أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نضال نعيسة - سوريا: رفض الهوية الوطنية














المزيد.....

سوريا: رفض الهوية الوطنية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 6918 - 2021 / 6 / 4 - 14:59
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ثمة ثلاث تيارات رئيسية تناهبت الساحة السورية مذ إنشاء الكيان السوري الهش والمهلهل والذي كان توليفة ديمغرافية "مسلوقة" سلقاً، تشكلت من خلائط ديمغرافية عرقية وقبلية وطائفية ودينية وإثنية غير متجانسة، بالمرة، لا بل متنافرة في الكثير من ركائزها الإيديولوجية حاولت لاحقاً ترميم ذلك بوصفات إيديولوجية أخرى كانت أكثر فتكاً وضرراً من الأولى ما أدى لانهيار وتفكك وتمزق واضمحلال هذا الكيان والذي لم يعد له، عملياً، في عالم اليوم أي وجود، إذ يمكن مراءاة ومناظرة ثلاثة أو أربعة كيانات، ورما كانتونات، باقية حتى اليوم، ولا أحد يعلم مدى قدرتها مستقبلاً على مقاومة عمليات التفكك والانحلال، بسبب حضور نفس عوامل وأسباب التمزيق والاستفساخ داخل نفس هذه الكيانات.
وتمكن ملاحظة ثلاثة تيارات إيديولوجية رئيسية حاولت اختطاف الهوية الناشئة ونسبته لها، وهي التيار القومي الرجعي العروبي الظلامي، وعلى تنويعاته الوحدوية المضحكة، والذي اختزل لاحقاً بما يسمى بـ"حزب البعث العربي الاشتراكي"،(ورجاء ممنوع الضحك)، المطبوخ والمنتج في فرنسا وهو الذي يريد بأدبياته وأهدافه المعلنة إعادة "بعث" أمجاد وعدوان وعمليات احتلال وتدمير واسعة النطاق قامت بها قبائل من الغزاة والمحتلين الصحراويين الذين دمـّروا حضارات المنطقة القديمة، ووضع هذا الكيان الطوباوي الذي أسموه بـ"الوطن العربي" على الخريطة من جديد مع ادعاء فرادة وتفوق وتميـّز من يسميهم الحزب بـ"العرب" وفضلهم على البشرية يوم احتلوا البلدان ووصلت غزواتهم لجنوب فرنسا غرباً وللصين شرقاً، هذا الحزب يرفض الهوية الوطنية السورية ولا يعتبرها موجودة ويستقدم عليها الهوية والانتماء العربي ويطلق على سوريا التاريخية اسم "القطر العربي السوري"، أي جزء" قوس أو قطر" من دائرة العروبة الأشمل والأكبر، أو بأحسن الأحوال يسميها بـ"الجمهورية العربية السورية"، أي هويتها العروبية مفضلة ومستقدمة على الهوية السورية. بالتوتازي وعلى نفس النيق الإيديولوجي، هناك التيار الإسلامي الديني المتمثل بشكل رئيس بحزب الإخوان المسلمين المطبوخ والمنتج بريطانياً أيضاً، والذي يريد هو الآخر إنشاء دولة "الخلافة الإسلامية"، أي النسخة التنظيمية العسكرية والإيديولوجية الرسمية والأصلية للكيان الإسلامي العربي "المزور" المعروف بـ"الوطن العربي"، إي دولة إيديولوجية تتبنى فقه الذمة والتمييز العنصري وادعاء التفوق الجيني والعقلي والحضاري لمن يسمونهم بالمسلمين، وهو أيضاً، كصنوه البعثي، يرفض وجود الكيان السوري والهوية السورية، ويعتبر سوريا جزءاً، و"ولاية" أو "إمارة" ,"بلاد الشام" (وفق التوصيف المحمدي)، ملحقة بدولة الخلافة الإسلامية المركزية، أي لا اعتراتف أيضاً بالهوية والانتماء والوطن السوري المجرد والمترفع والمنزّه عن الإيديولوجيات وصراعاتها، وأما الفريق الثالث، وهو الأخطر، ربما، من الفريقين، وهو التيار الشيوعي "العربي"، الخليط العجيب من فقه قريش وماركس، والذي يسعى للأممية الاشتراكية والبروليتارية العالمية ويتحالف وينتمى تحت رايات عالمية عابرة للحدود الوطنية، ولا أثر ولا وجود للهوية الوطنية فيها، بينما تتقدم الإيديولوجيا الماركسية على سوها من أفكار، حتى على الأديان والعروبة.
هذه الأصناف الإيديولوجية، التي امتلكت ناصية القرار في سوريا في ما بعد مرحلة التكوين، تهمل، مجتمعة، ويا لمساوئ الصدف، البعد والانتماء الوطني السوري ولا تلحظه كعامل هام في النشأة والتكوين السياسي الوطني وتجتمع كلها على هدف واحد وهو رفض الهوية الوطنية السورية الناشئة والمستحدثة بموجت اتفاق طيبي الذكر سايكس وبيكو، وجلّها موزعة الانتماءات بين قومي وإسلامي وأممي، وفشلت في تكوين عصبوية وطنية جامعة للشتات الإثني والديمغرافي والديني والطائفي والقبلي، وتحد من خطورة وتغول هذه النزعات التي تفشت في الجسد السوري، وفرقته لولاءات وانتمات متعددة، ولا نستغرب بعدئذ حال التمزق وتفسخ واضمحلال الكيان السوري مرة واحدة وإلى الأبد، بعد عقود طويلة كأداء، من نهج دؤوب ومدروس لإلغاء وإفناء هذا الكيان على يد هذه التيارات.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا: سقوط الأوهام الاستراتيجية
- المستعربون: القرعاء التي تتباهى بشعر خالتها
- الكيانات الموازية: والطريق إلى الشرق أوسطية
- العرب والمستعربون: مصطلحات يجب ان تعرفها
- انهيار المنظومة القومية العربية وتفككها
- بايدن: الإخوان المسلمون قادمون
- سوريا: ثلاثة وزراء خارجية في خمسين سنة
- سوريا: سياسات مبهمة واستراتيجيات فاشلة
- كيف تخدم الصهيونية مجاناً؟
- الحريري الصغير وحكاية التوزير:
- روسيا: إلحق البوم سيدلك على الخراب
- لآثار الجيو-سياسية الكارثية لانهيار سايكس- بيكو
- في اسباب انهيار وتمزق الكيان السوري
- السوري وكبر المعلاق؟
- قطار التطبيع السريع
- فقط في سوريا: إذا كان طباخنا جعيص شبعنا مرق
- لا تراهنوا على الروس أبداً
- الملكيون أكثر من الملك
- رسالة إلى الرفيق الأمين العام المساعد
- بروفة ودرس عملي بالصمود والتصدي


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نضال نعيسة - سوريا: رفض الهوية الوطنية