أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد رياض اسماعيل - متى يكون العقل سليماً معافى؟














المزيد.....

متى يكون العقل سليماً معافى؟


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 6928 - 2021 / 6 / 14 - 14:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نحن تثقفنا ان نكون متخاصمين مع بعضنا الاخر.. الشعور بالمسؤولية او responsibility بالإنكليزية، والأخير ادق تعبيراً ومعنىً، أي هي استجابة الانسان للآخرين! وفي المجمل تمثل استجابتك للعلاقات الإنسانية. في العلاقة بين الرجل والمرأة على سبيل المثال، إذا ابدى الطرف الأول (الرجل)، الاهتمام والشغف وجلب انتباه الطرف الثاني (المرأة)، تكون استجابتها إما سلبية او إيجابية، فإما لا تَعِر المرأة اية أهمية لهذا الاهتمام والانتباه، وتكون مربكا لها، وإما على العكس، اي تنجذب لهذا الاهتمام وتتفاعل معه. في الحالة الأولى أي رفضها الاستجابة، فان المرأة تصرفت بمنطق عرف العيب الدارج في التقاليد البدوية، هذه التقاليد موروثات متجذرة، تتناقلها عوام الأجيال ولن تنتهي من تلقاء نفسها، بل هو زخم التنويم الاجتماعي المورث من الماضي والمتجذر في عقل المرأة او الرجل على السواء، وترفض بشدة كل دخيل جديد.. في الحالة الثانية، قد تستجيب للاهتمام المقرون بالشغف والمحبة، وتبدأ العلاقة، وتكون قوية إذا كانت استجابة الطرفين قوية، أي شعورهما العالي بالمسؤولية للعلاقة التي تتطور من اهتمام الى الحب والانتباه. وقد تكون ضعيفة وآيلة للذبول إذا كانت تهدف لغاية معينة كممارسة الجنس فقط. العلاقة هو ان تشعر بمسؤولية الحب. ان لم تنتبه للعلاقة بين فكرة الاهتمام التي هي في طاولة تحليلك الفكري، وبين عقلك المحلل المتجذر بالذاكرة البدوية المستمدة من موروث التقاليد المهيمنة عليه، فسوف ينشأ الانقسام بينهما ثم النزاع، وهذا النزاع سيصنف الطرف الاخر عدواً في النهاية، لأنك تنظر للعالم من خلال الأنا.
هل هناك شيء اسمه عدو؟ هذا ما يطلقه عليك الناس اللذين يختلفون معك ايديولوجياً. نحن نفكر بأسلوب عشائري(بداوة) فأنا حين اعتبرك عدواً، اراك خارج العشيرة.
الاهتمام بالشعور التي تأتي من الإحساس بالعذاب والألم، ثم الانتباه لذلك يشعرنا بإنسانيتنا. تشعرك بأنك انسان او بقية الإنسانية. هناك فرق بين الانتباه والتركيز، في التركيز تصرف طاقتك على شيء، اما في الانتباه لا يوجد شيء لتصرف عليه طاقتك. انا انتبه عندما تهينني بكلام خشن، فهل يمكنني عدم السماح لهذه الإهانة ان تجد طريقها للحفظ في ذاكرة عقلي؟ وهل من المهم نفسيا ان تسجل تلك الاهانة وتحفظه في الذاكرة! الانتباه يعتمد على الشيء الذي تنتبه له، هل هو بالأهمية التي يحتاج لحفظه في ذاكرتك!
الفكر البشري ومنذ العهود القديمة، خلق اموراً مثل الكتابات والصور على الجدران، وكذلك الرموز والطقوس، وبدأت فيما بعد بتقديسها، وهي من بناة افكاره (صور عقلية). أي خَلَقَ شيء سري في عقله ومن ثم بدأ بعبادته. الصور التي تتكون في العقل او الفكر هي التي تخلق العبادة، انها رموز، فلماذا نخلق الرموز؟ لماذا نحتاج الى وسطاء؟ لان الانسان يعاني منذ الاف السنين، دون ان يجد حلاً لمعاناته، ثم لجأ الى الوسطاء منذ الاف السنوات أيضا، ولم يتمكنوا من معالجة معاناته ايضا، لماذا؟ لأنه بحث عن مساعدة لكي يتخلص من معاناته بشكل سليم وآمن وبدون خوف، لكي يمضي، ومن هنا ولدت الديانة او هذا هو ما نسميه الديانة التي توفر الطمأنينة له. وعاد المتدين لخلق شيء سري في عقله وعبادته، أي العودة الى الوسطاء، بناء الكنائس والجوامع وامكنة العبادة وتزيينها بالصور والكتابات، وتزيين اضرحة الصالحين والرموز! السؤال هو، لماذا نخلق الرموز مادامت لدينا كتب مقدسة!؟
كل شيء يُخلَق بفكر انسان، نظنه سراً من اسرار الخالق، ونكون صورا عنه في عقولنا... ثم يظن الفكر بان الشيء الذي خلقه هو مقدس.
الانتباه المطلق يخلق الفكرة، اذن الفكر ليس شيئاً سريا خارج إرادة الانسان، فالأفكار ليست سرية. يفترض ان نفهم أنفسنا اولا والاخرين ثم نبحث عن الاسرار القابعة فيما وراء الفضاء، اي قبل ان نُسَلِم الى ان هناك من يحاسبنا خلف الغيوم! إذا اردت ان تعرف الغيب، ابدأ بنفسك، بعد ان تحرر نفسك من الغيرة والحسد والحقد. ان داخلك يعرف نفسه معرفة تامة بدون معلم او حاجة للغيب. فحين تحاول ان تقنع أحدهم بشيء، انت الوحيد تعرف سواء ان كنت تخدعه ام تنوره، داخلك يعرف نفسه معرفة تامة. جملة من الاسئلة تزحف اليك.. هل صمت العقل هي حالة (انتباه) ام هي ما وراء ذلك، هل الانتباه يحتاج الى بذل جهد جدي؟ اي كأن تقول يجب ان انتبه؟ الانتباه اجتهاد، المجتهد (وليس المهمل) هو ان تعمل كل شيء بعناية واهتمام. السؤال الان هو، هل (الانتباه) هو نتيجة لفعل الافكار؟ في (الانتباه) لا يوجد زمن فهو ليس نتيجة الافكار. هل الانتباه نتاج صمت العقل؟ او لنقل هل في حالة الانتباه يكون العقل صامتاً ولا يوجد حركة افكار؟ ان كل حركة يعني الزمن، الصمت لا يتحرك فيه الفكر! الفكر يحتاج الى حركة، فإذن الصمت هي السرمدية وزمنه صفر.
ما هو قيمة كل ما ذكرناه؟ عبر التاريخ كله، من الحضارات كلها، الانسان يخدع الانسان بأن يعطيه قيمة هو لم يدركها!! لماذا يأتي البعض ليخدعنا ويدعي معرفته لقيمة ما ذكرناه؟ اين هو العقل السليم؟؟؟؟؟ هل لدينا عقول سليمة ام مجرد صور وافكار؟ الفكر غير المرتبط بالآراء؟ قد اكون متزوجاً ولكن غير مرتبط بزوجتي! لماذا انا اطلب عقل سليم؟ إذا طلبت بيتاً، لماذا يكون البيت جزءا مني وارتبط به؟
إذا مَررَتَ بكل المعاناة والعذاب والألم والسعادة بعمق في داخلك، سيكون العقل مستعدا ان يكون سليماً.



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثر البناء الفكري للإنسان على مستقبله/ الجزء الثاني
- أثر البناء الفكري للإنسان في تقدم الامم / الجزء الاول
- التنوير
- الشرق الأوسط في ميزان السياسة
- حب الانسان هو وجوده..
- النظام العالمي التي تديرها الشركات المساهمة
- كوردستان
- ما السبيل الى التعايش السلمي بين البشر؟
- التعايش بين البشر وسبيل التحرر من القيود المشروطة عليه
- استراتيجية التوازن بين استهلاك الطاقة وتسعيرتها
- هل يمكن القضاء على العنف جذرياً - الجزء الرابع والاخير
- السواد
- هل يمكن القضاء على العنف جذرياً - الجزء الثالث
- هل يمكن القضاء على العنف جذرياً - الجزء الثاني
- متى سيقضي الانسان على العنف جذرياً؟
- خاطرة حول برلمانات الدول النامية
- خاطرة عن وطن الخيال والواقع
- النفط والاقتصاد العالمي الى أين؟
- الأنا محور الشخصية البشرية
- الحب كما اراه


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد رياض اسماعيل - متى يكون العقل سليماً معافى؟