|
حول الانتخابات المهنية بقطاع التربية والتعليم المزمع اجراءها في 16 يونيو 2021
محمد أكناو
()
الحوار المتمدن-العدد: 6919 - 2021 / 6 / 5 - 08:49
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
حول الانتخابات المهنية بقطاع التربية والتعليم المزمع اجراءها في 16 يونيو 2021
تستعد التنظيمات النقابية في كل القطاعات المهنية بالمغرب، معبئة رصيدها من طاقات بشرية ومادية، للصراع حول انتزاع عتبة الأصوات التي تمنح لها صفة النقابة الأكثر تمثيلية وذلك في الانتخابات التي ستنظم و ستجرى لاختيار ممثلي الشغيلة في اللجان الإدارية متساوية الأعضاء يوم 16 يونيو 2021.
1. سياق الانتخابات المهنية :
تأتي هذه الانتخابات في سياق عام وطني يستم بتمديد الدولة لحالة الطوارئ الصحية المعلنة منذ تفشي وباء كورونا، وما صاحبها من تدابير خلفت ما خلفته من انعكاسات كارثية في كل الميادين (الاقتصادية والاجتماعية – السياسية والحقوقية - ...) وتستثمر الدولة حالة الطوارئ هاته، لتصعيد الهجوم على ما تبقى من مكاسب الشغيلة المادية و التنظيمية/النقابية، كفرض التوظيف بالتعاقد بنسخه المعدلة و تمرير ترسانة قانونية (القانون الاطار) كاستراتيجية لتدمير الوظيفة العمومية و الحاقها بالخوصصة، و فرض مهام جديدة كالتعليم عن بعد، لاثقال كاهل الشغيلة خارج أوقات العمل الرسمية بمهام دون تعويض ودون تكوين، مما يعني خفضا للأجور، وكذا رفع سن التقاعد و ورفع نسب الاقتطاعات مما يعني خفض لنسب المعاشات بمبررات افلاس صناديق الحماية الاجتماعية، و ضرب الاستقرارالمهني والمادي للشغيلة عبر سن إجراءات ومعايير مجحفة لإعادة الانتشار والحركات الانتقالية وللتكليفات خارج السلك الأصلي وتدريس مواد خارج التخصص بمبرر "المواد المتآخية" و كذا تكريس الاقتطاع من أجورالمضربين عن العمل و تحين الفرصة لفرض مخطط الحظر العملي للإضراب بسن "قانون تنظيمي" له، كاستراتيجية لتدمير التنظيم النقابي.
و فجرت الشغيلة التعليمية وفي مقدمتها التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، مدعومة من التنسيق النقابي للجامعة الوطنية للتعليم، FNE و للنقابة الوطنية للتعليم،CDT أم المعارك تحث شعار الادماج، معركة طويلة النفس ما تزال فصولها مستمرة، وتجر خلفها كل معارك تنظيمات الشغيلة التعليمية، ومنذ اندلاعها حتى الآن قامت وتقوم بعزل البيروقراطية النقابية المتخادلة و أبانت من جديد عن اصطفافها الى جانب الدولة الطبقية وكبحها لأجهزتها القاعدية ضد كل تحرك في اتجاه الانضمام الجدي للمعركة، معركة كشفت من جديد عن الوجه الدموي البشع للدولة الطبقية في قمع الإضرابات و الاحتجاجات المطلبية لنساء ورجال التعليم وتسخيرها للقضاء لترهيب الشغيلة المناضلة.
2. من أجل تطوير أدوار و اختصاصات و صلاحيات اللجان التنائية :
إن اشتداد الصراع على تصدر هذه الانتخابات يمكن من حصد نسبة التمثيل في اللجان الثنائية و التي تمكن بدورها من اعتبار نقابة ما، نقابة أكثر تمثيلية والذي يعني في اقصى ما يعنيه أن تكون لديها صفة مفوض الشغيلة "القانوني/الرسمي" للحوار مع الدولة وأجهزتها حول قضاياها وملفاتها المطلبية كما يمكن للنقابة الاكثر تمثيلية أن تستفيد مما يلي : أن تكون عضوا في منظمات مهنية دولية - أن تكون عضوا في المجلس الأعلى للوظيفة العمومية- أن يكون أعضاؤها ممثلين في تركيبة تدبير وتسيير صناديق الحماية الاجتماعية - أن يكون أعضاؤها في المجلس الأعلى للتعليم - أن يكون أعضاؤها ممثلين في غرفة مجلس المستشارين بالبرلمان - أن تتوصل ماليتها بالدعم المادي من الدولة- أن يكون لديها متفرغين نقابيين ... كما يمكن للجان الثنائية أن تبث في مسائل تهم الشغيلة كالترسيم و الترقيات و التأديب. لكن يظل اختصاصها و دورها محدودا في نطاق استشاري فقط. وعلى مدى ليس بالقصير يتضح بالملموس أن الدولة عازمة على إفراغ أدوار اللجان الثنائية من محتواها و مضونها الحالي، بحيث لم تعد تأبه لآرائها الاستشارية بل بدأت تنفرد بتدبير قضايا و شؤون الشغيلة من جهة واحدة، هذا الانقلاب في أدوار الدولة المغربية و عموما الدولة الطبقية المعاصرة في معظم دول العالم، جاء بعد استعادة الرسمال العالمي لمواقعه السابقة التي فقدها خلال صعود نضالات الطبقة العالمية للسلطة السياسية و مد حركات التحرر الوطني ضد الاستعمار والامبريالية، وافرز الصراع بين المنظومتين الرسمالية والاشتراكية تسوية تاريخية بظهور الدولة الاجتماعية أو رأسمال الدولة ومنه جاءت معظم المكاسب التاريخية التي تتساقط الآن بسبب تراجع النضالات النقابية و بسبب القيادات البيروقراطية الانتهازية المتحالفة والمتقاطعة في مصالحها مع مصالح الراسمال في تكريس الاستغلال و مصالح الدولة في الإبقاء على ضبط المجتمع بما لا يحدث انفجار الطبقات و حصول الثورة الاجتماعية. ان تجاوز و إلغاء اللجان الثنائية ثم بعدها التنظيم النقابي يعتبر بالأساس من توصيات/إملاءات المؤسسات المالية العالمية الى كل دول التبعية الراسمالية بهدف إزالة كل العراقيل أمام مخطط تفكيك الوظيفة العمومية وخوصصة القطاعات الدولة. ان القضايا الاستراتيجية للشغيلة التعليمية لا يمكن تحقيقها إلا بالنضال المنظم، وذلك بإعادة بناء النقابة وفق أساس الديمقراطية في التنظيم، و أساس الكفاحية في النضال و أساس الوحدة والتضامن الافقي والعمودي للشغيلة التعليمية و للطبقة العاملة عموما. إن نشر الوعود الانتخابية المهنية مهما كان نبل وصدق مروجيها بحل القضايا بالتفويض عبر اللجان الثنائية لا يعد سوى نشرا للأوهام وتكريسا للاتكالية لدى الشغيلة وتكريسا للبيروقراطية في أجهزة النقابة لدى (مناديب الاجراء أو ممثلو الشغيلة) حيث تتسع الهوة بين القاعدة و القيادة ما يجعل هذه الأخيرة تنفرد بإدارة المعارك النضالية والقرار فيها، عوض القيادة الجماعية للنضالات و تسييرها الذاتي من قبل القاعدة المناضلة. ومن أجل لجان ثنائية ذات أدوار فعالة في الاختصاص و الصلاحية وجب من النضال على واجهتين : موضوعيا بتوسيع الاختصاصات والصلاحيات لدى مناديب الشغيلة لتشمل مستوى السياسات التعليمية و الإقرار فيها و السهر على حماية الشغيلة قانونيا و اجتماعيا و صون كرامتها و توفير ظروف وشروط عمل محفزة مريحة. وذاتيا بأن تضطلع القواعد النقابية بمحاربة كل أشكال البيروقراطية لدى المتفرغين النقابيين و تمارس دور الرقابة على عملهم عبر التقارير الدورية المنتظمة و بمطالبتهم بافتحاص ممتلكاتهم و مجالات صرف الدعم العمومي لمالية النقابة.
3. الى المناضلين النقابين :
إن محطة الانتخابات المهنية المقبلة وجب استثمارها بالأساس من طرف المناضلين النقابيين لتوضيح أسباب وخلفيات انهيار المكتسبات التاريخية للشغيلة التعليمية ماديا، تنظيميا و قانونيا وتقديم الإجابة النقابية البديلة عبر النضال الكفاحي و التنظيم الديمقراطي و تعزيز تضامن و وحدة الشغيلة في افق الوحدة السياسية والأيديولوجية والتنظيمية كاستراتيجية لمواجهة تاكتيك الدولة في الانتخابات الذي يرمي إلى افتعال الصراع النقابي لتشتتيت النضالات و ضرب وحدة الشغيلة. وكل تماهي مع تاكتيك الدولة في الدعاية المغرضة و نشر الأوهام و فرط في الحماسة و رفع شعارات فخر الانتماء ما هو إلا تكريس لظاهرة تقسيم الشغيلة واستمرار تشتت النضالات النقابية، وتراجع روح التضامن بين الشغيلة، وطغيان الميول الفئوية من جهة أخرى وتقسيم الشغيلة الى نقابة فلان و اتباع علان ... بقلم مجموعة مناضلين
#محمد_أكناو (هاشتاغ)
#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول مشروع النظام الداخلي للمؤسسة (التعليمية)
-
جائحة البيروقراطيات النقابية
-
ليس للمهزلة عنوان سوى، مهزلة..
-
حول التحاق / عدم التحاق نقابة الإتحاد المغربي للشغل بالإضراب
...
-
معركة العاملات المطرودات والمعتصمات أمام مقر شركة -سوبروفيل-
...
-
تقرير مختصر عن القافلة التضامنية مع العمال المعتصمين أمام مق
...
-
تقرير عن القافلة التضامنية للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي مع
...
المزيد.....
-
وزارة المالية.. استعلام رواتب المتقاعدين وحقيقة الزيادة في ا
...
-
وزارة المالية العراقية تحدد موعد صرف رواتب الموظفين لشهر ديس
...
-
حصيلة بقتلى العاملين في المجال الإنساني خلال 2024
-
4th World Working Youth Congress
-
وزارة المالية العراقية تُعلن.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر
...
-
بيسكوف: روسيا بحاجة للعمالة الأجنبية وترحب بالمهاجرين
-
النسخة الألكترونية من العدد 1824 من جريدة الشعب ليوم الخميس
...
-
تاريخ صرف رواتب المتقاعدين في العراق لشهر ديسمبر 2024 .. ما
...
-
وزارة المالية العراقية.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر نوفمبر
...
-
يوم دراسي لفريق الاتحاد المغربي للشغل حول: تجارة القرب الإكر
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|