أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - ما يتوقّعه البعض من التونسيين














المزيد.....

ما يتوقّعه البعض من التونسيين


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6920 - 2021 / 6 / 6 - 10:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



الأطفال، وتُثار هنا وهناك نقاشات حول أنماط العيش، وبناء العلاقات، وطرق العمل والدراسة في مرحلة ما بعد كورونا تعيش تونس على وقع موجة رابعة لجائحة كورونا باتت تثير مخاوف التونسيين، وخاصّة أبناء الولايات والمعتمديات التي تعاني من مشكلات على مستوى تأمين العلاج الضروري للمصابين الجدد. وتأتي الموجة الرابعة في سياق اتّسم بالتوتّر والقلق بعد ارتفاع أسعار عدد من المواد، وتنبيه عدد من المسؤولين التونسيين إلى ضرورة التأقلم مع الوضع لاسيما وأنّ القرارات «الموجعة» ستدخل قريبا حيّز التنفيذ.
تأتي هذه القرارات في إطار اتّسم بامتناع رئيس الحكومة عن التواصل المباشر مع عموم التونسيين الذين يطالبون بالحقّ في معرفة ما يجري بكلّ شفافيّة ، والحقّ في أن تقدّم المعلومة في الوقت المناسب لا بعد دخول السياسات حيّز التنفيذ ، وكأنّه ليس المطلوب من المواطنين الفهم بل التنفيذ والامتثال للقرارات. والحكومة إذ تنتهج هذا التمشّي تثبت وفاءها لقاعدة ، Top and Down، أي تنزيل الأوامر العليّة بطريقة فوقيّة تتجاهل ردّ فعل الجموع التي يُنظر إليها على أنّها لا تملك إلاّ خيار الامتثال إذ الوضع «صعب» و«خطير» و«كارثي» ...
يُتمثّل المواطن/ة على أنّه عاد إلى طبيعته المسالمة ولذلك فأنّه سيقبل بالأمر الواقع وسيكابد من أجل لقمة العيش وسيرضى بالمكتوب فالزمن زمن محن وكم مرّ من حدث عجيب وغريب خلال هذه السنوات الأخيرة ومع ذلك مال التونسيّ إلى «إبقاء الحال على ما هو عليه» إذ ليس أمام المؤمن إلاّ المرور بالاختبار.
ويتمثّل آخرون التونسيّ/ة على أنّه قابل للتعبئة فيحفّزونه على قلب الأمور رأسا على عقب : احتجاجات عارمة تفضي إلى إسقاط الحكومة، وحلّ البرلمان، وتنصيب حكومة تكنوكراط، والاستعداد للانتخابات الجديدة. وهكذا تتواتر تصريحات بعض قيادات الأحزاب التي تزعم أنّها تعرف ما يريده الشعب وترغب في توظيف الأزمات لصالحها، والكلام نيابة عن الشعب الراضخ لسياسات التجويع والذي «ملّ وتعب وغضب وقريبا سينفجر».
وبين هذه التصوّرات المتباينة التي تراهن على معرفتها بالشعب وقدرتها على التنبّؤ بتفاعله مع الأوضاع و«المستجدّات» يستمّر التونسيون في معاينة واقعهم إذ تتقلّص فرص العثور على عمل، ويتضاعف عدد المعطّلين، وخاصّة المعطلات عن العمل، وتخرج نسبة أكبر من النساء من سوق العمل، فيصبحن غير نشيطات ملتزمات بالقيام بأدوارهنّ التقليديّة، متحمّلات مشاكل نفسيّة وصحيّة واجتماعية لا تعدّ ولا تحصى، ويصبح البحث عن القوت ضرورة حتمية لشرائح واسعة من التونسيين، ويغدو التفكير في مواجهة مطالب الأطفال، وضغوط المدرّسين الخصوصين، ومصاريف العلاج و.... الشغل الشاغل للمكدودين.
سمّه كسادا اقتصاديّا وتحدّث عن انخفاض وزيادة، ومنتوج خامّ وصادرات وواردات ، وانهيار في سوق الأسهم،وتراجع أسواق النفط...لا يهمّ... إن هي إلاّ تفاصيل ومصطلحات لا يفقه كنهها إلاّ المختصّون والمتابعون للشأن العامّ فما يعني التونسيين اليوم، هو اقتراح الحلول التي من شأنها أن تساعدهم على التكيّف مع الواقع بطريقة سلسة، إذ لا تقاس قوّة الحكومة، في نظر هؤلاء، إلاّ بمدى قدرتها على مواجهة الأزمات وتعزيز التماسك الاجتماعيّ وإقناع الناس بأنّها في خدمتهم.
غير أنّ حكومة هشّة تجاهلت العقد الاجتماعيّ وما يتضمّنه من قيم ومبادئ، واعتادت التمييز بين مواطنيها، وتقديم مصالح فئات على حساب الآخرين، وتبرير أخطائها وسياساتها الارتجالية بطريقة سخيفة لا يمكن أن تكون في مستوى توقعّات التونسيين الذين يملكون وحدهم، تقرير مصيرهم.
واهم من يعتبر أنّ الجماهير لازالت قطيعا يساق سوقا إلى مصير مجهول أوعقولا ناقصة يمكن التلاعب بها وتوجيهها على اليمين أو على اليسار ....وقديما قال طرفة بن العبد: «ستُبدي لك الأيام ما كنت جاهلا».



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «السياسات» الارتجالية
- فلسطين ... الفاعلون الجدد والديناميكيات الجديدة
- تغيير بؤرة التحديق
- فشل في تدبير أزمة Covid-19
- رمضان والحريات الفردية
- ليت «للمشيشي» عينا فترى ما يلاقي التونسيون/ات من بلاء
- السياسة والقمامة
- لولا الخوف «لزغردت النهضاويات»
- تدمير الفعل السياسيّ
- التدافع
- تمثّل الثامن من آذار ومحدداته
- ألا هبوّا وانزلوا إلى الشوارع
- البون الشاسع بين اهتمامات السياسيين ومشاغل الناس
- من يحمي الأمنيين من أنفسهم؟
- أزمة الرجولة
- المشيشي يعتصم بالحزام والقوى الاحتجاجيّة تطالبه بالبرهنة على ...
- مجلس الهياط والمهايطة
- الإعلام والتطبيع مع العنف
- انتهت الفرص وعيل الصبر
- قراءة في الانتخابات الأمريكية من منظور سياسات الهويات


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - ما يتوقّعه البعض من التونسيين