راندا شوقى الحمامصى
الحوار المتمدن-العدد: 6912 - 2021 / 5 / 29 - 17:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يا حسرة بأن عالم البشرية قد تعذب بشدة وحاد ع جادة الصواب -سواء من حيث أخلاق أفراده أو من حيث علاقاته الإجتماعية- على نحوٍ يجعل حتى من مساعي السياسيين المحنكين وتدابير الرؤساء المحايدين عديمة الجدوى في إنقاذها. فلا الخطط والمشاريع التي رسمت من قبل السياسيين الأكفاء، ولا المبادﺉ والأصول التي وضعها الخبراء أصحاب الباع الطويل في مجال الإقتصاد، ولا التعاليم التي يسعى الأخلاقيون لترويجها بقادرة في النهاية أن ترسي أساساً متيناً يمكن أن يشيد فوقه مستقبل هذا العالم الحائر.
إن محاولات العقلاء حسنو النية -الذين ما إنفكوا يدعون الناس إلى التسامح والتفاهم فيما بينهم- سوف لن تسكن هذا العالم ولن تعيد إليه قواه المهدرة، وإن جذور الفساد الضاربة الإطناب -والتي قلبت موازين الجامعة البشرية- لا يمكن أن تقلع بواسطة الخطط العمومية في التعاون والتعاضد العالميان مهما كانت تلك الخطط واسعة وحكيمة حتى أنه يمكننا القول بأن تشكيل منظمة عالمية لتوحيد الجهود السياسية والإقتصادية -والتي تتردد كثيراً على الألسن هذه الأيام- لهي عاجزة عن تحويل السم الزعاف الذي يهدد حياة الناس الإجتماعية والسياسية إلى درياق شفاء. إذاً فلم يتبق من حلٍ سوى أن نتقبل -ومن صميم قلوبنا- العرض الرباني الذي قدمه لنا حضرة بهاءالله بمنتهى الوضوح والبساطة في القرن التاسع عشر لأنه يتضمن خططاً إلهية من أجل ضمان وحدة البشر في هذا العصر. وإن أياً من أجزاءها المركبة لهي قادرة لوحدها على مواجهة قوى هدامة من شأنها -لو أتيحت لها الفرصة- أن تجر البشرية اليائسة نحو حتفها المحتوم. أذا لم يتبق من حل أمام هذه البشرية الحائرة المنهكة سوى أن تولي وجهها شطر هذا النظم الرباني البديع. هذا النظم الذي أساسه رباني ومداه عالمي وأصوله مستندة على العدل والإنصاف وعناصره وأجزاءه بلا مثيل.
-"النظام العالمي لحضرة بهاءالله"-
#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟