أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الحليم عليان - زفاف أسطوري و جدران متصدعة














المزيد.....

زفاف أسطوري و جدران متصدعة


محمد عبد الحليم عليان
كاتب و مؤلف للقصة القصيرة

(Eng.mohamed Abdelhaleim Alyaan)


الحوار المتمدن-العدد: 6919 - 2021 / 6 / 5 - 23:48
المحور: الادب والفن
    


تتساقط جفوني من الإنهاك و أتوق أن ألقي جسدي في أي مكان أغفو فيه و لو لبرهة لولا خشية أن يشي بي زميل أو يراني المدير غافيا
لكنها هانت و إقترب إنتهاء تلك الأيام المهلكة فغدا الحفل الكبير لزفاف سيدة القصر الصغيرة
ذلك الزفاف الذي أعلن من أجله حالة الطوارئ في أرجاء القصر منذ شهر حتى يتسنى لنا تجهيزه و إعداد كل تفصيلة لتليق و ترتقي بالإبنة المدللة لرجل الأعمال المعروف و السياسي البارز و عضو مجلس النواب الدائم سواء بالتعيين أو الإنتخاب لا تخلو قائمة المجلس من إسمه فهو يغدق بتبرعات كبيرة جدا للحزب الحاكم و المسيطر في دولتنا و قد قرر أن يكون حفل زفاف إبنته في قصره و قرر إنشاء قاعة خاصة للحفل تتسع لعشرة آلاف شخص حتى يتثنى لإبنته و إبنه دعوة أصدقائهم جميعا إضافة لأعضاء المجالس و قيادات الأحزاب و الوزراء جميعهم و نجوم الفن و الرياضة و المجتمع مكان يليق بإبنة ملياردير و كذلك أسرة العريس فهم يمتلكون أحد أكبر البنوك الإستثمارية في وطننا
سمعت المحاسب يقول أن ميزانية الحفل مفتوحة و أن النفقات حتى الليلة إقتربت من الخمسة عشر مليون دولار و أن هناك نية توزيع مكافأة مالية لكل فرد منا نحن طاقم العمل بالقصر إلى جانب العاملين بشركات سيادة النائب فجميع أجازاتنا خلال الشهر الفائت متوقفة و تقلصت ساعات راحتنا اليومية إلى الثلث  حتى كدنا نتساقط جميعنا من التعب و الإنهاك و منا من لم يرى أسرته طوال الشهر
المهم أنها هانت و لم يتبقى سوى ساعات و يبدأ الحفل و ساعات أخرى كي ينتهي و يرحل الضيوف و تعود حياتنا كما كانت و نصرف المكافأة فأنا في حاجة ضرورية لها فالمنزل الذي يأويني أنا و زوجتي و أولادي الأربعة تصدعت جدرانه و يحتاج لترميم ضروري قبل أن ينهار علينا فالبيت متهالك جدا فهو كمعظم مباني الحي الشعبي الذي أعيش فيه مساحته ثمانون مترا و مكون من ثلاثة أدوار و تم بنائه بالحوائط الحاملة دون أعمدة مسلحة و كذلك أسقف الشقق الثلاث خشبية عبارة عن مجموعة عروق مصطفة بجوار بعضها و الزمن أكل من تلك البيوت و شرب حتى أصبح معظمها على وشك الإنهيار كان جيراني نصحوني أن أطلب من رب عملي وحدة سكنية في أحد مشروعاته و يخصم ثمنها من راتبي و لما تجرأت و فاتحت مدير مكتبه في ذلك الموضوع موضحا له حال مسكني الحالي نهرني بشدة ( كيف تجرؤ على التفكير في هذا فأقل وحدة و بفرض خصم نصف راتبك الشهري قد تستغرق لسداد ثمنها مائة عام) فلترمم منزلك و لا تحلم بما ليس لك
لذلك وضعت أملي على المكافأة لتسد قيمة الترميم فمؤكد أنهم سيصرفون مكافأة كبيرة تناسب الجهد الذي بذلناه و أكثر و تليق بالعروس و ينابنا من إغداقهم شيئا
مرت الساعات و بدأ الحفل الأسطوري فستان العروس و خاتم الزفاف تكلفا ستة ملايين دولار و موائد الطعام مرصوصة بأشهى و أفخم أصناف الطعام وصلت بالطائرة خصيصا للحفل من عدة دول كل دولة بما تشتهر به و بدأت فقرات الحفل ما بين نجوم عالميين و أشهر النجوم المحليين إمتد الحفل لما بعد شروق الشمس حتى رحل آخر المدعوين و هم سيادة النائب بالتوجه لجناحه الخاص بالقصر و إلتفت للمدير المالي مبتسما ( إصرف لكل عامل بالشركات و بالقصر نصف شهر من راتبه مكافأة بمناسبة الزفاف) تدلت رؤوسنا حزنا من وقع الصدمة



#محمد_عبد_الحليم_عليان (هاشتاغ)       Eng.mohamed_Abdelhaleim_Alyaan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدمة و صرخة
- تأملات مع موسيقى شتراوس
- لقاء


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الحليم عليان - زفاف أسطوري و جدران متصدعة