أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نسرين جواد شرقي - فلسفة الأرقام والأعداد في حياتنا















المزيد.....

فلسفة الأرقام والأعداد في حياتنا


نسرين جواد شرقي

الحوار المتمدن-العدد: 6929 - 2021 / 6 / 15 - 22:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



اعتاد الفلاسفة أن يرى الإنسان ( تساؤل وتعجب واستفهام )، فيرون إن الإنسان رجل التساؤل ، خالق علامة الاستفهام فهو (سائرا ، حائرا ، عابرا ، ناظرا ، مسافرا )، ليجد اثر الحقيقة ومنها تساؤله عن الأرقام والأعداد التي تمر في حياته،حتى يجد تفسير له ، لذا فان العدد هو العلم الرياضي المحض ، والذي ينقسم إلى علم الكم المنفصل ، كالحساب والجبر، وعلم الكم المنفصل ، كعلم الهندسة وحساب اللانهايات . إذ تلعب الأعداد و الأرقام دورا هاما وأساسيا في جميع مجالات حياتنا من بدء الخلق وشروق الشمس وحتى مغيبها،حيث تحيط بنا الأرقام في كل شيء دون استثناء ،فهي تاريخ ميلاد الكون ،وهي عدد السكان ،وهي بعد الشمس عن الأرض وهي درجة حرارة ، وهي درجة برودة ،هي طالت أو قصرت أعمارنا،هي عدد ساعات عملنا ،هي عدد ساعات راحتنا،هي موعد خروجنا للعمل،هي موعد رجوعنا للبيت وذهابنا للنزهة،إنها الأرقام لا يمكن الاستغناء عنا فهي في كلامنا ،في أنفاسنا دقات قلوبنا،رمش أعيننا بين لحظة وأخرى،إنها سلسلة مترابطة من الأرقام، ومجموعة من الأرقام والأعداد المتشابكة التي ترتبط بحياتنا إن كانت برضانا أو لا ،هي زمن أعمارنا نحمل فيها سنة الولادة منذ اليوم الأول لقدومنا لهذا العالم ثم رقم الشهر يليه رقم السنة، وتسلسلنا بين الإخوة والأخوات في المنزل وأعداد العائلة التي احتوتنا من أب واحد وأم واحدة، يليها كل محيط بنا هو رقم عدد الإخوة والأخوات يليها عدد الأعمام والعمات وإعداد الجيران، ولا تنتهي الحلقة من الأعداد ثم تبدأ بالزيادة ،بعد الالتحاق في المدرسة ،فتصبح تلك الأرقام موثقة في أوراق رسمية تدعى (الشهادة) لتكتب بها درجات الدروس وسنة الدراسة حتى آخر مرحلة نصل لها في الدراسة، يليه عد الأرقام سنوات الخدمة في المهنة أو دونها .
إن الرقم في الأصل الكتابة ، إذ عرف الرقم فلسفيا انه " النفش والعلامة ، والختم ، وما يكتب على الثياب وغيرها من أثمان، وفي علم الحساب رمز يمثل عددا " ،والرقم عند بعض الفلاسفة هو الرمز الذي يعبر به عن بعض التصورات وتأويلاتها، فكل شيء رقم ، أي علامة ترمز إلى شيء كوني أو أمر الهي .والرقم القياسي هو الرقم الذي يتفوق به المتباري على غيره في الألعاب فنقول ( ضرب الرقم القياسي في القفز العالي ) .
أما العدد فلسفيا ،هو احد المفاهيم العقلية الأساسية ،وهو بهذا الاعتبار لا يحتاج إلى التعريف، إلا إن بعض العلماء يعرفونه بنسبته إلى غيره من المعاني القريبة منه ، فيقولون :العدد هو الكمية المؤتلفة من الوحدات أو الكمية المؤلفة من نسبة الكثرة إلى الواحد . ويسمى بالكم المنفصل لان كل واحد من أجزائه منفصل عن الآخر ، دون اشتراك بينهما ، بخلاف الكم المتصل وهو ما كان بين أجزائه حد مشترك .
إذ ينظر إلى صور الأعداد قائمة بذات الإلهية وهو ما يسميها بالأعداد ألعاد ، أما الرياضيون فأنهم يفرقون بين العدد المجرد ،والعدد العيني (أي المشخص) والعدد الصحيح،والكسر، والعدد المربع،والعدد المنطق،والعدد الأصم ،والعدد الأولي ،والعدد المعقد ،والعدد التام،والعدد الخيالي ، والعدد اللامتناهي .
يرى القدماء من الفلاسفة أن للحياة شروط منها،أن يكون له بنية وهي الجسم المركب من العناصر على وجه يحصل من تركيبها مزاج معتدل.والبنية مجموع جواهر فريدة لا يمكن تركب البدن بغيرها،لذا فالحياة الوجود وهي تعم المعاني ،والهيئات والأشكال والصور والأقوال والأعمال والمعادن والأرقام والأعداد والنباتات وغير ذلك. كذلك من يرى الحياة هي مجموع ما يشاهد في أعداد الحيوانات وأعداد النباتات من كثرة أعداد مميزاتها أو قلة أعداد مميزاتها والفرق بينها ،وهناك من يرى مجازا على تاريخ الفرد وسنة الميلاد وسيرته من عدد سنوات حياته التي عاشها قصرت أم طالت،أو هي تاريخ الأمم من عدد سنواتها بين ماضيها وحاضرها، إذ لا يعقل إن تتحكم الأرقام والأعداد في حياة الإنسان وتجعله يؤمن بها ويخطط لنجاحه وفق رقم معين أو أرقام معينة ،إذا تكرر رقم أو ظهور رقم معين في حياتك هي رسالة لتعلمك أنك على الطريق الصحيح،أو العكس من ذلك،أو تفسير الأرقام فهو يعود للحدس الداخلي لديك ،إذ يفسر بأمر ما بخير إذا صادفه أمر جيد ،أو بالنحس إذا تزامن مع أمر غير صالح، وهكذا.
كثيرا ما نسمع كلمة الأعداد وكلمة الأرقام ، لكن كثير من الناس لا يدرك الفرق بينها ،و ما هو الفرق بين الأرقام والأعداد؟ إن العدد الواحد هو في مجموعة من الأرقام ، مثل مجموعة من المراتب تسمى آحاد عشرات مئات ، أمّا الأرقام هي المجموعة من 0 إلى 9، بحيث أن (1، 2، 3، 4 ،5، 8،7،6،9) إنها أرقام، ومنها يتم تركيب وتكوين الأعداد سواء كانت تحتوي على مراتب تبدأ اثنان أو ثلاثة وهكذا، أما مراحل تطور الأرقام والأعداد؟ فهي قديمة وتعد حضارة وادي الرافدين (البابلية) القديمة والتي كانت،أهم الانجازات البشرية التي تراكمت بها المعرفة والمعلومات عبر الأجيال مما مهد للبشرية الظهور للعالم والى الثورة العلمية والحضارية التي نعيشها حتى ألان.حيث ظهرت الكتابة على ارض وادي الرافدين في الألفية الرابعة قبل الميلاد.إذ استخدم السومريون ما يعرف بالخط المسماري لتدوين كتاباتهم على ألواح من الطين المجفف.أما الأرقام والأعداد عند البابليون،فقد وضع البابليون رموزًا للأعداد تشبه رؤوس السهام تم رسمها على ألواح صنعت لها خصيصًا، وقد تم صنعها من الطين، إذ كان كل سهم يعبر عن عدد معين. ثم تطورت الأرقام من خلال وضع الإغريق القدامى أعدادًا على أساس حروفهم الأبجدية ،كذلك قام الهندوس الذين كانوا يتواجدون في الهند قديمًا باختراع أرقام، كبيرة الشبه بالأرقام التي تستخدم في الوقت الحالي. إذ في حوالي عام خمسمائة قبل الميلاد، قام الرومان بوضع نظام أرقام مازال يستخدم في الوقت الحالي، إذ كانت روما في قمة ازدهارها في ذلك الحين في القرنين الثاني والثالث للميلاد، هذا ويضم نظام الأرقام الروماني مجموعة من الرموز التي تستخدم في الأبجدية الرومانية، فمثلًا الحرف (I) يمثل الرقم (1)والحرف (V) يشبه الرقم (5)، أما الحرف (X) يمثل الرقم (10)، وما زال نظام الأرقام الروماني يستخدم حاليًا،في الدول الأجنبية والدول العربية مثل استخدامها في الساعات الزمنية للتعبير عن الوقت.
إذ نرى كثيرة هي العبارات حول الأرقام والأعداد،مثل أهمية الأرقام في حياتنا اليومية ، استخدامات الأرقام والأعداد في حياتنا ،هل نستطيع العيش بدون الأرقام والأعداد في حياتنا ،سر الأرقام والأعداد وتأثيرها في حياتنا ، كيف كانت حياتنا بدون الأرقام وهكذا ، تؤثر على حياتنا بطرق أبعد مما يمكننا تخيله. هل تخيلت يوما كيف ستكون حياتنا بدون هذه العشرة أرقام والمصفوفة اللا متناهية من الأعداد الأخرى التي يمكن تكوينها؟ أعياد الميلاد، الأعمار، الأبعاد، أرقام الهواتف، الأسعار، الوقت، التأريخ،والقائمة طويلة. الهندسة،الصناعة،التجارة،الرياضة، العلوم وغيرها لا تستطيع الاستمرار بدون هذه الأرقام. بمعنى أنه يمكن بسهولة استنتاج أننا لن نكون قادرين على العيش بدونها. بشكل مدهش، يوجد تقريبا تنوع لانهائي من المعجزات الخفية خلف هذه الرموز المألوفة والتي نستخدمها كل يوم (الأعداد الطبيعية).
يؤمن أكثر الناس بالخرافة ويقرنها بالأرقام ، لان معنى الخرف فساد العقل من الكبر، لان للخرافة عدة معاني ، منها هو الاعتقاد أن بعض الأفعال أو بعض الألفاظ أو بعض الأعداد أو بعض المدركات الحسية تجلب السعادة أو الشقاء ،ومنها الاعتقاد الآخر هو إطلاق هذا اللفظ على كل اعتقاد باطل أو ضعيف ، والآخر هو إطلاقه على كل مبدأ أو مذهب مبالغ فيه بغير نظر ولا قياس.وإذا ابتعد الشعور الديني عن غايته وانقلب إلى مجرد قيام المرء بأفعال وحركات ظاهرة يعتقد أن لها تأثيرا في سعادته سمي بالخرافة الدينية. ومن قبيل ذلك زعم بعض الفلاسفة أن الاعتقاد الديني إذا لم يبن على العقل كان حديث خرافة .لذا كان لابد للإنسان أن يرفض أقارن الأرقام بالمواقف السلبية كذلك المواقف الايجابية عدم اقترانها بأرقام أو أعداد في المواقف الايجابية ، فهي تتغير تلك المواقف، لذا لابد الإيمان أنها فلسفة الحياة والوجود ،ذاتها ليعلم الإنسان أنها لا تقف كلها عند الخير أو تقف كلها عند الشر بأرقامها أو دونها .
إذ البشر بطبعه يريد استباق الإحداث في الحاضر والوصول إلى المستقبل وكشف الغيب, ومعرفة خفاياه مهما كانت ، سلبية أو ايجابية ، تفرحه أم تحزنه ،وقد طرق أبواباً عدة من أجل ذلك, فهو لا يتردد عن البحث أو الاستماع لعراف أو قارئة فنجان، أو المنجمين ، أو قارئ الكف ، أو من يجد عنده إرضاء شغفه في معرفة طالعه ، طالباً كشف الأستار عما يخبئ الغيب له من الأسرار وأمور تسره أو تحزنه في حاضر يومه أو في مستقبله القادم .إن الاعتداد على وجود الأرقام والأعداد في حياتنا هي أمر طبيعي مثل الأحرف والكلمات فوجودها أمر اعتيادي لأنها في أسمائنا وأسماء آبائنا وأجدادنا وهكذا فهي شاملة لكل كلامنا لذا لا يمكن أن نعاديها ، كذلك موقع الأرقام والأعداد في حياتنا لا يمكن أن نعاديها أو نتشاءم منها .وإنما ننظر إليها نظرة حب وتقبل وندرها في حياتنا بشكل طبيعي دون الربط بها ومواقف سلبية لنتشاءم منها ،أو نربطها مع مواقف ايجابية لنتبرك بها . لذا على الإنسان أن يحيى بشكل طبيعي ويرى الأعداد أو الأرقام بشكل طبيعي مثل الحروف و الألوان ..وكل ما هو موجود في الطبيعة هو يسير بشكل طبيعي دون أن يرتبط أو يقترن به موقف سلبي أو ايجابي ،إنما يجعلها تسير وفق ما رسمها الله سبحانه له وللكون ........



#نسرين_جواد_شرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نسرين جواد شرقي - فلسفة الأرقام والأعداد في حياتنا