أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - منى نوال حلمى - غناء القلم.. فى يوم البيئة العالمى.. حرق الغابات ليس أخطر من حرق الدم














المزيد.....


غناء القلم.. فى يوم البيئة العالمى.. حرق الغابات ليس أخطر من حرق الدم


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 6923 - 2021 / 6 / 9 - 09:56
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    



5 يونيو، هو اليوم العالمى لحماية البيئة على كوكب الأرض، الذى تحول إلى بؤرة كبيرة ملوثة، مستنزفة الموارد، مختلة التوازن، تسبب الأمراض العضوية، والنفسية والاجتماعية والثقافية.



إن الدول الصناعية الكبرى، نتيجة لتقدمها الصناعى، والتكنولوجى، هى التى شاركت، ومازالت تُشارك بنصيب أكبر فى تلويث البيئة العالمية، ويقتضى المنطق العادل تبعًا لذلك، أن تتحمل هذه الدول الثمن الأكبر، فى حل مشكلات البيئة، وانتهاك التوازن الطبيعى للحياة.

الدول الصناعية الكبرى مدعوة للتخلى عن قيم السيطرة والتعصب والاستغلال وهوس الاستهلاك.. إنها القيم التى تعكس نفسها، فى المزيد من قهر الطبيعة، وتدمير الموارد البيئية، وإهدار حق الأجيال القادمة، فى بيئة نظيفة خضراء متوازنة آمنة.

وصلنا إلى مستويات غير مسبوقة، من التقدم العلمى والتكنولوجى.. لكن البشرية فى أيامها الأولى، كانت أكثر سعادة، وأكثر إحساسًا بالتناغم والتصالح، مع الطبيعة والبيئة.

الآن نعرف أكثر، نستهلك أكثر، نملك أكثر.. لكن يبقى المحك الحقيقى، هو نوعية الحياة، وأى إطار من القيم، تتم فيه هذه المعرفة والاستهلاك والملكية.. لقد أصبح الاستهلاك فى حد ذاته «غاية»، نلهث وراءها لحل مشكلات نفسية عديدة، أولها وأهمها، الإحساس بالعجز، وعدم التحقق، والخواء الداخلى.

الوعى البيئى فى جوهره، هو خلق العقلية ذات الحساسية، تجاه مشكلات البيئة، وإدراك العلاقة المتبادلة، بين الإنسان والبيئة المحيطة من ناحية، وبين البناء السياسى والاقتصادى والثقافى، وانعكاساته على التعامل مع البيئة، من ناحية أخرى.

وفقًا لهذا الوعى، تكون مشكلة الفقر، أو الظلم الاجتماعى، من ملوثات البيئة، وليس فقط المشكلات المادية، مثل استنزاف الموارد الطبيعية. فالفقر أو الظلم الاجتماعى، فى خطورة انتهاك التوازن الطبيعى للحياة، مثل قطع الغابات، أو تلويث المياه، والهواء.. فالفقر يلوث كرامة الإنسان، والظلم ينتهك إنسانية الإنسان.

هناك تيار عالمى، يعرف باسم التيار النسائى البيئى، والذى يفسر انتهاكات البيئة، بأنها من إفراز العلم الذكورى، ذى النظرة الاستعمارية للأرض، والطبيعة، والهواء، والبحار، والماء، والأشجار، والنساء.

فالطبيعة أو الموارد الطبيعية ينظر إليها، كما ينظر الفكر الذكورى للمرأة، شىء مباح للاغتصاب، وإيقاع العنف، والتحرش، إن كلًا من الطبيعة والمرأة، فى الحضارة الذكورية، جبهتان على الرجل أن يقهرهما ويخضعهما، ولذلك فإن تحرير الطبيعة، وتحرير النساء، غير ممكنين بدون التخلص من القيم الذكورية، التى لم تنتج طوال تاريخها، إلا التدمير، والأمراض والأوبئة، والموت والحروب.

كل أشكال التفرقة تخدم بعضها البعض.. ولذلك فإن تغيير مقولة (الرجل) سيد الطبيعة، مرتبط بتغيير مقولة أن الرجل سيد المرأة، وأن الرجل الأبيض سيد الرجل الأسود، وأن دول الشمال سيدة دول الجنوب، وأن الغنى سيد الفقير.

نحتاج عالمًا جديدًا، لا أحد فيه سيد أحد.. كلنا نتعاون بنزاهة لتخفيف معاناة الإنسانية أينما وجدت على كوكب الأرض.

إن وباء كورونا، ليس أخطر على البشرية، من أوبئة الفقر المهلك، وفيروسات القهر المتحورة، وأمراض التملك والسيطرة، وعبادة الفلوس، وتدخل رجال الدين فى تسيير وحكم حياة الناس، وسفك الدماء باسم الذات العليا، وتنفيس العقد القبلية وغرائز النصف الأسفل من الجسد، على حساب راحة وسعادة وكرامة النساء.. وليس حرق الغابات، أكثر خطورة من حرق الدم، بغياب العدالة، وتهاون تطبيق القوانين المدنية.

إن الثورة البيئية التى تتزعمها النساء فى العالم، مثلما ترفض اغتصاب حقوق الطبيعة، من أجل حمى الاستهلاك، ترفض اغتصاب حقوق النساء وحقوق الشعوب، لكنها مثل كل الثورات قديمًا، يتم إجهاضها، وتشويهها، والتغطية على مبادئها، وإنجازاتها.

من واحة أشعارى:

ليست السعادة

إلا تقبل عبثية الحياة

كأنها مسرحيات كوميدية

للسخرية والضحك والتسلية



#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكورية اللغة العربية أخطر أنواع الختان للنساء
- رسالة إلى نوال السعداوي من إبنتها: يا نوال فين عيونك؟


المزيد.....




- جدّة إيطالية تكشف سرّ تحضير أفضل -باستا بوتانيسكا-
- أحلام تبارك لقطر باليوم الوطني وتهنئ أولادها بهذه المناسبة
- الكرملين يعلق على اغتيال الجنرال كيريلوف رئيس الحماية البيول ...
- مصر.. تسجيلات صوتية تكشف جريمة مروعة
- علييف يضع شرطين لأرمينيا لتوقيع اتفاقية السلام بين البلدين
- حالات مرضية غامضة أثناء عرض في دار أوبرا بألمانيا
- خاص RT: اجتماع بين ضباط الأمن العام اللبناني المسؤولين عن ال ...
- منظمات بيئية تدق ناقوس الخطر وتحذر من مخاطر الفيضانات في بري ...
- اكتشاف نجم -مصاب بالفواق- قد يساعد في فك رموز تطور الكون
- 3 فناجين من القهوة قد تحمي من داء السكري والجلطة الدماغية


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - منى نوال حلمى - غناء القلم.. فى يوم البيئة العالمى.. حرق الغابات ليس أخطر من حرق الدم