عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
الحوار المتمدن-العدد: 6919 - 2021 / 6 / 5 - 17:40
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
في مثل هذا اليوم قبل 54 عاما بدأت نهاية تجربة مرت بها المنطقة وكان مركزها مصر، نتحدث عن هزيمة عدوان حزيران الذي أسمته إسرائيل بـ (( حرب الأيام الستة )) وأختلف العرب في تسميته بين نكسة حزيران، وهزيمة حزيران، ذلك العدوان الذي كتب نهاية التجرية الناصرية، وكشف هشاشتها. تلك التجربة التي استمالت ملايين العرب وجعلتهم يعلقون آمالهم على بطل قاهر ظافر، يدحر الصهيونية والإمبريالية والرجعية العربية، بقيادته وفكره الذي استوعب الماضي، وبنى الحاضر، ورسم المستقبل. وحده لا شريك له، ومن كان له رأي مغاير أما خائن إو عميل، لا مكان له في صورة (( الشعب الفرحان تحت الرايه المنصورة )).
بطل يحرم الأحزاب، يلغيها، ويعيد تشكيلها مستندة الى فكره النير، فيؤسس (( هيئة تحرير))، ليستبدلها بعد حين بـ (( إتحاد قومي))، ليحوله بعد حين آخر الى (( إتحاد إشتراكي ))، ثم الى(( تنظيم طليعي)) سري ويسلم قيادة تلك الهياكل واحدة بعد أخرى، الى انتهازيين يطبلون لحكمة (( روح الأمة العربية))، وينظمون انتخابات مجالس الأمة حسب المواصفات التي يحددها القائد، الذي يسلم قيادة جيش البلاد الى صديقه الذي دعمه في كل ما أراد، حكيم ، الذي انشغل بجلسات السمر، عن التأكد مما إذا كانت صواريخ (( القاهر والظافر)) قادرة على دك إسرائيل، وإلقائها في البحر.
الكرامة المصرية الجريحة أبت الإقرار بالهزيمة، واستغلت الناصرية هذا الموقف للتشبث بالسلطة عبر مهزلة التنحي، وترشيح زكريا محيي الدين لخلافة الزعيم.
بدلا من ان يكون الإعتراف بالمسؤولية عن الهزيمة مدخلا لتسليم السلطة الى الشعب عبر إطلاق الحريات العامة، والسماح بتشكيل أحزاب حقيقية تتنافس في التعبير عن رؤى فئات المجتمع المختلفة، وتنظيم انتخابات حرة وتسليم السلطة لممثلي الشعب، جرى ابتزاز الشعب بمقولة صاغها المغفور له أحمد حسنين هيكل تعتبر (( ان الهدف من العدوان هو إسقاط الأنظمة التقدمية التحررية ))، لتشكل أساسا لموقف شعبي مفترض هو ان على الشعب، لكي لا يمكن العدوان من تحقيق أهدافه، ان يتمسك بالنظام الناصري التقدمي التحرري.
وحين عرض الزعيم التنحي، لوح بتسليم السلطة الى زكريا محيي الدين، المعروف بتوجهاته غير التقدمية، غير التحررية. فكان لابد ان تخرج الجماهير بإرادتها، أو بدفع من أجهزة السلطة، للإعلان عن التمسك بالزعيم، هاتفة: (( ح نحارب )).
فاطمأنت الناصرية الى إفلاتها من الحساب عن مسؤوليتها عن الهزيمة، بعد تقديمها كباش فداء أبرزهم عبدالحكيم عامر. فيما استمر المسؤول الأول عن الهزيمة زعيما تأريخيا، وموئلا لآمال الأمة. وكانت النهاية!!!
#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟