أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - وَعادَ مُعاد














المزيد.....

وَعادَ مُعاد


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 6916 - 2021 / 6 / 2 - 22:22
المحور: الادب والفن
    


مرّت خمسة عقود ونيّف على افتراقنا ، يوم كنّا ننهل العلم في الستينيّات من القرن الماضي في المدرسة الثانوية البلديّة " أ " في حيفا.
دارت الأيام بنا ؛ أضحكتنا مرّةً وضحكت لنا ومنّا وعلينا وعاكستنا مرّات ، ولكنّ بركات السّماء لم تنقطع.
بنيْنا ، هدمنا ، كبرنا ، زرعنا ، جرى في وادينا مياه كثيرة، ونبتت في روابينا زهور عطّرت حياتنا بأريجٍ جميل ، وغرّدت فوق أغصاننا أغرودات الفرح وزغرودة الإمتداد.
الى أن جاء اليوم " الاربعاء " في الثاني من حَزيران 2021 وفي ساعات ما بعد الظّهيرة، وإذا بشابٍ وقور يعترض طريقي أنا وزوجتي في " مركاز همزون " في يركا وسط زحمة المُشترين ، فينظر اليّ نظرة حيّية والبسمة تعلو مُحيّاه ، فيُبادرني قائلًا : من عبلّين !!! ...
وتفرسّت به ولكن لم أصل الى شيء .
وتابع قائلًا : أوّل حرف من اسمك هو حرف الزّاي !!!
فهززت برأسي.... وزوجتي وزوجته تنظران الينا وكأنّهما في مُسلسل دراميّ .
... إنّك زهير دعيم التلميذ : العسراوي" ( الأعسر ) الذي درس معي بل معنا من عام 1968- 1971 في المدرسة البلدية "أ" في حيفا .
وأنعمت النَّظر فيه فلربما تسعفني الذّاكرة ، فالرجل يحكي عن احداث جرت قبل اثنتين وخمسين سنة ، يوم كانت الشّقاوة ملعبنا والصّبا مرتعنا ، يوم كنت فلّاحًا صغيرًا يقطف أوراق التبغ ليلًا ويركب الحافلة صباحًا فأسافر وأنا ألبس احيانًا في كلّ رِجلٍ جوربًا بلون مختلف عن الآخَر.. اركب حافلة الساعة السادسة فجرًا متجها الى حيفا مدينة الجمال بل قُل : الحورية العاشقة للبحر وللجبل. ويوم كنتُ أملك قاموسًا لا يتعدّى عشرات الكلمات في اللغة العبرية في ثانويةٍ لغتها العبرية ، فأعرج هنا واتعثّر هناك ، وأتكأ احيانًا على القاموس الى أن أسعفني الزّمان.
شوّقتني يا هذا قلتُ وأنا أرى الكثيرين من مشترين وعاملات الصّناديق ينظرون إلينا بدهشة ... شوّقتني يا هذا ... من أنت يا غالي ؟!
فعادت البسمة تُلوّن ثغره ومُحيّاه وهو يقول : مُعاد مقلدة..
واااو... صرخت بعفوية لفتت الأنظار.. من دالية الكرمل.. زميلي وصديقي في البلدية " أ" في حيفا .
واااو وألف واااو .. إنّه فوْح الذّكريات الجميلة وعهد الصّبا الذي أتمنّاه أن يعود ، ولكن هيهات.
وتعانقنا بحرارة .. وطالَ عناقنا...
و " سحبت" زوجتي الجوّال لتلتقط لنا صورة وسط دهشتها ودهشة زوجته ، فتهب إحدى عاملات الصّندوق _ والعيون الكثيرة تنظر الينا بدهشة - تهبّ وتقترح أن تلتقط صورة لكلينا وأخرى لأربعتنا..
لقاء جميل ، راعش ، هامس ، لوّن يومي بألوان الفرح وعطّره بعطر الذّكريات الذي لا يتبخّر.
لقاء جميل مؤثّر فعلًا ، رحنا نتجاذب فيه اطراف الحديث عن العائلات والآتي والماضي والحاضر، ونزرع التربة ونُحضّرها للقاء عائليّ قريب يجمعنا تحت أفيائه. سقى الله تلك الأيام.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعونا نرأف بالخاطئين
- الكُلُّ اخوة
- كَفى وألف كفى
- إنسانٌ أنا
- فيروز أيقونة الشّرق
- دعونا نعود الى انسانيتِنا
- صلاة مسائيّة
- سأرُشُّ الحُبَّ عِطرًا
- أخي سمعان دعيم كُنتَ وستبقى في البال
- متى سنُفرّح السّماء ؟
- أُنثرني عِطرًا
- تعالوا نتقيأ وننبذ السّلاح
- صرخةُ أمل
- عطرٌ جديد
- بئرٌ وسامريّة
- أهيمُ برَبٍّ تواضع
- نَيْسان
- في قلبي ألف حُلمٍ
- الأُستاذ جودي الحاجّ المُربّي الجميل.
- الزّرافةُ المُتكبّرة


المزيد.....




- من هنا رابط موقع ايجي بست 2024 لتحميل فيلم ولاد رزق 3 وأهم أ ...
- قصيدة : فَلسَفَةُ العَزَاء - الشاعر العراقي : - - - - محسن م ...
- في انتظار الموت
- عـشقٌ من طرفٍ واحد
- الشاعر العراقي : - - - - محسن مراد الحسناوي - فَلسَفَةُ العَ ...
- -دانشمند-.. خطوة نحو رواية معرفية عرفانية
- مصر.. أول رد من نقابة الممثلين بعد فبركة صورة رانيا يوسف بال ...
- أحداث مسلسل قيامة عثمان الحلقة 165 مترجمة للعربية وأهم القنو ...
- رسمي وشغال 100%.. رابط دخول ايجي بست 2024 اتفرج على فيلم ولا ...
- لبنان يستعد للمهرجانات الفنية على وقع التهديدات الأمنية


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - وَعادَ مُعاد