أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - ناجي سابق - التحكيم اهم الوسائل البديلة لحل النزاعات















المزيد.....

التحكيم اهم الوسائل البديلة لحل النزاعات


ناجي سابق

الحوار المتمدن-العدد: 6917 - 2021 / 6 / 3 - 02:00
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


أهم الظواهر القانونية المعاصرة، ظاهرة الانفتاح على التحكيم واتساع آفاقه وطنياً إقليمياً ودولياً، حيث أضحى أحد أهم وسائل حل النزاعات وتحقيق العدالة.
وإذا اعتبرنا التحكيم قضاءً خاصاً أو نظاماً استثنائياً للتقاضي، أم لم تعتبره، فإنه يبقى أكثر الوسائل قرباً من القضاء الرسمي لحل المنازعات ضمن الأصول التي كفلها قانون أصول المحاكمات المدنية والاتفاقيات الدولية.
لقد اندفع التحكيم نحو التكيف مع المعطيات الجديدة للتجارة الدولية العابرة للحدود ليؤمن للنزاعات الناشئة عنها الحلول المناسبة التي تحتاجها والمتسمة بخصائص السرعة والسرية والعدالة الاتفاقية في عالم أصبح غاية في التعقيد نظراً لتعدد أنظمته القانونية والاجتماعية والفلسفية والسياسية والاقتصادية، لذلك شرعت القوانين الدولية وصيغت الاتفاقيات التي وضعت قواعد التحكيم الدولي في متناول الجميع، لاسيما بعدما وضعت الأمم المتحدة نموذجاً للتحكيم الدولي سرعان ما اعتمدته كل دول العالم.
أما على الصعيد الوطني فالتحكيم هو أحد وسائل حل النزاعات في المسائل المدنية والتجارية حيث يختار أطراف النزاع أشخاص موثوقين لحسم النزاعات القائمة أو المستقبلية بعيداً عن طريق القضاء العادي بإصدار حكم ملزم للطرفين فاصل للنزاع وفقاً لمقتضيات القانون. وهذا النظام الخاص والاستثنائي للتقاضي هو ذو طبيعة تعاقدية في نشأته قضائية في نهايته هادفاً لإحقاق الحق وترسيخ العدالة مع المحافظة على العلاقات الودية بين الأطراف. وهذا ما يؤثر إيجاباً على مسيرة وتقدم التجارة الدولية وازدهار الاستثمار وكسب ثقة المودعين في الداخل والخارج وتنمية التطور الاقتصادي ضمن مناخات الثقة والعدالة بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة وسوقاً واسعاً للتبادل التجاري.
إن قواعد تنازع القوانين بين الدول شجعت الشركات التجارية عامة والتجار الدوليين خاصة إلى الركون للتحكيم في حل خلافاتهم وتنظم علاقاتهم هرباً من القضاء الوطني وخوفاً من تطبيق قوانين غريبة عليهم، فكان البديل هذا القضاء الخاص الاتفاقي في نشأته القضائي في وظيفته لحل وحسم النزاعات التي حصلت أو قد تحصل بين الأطراف ضمن الأصول والإجراءات القانونية المدنية والتجارية والاتفاقيات الدولية الشارعة.
ومنذ كانت البشرية، قامت معها الصراعات والنزاعات يوم بدأ الإنسان بالتجمعات وتضاربت المصالح الفردية مع الآخرين، فكان لابد من طلب العدالة لتلافي مبدأ القوة وشريعة الغاب، لذلك انساقت المجتمعات الإنسانية غريزياً إلى تعيين من يفصل بينها وفقاً للعدل والإنصاف لإحقاق الحق حيث أثبت التاريخ أن التحكيم قد ظهر في كل مكان على الكرة الأرضية، لأن فكرة القانون المتجذرة في الضمير الإنساني لا تنفصل عن فكرة النزاع والصراع. فالقانون الطبيعي هو الذي فرض التحكيم على الإنسان قبل إنشاء الدول، فهو طريق العدالة الأولى حيث يتحقق معه السلام والأمان والاستقرار إلى أن أصبحت حاجة مترسخة في الحياة الاجتماعية، وهذا ما يؤكده الواقع العملي الحالي في وجود قضاءين الأول عام وهو قضاء الدولة والثاني خاص وهو قضاء التحكيم بعد أن شهد هذا الأخير تطورات واسعة وسريعة سيجعله في القريب العاجل خاصة في مضمار التجارة الدولية هو الأصل، بينما يصبح قضاء الدولة هو الاستثناء رغم أن الحقيقة الواقعية هي تزاحم قضاء الدولة في المجالين الداخلي والدولي مع التحكيم في النهوض بنفس الوظيفة القضائية وبنفس الأدوات الإجرائية والتجاذب المستمر بينهما سواء من جهة أخذ قضاء الدولة بالأسلوب التحكيمي القائم على الوفاق أو بأخذ التحكيم بأدوات قضاء الدولة على المستوى التنظيمي أو الإجرائي بما أصبح يقرب كليهما من صيغة مشتركة للقضاء اصطلح عليه بالنزاع النمطي أي وجود فكرة مسبقة شائعة بالعلاقة غير المتكافئة بين مؤسستي القضاء والتحكيم، من خلال وجود ولاية لقضاء الدولة على التحكيم واعتباره قضاءً منقوصاً من عنصر النفاذ الذي تكمله الدولة بتدخل قضاءها الرسمي.
ورغم أن طبيعة التحكيم العقدية النشأة القضائية الوظيفية إلا أن التحكيم يفتقر إلى مرجعية عمومية مستمدة من سيادة الدولة وسلطانها والتي تثبت للقضاء وحده، حيث يعتبر القضاء تابعاً من توابع السيادة خاصة أن الأحكام تصدر باسم الشعب وهكذا انقلب التحكيم من قضاء ذي ولاية إلى محل لولاية القضاء يمارس عليه من خلال رقابة شاملة لكامل النشاط التحكيمي في جانبيه الشكلي والإجرائي، بداية مع الرقابة على مشروعية اتفاق التحكيم ومقبوليته مروراً بالتزام أصول وإجراءات التقاضي والقواعد القانونية المتعلقة بالنظام العام والمبادئ الأساسية لأصول المحاكمة، لاسيما المتعلقة بحق الدفاع وتعليل الحكم، وصولاً إلى صدور القرار التحكيمي وضرورة إعطاءه الصيغة التنفيذية من المحكمة المختصة حيث لا يكون قابلاً للتنفيذ إلا بأمر على عريضة يصدره رئيس الغرفة الابتدائية المختص. حيث بصدور القرار التحكيمي وفقاً للأصول القانونية يخرج النزاع من يد المحكم وبالتالي تنتهي المنازعة ويعتبر عمله ذو طابع وقتي.
لكن في المقلب الآخر نتطلع إلى مرونة التحكيم التي تدفع بأطراف النزاع بتشكيل قضاءهم الخاص بدءاً من اتفاقهم على تعيين المحكمين الموثوقين من قبلهم أصحاب الكفاءة والنزاهة والاستقلالية والحياد بعيداً عن القاضي الذي يفرض عليهم فرضاً، مروراً بتحديد نطاق النزاع وحدود الاتفاق وسرعة الفصل في مهلة زمنية لا تتجاوز الستة أشهر، وسرية الجلسات بعيداً عن جلسات المحاكم العلنية، والمماطلة والتسويف، وأصول التبليغ وعدم احترام المهل، وكثرة الدعاوى، والعطل القضائية، إضافة إلى تحديد مكان التحكيم وإجراءاته، والقانون الواجب التطبيق، وصولاً لإصدار القرار التحكيمي الفاصل الذي يحوز حجية القضية المحكوم بها بالنسبة للنزاع الذي فصل فيه
.
وعليه يكون التحكيم مؤسسة قضائية خاصة يوجدها الخصوم باختيارهم لحسم نزاع قائم فيما بينهم، من خلال مروره بعدة مراحل يلبس في كل منها لباساً ناجعاً ويتخذ طابعاً مختلفاً حيث لا يعتبر اتفاقاً محضاً ولا قضاءً محضاً إنما هو نظام خاص استثنائي للتقاضي أوله اتفاق وأوسطه إجراء وآخره حكم كحكم القضاء.
وإن أهم وأميز ما في التحكيم أنه منشئ لقضاء، لأن بنداً في العقد يتوصل لحسم النزاع بقرار تحكيمي يحوز قوة القضية المقضية، في سرعة وسرية وضمن أقصر مهلة وقتية مع استمرار العلاقات الودية.



#ناجي_سابق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتربول
- مفهوم التحكيم وخصائصه
- القانون الدولي الانساني
- ازالة الخطأ تعادل كتابة الصواب
- الدستور واستقلالية القضاء
- قوانين الحرب تحمي الجيوش والمليشيات المسلحة
- الضمانات الاساسية في النزاعات المسلحة الدولية
- المبادئ التي تحكم حقوق الدول وواجباتها
- الاتفاقية الانسانية المصغرة التي وافقت عليها كل دول العالم
- قواعد الاشتباك
- تحول اعمال الشغب والتوترات الداخلية الى نزاع مسلح دولي
- الاثبات
- علمتني الحياة...فنجحت
- المبادئ الجوهرية في التحكيم التجاري الدولي
- المحاكم الجنائية الدولية لعدم الافلات من العقاب
- اهمية المقارنة بين محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الد ...
- من لا يتقدم يتقادم
- لا طاعة لرئيس في معصية القانون
- اهم المبادئ في القانون الدولي الجنائي
- العدل سبيلا- للعدالة


المزيد.....




- السعودية تنفذ الإعدام بحق البارقي لقتل جذمي والجريمة بحادث س ...
- نتنياهو يعقد اجتماعا طارئا ويؤكد: مذكرات الاعتقال من الجنائي ...
- أمريكا تعلق على إصدار-الجنائية الدولية- مذكرتي اعتقال بحق وز ...
- الخارجية الإماراتية: الشراكة مع روسيا وأوكرانيا ساهمت في نجا ...
- طواقم الدفاع المدني تنتشل 7 شهداء في محيط مخازن الأونروا برف ...
- الأمم المتحدة: 10 أطفال يفقدون ساقاً أو ساقين في غزة يومياً ...
- تحذير من تداعيات -حرب صامتة- بالضفة وحصيلة جديدة للاعتقالات ...
- الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق شويغو ورئيس أركانه
- الأونروا: نصف مليون شخص بغزة يواجهون معاناة شديدة لانعدام ال ...
- مبادرة لمراقبة الجوع: خطر المجاعة لا يزال قائما بشدة في أنحا ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - ناجي سابق - التحكيم اهم الوسائل البديلة لحل النزاعات