أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جيهان خليفة - الألوهة من -آنو - الكنعانى إلى -الله - جل جلاله 2-2















المزيد.....


الألوهة من -آنو - الكنعانى إلى -الله - جل جلاله 2-2


جيهان خليفة
كاتبة صحفية

(Gehan Khalifa)


الحوار المتمدن-العدد: 6930 - 2021 / 6 / 16 - 17:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"عند حضور الموت لأفلوطين كان آخر ما نطق به الآن أسعى جاهدا لكى يرتفع الجانب الإلهى فى إلى ما هو إلهى فى العالم والكون " من كتاب ملامح الفكر الفلسفى .
هذه الكلمات تدعون للتساؤل .. هل يمكن للعقل الإنسانى أن يصل إلى الحقيقة فى سر الألوهة ؟ هل بإمكانه أن يلامسها يكتشفها يخترقها ؟ يقولون فى الولع الصوفى من إخترق احترق أى إحتراق يقصدون , أهو احتراق الفناء أم إنه الإ حتراق بنور الحقيقة وملامسة التجلى ربما.. كلها تساؤلات وتكهنات فى محاولة للتعرف على كنهة الألوهة الغامضة 0
انتهينا فى مقالنا السابق عند تساؤل هل عرف الإنسان القديم الوحى ؟ ما لدينا من النصوص الدينية القديمة ، يمتلىء بذكر معلومات عن الوحى سواء جاءت فى شكل صيغة تربط الكاهن الأعلى بالإله أو صيغة " وحى " تأتى عبر حلم للإنسان الموحى له فى ذلك يقول بشار خليف : "أن ذلك يؤشر لمعيار مهم فى سياق الذهنية المعتقدية المشرقية كونها مرتبطة بشكل واضح بعالم النبوة والكهانة والعرافة التى امتازت بها حضارة المشرق القديم فتبلورالكهانة والنبوءة الفعال والمؤثر حدث فى الألف الأول قبل الميلاد ، رغم أن أساسها المعرفى المعتقدى كان فى الألف الثالث والثانى قبل الميلاد فمن يمتلك أن يوحى له هو الكاهن الأكبر الأكثر حظوه من سواه من الكهنة " . [1]

النبوءة ووثائق مارى السرية

لقد قدمت وثائق مارى السرية (2000-1760) ق.م أدلة على وجود نوع من النبوءة ، حيث كان الأنبياء يوصفون كأشخاص تعتريهم نوبات من الإنفعالات والإضطرابات ، وهم يتلقون العلامات الخاصة بنبوءتهم أو ينطقون بالأجوبة عندما يسألون .
وقد ناقش آلان كوبرمسألة النبوة كما تجلت فى هذه الوثائق حيث يقول: "من الافت للنظر وجود مجموعة من النصوص الصغيرة التنبؤية، ويبدو أن هذا الخطاب النبوئى قد دون من قبل القيمين على شؤون العبادة ،والبعض الآخر عبارة عن رسائل نقلها الإله عبر أناس عاديين" .
ويشير كوبر إلى أن ظاهرة النبوءه كانت تمثل نوع خاص وثانوى فى العلاقة مع عالم الألوهة لدى العموريين عموما فى الألف الثانى قبل الميلاد ، فى ذلك يقول آرنولد توبينى :" أن الأنبياء كانوا ظاهرة فى حياة المجتمع السورى إجمالا خاصة فى عالم الألف الأول قبل الميلاد حيث بدى يظهر التطور الهام لمجريات الذهن المعتقدى بكافة تجلياته حتى العصور الدينية .
ويشير توبينى إلى أن الأنبياء كانوا يرعبون الملوك وكانت النوبات التى تعتريهم تعتبر دلالةعلى أنهم يتلقون رسالة إلهية وبالتالى فإن الملك الذى يتحدى نبيا منهم كان يجازف فى احتمال إثارة الرأى العام ضده . [2]
يقول خليف :" فى مقاربتنا للمعتقدات فى الألف الثانى والتى هى استمرارية انسيابية لمعتقدات الألف الثالث قبل الميلاد لاسيما فى منحى الطقوس والشعائر والصلوات نلاحظ ثمة إختراق أو تطورحدث فى طبيعة المعتقد ، تجلى فى مناحى عديدة أولها أنه حدث انتقال أو استبدال لإسم الإله العلى من آنو إلى ايل، وايل هنا صفة للإله وليس اسم علم ، وأصبحت المجتمعات لا تؤمن بكثرة الآلهة الملائكية ، لذا نجد البانثيون الإلهى يرأسه السيد العالى الخالق للجميع ، مع مساعديه من الملائكة الإلهيين ،كل هؤلاء ينفذون قرارات الإله الكبير كوسطاء بينه وبين عالم البشروالأرض ". [ 3 ]

مع تطور البنية الإدراكية الدماغ البشرى بدء التفكير فى التوحيد

خلاصة القول أننا أمام تطور مهم فى التفكير العقائدى فقلة الرموز للظواهر الطبيعية والحياتية التى كانت سمة الألف الثالث قبل الميلاد ذلك دليل واضح على تطور فى نسق التفاعل البشرى الإلهى يكمن بالدرجة الأولى وعلى حسب وصف خليف فى البنية الدماغية الإدراكية للإنسان وفى قوته الروحية التى نادت السماء وسعت إليها بقيم الخير والمحبة والرحمة والطاعة لسيد السموات والأرض .
ويقول جان مازيل " إن القوة الروحانية العظيمة والخارقة للكنعانين مهدت الطريق للوحدانية فى المسيحية والإسلام بشكل خاص "
كل ذلك يؤدى بنا الى نتيجة مؤداها حدوث تحول فى الفكر الدينى، الذى كان يقوم على تعدد الآلهة عند السومريين فى الألف الثالث قبل الميلاد إلى الإرتقاء لدى البابليين فى الألف الثانى بصورة الإله، مما يوحى إلى ملامسة فكرة التوحيد من خلال التحلل النسبى من طقوس الوثنية فشاع التفكير بإله واحد فى هيئات متعددة ولكن هذا وعلى حسب وصف خليف لم يتم صياغته فى عقيدة راسخة " [4]

الله ظل متواريا فى السموات العلى خفى عن أنبياءه

وبوصولنا لعالم الألف الأول قبل الميلاد نرى أن هذا العالم شكل الأساس الثقافى لعالم الألوهة الذى ساد فى ذلك العالم حتى ظهور الرسالات السماوية وإلى يومنا هذا . فبالإنتقال من إله الشمس فى الإمبراطورية الرومانية إلى الله المسيحى على يد الإمبراطور قسطنطين هذا التحول يساير تفكير الإنسان المشرقى القديم ها قد تبدى الله للإنسان عبر المسيحية كما تبدى فى نفس الوقت الله الفلسفى عبرالأفلاطونية الحديثة ووفقا لمعظم المصادر العلمية التى تشير إلى أن إرث المسيحية الروحى والتاريخى هو تراث الهلال الخصيب فطابع المسيحية الأول كان طابع آراميا ، فالمسيحية دين توحيدى وسيطى بمعنى أن السيد المسيح هو الوسيط بين الله والإنسان وذلك وفق فلسفة المعتقد المشرقى وكما يرى خليف فمن أدد أو بعل أو انليل كانوا وسطاء الإله العالى خالق السموات والأرض وهم ينفذون كلمة الحق جاء المسيح على نفس المسارالمعتقدى المشرقى وأخيرا فقد تجلى الله للإنسان عبر أنبياءه .
وإذا انتقلنا لشبه الجزيرة العربية وجدنا أن المعطى العام لدى العرب كان توجه دينى لم يتبلور بعد فى دين رغم أن الله بمعناه الروحى قد عرف قبل الإسلام عند العرب الشماليين مثل الأنباط والصفائيين فالله كان غير مدرك ولكنه كان يحس روحيا ..ويقول الدكتور بشار خليف :" الله لم يظهر للنبى محمد كما أنه فى الرواية التوراتية عندما نزل على جبل الطور وأعطى موسى لوحى الشريعة لكنه لم يسمح له أن يرى وجهه أما الرواية المسيحية فتقول بأن المسيح نزل من السماء وعاش بين الناس وأوصل إليهم الكلمة بنفسه وفى الإسلام نزل الوحى على الرسول عبر جبريل مرسلا من الله من أول آية إلى آخر أية فالله ظل فى السموات العلى وبقى آنو = ايل =الله متواريا فى العلى متجليا للإنسان عبرخلقه وملائكته " .

مصادر
1- كتاب الدكتور بشار خليف ، نشوء فكرة الألوهة مقاربة تاريخية ، عن دار الأهالى للطباعة والنشر دمشق سوريا ص61
2- نفس المصدر السابق ص125
3- نفس المصدر السابق ص8
4- نفس المصدر السابق ص39



#جيهان_خليفة (هاشتاغ)       Gehan__Khalifa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الألوهة من آنو الكنعانى إلى الله جل جلاله
- سيكولوجيا -الذات العربية -فى عوالم زيعور
- فى أول إجتماع بالدورة الجديدة لمجلس إدارة -النقل الدولى - بغ ...
- كلام فى التنوير 4 -محمد أركون ومحنة التنوير العربى -
- كلام فى التنوير 3
- كلام فى التنوير 2
- كلام فى التنوير 1
- الإله يروى سيرته 4
- نور الدين وفاطمة قصة حب من دفتر أحوال الوطن
- الكتابة فى كنف المحظور
- الإله يروى سيرته 3
- الإله يروى سيرته 2
- الإله يروى سيرة
- مشهد من الحياة اليومية فى ظل الموت اليومى
- الإله (( النفس )) كما تراه أبكار السقاف فى الدين فى مصر القد ...
- أونو مسار التنمية فى اليابان غير صالح للدول النامية
- من الحب فى زمن الكوليرا إلى الإختباء فى زمن الكورونا
- الفتوحات الاسلامية سيوف من شهب كما رآها المغلوبون
- متلازمة السياسى والدينى فى شرقنا الاوسط المعاصر


المزيد.....




- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...
- أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة ...
- لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م ...
- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...
- ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال ...
- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جيهان خليفة - الألوهة من -آنو - الكنعانى إلى -الله - جل جلاله 2-2