أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - هيفاء أحمد الجندي - الامبريالية والتطور اللامتكافىء















المزيد.....

الامبريالية والتطور اللامتكافىء


هيفاء أحمد الجندي

الحوار المتمدن-العدد: 6915 - 2021 / 6 / 1 - 14:50
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الامبريالية والتطور اللامتكافىء
لينين وروزا لوكسمبورغ كإنموذجين ...

لقد عالج ماركس نمو رأسمالية عالمية خلقت توزيعاً دولياً غير متكافىء ما بين العالمين الصناعي والمستعمر، وعزا هذا التفاوت في النمو إلى التجارة الخارجية التي نهبت ثروات المستعمرات، (الذهب والفضة) ناهيك عن الجزية التي فرضت عليها وشكلت بذلك أحد أهم مصادر التراكم الرأسمالي الذي طور القوى المنتجة لتلك البلدان أثناء الثورة الصناعية،على حساب تدمير وتخريب الإنتاج الفلاحي - الحرفي في المستعمرات وقطع مسار تطوره وكان لماركس فضل السبق كما أسلفنا ، بكشفه عن عملية الاستغلال الناتجة عن التطور اللامتكافىء بين هذين العالمين ، يقول ماركس وكما ورد في الجزء الثالث من رأس المال "بالنسبة إلى رؤوس الأموال الموظفة في المستعمرات، يمكن أن تدر معدلات ربح أعلى بفضل تدني مستوى التطور، شأنها شأن استغلال العمل بفعل العبيد والحمالين وليس ثمة موجب يمنع هذه الأرباح العالية نسبياً، التي تدرها رؤوس الأموال الموظفة في بعض الفروع، والتي ترسل إلى موطنها الأصلي والسلع التي تباع إلى المستعمرات تحوي كمية عمل أقل ويستأثر بهذا الفائض طبقة معينة والتجارة الخارجية تطور نمط الإنتاج الرأسمالي وتؤدي إلى خفض رأس المال المغير قياسا إلى رأس المال الثابت"
تابعت فيما بعد المفكرة الثورية "روزا لوكسمبورغ " ما كان قد بدأه ماركس، (والذي لم يقدر البعد العالمي للتوسع الرأسمالي وأخطأ في تقويم آلياته) ووسعت وطورت بعض المفاهيم التي أرساها عن التطور اللامتكافىء، وطرحت السؤال الغير مجاب عنه لماذا تستمر ظواهر التراكم البدائي التي يفترض أنها قاصرة على مرحلة ظهور الرأسمالية ؟ ولماذا يتواصل مفعول هذه الظواهر في عهد الرأسمالية الناضجة ؟! واعتقدت بأنها اكتشفت سبب هذا الوضع، من خلال اثباتها استحالة إعادة تكوين نمط الإنتاج الرأسمالي، إذا لم يحظ هذا النمط بأوساط غير رأسمالية تكون المصدر للطلب السابق اللازم لاستمرار عملية التراكم،واعتبرت بأن الهيمنة على المستعمرات كانت تتم بطريقتين، التجارة الخارجية والغزوات الاستعمارية اللتان عملتا يداً بيد وحللت التركيب الاقتصادي الاجتماعي لبلدان المستعمرات ، واعتبرته اقتصاد أبوي يستند إلى قاعدة فلاحية،جرى تخريبها بعد إدخال الرأسمالية إليها والتي صادرت أراضي الفلاحين وانتزعت منهم أدوات انتاجهم ، ومن ثم تحولت هذه البلاد إلى مزارع كولونيالية، تزود البلاد الصناعية بالمواد الأولية ، وأصبح كل ما في الأرض ينتج تبعا للأسلوب الرأسمالي ، كالبرازيل مثلاً الذي تحول من بلد غني وخصب إلى مزرعة متخصصة بزراعة البن كي يلبي حاجات الرأسمالية الأوربية ، وتحولوا سكانه إلى عبيد مأجورين ، يعملون في مزارع البن ولا يختلف الحال في بلد كالهند وفق ما ذهبت اليه روزا لوكسمبورغ في كتابها "الاقتصاد السلعي والعمل المأجور" والذي تحول هو أيضاً الى مزرعة تزود الانكليز بالمواد الأولية ، وقابل عملية النهب هذه تمركزاً للرأسمال في الغرب وبذلك تكون قد فرضت الرأسمالية على الانسانية جمعاء، أن تقوم بالأعمال الشاقة لكي تخدم عملية تراكم رأس المال. وما يجري اليوم في افريقيا يدلل على راهنية أفكار لوكسمبورغ حيث يجري استبدال النظم الزراعية القديمة والتي تؤمن الغذاء لغالبية الأفارقة بمزارع صناعية يملكها الأجانب ، ويمكن لخصخصة الأرض والتي هي مصدر ثروة افريقيا أن تهدرأي فرصة للبلاد الافريقية لتقريرمستقبلها ومصيرها ، وانتقد بدوره المفكر "جان زيغلر" ما يسمى بصناعة الوقود الزراعي هناك والذي يتم على حساب الإنتاج الزراعي الغذائي،الأمر الذي يؤدي إلى اشتداد حالة الجوع وارتفاع أسعار الغذاء والتنافس على الأراضي والغابات والتهجير الإجباري الذي قد يأثر على فرص العمل .
في عيد الحب يذكر الكاتب جون ميدلي وكما ورد في كتابه "نهب الفقراء" بأنه تم تنظيم حملة قومية تأييداً لآلاف العمال في مزارع الورد بكينيا ، الذين يعملون ساعات إضافية إجبارية كي يلبوا الطلب المتزايد من قبل الشركات الاحتكارية للزهور وهم يعملون في ظل غياب الحد الأدنى للشروط الصحية ، الأمر الذي قد يؤدي إلى اصابتهم بأمراض جلدية وتنفسية جراء استخدام المبيدات.
ويصدر بلد كالهند كميات ضخمة من الزهور كل عام وفي ظل كثافة زراعية تصل إلى 60 ألف زهرة في الهكتار، وبلغ استخدام المبيدات مستويات عالية وتم تحويل الأراضي الخصبة من إنتاج المحاصيل الغذائية الأساسية إلى زراعة الزهور للأغراض التجارية مما يهدد سكان الهند بمجاعة لا نظير لها.
كما أنه جرى بيع حقوق الصيد في افريقيا إلى الشركات الأجنبية ، وغرق الصيادون في البؤس وفقدوا الأمل فما كان منهم إلا أن باعوا زوراقهم بثمن بخس ويبلغ عدد الأفارقة الذين يعانون من سوء التغذية 203 مليون بسبب السياسة الزراعية للاتحاد الأوربي ، ودفعت منظمة الغاون في عام 2006 أكثر من مليار دولار لمزارعها ومربي الماشية كنوع لدعم الإنتاج التصديري.
ومن خلال عرض الوقائع التي تم ذكرها أعلاه ، تكون روزا لوكسمبورغ أول من أماط اللثام عن أسباب التخلف وانعدام التنمية قي البلاد النامية ، الناتجة عن التوسع اللامحدود لنمط الإنتاج الرأسمالي الذي طور قواه المنتجة، و دفعه تناقضه التاريخي أي القدرة اللامحدودة على الإنتاج ومحدودية الاستهلاك الى غزو الكوكب الأرضي بأكمله،إذ يستحيل أن تستمر الرأسمالية من دون أسواق في البلدان الغير رأسمالية ، ولهذا كانت ولا زالت المستعمرات ضرورة حياتية للامبريالية التي قطعت مسار تطور البلدان النامية ، وعززت من سيطرة بورجوازية لا تعدو كونها وسيطاً لتداول القيمة بين أسواق المستعمرات والأسواق الصناعية والتي لجأت إلى الاكتناز بدل التراكم وسهلت عملية شفط الفائض وحولته إلى الخارج. وكانت هذه التبعية سبباً جوهريا لعدم تحول البورجوازية الى منتجة للقيمة ، على عكس رأس المال التجاري الغربي الذي تحول الى صناعي لا يقتات من تبادل القيمة بل من انتاجها . ولم تعرف البورجوازية العربية هذا التحول ، لأن ملكية وسائل الانتاج كانت تعود الى الدولة والتي كانت ضرائبها تطيح بفائض الانتاج الفلاحي ، الأمر الذي أدى إلى إعاقة ظهور ملكية خاصة لوسائل الانتاج وظهور صراع طبقي بين طبقتين أساسيتين ، وهذا يفسر عدم وجود نمط إنتاج واضح المعالم ووجود فسيفساء ومساكنة بين أنماط انتاج متعددة من المشاعية إلى الرأسمالية ، لأن عملية الهدم في بلادنا لم تحققها البورجوازية بل الاستعمار الذي فكك الانتاج ، وهذا يؤكد ما ذهب إليه المفكر اللبناني مهدي عامل ، الذي اعتبر بأن الاستعمار لعب في البنية الاجتماعية الدور الذي لعبته الثورة البورحوازية ، إلا أن علاقات الانتاج الكولونيالية التي ولدت بفعل تغلغله ليست مماثلة للرأسمالية الغربية ، واعتبر بأن بوادر انتاج رأسمالي طبقي أخذت تظهر في البنية الاجتماعية ، قبل التغلغل الاستعماري أي بفعل تطورها التاريخي وأن البنية الاجتماعية العربية لم تخرج بالعنف الثوري، من أحشاء البنية السابقة سواء أكانت اقطاعية وهذا مستبعد أم استبداية وهذا الأرجح .
ثمة ارتباك وتناقض واضح قد وقع به مهدي فيما يخص تحليله للأشكال الماقبل رأسمالية ، إذ لم يشرح ويبين كيف تم تفكيك وتحويل هذه الأشكال، قبل تغلغل الاستعمار في الوقت الذي يؤكد فيه ظهور تطور رأسمالي.
علاوة على أن مهدي عامل ، لم يقدم تحليلاً عينياً لطبيعة الأشكال الما قبل رأسمالية التي يصفها تارة بأنها استبدادية وتارة أخرى بالإقطاعية ، وهو العارف بأن أنماط الإنتاج الأسيوية والإقطاعية والخراجية ، تنتمي إلى الاستبدادية وكان يمكن أن يحسم هذا الارتباك من خلال التحليل العيني لعلاقات الإنتاج والاستحواذ على الفائض وطبيعة الريع سيما وأن تحليل أي تشكيلة اجتماعية ، تتركز حول توليد الفائض و توزيعه بين الطبقات ، وهذا كفيل بأن يظهر مستوى التطور الذي وصلته القوى المنتجة،لأن شرط تطور التشكيلة مرتبط بتطورقواها المنتجة وهذا التطور هو الذي يسمح بظهورالفائض وبطبيعة الحال فإن الفائض الناجم عن أي تشكيلة،لا يكون متجانساً ويتكون من فوائض من أصول مختلفة وتكمن المسألة الأساسية ، بمعرفة نمط الإنتاج السائد ومعرفة إلى أي مدى يعيش هذا المجتمع على فائض ناجم عنه ، و اذا كان السائد هو نمط إنتاج إقطاعي ، فإن الاستحواذ على الفائض (الريع الطبيعي) ، يكون من قبل أسياد الأرض ، واذا كان خراجياً فإن الطبقة العليا السياسية ، هي من تستحوذ على الفائض لأن الهيمنة تكون للبنية الفوقية والتي عززت الرأسمالية الغربية من سيطرتها السياسية ، الأمر الذي أدى إلى تكديح قسم كبير من الفلاحين والمنتجين الصغار، والذين لم يجري استيعابهم كما يجب ضمن سوق العمل، ويعود السبب إلى ضعف ومحدودية السوق الناجمة عن هيمنة الرأسمال التجاري والقطاع التصديري حيث الملاك والتاجر الكبير ينتج من أجل التصدير، ولذلك نرى بأن القوى المنتجة متقدمة في القطاع التصديري، ومتخلفة في بقية القطاعات والسوق المتولدة عنه لا بد أن تكون مبتورة ومحدودة.
وهذا الشكل من التطور التخارجي وفق تعبير سمير أمين ، يضمن للأقلية دخلا متزايداً ويقوي من ريعية القطاع الذي ينتج منتجات البذخ ، علاوة على أن هذا االشكل التخارجي يحول دون امكانية الكلام عن سوق معممة لقوة العمل كما أسلفنا،لأن الهيمنة تكون وبنسبة كبيرة للرأسمال الأجنبي.
وبالعودة الى أفكار مهدي عامل ،لا بد من القول بأنه كان يبحث عن نمط إنتاج لا يوجد في مجال الإنتاج وانما في مجال التداول ، أي في مجال التجارة الخارجية ، مختزلاً الرأسمالية إلى نظام تداول عمق من عملية التخصص والتي حددت لهذه البلدان دور المصدر للمنتجات الزراعية التجارية.
وماذا عن مرحلة تصدير الرساميل وصعود رأس المال المالي بعدما انتهت مرحلة التوسع وتصدير السلع والبضائع ؟!
مع المرحلة الثانية ، أي مع صعود رأس المال المالي والمضاربات في البورصات والاستثمار في الأسهم ، بما يعنيه من تدويل للرساميل وتقلبات أسعار الفائدة و تدفقات الائتمان أصبحت الرأسمالية تعيش على المديونية الخارجية ، كمحرك للنمو في مرحلة الركود إذ كلما كان الركود منتشراً كان الاعتماد على الدين أكثر، وتحولت المصارف من وسيط بين المدخرين والمستثمرين إلى أصيل يندمج بداخله رأس المال المالي المصرفي، ويقوم بخلق الائتمان وتصديرالرساميل الباحثة عن الاستثمار، في صورة استثمار عقاري أو قروض وأصبحت الديون بمثابة سلاح يستخدمه سادة العالم لاستعباد الشعوب والقضاء على مواردها وقدرتها على العمل ، وتعد من أخطر وسائل الهيمنة ويبلغ حجم الأموال التي تدفقت من الجنوب إلى الشمال ، ما يفوق التي يتم ارسالها على شكل مساعدات ، إذ أصبح الجوع نتيجة مباشرة للدين ويقدم البنك الدولي قروضاً لدعم زراعة المحاصيل التجارية التي تدعم القطاع التصديري، والمتضرر من هذه العملية هم الفقراء والفلاحين الذين دمرت زراعتهم وانتزعت ملكيتهم للأراضي التي تحولت الى تجمعات تجارية أو الى مزارع كولونيالية ، ويظهر التنافس شديداً اليوم بين القوى الاحتكارية التي تعاني من نفس المشكلة ، أي أزمة التراكم وفوائض الرساميل على اقتسام العالم اقتصادياً ومن هنا تنبع أهمية كتاب لينين "الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية" والذي حلل الرأسمالية في مرحلة الاحتكارأي مرحلة الامبريالية وهي المرحلة التي انفصل فيها الرأسمال المالي عن الصناعي ، وبلغ التركز المالي درجات شديدة ، الأمر الذي أدى الى ظهور الطغم المالية ، التي تبتز أرباحاً من تأسيس الشركات واصدار الأوراق المالية ومن منح القروض للدول، وفرضت على المجتمع بأسره جزية لمصلحة المحتكرين ، ومن أهم عمليات الرأسمال المالي وفق تعبير لينين، المضاربة بقطع الأراضي الموجودة في ضواحي المدن الكبرى وفي هذه الحالة ، يندمج احتكار البنوك باحتكار الريع العقاري وبناء على ذلك ، لا يمكن اعتبار الامبريالية مرحلة خاصة في الرأسمالية بل دائمة ، لأنها بحاجة إلى أسواق ليس فقط لحل أزمة فيض الإنتاج ، بل لحل عدم التناسب بين تطور القوى المنتجة وتراكم الرساميل. ويمكن أن يأخذ الصراع بين الامبرياليات على اقتسام العالم اقتصاديا طابعا عسكرياً وحروب دائمة.
غني عن البيان القول، بأن كل من روزا ولينين أجمعا على أن الامبريالية هي ضرورة لعملية التراكم ، ولا يمكن أن تستمر الرأسمالية من دون امبريالية ، وطورت من جهتها روزا نظرية ماركس عن إعادة الإنتاج وصاغت نظرية العصر بكامله،أي نظرية الامبريالية الحديثة وفحواها بأن الرأسمالية لا تستطيع أن تنمو في نظام منعزل على نفسه، ولايمكن أن يتحقق فائض القيمة في إطار الأسواق الرأسمالية ، بل ينبغي فتح أسواق خارجية في القطاعات الغير رأسمالية ودمجها مع الرأسمالية ، وذهبت الى حد القول بأن العالم بأسره سيقع تحت سلطة الرأسمالية ، وأن هذه الأخيرة ستنتهي عندما لا يعود هناك أسواق جديدة للغزو، وأن هذا الحد النهائي قد لا يتحقق لأن الطريق الى ذلك مفروش بالحروب والكوارث الاقتصادية والسياسية سيما وأن هيمنة الامبريالية على العالم الخارجي، لها من القوة بحيث يصعب أن تقوم حروباً قومية في المستعمرات .
وساهم لينين من جهته ، بتطوير نظرية ماركس وحلل الرأسمالية في مرحلة الاحتكار وأسس نظرية للذاتية الثورية في هذه المرحلة ما كان يمكن لماركس أن ينشئها ، نظراً إلى افتقاده إلى الأساس التجريبي وحدد عملياً الهجوم الثوري والسياسة الاقتصادية للتحالف العمالي الفلاحي والشروط الجديدة للصراع الطبقي على المستوى الدولي وربط الامبريالية بقضايا اللحظة الراهنة.
علاوة على أن نظرية لينين عن الامبريالية ، هي نظرية القوى الطبقية العينية التي أطلقتها الامبريالية من عقالها ويكمن فضل لينين وفق تعبير سمير أمين ، في كونه طرح مسائل المادية التاريخية معبراً عنها بصراعات داخل النظام الامبريالي، وليس داخل الرأسمالية محدداً استراتيجية الثورة على مراحل انطلاقاً من الحلقات الضعيفة خلافاً لروزا لوكسمبورغ ، التي اعتبرت بأن الحروب الامبريالية يمكن أن تحدث خراباً لا مثيل له ، يصبح معه بناء الاشتراكية مستحيلاً، إضافة إلى أنها لم تربط نظرية ماركس باللحظة السياسية الراهنة كما فعل لينين.
غني عن البيان القول ، بأنه لا يوجد خلافات عميقة وجوهرية بين عملاقي الفكر الثوري فكراً وممارسة (كما استنتج وحلل هاري ماجدوف صاحب كتاب "الامبريالية من عصر الاستعمار حتى اليوم ) واللذان طورا نظرية ماركس وتابعا من حيث انتهى، ويسجل لهذان الكبيران روزا لوكسمبورغ ولينين ، أنهما ربطا ديالكتيكياً بين الصراع الطبقي والصراع المناهض للامبريالية وبذلك يكونا قد وضعا اللبنة النظرية الأولى، لمن أتى بعدهما من مفكرين ماركسيين وتحديداً مهدي عامل الذي تأثر بكتاباتهما ، معتبراً بأن الصراع الطبقي في البنية الكولونيالية العربية له طابع وطني، ويتحرك في إطار من التبعية البنيوية ، كصراع بين قوى تهدف إلى الحفاظ على علاقات الإنتاج وتأبيد التبعية ، وقوى تهدف إلى تحويل هذه العلاقات وقطع العلاقة الكولونيالية ولا يمكن للصراع الطبقي، وفق تعبير مهدي في بلداننا أن يتحرك في شكله الخاص إلا كصراع وطني بين قوى تابعة للامبريالية وقوى معادية لها.



#هيفاء_أحمد_الجندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الميركنتيلية الجديدة
- رأسمالية الدولة الاحتكارية تحتضر والبديل لم يولد بعد!!
- إعادة إنتاج للرأسمالية المالية أم انتقال إلى الاشتراكية؟!
- الإنتفاضات الشعبية العربية من منظور قانون تفاوت التطور اللين ...
- الأسس الفكرية للانتهازية الثورية والإصلاحية الوسطية
- هل ستتحقق نبوءة زعيم الثورة البلشفية وتندلع ثورة اشتراكية عا ...
- مفهوم الإمبريالية بين الأمس واليوم
- دفاعاً عن النضال الإشتراكي والصراع الطبقي
- سمير أمين.. المنتج للتمرد
- المسألة الفلاحية والانتفاضات الشعبية
- حكاية إسمها ثورة أكتوبر
- الفكر النقدي الثوري ومفهوم البورجوازية الصغيرة
- ما الإستراتيجية التي تتبعها الإمبرياليات والطبقات المسيطرة م ...
- مفهوم الأنتلجنسيا ودورالمثقف الثوري في عملية التغيير
- مهدي عامل عن التحرر الوطني والصراع الطبقي
- عن مفهوم الطغمة المالية وجدل مهدي عامل مع المفكر فواز طرابلس ...
- عندما يستمد الفكر العقلاني العربي جوهره ومعناه من منهج محمود ...
- المُحتَوى الاجتماعيّ-الطبقِيّ لِثوْراتِ العالَم، مُقارَبات و ...
- سمير أمين واطروحة المركز والاطراف وقانون القيمة المعولمة
- إريك هوبزباوم قارئ فريد للتاريخ يفتقد العرب أمثاله في ثوراته ...


المزيد.....




- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...
- شولتس أم بيستوريوس ـ من سيكون مرشح -الاشتراكي- للمستشارية؟
- الأكراد يواصلون التظاهر في ألمانيا للمطالبة بالإفراج عن أوجل ...
- العدد 580 من جريدة النهج الديمقراطي
- الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تُعلِن استعدادها ...
- روسيا تعيد دفن رفات أكثر من 700 ضحية قتلوا في معسكر اعتقال ن ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- بلاغ صحفي حول الاجتماع الدوري للمكتب السياسي لحزب التقدم وال ...
- لحظة القبض على مواطن ألماني متورط بتفجير محطة غاز في كالينين ...
- الأمن الروسي يعتقل مواطنا ألمانيا قام بتفجير محطة لتوزيع الغ ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - هيفاء أحمد الجندي - الامبريالية والتطور اللامتكافىء