|
معرفة الماضي ، تنير الحاضر ، وتحصن المستقبل
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 6914 - 2021 / 5 / 31 - 20:51
المحور:
القضية الكردية
حزب الاتحاد الشعبي وكان فصيلا يساريا ، قوميا ، ديموقراطيا ، من ضمن الحركة الوطنية الكردية ، اتخذ منذ عام ١٩٦٥ وحتى تحوله الى حزب – آزادي – موقفا متجددا مميزا تجاه العديد من المسائل القومية للشعب الكردي السوري ، والوطنية ، والكردستانية ، وسياساتها وممارساتها العملية بشأنها كانت واضحة للجميع ، لكرد سوريا ، وللنظام الدكتاتوري ، وشركائنا في المعارضة السورية ، والاشقاء في مختلف أجزاء كردستان ، والأصدقاء في كل من الحركات التقدمية والتحررية العربية بالمنطقة ، وقوى المعسكر الاشتراكي ( سابقا ) . كانت مواقفه السياسية تتشابك ، وتتكامل ، في مختلف تلك الدوائر ( القومية – الوطنية ، الكردستانية – الأممية ) ، انطلاقا بالدرجة الأولى من مصالح شعبنا ، واستنادا الى مفاهيم فكرية ، ثقافية ، ترسخت بعد مخاض دام سنوات ، ومناقشات مستفيضة توجت في كونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥ ، بمنطلقات نظرية شاملة ، وخارطة طريق سياسية ، وقيادة مرحلية مؤقتة لعام ، وبيان ختامي ، وذلك بين جيلين من مناضلي الحزب الام ، الأول من كوكبة من مسؤولي القاعدة الحزبية ، والكوادر المتقدمة المميزة المشهودة لهم بالاستقامة ، والشجاعة ، والحرص اللامحدود على الحركة ، والثاني من الشباب الملتزمين الحزبيين ، من مسؤولي التنظيمات الطلابية ، والفلاحية ، والعمالية . ليس من باب ( تقديس الافراد ) ولكن فقط لتسليط الضوء على ظاهرة جديرة بالإشارة ، ففي مجمل محاولات الانشقاق التي حصلت لاحقا ضمن الاتحاد الشعبي ، من الصعوبة بمكان ان لم يكن من الاستحالة ، أن تجد فردا واحدا من ( الثلاثة والثلاثين ) من المشاركين بكونفرانس آب ، ساهم في أية محاولة انشقاقية طوال تاريخ الحزب ، بالرغم من كل المداخلات ، والضغوط الخارجية المسلطة ،وخصوصا من السلطة بكل وسائلها الترهيبية ، والترغيبية ، أليس ذلك مدعاة الاعتزاز بجميع أولئك المناضلين ؟ نعم قد طلب البعض الاعفاء من العمل لاسباب خاصة ، أو فضل البعض القليل البقاء صديقا ، وكل ذلك أمر طبيعي مشروع . من الواضح كانت الأولوية بالنسبة لنا لموضوع القضية الكوردية السورية ، وكانت نظرتنا الى المشهد السياسي الكردي السوري حينذاك ، وبعد الانقسام الى يسار ، ويمين ، ثم ظهور – البارتي ، عبارة عن مبدأ ( الاتفاق في اطار الاختلاف ) ، وبصدد ذلك طرحنا وثيقة : ( الجبهة الديموقراطية الكردية في سوريا ) ، التي تضمنت ضرورة التعاون حول المشتركات وهي ليست قليلة ، حتى لو كانت هناك قضايا فكرية ، وسياسية ، عديدة مختلفة عليها . كان موقفنا من النظام يختلف جذريا مع ( اليمين ) والى درجة كبيرة مع ( البارتي ) فكان أحد شعاراتنا الرئيسية تغيير النظام ، وإيجاد البديل الديموقراطي ، والتعاون مع المعارضة ( حينذاك ) ، وكنا بذلك نتحمل وزرا مضاعفا ، وهجوما عدائيا مزدوجا ، من جانب سلطة النظام ، لكوننا في الحركة الكردية من جهة ، ومعارضة من الجهة الأخرى ، وظهر ذلك حتى في أشكال الاتهامات التي صدرت من المحاكم ضد مناضلينا من قادة الحزب ، أما الطرفان الكرديان الحزبيان الآخران ، وخصوصا – البارتي – فكانت القضية الكردية في واجهة الاتهامات القضائية عند حدوث الاعتقال ، واطلاق التهم . الملاحقات ، والاعتقالات ، والاحكام القضائية ، ووسائل تعذيب المناضلين الكرد السوريين ، التي حدثت منذ ظهور الحزب الكردي الأول ، يمكن تصنيفها في مرحلتين : الأولي – ترافقت مع محاولات تصفية أو التقليل من الوجود الكردي ، عندما تم تنفيذ مخططات الإحصاء الاستثنائي بالجزيرة ، والحزام العربي ، وتغيير التركيب الديموغرافي في مختلف المناطق الكردية ، وفي تلك المرحلة لم يسلم أحدا والثانية – بدأت بعد شعور النظام بتفاقم الخطر الكردي ، وتحديدا بعد صعود الاتحاد الشعبي ، وبناء تحالفات وطنية ، وعربية ( فلسطينية ولبنانية خصوصا ) ، وأممية مع الدول الاشتراكية ، وأيضا كردستانية مع قائد ثورة أيلول الزعيم الكبير مصطفى بارزاني بشكل خاص ، وهذا مافتح علينا ( باب جهنم النظام ) مباشرة عبر الاعتقالات والملاحقات ، والتجريد من حق المواطنة ، ثم اختراق الاتحاد الشعبي عبر أجهزة الامن ، وخصوصا من جانب المخابرات العسكرية ، ومديرها بالقامشلي ، ومسؤول الملف الكردي الضابط – محمد منصورة - . أنجز هذا الضابط مهامه بوسائل مرنة تختلف عن أساليب سابقيه في الجزيرة ، وكل ألاهالي في عهده لاحظوا ذلك ، ومن جملة إنجازاته الترغيبية ؟! عرضه صفقة لتعيين ثلاثة اشخاص في البرلمان السوري ، واحد من كل حزب من الأحزاب الثلاثة ، طبعا موافقة الطرفين الآخرين لم تفاجئنا ، لانهما ليسا في وارد معارضة النظام ، أو رفع شعار تبديله ، بعكس حزبنا ومواقفه السياسية المعروفة ، وكان تجاوب أحد رفاقنا السابقين بالقامشلي مع عرض ممثل أجهزة السلطة ، أمرا مناقضا لمجمل سياسات الحزب الذي كان من مواقفه الثابتة عدم المشاركة في أية مؤسسة تابعة للنظام الذي يحاربه ، ومقاطعة انتخابات برلمان النظام . كان – منصورة – يعلم علم اليقين موقف الحزب ، ولو كان غير عالم بهذا الموقف لاتصل أو ارسل من يتصل مع رئيس حزب الاتحاد الشعبي الذي كان ملاحقا مقيما بالخارج ، كما اتصل للغرض ذاته بكل من سكرتيري الحزبين الآخرين ( المرحومان كمال احمد وعبد الحميد درويش ) وهما اختيرا كعضوين ببرلمان النظام ، بل انه هو نفسه اختار رفيقنا السابق ، ولم نختاره نحن كقيادة الحزب ، وكان الاثنان يعلمان أن ذلك الاختيار مقدمة مدروسة باتقان للانشقاق ، بل مترافق معه بشكل عضوي . بطبيعة الحال وكماذكرت سابقا لم يؤدي مشاركة ممثلي الحزبين الآخرين في برلمان النظام ، الى أي موقف عدائي من جانبنا ، بل كانت طبيعة العلاقة كما في السابق ( اختلافات سياسية ، وتنافس ، وصراع سياسي ) ، واحترام الخيارات ، بل ان العلاقة الأخوية التنسيقية لم تتوقف مع – البارتي – وخصوصا مع الصديق العزيز المرحوم الأستاذ كمال . وبهذه المناسبة أتذكر عندما شاهدت مقطع فيديو أرسله لي الرفاق وفيه وقائع احتفال ( الفوز ؟! ) تحت خيمة منصوبة بالقامشلي وضيف الشرف الضابط محمد منصورة ، ، يتكلم فيه صديقي القديم السيد طاهر سفوك – بافي نور الدين – وكان عضو مكتب سياسي حينها في حزب اليمين باسم الثلاثة موجها كلامه الى الضيف : ( سيادة العميد أبو جاسم نرحب بك ونعاهدك أننا سنرد لك الجميل بالجميل وكرر ذلك ثلاث مرات ) . بما يتعلق بكرد سوريا ، وحركتهم القومية والوطنية ، فان جذر الصراع يكمن في مسألة العلاقة مع النظام الحاكم ، والأولوية لمواجهة من غيب الكرد ، وحرمهم من الحقوق ، واضطهدهم ، وحاول تصفية قضيتهم ، وبناء على ذلك يعتبر نظام الاستبداد منذ انقلاب البعث ، مرورا بحكم آل الأسد العدو الرئيسي للكرد وقضيتهم ولكل الوطنيين الديموقراطيين السوريين ، ومن وقف بصف النظام لمصالحه الذاتية ، أو تآمر على شعبه ، وحركته باشراف هذا النظام يعتبر في منزلته دو أي شك .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكرد السورييون الى أين
-
قضية للنقاش ( 192 ) في تعريف : - أطراف الحوار -، -حرية العمل
...
-
الساعون الى تشويه الذاكرة التاريخية لكرد سوريا
-
الكرد في الذاكرة السورية
-
مراجعة نقدية في تشخيص أسباب امتداد مرا
...
-
قراءة لشهادة رياض حجاب حول – ب ك ك –
-
خمسة قضايا استراتيجية في لقاء رئيس إقليم كردستان
-
في أسباب الحرص على سلامة إقليم كردستان
-
في استشراف آفاق النهوض في الحالة الكردية السورية
-
في تسييس نسب آل الأسد
-
القطار السوري المتوقف
-
الشهيد مشعل التمو لم يخرج من جلده يوما
-
ثورات الربيع وقضايا القوميات ..الثورة السورية مثالا
-
سبعة عشر عاما على هبة الربيع الدفاعية في القامشلي
-
مشروع البرنامج الوطني المقدم من حراك – بزاف –
-
كل الدعم للنشطاء الحقوقيين السوريين بالخارج
-
مجلس عسكري سوري : كيف ؟ ولماذا ؟ ومتى ؟
-
عندما يستنجد الغريق بقشة - المجلس العسكري -
-
عندما تكون مراكز البحث في خدمة الحزب
-
مصير أمازيغ ليبيا خارج مشاريع المتحاربين
المزيد.....
-
تزامنا مع خروج الأسرى.. الاحتلال يطلق قنابل الصوت صوب الفلسط
...
-
وصول حافلات تقل معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية إلى
...
-
حماس تفرج عن ثلاث رهائن في رابع عملية لتبادل الأسرى مع إسرائ
...
-
الأسرى الفلسطينيون.. الحرية مهما تأخرت تظل حقا لا يسلب + فيد
...
-
ضمن الدفعة الرابعة لصفقة التبادل ..الاحتلال يفرج عن الأسرى ا
...
-
الاحتلال يفرج عن الدفعة الرابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إ
...
-
بدء الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين (فيديو)
-
عاجل | القناة 13 الإسرائيلية عن بيان لعائلات الأسرى: عودة ال
...
-
محلل سياسي: هذا ما أرادت حماس قوله خلال تسليم الدفعة الرابعة
...
-
بث مباشر لوصول حافلات المعتقلين الفلسطينيين المفرج عنهم
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|