أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - إيش تاخد من تفليسى يابرديسى ؟















المزيد.....

إيش تاخد من تفليسى يابرديسى ؟


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 6921 - 2021 / 6 / 7 - 18:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان إندحار الحملة الفرنسية وهروبها من مصر عام 1801م بداية لمرحلة جديدة من محاولات عودة القوى القديمة للهيمنة والسيطرة على مقدرات هذا الشعب المسكين مرة أخرى ، رغم أن هذا الشعب لم يجد حقيقة من تلك القوى من يحنوا عليه أو يسانده وقت العدوان الخارجى، ودفع وحده ثمنا غاليا تمثل فى سقوط آلاف الشهداء على يد المحتل الفرنسى الغاصب ؟
فعقب جلاء الفرنسيين حاول المماليك إعادة تنظيم صفوفهم وقواعدهم ومراكز نفوذهم وهيمنتهم ومصادر مواردهم وسلطانهم مرة أخرى، والبحث عن زعيم قوى بعد أن تشرذمت قواهم اثناء الغزو الفرنسى وباتوا متشتتين منقسمين ؟
أما الألبان والجند المرتزقة الذين وفدوا للبلاد على متن السفن العثمانية ليكونوا أدوات للجيش العثماني، فقد إستقروا في مصر وشكلوا مركزًا جديدًا للقوة موازيا لقوة للمماليك ومناوئا ومنافسا لهم على السلطة والنفوذ ، كذلك أعاد السلطان العثمانى إصدار الفرمانات بتعيين الحكام و الولاة على البلاد ، وهؤلاء كان لهم ذويهم وخاصتهم من المساعدين والأتباع والمعاونين،لكن تغيير الولاة بإستمرار تسبب فى ضياع هيبتهم وتقلص نفوذهم وقوتهم،مما أدى إلى فقدان الأمن والإستقرار ؟
وقد عاش المصريون تلك الأوضاع المضطربة خلال الفترة ما بين 1801 إلى1804م وتحملوا كل ما وقع عليهم من مآسى وكوارث ، فتارة تُزاد الضرائب لحساب الوالي لكى يسدد منها رواتب الجند والمرتزقة،و تارة أخرى يفرض المماليك عليهم الإتاوات والجبايات بشكل جبرى قسرى منفرد ومباشر، ودامت الأمور على هذا الحال إلى أن تولى محمد علي زعامة كتيبة الجند الألبان،وأرسل السلطان العثماني واليا جديدا على مصر هو حسن بك الجزائرلي ، بينما ظلت قوى المماليك منقسمة إلى فئتين متصارعتين،فئة بزعامة عثمان بك البرديسي المعروف بولائه للفرنسيين،وفئة أخرى بزعامة محمد بك الألفي العائد لتوه من إنجلترا والمدين بالولاء لها،وتوقع الناس تحسن الأمور وتبدلها مع مجئ الوالى العثمانى الجديد وتولى محمد على رئاسة الجند الألبان بعد مقتل القائد السابق،ورأوا إن تلك التغييرات قد تستطيع أن تجلب الأمن والإستقرار، وتلجم جنوح المماليك ، لكن عداء المملوك البرديسي لنظيره المملوك محمد بك الألفي وصراعهما الذى يعكس تنافس فرنسى - إنجليزى طامع فى خيرات مصر، أدى إلى إستمرار حالة التخبط وعدم الإستقرار الأمنى والإقتصادى والإجتماعى فى البلاد، ونتيجة لعدم قدرة البرديسى او الألفى على حسم الأمور لأى طرف وتساوى كفتيهما ، فقد حاول كل منهما البحث عن حليف داخلى يسانده لحسم الأمور ،وكان البرديسى الأسرع فى العثور على بغيته، حيث وجد ضالته فى محمد على قائد الجند الألبانية،وساعده فى المقابل أن محمد علي نفسه كان بحاجة إلى من يتستر خلفه لضرب المماليك بعضهم ببعضهم لتحقيق مآربه،فتوافقت بالتالى رؤية محمد على مع رغبة البرديسى وتحالفا سويا،و سرعان ما اتفق الإثنان على خطة عمل بدأت بتسيير الجند لقتال الوالي العثماني الجديد الجزائرلي لعزله،وبعد أن تمكنوا من هزيمة الوالى الجديد،تم تنصيب البرديسي حاكمًا للقاهرة،ثم قاد محمد علي جنده لمقاتلة الألفي بك منافس البرديسى،و تمكن من هزيمته بالجيزة ولم يجد الألفي ملجأ له إلا الصعيد.،،
بعدها عاد البرديسي ومحمد علي إلى القاهرة وقد أنجزا مهمتهما،وشعر البرديسى بأنه قد حقق حلمه بإزاحة منافسه على الرئاسة،لكن في أيام قليلة فوجئ البرديسى بأزمات مالية وإقتصادية عاتية نتيجة القلاقل وعدم الآمان و نهب البضائع ونضوب مياه النيل،وزيادة الأسعار بسبب إنعدام الإنتاج،كما ندرَ وجودُ القمح وزاد سعره للضعف،و قد تزامن كل ذلك مع مطالبة الجند الألبان والمماليك برواتبهم،
و مع تفاقم تلك الأوضاع وتصاعدها فإن الحاكم الجديد البرديسى لم يقدم أية حلول مبتكرة وعادلة لعلاجها أو إحتوائها أو التقليل من آثارها،ولجأ إلى الحلول التقليدية التى يتحمل أعبائها الخلق البسطاء،حيث أمر بزيادة الضرائب على العامة لكى يسدد منها رواتب الجند ليحوز رضاهم وحدهم،ولم يكتفى بذلك لكنه أطلق أيدى هؤلاء الجند للإستيلاء على البضائع المملوكة للتجار وبيعها ونهبها،فزاد ذلك من تأزم الوضع الاقتصادي وقلةالأقوات وتوقف التبادل التجارى ؟
ولم يكتفى البرديسى بما فرضه من ضرائب ومكوس وأتاوات وإباحة للنهب، لكنه قام بإختراع ضريبة جبرية جديدة على العقارات فى عام 1804 صاحبها حدوث جفاف جديد أصاب الاراضى الزراعية لانخفاض منسوب مياه النيل،كما نقصت الغلال و إرتفعت الاسعار مرة أخرة بالاسواق،وكان السبب المباشر لفرض تلك الضريبة هو تنفيذ البرديسى لوعده للجنود الألبان بدفع الرواتب المتأخرة خلال عدة أيام،حيث أمر عماله فشرعوا فى تنظيم الفردة والإتاوة على أهالى البلاد جميعا دون أستثناء،فقام هؤلاء العمال والجباة بإعداد قوائم إسترشادية لحصر العقارات والأموال،وفى 6 مارس 1804 قام الجباة والمهندسون بالمرور على المنازل يكتبون الاملاك ويقدرون ويفرضون الأجور والضرائب على كل بيت وزقاق، فحزن الناس و أصابهم الغم بسبب الغلاء ووقف الحال، و الظلم الواقع عليهم بسبب فرض هذه الضريبة،و فى يوم 7 مارس ( يوم الثورة ) ومع استمرار الجباة فى عملهم لحصر الاملاك و الأموال و تقدير الإتاوة الرسمية،و عند دخولهم منطقة باب الشعرية،سخط عليهم الفقراء والعامة،
وخرجوا يصرخون و يسبون ويلعنون فى البرديسى وأعوانه،كما اغلقوا الدكاكين و تجمعوا عند جامع الازهر ،وتابعهم بقية الخلق بكافة المناطق،فإنتشرالتجمهر من الرجال والنساء بجميع شوارع القاهرة والمحافظات الأخرى وأغلقت الحوانيت وسار الناس حاملين الرايات السوداء والدفوف والأوانى المعدنية والنبابيت،وهم يستمطرون اللعنات على الحكام ومؤيديهم،وتحولت الهوجة إلى ثورة عارمة شهدت عراكا دمويا وقتالا عنيفا عندما حاول الجند المماليك التابعين للبرديسى قمع المحتجين باستخدام القوة، إلا أن الجنود الألبان التابعين لمحمد على تدخلوا لحماية الجموع المتظاهرة، وأخبروهم بأنهم لا علاقة لهم بالضرائب وأن البرديسى لم يستشرهم ؟ ولجأ الكثيرون للأزهر وعلمائه يستنجدون بهم فإستجابوا لهم ، ورفعت المآذن الهتافات بالنداء التاريخي الشهير «إيش تاخد من تفليسي يا برديسي» وظلت تلك القلاقل والثورات مستمرة حتى هرب البرديسى إلى خارج القاهرة وخارج الحكم أيضا ليموت ذليلا ويدفن فى الصعيد ؟



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيد قطب المفكر الذى أعدمته الخلافات السياسية
- تعليقا على بيان جبهة الحفاظ على نهر النيل
- عالم الآثار الدكتور أحمد قدرى ، جزاء سنمار
- حكومة إنقاذ وطنى
- منظومة البناء الجديدة !!
- إستدعاء ألفريد فرج لإنقاذ نهر النيل
- حسن محفوظ وشهداء مذبحة دنشواى !!
- سلوى حجازى !!
- الكفاءات المهدرة !!
- خللى السلاح صاااحييى
- قلم ساخن على وجه معاليه !
- الدكتورة نعمات أحمد فؤاد ، السيدة الأولى
- أهو ده إللى صار ياشيخ سيد !!
- سليمان خاطر ، فى الليالى الحالكة نفتقد الصقور؟
- أحمد حسن الزيات والوصفة السحرية للبقاء!
- السفير إبراهيم يسرى ، مناضل حتى التسعين!
- الدفن فى الغربة ، دكتور يوسف شوقى
- المهندس يحيى حسين، والمستشارة نهى الزينى ؟
- صنع الله إبراهيم، الروائى المصرى الذى سبق الفيلسوف الألمانى ...
- عدلى فخرى فنان مناضل


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - إيش تاخد من تفليسى يابرديسى ؟