نحن وين و”الديمقراطية” وين؟

بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)

الحوار المتمدن-العدد: 6918 - 2021 / 6 / 4 - 16:36
المحور: المجتمع المدني
    

إحدى أعقد المشاكل التي تواجه الإدارة الذاتية وفلسفة أوجلان عموماً في مفاهيم “أخوة الشعوب والأمة الديمقراطية” هي إنها تريد تطبيق مفاهيم نظرية ديمقراطية في واقع سوسيوثقافي متخلف، مثلها مثل الاشتراكية والشيوعية في التجربة السوفيتية حيث لم يتوقع مؤسسها -كارل ماركس- يوماً أن تنطلق منها، بل توقعها في بلد أوربي صناعي مثل ألمانيا وغيرها وليس في بيئة زراعية إقطاعية متخلفة مثل روسيا القيصرية وفعلاً وبعد أقل من قرن فشلت تماماً في تحقيق المفاهيم النظرية الاشتراكية والتي صاغها ماركس وهكذا الأمر مع فلسفة “الأمة الديمقراطية”، يعني لو قلنا بأنها ممكنة التطبيق في بلد مثل سويسرا أو أي دولة أوربية ذات نظام ديمقراطي مدني علماني -وهي مطبقة فعلاً- لقلنا تمام تلك المجتمعات وشعوبها قد وصلت درجة من الوعي الحضاري لتطبيق مثل هذه النظريات الفلسفية الطوباوية المثالية، أما في واقع مثل سوريا والشرق الأوسط والمبتلي بكل الأمراض الطائفية والقبلية والمذهبية الدينية والأقوامية العرقية والعنصريات الشوفينية وتجي تريد تطبيق “أخوة الشعوب” فهي خارج طاقتنا يا أخي، يعني توب لا يليق بنا وبقامتنا.. لك الأخ عم يقتل أخوه ميشان شجرتين زيتون يلي بالأخير سرقوها كلها منا وجاي بدك تطبق “الأمة الديمقراطية” بهيك واقع عدائي حاقد متأزم.. نعم الشعار جميل لكن غير واقعي وعملي ولذلك لا بد من العودة للمسارات الصحيحة وبقناعتي نظام سياسي لا مركزي فيدرالي بحيث يحق لكل مكون وإقليم أن تكون له إداراته ومؤسساته التي تدير شؤونه مع أن تكون المركز تضم حكومة تمثل الجميع وتكون هناك الكوتا لكل مكون في الأقاليم وكذلك في المركز ولا نترك الأمر للصناديق والانتخابات كون سيكون هناك تلاعب بها من قبل من يملك القوة والسلطة.

ربما البعض يجي ويتشاطر ويقول؛ “هيك عم تدعو لتفتيت البلد” والجواب بسيط وهو التالي: يا روح أمك ليش شو بقيان من البلد لحتى تخاف على تفتيته أو مو هو مفتت لعشرين ألف فتة وفتة وصاير كل قبيلة وحزب ومذهب ودين وطائفة وقرية وعصابة عم يمشي المنطقة التي يتحكم بها وبرقاب ناسها وفق مصالحه وقناعاته الحزبية القبلية الطائفية المذهبية لك حتى الشخصية والعصاباتية.. وبعد كل هاد ولسه خايف على تفتيت البلد؟! أخي أدعو أهل منبج للتصويت؛ إذا بدهم يلتحقوا ب”الجيش الوطني” الله معهم بس يا ريت يرجعولنا بدالها عفرين وإذا بدهم يلتحقوا بالنظام الله ومحمد معهم بس بالمقابل تكون الشهباء والشيخ مقصود بخير وما يعمل النظام تحريض للعشائر العربية ضدها وكما إذا بدهم يعملوا دولة خاصة بهم ويسموها دولة منبج الله ومحمد والمسيح وكل الملائكة والأنبياء والرسل والجان.. أو شو كما معهم ومع دولتهم المنبجية، شو يعني الدمينكان ولا الفاتيكان بشو أحسن منهم.. كانت هناك قرية كردية بعفرين فيها عشر بيوت ولها (11) آغا والأمور كانت بخير وماشي الحال، يعني ضروري نبقى بعلم ودولة وحكومة واحدة .. يا أخي خلينا نصير متل الأمم المتحدة ونسميها “الأمم السورية”، يعني كل قرية وقبيلة وحزب ومذهب يعملو دولة وهيك بكون إلنا حق الاختراع الأمماوي.. العم دوخنوا لسه كل شوي وأن أهل منبج خارجين في يوم القيامة.

#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات