أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد الحسناوي - الفلسفة كإبداع للمفاهيم














المزيد.....

الفلسفة كإبداع للمفاهيم


عماد الحسناوي

الحوار المتمدن-العدد: 6923 - 2021 / 6 / 9 - 17:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


جيل دولوز فيلسوف فرنسي ولد عام 1926 وتوفي عام 1995 عاش معظم حياته في باريس. كان اهتماهه شمل مجالات مختلفة مثل الادب والفلسفة والسينما...ويعتبر من المفكرين الكبار الى جانب ديريدا وفوكو و باطاي.. الذين حاولوا إقامة مة قطيعة مع الماركسية و الهيجيلية والبنيوية. ومن بين أعماله نجد الاختلاف والتكرار. نيتشه. نيتشه والفلسفة. فلسفة كانط النقدية..
شكّل جيل دلوز حالة حيوية في الفلسفة المعاصرة، بوصفه فيلسوفاً خرج من كلاسيكيات التعريف الفلسفي أو منهاجه. لم يشرع بابتكار سؤالٍ فلسفي في البداية، بقدر ما سأل: ما هي الفلسفة؟، متوصلاً إلى تعريفه الذي سيرسم عبره خطوط فلسفته؛ إذ ليس لها بناء بالمعنى الاعتيادي لدى الفلاسفة الآخرين. فهي بالنسبة إليه: “إبداع المفاهيم”، فابتداع المفهوم هو مهمة الفيلسوف.

بمعنى آخر: “لم تعد الفلسفة معرفة المبادئ الأولى، ذلك التعريف الإغريقي الأرسطي، الذي لم تزحزحه أعتى ثورات العقل وانعطافاته الكبرى، حتى كانط لم يبارح هذه الترسيمة، وإن اصطلح عليها بتسمية أحدث: نقد العقل الخالص، فقد يتضمن إبداع المفاهيم بما يشبه الممارسة الفعلية للعقل الخالص، لكنه مع ذلك يحمل هذه الممارسة إلى ما لا ينتظره العقل الخالص من ذاته، ولا تعد به جاهزيته أصلاً، هذا التعريف الذي يزعزع كذلك من مواصفات كل تعريف منطقي، ينقل الفلسفة من طوبائية (البحث عن الحقيقة) إلى حيّز أدوات البحث، إذ إن المفاهيم لم تكن مفرداتٍ للحقيقة، بقدر ما تصير أدواتٍ أو مفاتيح تتعامل مع أجواء الحقيقة.

وكما أن الفلسفة هي إبداع المفاهيم، فإن الفيلسوف بالنسبة لدلوز هو “صديق المفاهيم” ولم يقصد دلوز تحديد الفيلسوف بمهمة، فهو عدوّ لرسم المهمات، وحدّ المناهج، وإنما عنى بذلك كشف مجالٍ للفيلسوف يمكنه عبرها اختراق الحدود القديمة، ونزع العباءة المتشاكلة بوراثةٍ قديمة، ويشرح لنا بشكلٍ أوضح: “إن الفيلسوف صديق المفاهيم، إنه بالقوة مفهوم، مفاد هذا أن الفلسفة ليست مجرد فن تشكيل وابتكار وصنع المفاهيم، ذلك لأن المفاهيم ليست بالضرورة أشكالاً أو اكتشافاتٍ أو مواد مصنوعة. إن الفلسفة بتدقيق أكبر هي الحقل المعرفي القائم على إبداع المفاهيم، فهل يمكن للصديق أن يغدو صديق إبداعاته الخاصة؟ أم إن فعل المفهوم هو الذي يحيل على قوة الصديق داخل وحدة المبدع ونظيره المضاعف؟ فإن إبداع مفاهيم دائمة الجدة هو موضوع الفلسفة.

والمفهوم بالنسبة لدلوز هو: “فرادة بقدر ما هو كثرة، وهو يقول الحدث بقدر ما هو حدث، لذلك كله فالمبدأ في منطق دلوز سواء تعلق الأمر بمنطق المعنى، أم بمنطق الحس ليس الواحد بل الكثير والمتعدد، أي ما لا ينفك يتكثر ويتغير، من غير ما رجوع إلى مرجع واحد تمارس باسمه إمبريالية المعنى، بهذا المعنى كل عمليات الكثرات والتذويت والتجريد والعقلنة التي تجري في الذهن، إنما توجد داخل الكثرات المحايثة والمتغيرة التي تنتمي إليها وليس خارجها.

يجعل دلوز الفيلسوف لاعباً مع مفاهيمه، وفي صراعٍ مع أدوات إنتاج الحقائق، ويشرح ذلك آلان باديو: “كان دلوز ميّالاً إلى الإشارة بكيفيةٍ سلبية، إلى تطوير فلسفةٍ ما لمسألة الحقيقة، وكان قد كتب لي بأنه لم يكن قطّ في حاجةٍ إلى هذه المقولة (يقصد بها السؤال عن الحقيقة لا سيما إذا كانت الكائنات سيمولاكرات وتظهر من ثم في سياق النقد النيتشوي-القدرة العليا للخطأ) بل إنه لم يستسغها قط، إذ إنها تعود إلى إمكانٍ فعلي متحيّن، أما واقع افتراضي ما فمغاير كلياً للحقيقة، والحقائق هي بالضرورة متماثلة أو مشتركة، في حين أن المفاهيم متواطئة بإطلاق.

لكن هل قصد دلوز من هذا التعريف اقتراح منهاجٍ فلسفي بالمعنى التقليدي؟!

يجيب جمال نعيم -وهو متخصص بفلسفة دلوز في كتابه جيل دولوز وتجديد الفلسفة: “إذا اعتبرنا أن فلسفة دلوز هي عبارة عن سستام ذي مستوياتٍ متعددة، فإن (ما الفلسفة) هو المستوى الأعلى لهذا السستام. فدلوز لا يعمد إلى إنشاء سستامه إنشاءً نهائياً ومحكماً، ليعمد من ثمّ إلى شرح هذا السستام وتطبيقه على مختلف المجالات. لذا نرى أنه من الصعب تناول هذا الكتاب (يقصد كتاب ما هي الفلسفة؟) وفهمه من دون المرور بالكتب السابقة، لأن سستام دلوز هو سستام ذو تولّدات متغايرة. وهو ينتقل من تولّد إلى آخر، كأنه يولد سستاماً مختلفاً في كل مرة، من رحم السستام الأساسي الذي بدأ مع كتابه (الفرق والتكرار) فكما أن اللغة في رأي دلوز هي سستام غير متوازن وغير مستقر، وقادرة دائماً على توليد لغاتٍ أجنبية داخلها، فكذلك السستام الفلسفي قادر على توليد سساتيم أجنبية أو غربية داخله. وهكذا نشعر مع كل كتابٍ جديد لجيل دلوز، أن سستامه يتأسس في كل مرةٍ بشكلٍ مختلف، وإن كنا لاحظنا أن هناك تأسيسين كبيرين، الأول مع كتاب الفرق والتكرار، والثاني مع كتاب ما الفلسفة.

فتح تعريف دلوز المختلف، وتكسيره المتواصل للقوالب الفلسفية والمناهج المتعددة المجال مع “اللافلسفة” باعتبار علاقتها مع الفلسفة “علاقة مكوّنة”، بل بالنسبة إليه: “على الفيلسوف أن يصير (لافيلسوفاً) حتى تصير اللافلسفة أرض الفلسفة وشعبها.



#عماد_الحسناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العود الأبدي عند نيتشه
- نموذج تحليل السؤال -هل وجود الغير ضروري للذات- ؟
- لماذا قال ميشيل فوكو أن مشروعه لن يطول؟
- كتاب -الضحك- للفيلسوف هنري برغسون
- المغرب ضد الفيروس الشائع -كورونا-
- -غاية الدولة هي الدولة نفسها- منهجية تحليل القولة
- من موت الإله إلى موت المؤلف
- نقد العقل الإسلامي عند -محمد أركون-
- سيكولوجية الطفل
- نظرية العدالة عند جون رولز
- هل يمكن للمرء أن يكون سعيدا
- قراءة في كتاب ابن مسكويه -تهذيب الأخلاق و تطهير الأعراق-
- الحق عند حنة أرندت
- التعليم الفلسفي عند كانط
- الفلسفة كحل لتحرر من الوعي الشقي
- تفكيك مفهوم الحب (عند ألان باديو)
- لدولة تجليات و لحراك الريف تداعيات
- نادي الفكر والثقافة (بومية)
- نادي الفكر والثقافة
- لا شيء أكثر رداءة من تسليع الثقافة والفن


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد الحسناوي - الفلسفة كإبداع للمفاهيم