن أن يحدث لو قام الجميع بالفعل نفسه هو الوسيلة الوحيدة التي لدينا لاكتشاف اتجاهات وحقيقة الأفعال المفردة
عادة ما تغلف أو ترد القوانين والإجراءات الادارية وحتى القضائية إلى شأن الصالح العام أو المنفعة المجتمعية ، وصحيح أنها لا تتوافق مع رغبات المجتمع ككل غير أنها تلبي إحتياجاته ، تماما كما أجاز القول الفيلسوف ريتشارد ميرفت بحتمية مراعاة القواعد النفعية على كونها أسس عامة في الدعامة الأخلاقية للفرد والمجتمع

يجب أن يلتزم المرئ بالمبادئ العامة لأنَّ ناتجها العام سيكون للأفضل، وإنَّني أعتقد أنَّ الضرر الذي يحدث في المواقف الأخلاقية المعقَّدة يعود للتشكيك في هذه القواعد وليس بسبب التمسك بها.»
وكثيرة هي الإجراءات والقرارات في حياة مجتمعنا التي تتخذ بشأن ما وتكثر فيها التقولات وحتى التشكيك بمدى نجاعتها .
لعل هير في كتابه ( التفكير الأخلاقي ) قد عرض المسألة على نحو يعتد به فقد أجاز الإجراء ونقاشه على مستويين للمنفعة وإن تداخلت بعضها تبعا للزمن والظرف ما بين الملاك والناقد للإجراءات ومشروعيتها النفعية بالرغم من تجنيبه الإنسان البسيط بخبرته والذي عادة ما يلعب دور المتلقي للإجراءات أو القوانين التي يقوم بتقليدها طوال الوقت ليس إلا .
كذلك الأمر يسحب نفسه على مستوى كوكب الأرض الذي تحيى عليه البشرية وتعرضه لنكسات ومخاطر جمة نتيجة لإجراءات الدول الكبرى كقضية المناخ على سبيل المثال لا الحصر ، كون الإنبعاث الحراري هو نتاج فعل البشرية جمعاء غير أن نصيب الدول الرأسمالية هو أكبر بكثير مما تشكله نسبة الإنبعاث لدى باق دول العالم وإن محدودية الضرر والمنفعة على النقيض وكذلك بمستويين بهذا الشكل أو ذاك .
ومثل كل القوانين أو المقولات تخل النفعية في الفلسفة التفضيلية انا كحال فلاسفة عصر النهضة الذين إنحازو إلى الصالح العام وتجيير المنفعة العامة إلى الأخلاق .
النفعية والعدالة ...
إذا كان عقاب الأباء لأبنائهم سلوك نفعي يبتغي مصلحة وسعادة أبنائهم على أنه يبقى قياس لسلوك غير عادل ، وإن كان هناك من يرى بالعدل فضيلة للمك ، ولا يمكن التكهن بمكان مما سلف أن الحكم على الدوافع المحركة لسلوك البشر هو السعادة واللذة فثمة محركات ودوافع أخرى تبقى المحرك الأكثر دافعا لدى الفرد والمجتمع على نحو مغاير ، فطالما كان النقد هو مصدر التطور أو الصراع وأن التطور مرهون بأدواته في مجريات حياة الأفراد والتاريخ .
إن كتابة رواية أدبية أو رسم فني أو نتاج آخر هو عمل يحمل قيمة الرفاهية الفكرية للمجتمع غير أن النقد الأدبي لكل تلك الأعمال لا يتأتى في إطار النقيض للمنفعة بل على العكس تماما ، فإن الناقد بسلوكة إنما يدفع بإتجاه نتاجات أدبية وفكرية أكثر تطور ومنفعة للمجتمع .
لقد دعا الفيلسوف ديكارت أبان عصر النهضة بتعريض كل الأعمال والانتاجات إلى الشك ، ليس لغايات الهدم بقدر ما هي لغاية التطور والإزدهار ، على أنني مدركة في الوقت عينه بأحقية تلك النتاجات الفنية والأدبية على النقد
لم تخلوا أيما نظرية أو فلسفة أو نتاج فكري من النقد وحتى التفنيد إذا ما إستثنينا الحقائق العلمية والعلو التطبقية طبعا بقوانينها الأساسية ، غير أن العلوم الإنسانية تشبه المقولات والقواعد العامة أكثر عرضة للنقد والتأويل عن الجمع والطرح الرياضي الذي ليس فيه مكان سوى للصواب أو الخطأ ، وهكذا تكون النفعية ضمن الفكر البشري في مراحل تطوره عرضة حتى للإستثناء والتغييب في نمط ثقافة مجتمعية ما وإلا ما النفعية في سلوك المجتمعات الذكورية تجاه المرأة ؟!!!
كذلك الحال يسحب الأمر نفسه على العدالة ، غاية البشر ونسبيتها تبعا للظروف والزمان الذي تسرد فيه واقعة ما .
إن البحث عن العدالة الإجتماعية مذ ثورة سبارتاكوس في روما ولغاية يومنا هذا ما زالت حلم البشرية فلا بنيت المدينة الفاضلة ولا تحققت السعادة العامة للمجتمعات .
لا يستدعي مفهومي النفعية والعدالة التحليق بعيدا عن الواقع فثمة الكثير من أسئلة البديهة برأيي تستدعي أجوبة صادمة ، لندقق قليلا في بيوتنا ومدننا هل بنيت على هوانا ؟
هل تبنى المدن وفقا لأهوائنا ؟ أن لإجراء يجتر نفعية ومعادلة ( العدالة ) المبتورة بذريعة الإمكانات أن المحرك الأساس هو رأس المال
لا تبنى المدن والبيوت على هوانا كما يرى هنري لوفيفر وإلا ما معنى العدالة في تكدس الأحياء الشعبية أو الضواحي كما يحب البعض القول حول المدن والعواصم الكبرى ، فهل اللذة أو الرفاهية أو السعادة كانت المحرك أم العدالة ؟
لا هذا ولا ذاك إن التطور الرأسمالي وفائض القيمة أي الربح هي المحرك والدافع الرئيس كما أورد ماركس .
قد ينحاز البعض وأراهم كثر إلى مفاهيم العدالة على النفعية وقد أرى بذلك تفهما فقيم العدالة الإجتماعية والشفافية والحكم الرشيد تبقى في الإطار الأكثر نجاعة لأنظمة الحكم غير أنها لا تكفي ، إن أعتى الديموقراطيات وأكثرها ليبرالية لا توفر الحد الإدنى من التوزيع العادل للثروة ، وإلا ما الذي يفسر هذا الإنفاق الهائل على موارد السلاح هل هي النفعية أم العدالة ؟!!!
و ماذا بعد ؟
إن إحالة لما سبق تقودنا إلى نسبية التفضيل ما بين النفعية ونسبية العدالة ولو رجحت موضوعيًا لقيم العدالة فإن الدافع البشري يبقى محرضا طبقا لشروط التناقض والحاجة .... لا بدافع الرغبات والمثاليات الموضوعية .



#نضال_عرار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربع الأخير ... تخاريف (15) كوفيد19
- الكتابة لن تجدي نفعا أكتب لعل .... !!!!
- الربع الأخير ... تخاريف (14) كوفيد 19
- الربع الاخير.. تخاريف (13)كوفيد 19
- الربع الاخير .. تخاريف (12 ) كوفيد 19
- الربع الأخير .. تخاريف (11) كوفيد 19
- الربع الأخير ...... تخاريف ( 10 )كوفيد 19
- الربع الأخير ..تخاريف (9) كوفيد19
- الربع الأخير ...تخاريف (8) كوفيد-19
- صديقتي العرافه ، لا أريد صداقة كهذه 2-2
- الربع الأخير .... تخاريف (7) كوفيد - 19
- الربع الأخير ... تخاريف (6)كوفيد 19
- الربع الأخير .... تخاريف (5) كوفيد -19
- الربع الأخير .... تخاريف (4) كوفيد - 19
- الربع الأخير ... تخاريف (3) كوفيد 19
- الربع الأخير .... تخاريف (2) كوفيد 19
- الربع الأخير ... تخاريف كوفيد-19
- صديقتي العرافه ، لا أريد صداقة كهذه 1-2
- ما بين الثقافة والسياسة
- أمل أسود ...تداعيات مبعثرة !!!


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ ...
- نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار ...
- مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط ...
- وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز ...
- دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع ...
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف ...
- في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس ...
- بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط ...
- ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نضال عرار - عن قياس الأخلاق بين النفعية والعدالة !