أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد جواد فارس - العراق ...وحرب المياه















المزيد.....

العراق ...وحرب المياه


محمد جواد فارس

الحوار المتمدن-العدد: 6926 - 2021 / 6 / 12 - 18:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بما ان الماء هو أحد أبرز الموارد الطبيعية في كوكبنا ، والذي تسكن عليه البشرية ، منذ الخليقة ، حيث يحتل الماء بحدود 71 بالمائة من أجمالي المساحة الكاملة لسطح الكرة الأرضية بما فيها من المحيطات والبحار والبحيرات والانهار ، وللماء فوائد جمة لما يقدمها للإنسان ، ومنها تجهيز الأطعمة والمشروبات ، استخدام الماء في الزراعة للحصول على محاصيل منتجة تلزم الانسان والحيوان للتغذية ، و الاسستفادة من الماء في الموارد الصناعية الثقيلة والخفيفة ومنها الطائرات والسيارات ، وتوليد الطاقة الكهربائية ، والانسان بحاجة الى الماء للاستخدامات الشخصية ،كالاستحمام و التنظيف ، وكذلك من اجل البقاء محافظ على توازن حرارة الجسم ، والاكثار من شرب الماء يقي الانسان من امراض القلب و الكلية ويقي الجسم من امراض السرطان ، كسرطان الدم ,ذلك من خلال حمايته من الجفاف ، ويحافظ على مستوى السوائل في الجسم ، وللماء فوائد كثيرة من أجل الحفاظ على صحة الانسان والحيوان و الطبيعة في الزراعة والصناعة ، ممن هنا تكمن الأهمية القصوى لوجود الماء ، وتظهر الإشكالات الجمة في تقاسم المياه بين دولة المنبع وكذلك الدول التي يمر من خلالها الأنهار ، ومن هنا تنشأ النزاعات بين البلدان حول الحصص المائية ، والمياه كانت تاريخيا مصدر للتوتر وعامل أساسي في النزاعات بين الدول ، وتعتبر الأمم المتحدة النزاع على المياه نتيجة المصالح المتعارضة لمستخدمي المياه سواء كانت شخصية او عامة ، تشكل المياه في العالم نسبة عالية من مساحة كوكبنا حيث البحار تشكل نسبة 75 % من مساحة الكرة الأرضية وبذلك تكون نسبة اليابسة 25% ، مياه البحر الماحة تشكل 99% في العالم ، بينما المياه العذبة 6%وتمثل الأنهار الجليدية 27% من المياه العذبة و 72% من المياه الجوفية ، يتجدد المياه العذبة ب ديمومتها من خلال تساقط الامطار والجليد ، مجموع جريان المياه في القارات بنحو 41000 كم مكعب في السنة ، منطقة الشرق الأوسط فقدت احتياطيات المياه العذبة بسرعة كبيرة خلال 6 أعوام كما في تركيا و سوريا والعراق التي تتقاسم حوضي دجلة والفرات 144كم مكعب من مجموع المياه العذبة المخزونة 60%منها الناتجة عن ضخ المياه في الخزانات الجوفية . ومن اهم الأنهار في المنطقة هي : نهر النيل الذي يمر عبر أوغندا و أثيوبيا و السودان ومصر ، نهر الأردن والذي ينبع من لبنان وسوريا و من ثم يعبر الى فلسطين ، نهر الفرات الذي ينبع من جبال تركيا ليعبر الى سوريا ويصب في العراق ، نهر دجلة وهو الاخر ينبع من جبال تركيا ويمر عبر الأراضي السورية ويصب في العراق بعد ان يلتقي بنهر الفرات ليشكلا شط العرب ومن ثم الى الخليج العربي ، تكتسب قضايا المياه في الوطن العربي أهميتها تشمل في أبعادها سياسية و اقتصادية واجتماعية ، ويختلف الطلب على المياه بين البلدان بنسبة عدد السكان و التنمية الاجتماعية والاقتصادية السائدة في هذا البلد أو ذاك ان مشاريع إقامة السدود على الأنهار من أجل تخزين المياه وكذلك للاستخدام في الطاقة وتوليد الكهرباء ، كما هو الحال بالنسبة لتركيا ، كم هو الان سد إليسو وهو سد اصطناعي من أضخم السدود ، أقيم على نهر دجلة عام 2018 في قرية على طول الحدود بين محافظتي مارديني وشرناق ، وهو أكبر سد بعد سد أتاتورك ، و صل عدد السدود في تركيا الى 579 سدا الغرض منها امداد المياه للزراعة والري و توليد الطاقة الكهربائية وهذه السدود اضرت بالجانبين السوري والعراقي ، فالتربة ستصاب بالملوحة و قلة المياه للأستخدام الزراعي ، ولم تلتزم الحكومة التركية بالاتفاقات و المعاهدات الدولية حول المحاصصة المائية بين دول المنبع والمصب .

سد النهضة الاثيوبي هو اليوم موضع خلاف بين الدول الثلاث أثيوبيا و السودان ومصر ، سد النهضة هو سد على النيل الأزرق في أثيوبيا بدء العمل به منذ 2011يقع على بعد 15 كم شرقا من الحدود الاثيوبية السودانية ، وكان الهدف منه هو الطاقة الكهربائية لتجهيز أثيوبيا تكلفته بلغت 4 مليار دولار امريكي ، واليوم اثيوبيا تصر على ملئ ثان لمياه السد دون الاتفاق مع السودان ومصر بشأن كمية المياه التي سوف تطلق الى البلدين لتغطية الحاجة الى الزراعة والطاقة ، ولم تستجب اثيوبيا لكل المناشدات الدولية والإقليمية والافريقية للجلوس على طاولة التفاوض والاتفاق بما يخدم كل الأطراف المتنازعة ، مصر تطالب بأن تكون حصتها من مياه النيل 55،5مليار متر مكعب و حصة السودان 18،5 مليار متر مكعب ، وهناك اليوم حشود عسكرية من كل الأطراف يتوقع من خلال المناورات العسكرية ان تحدث اصطدامات عسكرية تؤدي الى خسائر بشرية ومادية ، ومن خلال المتابعة للدراسات التي أشار لها المحللون في هذا لمجال ، ان التعنت الاثيوبي ناتج عن تنفيذ مخطط (إسرائيلي ) صهيوني للضغط على مصر والسودان لتنفيذ مطاليب دولة الكيان الصهيوني في مجال الحصول على حصة لها من المياه .

العراق اليوم يعاني من ازمة حادة في نقص مياه دجلة والفرات وخاصة في مياه الشرب النقية وملوحة التربة و عطش الأرض الزراعية في بلد الرافدين ، وهذا ناتج عن عدم وجود تخطيط اداري منذ 2003 احتلال العراق وهيمنة الطغمة الحاكمة على شؤون البلد في كل المجالات الزراعية والصناعية والتعليم والصحة ، وعدم وجود كوادر مخلصة في هذه المجالات . عند قراة كتاب الدكتور عدنان عزيز جابرو وجدت في الفصل العاشر من كتابه لمحات دراسة مستفيضة عن مستقبل المياه في المنطقة أقتبس بعض ما جاء فيها : المستجدات بعد عام 1991 العراق : كبقية الدول العربية فإن معظم موارد الماء فيها تأتي من خارج حدودها ، فتركيا تسيطر على نهري دجلة والفرات و لاتزال تنفذ مشاريعها على منابع هذين النهرين مما ولد شحة شديدة أثرت على الزراعة ومشاريع تصفية مياه الشرب في معظم مناطق العراق . وتتلخص مشاريع تركيا في انشاء 22 سدا على نهر الفرات لزراعة 1،7مليون هكتار وبذلك ستنخفض كمية المياه في هذا النهر إلى 40%مما كانت عليه عام 1980 وماتزال تركيا مصرة على إن ( لكم النفط ولنا الماء وليس لأحد حق في مياه تركيا سوى تركيا وليس لأحد حق في نفط العراق سوى العراق ) . أما في الجانب الشرقي فقد قامت ايران ببناء سدود على كافة المصادر المائي الواقعة في أراضيها وتحويل مياه هذه الأنهر الى داخل ايران . انتهى الاقتباس وفي نهاية مقاله يقول الدكتور عدنان عزيز جابرو : ان الحل لهذه المأساة هو تطوير المصادر المائية لزيادة كمية المياه الصالحة للشرب وترشيد استخدام الماء والحد من الهدر في التخزين والنقل والري . انتهى الاقتباس
نحن اليوم في العراق نحتاج الى حكومة وطنية تأخذ على عاتقها مهمة النهوض بالمشاكل المائية الحالية ومنها اقامت السدود والخزانات المائية للاستفادة منها في شحة المياه و توفير الطاقة الكهربائية ، وقف هدر مياه الشرب ، عدم استخدام المياه الجارية في الأنهار في نصب مجاري المياه الثقيلة فيها و الاهتمام بالبيئة ، ولنحافظ على زراعتنا وكذلك الثروة السمكية و الحيوانية ، ونفكر بالاجيال القادمة .



#محمد_جواد_فارس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصل ساخن من فصول الحركة الشيوعية - قراءة في كتاب الدكتور عبد ...
- قراءة في شعر عادل الياسري في ديوانه الجديد ورد محمل بالمطر
- يوم النصر على النازية والفاشية في التاسع من أيار
- ثقافة التسامح: مباحث البيئة والحيثيات
- خفايا من حياة علي الوردي
- ملجأ العامرية جريمة أمريكية ضد الإنسانية
- التعليم والصحة ركيزتان في بناء المجتمع
- أمريكا :الديمقراطية الزائفة من ترامب الى بايدن
- العراق اليوم بين الفوضى والانفلات
- كارل ماركس و فريدريك أنجلز رئدا الفكر الإنساني
- العقيد غضبان السعد الانسان . الشيوعي المقدام
- الشهيد المقدم خزعل السعدي قنديل شيوعي باسل
- في الذكرى السنويةلإانتفاضة أكتوبر العراقية المجيدة ، مستمرة ...
- مصطفى الكاظمي وحكومته امام الشعب وثوار أكتوبر على المحك
- فلسطين المقاومة لإسقاط نهج صفقة العصر
- عادل حبه أذا كان بيتك من زجاج لا ترمي الناس بحجر
- من تركيا العثمانية الى تركيا الاخوانية شرطي في المنطقة
- العراق بين الدولة ولا دولة
- قراءة في كتاب (تجربتي )
- الفاشية والنازية والعنصرية ، أوجه للإمبريالية


المزيد.....




- استمع إلى ما قاله بايدن في أول تصريحات علنية له منذ ترك منصب ...
- شاهد.. متظاهرون يتعرضون للصعق أثناء جلسة حوارية للنائب مارغو ...
- الرئيس الإيطالي يخضع لعملية جراحية
- هل تعرقل قرارات ترامب خطة مكافحة تغير المناخ العالمية؟
- المساعدات تنفد في غزة وسط حصار مطبق وأزمة إنسانية متفاقمة
- فرنسا والجزائر.. علاقة يحكمها التوتر والأزمات المتلاحقة
- مفتاح جديد للسيطرة على ضغط الدم المرتفع
- الجيش الإسرائيلي يعلن مهاجمته بنية تحتية تابعة لـ-حزب الله- ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على المساعد الأبرز لقائد لواء غ ...
- الدفاعات الروسية تسقط 26 مسيرة أوكرانية غربي البلاد


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد جواد فارس - العراق ...وحرب المياه