أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء مهدي - دكاكين سعدي يوسف . . . !














المزيد.....

دكاكين سعدي يوسف . . . !


علاء مهدي
(Ala Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 6930 - 2021 / 6 / 16 - 18:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تلبية لدعوة من منظمة مجتمع مدني عربية ضمت عدداً من الأعضاء الأستراليين من أصول عربية، كانت تمارس نشاطات ثقافية متنوعة في تسعينيات القرن الماضي، قام الشاعر العراقي الكبير الراحل سعدي يوسف بزيارة إلى أستراليا، وتحديداً إلى مدينة سيدني في العام 1995. وبهذه المناسبة بادر العديد من منظمات المجتمع المدني العربية والعراقية ومنظمات حزبية يسارية وبالتعاون مع تلك المنظمة إلى إقامة فعاليات مختلفة للضيف الكبير منها حفلات لتوقيع دواوينه وحفلات إستقبال له، تحدث خلالها وقرأ فيها الكثير من قصائده . . .

كما التقى الشاعرالكبير بعدد من الشعراء الأستراليين والعراقيين والعرب حيث أحتضنوه ووفروا له لقاءآت إعلامية وسفرات وجولات سياحية في سيدني، وربما خارجها وهذا أمر لا أستطيع تأكيده تماماً بسبب من مرور فترة طويلة على ذلك.

وفي دعوة شخصية للشاعر الكبير من أحد وجوه الجالية العراقية المعروفة ، دعيت إليها مع مجموعة صغيرة من أبناء جاليتنا العراقية بما يتناسب وحجم مكان الدعوة الصغير في حينه ، كنا نتطلع للقاء الشاعر والإستمتاع بسماع قراءآت من قصائدة أو التحدث معه حول قضايا ثقافية وأدبية وسياسية كان يهمنا كثيراً الحديث بشأنها معه، ولكن، وكما حصل فعلاً، جرت "الرياح بما لا تشتهي السَفَنُ"، حيث تساءل أحد المدعوين مستفسرا عن سبب عدم دعوة بعض الشخصيات الأخرى التي لم تكن من بين الحضور ، مما أثار حفيضة صاحب الدعوة الذي أنقذ الموقف برد هادئ مفاده أن مكان الدعوة لايكفي لحضور عددٍ أكبر مما هو موجود في ذلك الوقت ، لكن المتسائل لم يقتنع حيث أستمر النقاش بين الطرفين بإنفعال ظاهر مما أثر على جو اللقاء بصورة عامة ولم ينفع معه تدخل عدد من الحضور من أجل تهدئة الوضع . . .

و توخياً لأنقاذ الموقف وإنهاء ذلك النقاش الجانبي الانفعالي الذي كاد أن يفسد الدعوة بالكامل ، تدخل الضيف الكبير موجهاً حديثه للحضور، خاصة وأنه لم يكن على معرفة مسبقة بأي منهم من قبل، فاَستهل حديثه – بما معناه - أن قبوله الدعوة لزيارة أستراليا كان لأسباب عديدة منها أن أستراليا دولة بعيدة وقارة شاسعة وفيها جالية عربية وعراقية كبيرة ولها دور مهم في الثقافة والسياسة العربية، وأنه كان يتوقع أن يلتقي بجالية متماسكة قوية تذوب فيها الفروقات وتختفي الإختلافات، خاصة وأن الجميع يواجه نظاماً ديكتاتورياً خطيراً . . . لكنه تفاجأ بأن للجالية دكاكين متعددة، حيث أفتتح هذا الفرد أو ذاك دكاناً يمارس فيه دوره ويستعرض من خلاله عضلاته، وبالتالي بدلاً من أن يكون هنالك للجالية دكانٌ واحدٌ أصبح لمثل ذلك الفرد دكانٌ أو عددٌ من الدكاكين.
بعدها أتسمت الجلسة بهدوء يشوبه الحذر من الإنفجار ، حيث تم تقديم الطعام وباقي مراسيم الضيافة لتنتهي الدعوة بمغادرة الجميع عدا الضيف الكريم وأنا. حينها كلفني صاحب الدعوة بتوصيل الضيف الكريم للموتيل الذي يقيم فيه، خاصة وأن الموتيل يقع في شرق سيدني في منتصف الطريق إلى مسكني بشمال المدينة.
كانت ليلة باردة وممطرة ، ولم تكن التكنولوجيا الحديثة متوفرة في حينه حيث كان عليَّ أن اجد طريقي لذلك الموتيل عبر دفتر الخرائط لذلك كان يتطلب مني أن أوقف السيارة وأحاول إيجاد الطريق الصحيح من خلال الخرائط المرورية وهي بطبيعتها مكتوبة بحروف صغيرة تتطلب إنارة قوية. مرافقي لم يكن مساعداً جيداً لي حيث أن المناطق والشوارع ومسمياتها جديدة عليه خاصة وأن أغلبها يحمل اسماءً أبوروجينية وليس إنكليزية. كما أنه اَستمر في الحديث معي حول أمور عديدة منها ماحدث خلال تلك الدعوة وأمور أخرى دون مراعاة الموقف المحرج الذي كنت أمر به. أتذكر أنه كان منزعجاً من أسلوب أحد أعضاء الجمعية الداعية له حين دس مبلغاً من المال بجيبه هامساً بإذنه بأنه مصروف جيب !.
أخيرا ، عثرت على الموتيل وقد كلفنا ذلك وقتاً مضاعفاً أو أكثر بسبب الظروف الجوية وعدم التهيؤ للأمر . . . بعدها حضرت مناسبة أو أثنتين أقيمتا له في سيدني ولم تكونا بأفضل من الأولى.
ها قد مر أكثر من عقدين من الزمن على زيارة الشاعر سعدي يوسف لأستراليا ولازال حديثه عن الدكاكين شاخصاً في ذاكرتي . . . فمنذ ذلك الوقت ولغاية اليوم أصبح لدينا آلاف الدكاكين التي تحمل أسماء تراتيبية غريبة ، لكل شخص عدد معين منها وليس العكس حيث يفترض أن يكون لكل دكان عدد كبير من الأعضاء ، ناهيكم عن تلك الدكاكين التخصصية التي لاتخضع لأية رقابة مالية أو قانونية . . . .




#علاء_مهدي (هاشتاغ)       Ala_Mahdi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -مائة روح ، مائة قصة ، مائة لوح-
- المحاسب القانوني المرحوم عزيز الحافظ ، ضحية قرارات وتصرفات غ ...
- فادي العبودي . . شاب من أصول عراقية سيكون من أصحاب الشأن في ...
- بين سلفة الزواج ودخول -القفص الذهبي- . . لماذا نصح مسؤول موظ ...
- المهرجان الثاني ل - ألوان بلاد الرافدين- يحقق نجاحاً منقطع ا ...
- رسالة إلى المفوضية العاليا المستقلة للإنتخابات في العراق
- الإنتخابات البرلمانية العراقية بين المشاركة والمقاطعة
- لماذا تسلب المفوضية (المستقلة) العليا للإنتخابات حق تصويت عر ...
- في رثاء الفقيد زيدون القصير
- رسالة إلى زينب
- متى نرتفع بالفعل إلى مستوى المسؤولية. . ؟!
- من عدنان القيسي إلى دونالد ترامب !!
- عندما لايفرق الإعلام بين الظالم والمظلوم !
- مَنْ يعزي مَنْ؟
- نحو تعزيز العمل الجاد من أجل وحدة العراقيين ودحر الإرهاب وال ...
- الإسبوع الوطني لإحياء الذكرى السنوية الأولى لإجتياح الموصل
- أين الجيش العراقي !
- عندما يكون الإرهاب وسيلة لرفع الإنتاج!
- خارج حدود المقارنة!
- في الذكرى المئوية لملحمة الإبادة البشرية : من سينصف الأرمن؟


المزيد.....




- الإليزيه يعلن استدعاء السفير لدى الجزائر و-طرد 12 موظفا- في ...
- المغرب يواجه الجفاف: انخفاض حاد في محصول القمح بنسبة 43% مقا ...
- كيف رد نتنياهو ونجله دعوة ماكرون إلى إقامة دولة فلسطينية؟
- أمير الكويت ورقصة العرضة في استقبال السيسي
- الرئيس اللبناني: نسعى إلى -حصر السلاح بيد الدولة- هذا العام ...
- مشاركة عزاء للرفيقتين رؤى وأشرقت داود بوفاة والدتهما
- ويتكوف: الاتفاق بشروط الولايات المتحدة يعني وقف إيران تخصيب ...
- ترامب: مزارعونا هم ضحايا الحرب التجارية مع الصين
- مصر.. أزمة سوهاج تتصاعد والنيابة تحقق في تسريب فيديو المسؤول ...
- نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن الروسية يزور الجزائر


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء مهدي - دكاكين سعدي يوسف . . . !