أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - إبتسامة بوريطا ونجاح الدبلوماسية المغربية !














المزيد.....


إبتسامة بوريطا ونجاح الدبلوماسية المغربية !


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 6920 - 2021 / 6 / 6 - 16:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تتفاعل المخلوقات الحية مع بعضها البعض من خلال إشارات إجتماعية ترسمها على الوجوه ، كنوع من أنواع التعابير المشجع بعضها على المضي في التواصل مع الغير، والمحذر بعضها الآخر من ذلك التفاعل وأخد الحيطة منه ، أو الإحجام والتوقف عنه ، وهي - الإشارات - عند بني البشر ، تتوزع في غالبيتها بين البشاشة والإبتسام التي حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإتصاف بها، وبين التجهم والعبوس الذي لا أدري لماذا تصر كافة المجتمعات العربية والإسلامية ، والمجتمع المغربي من بينها ، على أن يكون السمة الرئيسية التي تشتهر بها ؟ ويعمل رجالات الدين فيها على تلقينه للناس في كل احاديثهم وخطاباتهم الدينية ، رغم نهي الله عنه ، وتحذير الرسول صلى الله عليه وسلم من مغبة تأثيراته السلبية على العلاقات الإنسانية ، بخلاف البشاشة التي تضفي على محيا أصاحبها الرونق والجمال والسماحة ، وتفتح أمامهم كل أبواب القلوب المغلقة ، وتسمو بنفوسهم وتنقي طباعهم ، وتزيل ثقل قلوبهم وكدر صدورهم، وتطرد عنهم وساوس الشحناء ، وتحل حبل البغضاء وتغسل أدران الضغينة ، وتمسح جراح القطعية ، وغير ذلك مما نراه في حياتنا اليومية من المزايا العميمة للبشاشة والابتسامة التي اعتبرها رسولنا الكريم صدقة -تبسمك في وجه أخيك صدقة"- تكسب الصادق فيها من صفاته النبيلة ، وتجعله من ألين الناس، وألطف الناس ، وأكرم الناس ، وأحب الناس ، كما هو حال ابتسامة ناصر بوريطة -وزير الخارجية والتعاون الدولي والمغاربة المقيمين بالخارج الذي عاشت الدبلوماسية المغربية خلال فترة توليه حقيبتها، أفضل مراحلها في التاريخ- التي اجتاحت مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الوطنية والدولية ، انطلاقا من حفل افتتاح القنصلية الأمريكية بمدينة الداخلة ، محاملة برسائل الود وخطاب المحبة ، وعربون للصفاء ، وإعلان للإخاء ، التي غطت على الاستقبال الباهت الذي حظي به "شينكر" خلال حلوله بالجزائر ، التي غرست إبتسامة بوريطة في صدور جنرالاتها ساهماً سامّة ، جعلت أعناقهم تنخر دما -كما جاء في تدوينة الناشط الفيسبوكي محمد الرحاوي.
فسبحان الذي جعل بوريطا بهذه الروح والطيبة والسكينة وحسن البشر وحلو البشاشة المنبسطة مع من حولها في أدب وتواضع خلافا لغيره من المسؤولين ، محليين كانوا أو جهويين أو وطنيين ،الذين يتصنعون تقوى الله - التي ينبغي أن تحكم سلوك المسؤول المسلم - بارتداء قناع التجهم والتشاؤم، ويتكلفون الجدية المصطنعة في القيام بالواجب المناط بهم إنجازه ، والعمل الذي يقبضون عليه راتباً سمينا ، بالفظاظة والغلظة والخشونة والبذاءة والتعجرف وقلّة الاحترام والأدب ، التي يحس معها المواطن بالإهانة والدونية ، وتثير بدواخله مشاعر الغضب والاكتئاب والتوثر وخيبة الأمل والإجهاد المؤدي إلى انعدام الثقة، التي هي ،كما هم، من بين أهم أسباب وكسة الوطن والمواطنين وكل ما يخلق أجواء من الشحناء والبغضاء، ضدا فيما تتطلبه مباشرة المهام الوظيفية من مهارات التعامل وقدرات الانفتاح والاتصال المباشر مع الآخرين ، وفهم واحترام مشاعرهم وجبر خواطرهم.
والحمد لله على أسلوب البذاءة والتعجرف وقلّة الاحترام والأدب الذي يتبناه بعض المسؤولين ،وهم كثر، ليس من شيم كل المسؤولين ، ولا احد يجادل في أن بلادنا حبلى بالكثير من برجالات دولة محنكين ، ومنتخبين الوطنيين رفيعي المستوى ، مسؤولون مرنون ، يأنَسون ويُؤنسون ، يألفون ويِلفون ، وهمهم الوحيد وهدفهم الأوحد ، خدمة المواطن والارتقاء بالوطن ، في تغليب تام للمصلحة العامة على المصالح الخاصة ، في بشر ولياقة ولباقة تامة ، وإحسان في معاملة المواطن دون منٍّ أو تذمر أو تتثاقل أو تعجرف أو صراخ ، اقتداء بتواضع محمد السادس ملك البلاد الذي منَّ عليه الله بحسّن الخلق وليّن القلب ونوّر محيّاه ببسمة رائقة تفيض على شعبه بأنوار السكينة وترسل عليهم نسائم الأمن، والتي اتمنى أن يقتدي بنهجه النبيل المسؤولون المتجهمون حتى لا يصيب عبوسهم الناس بالكآبة والحزن وتعكير الصفو، خاصة وهم يعلمون بأن العبوس و الغلظة ليست من الدين ، ويدركون في دواخلهم أن الناس جُبلوا على الميل والمحبة لمن يبش في وجوههم.
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السترات الصفراء
- قضية عادلة يتولاها محاور فاشل ومتشنج !
- الأغنية المغربية الرمضانية!
- كورونا تحرم عشاق لذة شاي مقهى الناعورة*.
- الخطاب الديني واباطرة الفتاوى!
- ميلاد جمعية -فاسجديدية- بامتياز.
- عندما تنتفض الذكريات
- لكل ليلة قدر خاصة به!
- الإجماع مخالف لطبيعة التجمع البشري !
- ليالي رمضان في فاس الجديد قبل كورونا.
- رمضان وحرفه الموسمية في ظل كورونا!
- مابه رمضاننا هذه السنة صامت خامد !؟
- نوستاجيا رمضان.
- أمة تجيد العبادة ولا تجيد العمل.
- إذا اردت ان تُطاع فسل ما يستطاع.
- تعنيف المعلمين يفتح أبواب التساؤلات الصعبة والملحة!
- منشورات -طنجة- دليل على إفلاس الفكر الإرهابي.
- ماذا لو كان شهر رمضان إجازة فعلية مدفوعة الأجر؟
- رب ضارة نافعة !
- عبثية حربٍ ضروسٍ على رُفات امرأة !


المزيد.....




- حماس: منع الاحتلال اعتكاف المصلين للمرة الثانية في المسجد ال ...
- على أنغام -طلع البدر علينا-.. وفد من رجال الدين السوريين من ...
- شاهد.. الزعيم الروحي للدروز يتهم الإدارة السورية بالتطرف
- قوات الاحتلال تقتحم مناطق بالضفة وتمنع الاعتكاف بالمسجد الأق ...
- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...
- 100 ألف مصلٍ يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مأدبة إفطار بالمسجد الجامع في موسكو
- إدانات لترامب بعد وصفه سيناتورا يهوديا بأنه فلسطيني
- الهدمي: الاحتلال الإسرائيلي يصعّد التهويد بالمسجد الأقصى في ...
- تزامنا مع عيد المساخر.. عشرات المستعمرون يقتحمون المسجد الأق ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - إبتسامة بوريطا ونجاح الدبلوماسية المغربية !