أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زيرفان سليمان البرواري - أنقرة، والخيار الامني في اقليم كوردستان














المزيد.....

أنقرة، والخيار الامني في اقليم كوردستان


زيرفان سليمان البرواري
(Dr. Zeravan Barwari)


الحوار المتمدن-العدد: 6925 - 2021 / 6 / 11 - 08:15
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    




إن الطموح التركي في العراق تمتد الى العمق الاستراتيجي التي فرضتها الامبراطورية العثمانية بالقوة الصلبة والمرنة في نفس الوقت، فقداستخدمت القوة العسكرية في فرض نفوذها في مناطق الفراغ الجيوسياسي وكذلك استخدام الاسلام اطارا للتوسع الاقليمي من خلال الاستفادة من التعلق الديني للقادة الاكراد والعرب في ذلك الوقت.استمرت الطموح التركي في عهد الجمهورية الحديثة ولكن وفق معايير اقل اهمية كون مؤسس الدولة التركية ركز على الداخل وساهم في تبني سياسة خارجية تبلور في الحفاظ على الحدود الجغرافية بعد انهيار الامبراطورية العثمانية، وكان العنصر الامني العامل الاساسي في التعامل مع العراق الحديث خاصة فيما يتعلق بالدور الكردي وازدياد الحس القومي لدى الاكراد والعرب بعد نشوء الدولة القومية في كل من العراق وسوريا، فقد تعاونت تركيا مع حكومات كل من العراق وسوريا في تحيد الخطر القومي الكردي بالدرجة الاساس والحفاظ على المصالح الاقتصادية خاصة في مجال الطاقة كون تركيا بدات الصناعات الحديثة ورات في العراق العصب الرئيسي في تزويدها بالطاقة.

السوال الذي يبادر إلى الذهن، هل بإمكان تركيا تجاوز الحالة الامنية في سياستها الخارجية تجاه العراق، أم ان طموح التوسع الاقليمي تحال دون ذلك؟

إن تبني العدالة والتنمية لسياسة مرنة تجاه الجوار التركي ارتكزت بالاساس على تحقيق المصالح التركية ولكن من خلال القوة المرنة والتبادل الثقافي والاقتصادي مع الدول الاسلامية، وعمل منظر القوة المرنة احمد داود اوغلو على استخدام العمق التاريخي والروابط الدينية كوسيلةللوصول الى الطموح التركي بعيدا عن القوة العسكرية والغطاء الامني الذي عرقل الكثير من المشاريع الاقليمية لدى انقرة وساهمت في تزايد المشاكل التركية مع جوارها خاصة في الشرق الاوسط. إلا أن إعادة العنصر الامني بقوة الى السياسة الاقليمية والدولية بعد الربيع العربي فرضت على تركيا تغيرا راديكاليا اعادتها الى المربع الاول بتبني العنصر الامني واعادة التنافس مع الدول المتنفذة في الشرق الاوسط خاصة الدول التي كونت الامن الاقليمي في الشرق الاوسط ( security statue in Middle East)، ان استمرار الفوضى الامنية في كل من سوريا والعراق وتزايد المشاكل الاقليمية لتركيا غيرت من استراتيجيتها المرنة في التعاطي مع القضايا الشائكة، ومع تزايد الازمات في الجوار التركية اثرت سلبا على التوازنات الداخلية وغيرت من التكيتك السياسي لدى قادة العدالة والتنمية مما افرزت حالة الانفراد في صنع القرار السياسي لدى النخبة التركية، و رجعت تركيا الى عهدها الاتاتوركي ولكن بشكل اكثر تعقيدا بعد التزاوج الاسلامي- القومي عن طريق تقارب العدالة من التيار القومي التركي، واستخدام الشعارات القومية في حملاتها الانتخابية الامر الذي انعكس سلبا على حقوق الاقليات غير التركية، و عرقلة جهود السلام مع العمال الكردستاني التي تحولت بدورها إلى اداة في السياسة الاقليمية من جديد.

إن تبني سياسة تصفير المشاكل مع اقليم كوردستان لم تستند على التوزان في ادارة العلاقات بين الطرفين، وذلك بسبب احتكار انقرة للملفات المهمة في اقليم كوردستان خاصة الملف النفطي، الامني والسياسي وربطت تلك الملفات بالمصالح الاستراتيجة التركية مما انعكس على تقوية سلطة الاحزاب الكردية وعرقلة نظام مؤسساتي في الاقليم الكردي بالشكل التي تخدم استمرارية النفوذ والسيطرة الكردية علىالمدى البعيد ، وقد ظهرت ذلك جليا بعد الاستفتاء الكردي في ٢٠١٧، فقد تحول تركيا من حليف استراتيجي لاربيل إلى دولة معادية ضدالطموح الكردي، بل وادى القرار الكردي الى اعادة التعاون الاستراتيجي بين انقرة وطهران في احتواء الخطر القومي الكردي، الامر الذياعاد الى الاذهان التعاون الامني بين كل من العراق وتركيا وايران في التصدي للتوسع القومي الكردي.إن الحملات العسكرية الاخيرة لتركيا في اقليم كوردستان تعبر عن الاخفاق التركي في التعاطي السلمي مع الطرف الكردي الاكثر اعتدالا،واذا استمرت السياسة الامنية التركية في السيطرة على اقليم كوردستان والضغط على السلطات الكردية في العراق، فان مسالة احتواءالغضب الكردي امر مستبعد وقد تخلق حالة مشابه لما حدث في مدينة كوباني بعد سيطرة داعش عليها، وإن اي خطا استراتيجي تركي في اقليم كوردستان قد ينعكس سلبا على نفوذها في كل من العراق وسوريا وذلك لكون العامل الكردي اساس التغيرات السياسية القادمة في المنطقة، إن الانتهاكات التي قامت بها الجيش التركي خاصة فيما يتعلق بالبيئة والاقتصاد الكردي في العراق سوف تخلق مناخا متشنجا وتقضي على الحلم الاقليمي التركي في توسع نفوذها في كل من العراق وسوريا.



#زيرفان_سليمان_البرواري (هاشتاغ)       Dr.__Zeravan_Barwari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتفاق تحت الطاولة !
- الحوار الامريكي والمأزق العراقي
- بغداد لا ينقصه التنظير
- الميليشيات وتدمير العراق
- الاقليم الكردي ، وأختلال توازن القوى!!
- سوريا .. وإقليمية الحل
- العثمانية اللأمركزية .. بديل سايكس بيكو
- حلب والعالم الاعمى
- سياسة القوة.. والتمركز التركي !!
- دولة المليشيا.. وصناعة الحقد
- أنقره.. وفوبيا الاكراد
- جمهورية العنف،، والرعب الشامل!!
- داعش .. والقوة المرنة
- الكورد.. والأمن الإقليمي
- تركيا .. والخيارات الصعبة !!
- داعش ... هادم الحضارة
- الدب الروسي .. وإعلان الحرب الباردة
- الإقليم بين رهانات الداخل وتهميش الخارج
- حزب الله من المقاومة الى الارهاب
- الحوار التركي- الكوردي. الواقع والتحديات


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زيرفان سليمان البرواري - أنقرة، والخيار الامني في اقليم كوردستان