|
يوسف زيدان، صعب عليك أن ترفس مناخس!
فريدة رمزي شاكر
الحوار المتمدن-العدد: 6930 - 2021 / 6 / 16 - 23:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هل مسموح بالطعن في المسيحية على قنوات الفضائيات المصرية ؟! ظهر د. يوسف زيدان مع عمرو أديب في برنامج" كل يوم" على" قناة أون ON" ليتكلم عن كتاب هكذا تكلم زرادشت للفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه. وتكلم الرجل وكأنه في مهمة رسمية، متخطياً كل المعتقدات والمسلمات وثوابت دينه، ليثبت شيئ واحد وهو أن السيد المسيح مات مقتولاً ولم يقم من الموت!
فيحكي ، وعمرو أديب يكمل له مايقوله ليظهِروا للمشاهد انهم متوافقين على عدم قيامة المسيح وان ما يدلسونه هو الحقيقة ! فيقول زيدان: ( لما زرادشت كان عنده 30 سنة زي المسيح طلع فوق جبل وقعد عشر سنوات ونزل وعنده40 سنة وهو سن النبوة، ولقى ناسك قاعد في صومعة، فقابلوا بعض بمودة وقال له أنت جاي منين؟ إفتكرتك، مش أنت إللي عديت علىّ من عشر سنين؟ مش إنت زرادشت؟ ....وإنفرد زرادشت بنفسه وهمس إليها، ماذا يفعل هذا الناسك في صومعته؟ ولأي إله يسبح؟ ألا يعلم هذا الناسك بأن الإله قد مات.. لقد مات الإله وسيظل ميتاً ونحن الذين قتلناه). فيرد عمرو على زيدان في تأييد وإعجاب بكلامه فيقول له: (عبارة من أخطر العبارات في الفلسفة!!) _ فيرد زيدان بتدليس ماكر ويقول: "نيتشة مسيحي" وفي المسيحية مفهوم القيامة، قيامة السيد المسيح من الموت، والسيد المسيح هو الله سواء عند الأورثوذكس الشرقيين وعند الكاثوليك، وبعض المذاهب المسيحية قالت لما صلب المسيح حسب إعتقادهم، ظل العالم بلا مدبر! علشان كده آريوس ونسطور قالوا الكلام ده ما ينفعش وعملوا كنائس مختلفة....نيتشه قال موت الإله،، إنت ماتفهمش الإله بمعنى الله بتاعنا.. مات الإله وسيظل ميتاً، يعني مافيش قيامة!.. نيتشه بيقول: لقد خلقت الإله من ترابي وناري ومن نسري وإفعواني.. ودى إشارات مجازية ..جات فكرة المسيح من آلام الناس، من البشر ،والبشر قالوا في الأناجيل أنه قتل ومات وقام.. لأ هو بقى ماقامش.. لقد مات الإله وسيظل ميتاً أي ماحصلتش القيامة.. ) أنتهى كلامه!
_ أولا ياسيد زيدان من يقرأ سطراً واحداً من كتابات نيتشه يعلم أنه ليس مسيحياً بل (( ملحداً)) من خلفية بروتستانتية، فهو من قال( تباً للأديان) .وهو أيضاً من أوصى أخته على فراش الموت قالاً " أعطني وعدًا إذا متُ ألاَّ يقف حول جثتي إلاَّ الأصدقاء، فلا يُسمح بذلك للجمهور المحب للاستطلاع، ولا تسمحي لقسيس أو غيره أن ينطق الأباطيل بجانب قبري، في وقت لا أستطيع أن أدافع فيه عن نفسي. أنني أريد أن أهبط إلى قبري وثنيًّا شريفًا".
_ أيضاً أريد أن أهمس في أذنك يا سيد زيدان وأقول لك،أنك ناقضت نفسك، لماذا يا سيادة المفكر العبقري ،خلق الإله من ترابي وناري إعتبرتها إشارات مجازية، بينما موت الإله المقتول الذي لاقيامة له، ليست صورة مجازية ؟!
ثانياً: أتتخلى عن إيمانك وتطعن في قرآنك يارجل وتستشهد بملحد مجنون كانت نهايته سرير حقير في مصحة للأمراض النفسية والعصبية ومات في جنونه؟!ً ألا تعلم أنك ضربت كرسي في الكلوب ، بضربك في عقيدتك الإسلامية، بلاش شواهد من الأناجيل على قيامة المسيح ، هل تنكر أيضاً ما جاء بقرآنك! _ أليس إله قرآنك من أقر بقيامة السيد المسيح من الموت حين رفعه؟! فيقول: ( إذ قال الله ياعيسى إني متوفيك ورافعك إليّ ومطهرك من الذين كفروا ) _ آل عمران: 55 _ وأيضاً : ( السلام علىّ يوم ولدتُ ويوم أموتُ ويوم أبعث حياً) _ مريم: 32 _في تفسير البيضاوي لسورة آل عمران، يقول: )أماته الله سبع ساعات ثم رفعه إلى السماء.. رافعك إلىّ أي إلى محل كرامتي ومقر ملائكتي). _وقال ابن إسحق توفى سبع ساعات ثم أحياه الله ورفعه _وقال الربيع ابن أنس: أن الله توفاه حين رفعه إلى السماء.
_ من هو نيتشه إذن الذي يستشهد به زيدان ضد المسيحية، متخطيا دينه؟ وكتابه هكذا تكلم زرادشت؟ وما مفهوم الإله في فلسفته؟ نيتشة جعل من نفسه الله في قوله: "إذا كان هناك آلهة، فكيف أطيق أن لا أكون الله_ زرادشت نيتشة 1974 وفي ترجمة هذه العبارة ل فليكس فارس لكتاب هكذا تكلم زرادشت يقول: ): لو كان هنالك أرباب ، أكنت أحتمل ألا أكون رباً ،؟ إذن ليس في الكون أرباب.) وهذه المقولة تنفي كلام زيدان، فنيتشه لا يؤمن بوجود الآلهة وإلا لصار إلهاً.
_ وإدعى على نفسه أنه ديونسيوس المصلوب،وديونسيوس هو الإله اليوناني ، وهنا أسقط على هذا الإله ديونسيوس صورة المسيح المصلوب! حيث تشبع نيتشة بالفلسفة اليونانية القديمة. وتشبع أيضاً بفلسفة " شوبنهاور" الفيلسوف المتشائم.
_ أما مقولته الشهيرة التي حرّف معناها زيدان وإقتطعها ليخرجها من سياقها " لقد مات الله، لقد قتلنا الإله وهو عمل جد عظيم، فيجب أن نكون نحن الآلهة بعد هذا العمل الذي ليس أعظم منه"، فهو يرى أن القوة تمنحه صفة الإله، ونحن قتلنا تلك القوة فينا بضعفنا_ حين إتبعنا الأخلاق الدينية.
_ وعندما سألوه : ( لماذا مات الله) قال: "شفقة على الأشرار.. نحن لانريد ملكوت السموات لأننا نحن بشر، إنما نريد ملكوتاً أرضياً...!" _ وما يؤكد المعني قوله في كتابه زرادشت: (صادف زرادشت وهو يهبط الى أسفل الجبل شيخاً ناسكاً أخذ يحدثه عن الله، فتعجب زرادشت في نفسه كيف أن هذا الناسك لم يسمع وهو في غابته أن الله قد مات وماتت معه جميع الآلهة). فلنضع خطاً تحت وماتت معه جميع الآلهة.
_ إحتار بعض المفسرين في معنى العبارة، هل الله لم يعد له وجود أم انه مات في نظر الناس ولايشهدون لوجوده أم مات على الصليب شفقة على الأشرار! هل أراد بهذه العبارة أن يهاجم فكرة الألوهية ؟!
_يفسر لنا جان بول سارتر العبارة وبأن نيتشه يعتبر الله غير موجود وأن على البشر أن يكونوا شجعان في مواجهة وحدتهم وغربتهم .
_ بينما "ريتشارد وورمبلاند"، فقال "لكن نيتشه كان في أعماقه أكثر توقيرًا لله من تلامذته، وكان يتحدث عن موت الله بما نسميه الرعب المقدَّس، وحينما أصابه الجنون بعد ذلك كان يرتاد الكنائس وهو يردد لحنًا لاتينيًا حزينًا يُبكي به الله الميت! لقد مات الله بالنسبة له، وكان موته أقسى دراما أثرت في حياته وهدمت أركان عقله المضطرب، لقد كان يشعر بالحزن العميق والأسى لأن إلههه لم يعد حيًّا بعد" .
_ يتضح من كل ما سبق أن الإله في نظر نيتشة هو " القوة " وأن الإله مات بسبب ممارسة الناس للأخلاق الدينية،فصاروا ضعفاء وبهذا قتلوا إلههم داخلهم بأيديهم ولم يصيروا آلهة أنفسهم، فقد ماتت القوة ونحن الذين قتلناها وضيعنا فرصة أن يصير كل واحد منا إله ذاته. _يعد من الغباء والسطحية قراءة نيتشه بسطحية وتعصب أعمى كنا فعل زيدان ليثبت شيئ في نفسه وحده من يعلمها! نيتشة كثيرا ما لعن الأديان والمسيحية لأن من يؤمن بها هم الضعفاء بحسب اعتقاده ولكنه في مقولته الشهيرة هذه لم يقصد المفهوم الضيق بموت المسيح وعدم قيامته كما يزعم الجُهال والمتعصبين. فمن أين لزيدان وما برهانه بأن المسيح لم يقم إن كان قرآنه معترفاً بقيامته حياً _ وسيظل حياً للأبد_ ؟!والعالم كله يعلم بقيامة المسيح من قبره الفارغ الآن، ومع ظاهرة خروج النور المقدس من قبره الفارغ كل سنة في يوم سبت النور المقدس ، فليقل لنا زيدان لماذا جسد السيد المسيح لم يعد في قبره المقدس الآن؟ زيدان أخرج النص وإقتطعه من سياقه ليثبت شيئ ما في نفسه، وعمرو أديب سار وراءه بدون فهم، فقط ليُخرِج زيدان من موقفه ومن جهله وسطحيته! ألا تكف أيها العزازيلي عن إزدراء المسيحية!
#فريدة_رمزي_شاكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هيباتيا، بين تشارلز كينجزلي وعزازيل زيدان_ج2
-
هيباتيا، بين تشارلز كينجزلي وعزازيل زيدان_ج1
-
السراسنة الهاجريون، الإسماعيليون
-
في الأديان الإبراهيمية
-
رداً على د. مصطفى وزيري
-
هنيئاً لك ياسمك
-
بذاءات ذكورية
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|