أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد السعدي - إمرأة من الشرق .














المزيد.....

إمرأة من الشرق .


محمد السعدي

الحوار المتمدن-العدد: 6922 - 2021 / 6 / 8 - 01:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


غادة السمان .. كاتبة وأديبة وشاعرة سورية ناشطة في الكتابة والنشر والفكر والجرأة في طرح الافكار حول قضايا المرأة والمجتمع والتقاليد والتحرر ، ولدت في العاصمة دمشق مطلع الاربعينيات لعائلة سورية دمشقية ميسورة الحال ، والدها كان من رجالات الدولة والعلم والأدب ، ومن هنا كانت بداياتها الاولى مع الإبداع والادب والحياة ، من منفاه الباريسي تواصل معتركها الادبي والسياسي في الصحف والمواقع وأرشيفها الشخصي من تجارب حب ورسائل عشق جمعتها مع شخوص مروا بحياتها ، وتركوا أثراً يحكى به ، مما سجلت سابقه واضحة وجريئه في العلاقات الانسانية في أطر تقاليد مجتمعاتنا المكبلة بالقيود والتخلف ، أنها لمعة إستثنائية في عالمنا اليوم وفي جرأتها بنشر رسائل الحب وعشق مع شخصيات مهمة في عالم الادب والنضال وعلى الرغم ما تعرضت له من المتابعين والنقاد بتقليل من أهمية تلك الرسائل وتسطيحها والتقليل من اهمية كتبها التي سطرت بها رسائل الشاعر اللبناني أنسي الحاج والمناضل الفلسطيني غسان كنفاني ، ووصفها البعض إنها بلغت عتياً من الزمن وبدافع اليأس والمرارة .

الكاتب والروائي الجزائري الفرنسي ألبير كامو ورسائل الحب مع حبيبته الفنانة والممثلة ماريا كازاريس عبرت عن أسلوب أدب جديد في عالمنا بما حملتها تلك الرسائل من معاني حب وود ولفهة بين عاشقين يتبادلان في رسائلهما درجات الشوق وروح الوفاء ورؤية واقعية لتطورات المجتمع ومعتركات السياسة في الادب الاوربي .

سجل كارل ماركس الشخصي والانساني عندما وبسبب قحالة الظرف الصعب بحياتهما الزوجية حملت زوجته جيني بناتها الثلاثة من لندن الى المانيا ، هرباً من العوز والجوع . وكان ماركس يكتب لها الرسائل ممتلئه بالألم والأمل في المستقبل القريب وشوقه الطافح بالحب والحنين لها .

الذين مروا بحياة الاديبة غادة السمان الشاعر كمال ناصر والشاعر اللبناني أنسي الحاج ، لكن الأكثر صخباً وعنفواناً هو الشاعر والسياسي الفلسطيني غسان كنفاني وهذا ماورد في سيرة غادة السمان بنشرها رسائل غسان لها وما حملت من مشاعر حب وهموم مشتركة وقضايا ملتهبة .
تزوجت غادة مرة واحدة في حياتها من مالك دار نشر الطليعة في بيروت بشير الداعوق البعثي الانتماء وقومي الهوى وأنجبت منه ولداً أسمته حازم تيمنناً باحد ابطال روايتها ( ليل الغرباء ) . تعرض زواجها الى سيل من الافتراءات والسيناريوهات واعتبروه بمثابة علاقة النار بالثلج لاختلاف طباعهما ، ونظرتهما لجدلية ومعترك الحياة اليومية ، لكن في حياتها الزوجية الجديدة دحضت تلك السيناريوهات التي أخرجت مسبقاً عن سيرة حياتها الزوجية ، فعاشت حياة زوجية طبيعية وشاركته بهموم الحياة ومسراتها ، ولازمة حياته بأصعب ظروفه في تعرضه الى المرض ، وظلت مخلصة له الى آخر يوم في حياته ، لكن في حياتها وفي جانبها المخفي والممنوع ، والذي كشف عنه بعد سنوات تفاصيل وأسرار من قصص عشق ورسائل حب مع مبدعين عرب في محط اهتمام وتناول روادها ومعجبيها ومتابعيها .

كانت أحدى رسائل المناضل والشاعر غسان كنفاني الى غادة . يقول لها .. (( أنت من جلدي ، وأحسك مثلما أحس بفلسطين ، ضياعها كارثة بلا أي بديل ، وغيابها دموع ، تستحيل معها لعبة الاحتيال )).
فردت عليه ..ايها البعيد كذكرى طفولة ، أيها القريب كأنفاسي وأفكاري أحبك وأصرح بملؤ صمتي أحبك .

ولعدة سنوات كانت الرسائل متبادلة بينهم الى حد الهيام لكنهما لم يلتقيا الا مرتين ، وكان هذا النوع من الادب الراقي والغير رسمي والممنوع في مجتمعاتنا ، وغير متعارف عليه في اوساطنا الأدبية .

وتكتب له مرة أخرى في روعة لهفتها له .. ضمني أليك كالكفن وكن موتي الاخير :
تلك الرسائل ، التي أطلق سراحها أعتبرها البعض تمس وتأثر على جانب مفاوضات ” أوسلو في وقتها . ومن يتابع نشاطات غادة السمان على مستوى الشاشة واللقاءات الصحفية فهي مختفية تماماً بعد أن اصيبت بخيبة أمل كبيرة بآخر أطلاله لها من القاهرة ، بعد أن أكتشفت أن المذيعة التي تجري الحوار معها لم تقرأ حرفاً واحداً من منجزاتها الادبية ولا عن أهم محطاتها الحياتية .

في عالمنا اليومي المتردي والمرتبك على المستويات الانسانية والفكرية والتراجعات الحياتية في بناء الانسان ووعي الشعوب ، تعد غادة السمان من الرائدات العربيات في منجزها الفكري والاجتماعي من أفكار وآراء حرة وجريئة في أختراقاتها للممنوعات ودعوتها الى التحرر والتوق والانسان .
محمد السعدي
مالمو/ حزيران 2021 .



#محمد_السعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعيون العرب وقرار التقسيم .
- مواضيع ذات صلة بإنسان ومناضل .. صدى الشيخ عطا والحزب الشيوعي ...
- رسالة خاصة الى الشيوعيين في العراق .
- صدى سنين الخوف/الدكتور جليل كمال الدين .
- لاأمل في إجراء إنتخابات في العراق .
- موت طبيب ومناضل .
- قراءة في كتاب 3 . والأخيرة .
- قراءة في كتاب 2 .
- شيوعيون يهود في العراق .
- بيني وبين نفسي حكايات من الأرشيف الشخصي للحركة الشيوعية العر ...
- قراءة في كتاب .1
- بين شعارين وحدة فورية واتحاد فدرالي ضاع العراق .
- سيرة رجل زاهد .
- فردية الفرد العراقي .
- النفخ في قربة مخرومة .
- السماح بالتعليق والتصويت .
- ماركس والماركسيون .
- وقفة في كتاب عمرو موسى .
- ناظم كزار في حضرة شامل عبد القادر .
- بشتاشان واقع وجريمة .


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد السعدي - إمرأة من الشرق .