أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - موريس نهرا - البركان الفلسطيني وتواصل الانهيار اللبناني المتواصل














المزيد.....

البركان الفلسطيني وتواصل الانهيار اللبناني المتواصل


موريس نهرا

الحوار المتمدن-العدد: 6911 - 2021 / 5 / 28 - 22:38
المحور: القضية الفلسطينية
    



بعد 73 عاماً على غرس الكيان الصهيوني في أرض فلسطين العربية، بقوة المجازر والدعم الاستعماري الذي لم ينقطع، وتخاذل الأنظمة العربية، وبعد الممارسات العنصرية والتوسعية وقضم ما تبقّى من أرض فلسطين المحتلة، سقط الرهان الصهيوني. الذي عبّرت عنه غولدا مائير بالقول أنّ الفلسطينيين الكبار سيموتون والصغار ينسون. فأتى انفجار البركان الفلسطيني شاملاً كلّ الفلسطينين، من القدس وحي الشيخ جرّاح، إلى غزّة والضفة، وإلى فلسطينيي أراضي 1948، مؤكداً وحدة الجسم الفلسطيني ارضاً وشعباً، ووحدة الدم والقضية.

فتطايرت شظايا هذا البركان، وأطاحت اتفاق اوسلو، واحرقت صفقة القرن وتهويد القدس وتطبيع بعض السلطات العربية، وزعزعت الأساس الذي قام عليه هذا الكيان، وخلقت مناخاً شعبياً يعزّز الثقة بالقدرة على مجابهة الاحتلال، وتجاوز قرار الدولتين، ليصبح الحلّ بالدولة الفلسطينية الديمقراطية القائمة على التعدد والمواطنية في كلّ أرض فلسطين. لذلك يزداد الحقد الصهيوني على المنتفضين والمقاومين في غزة والقدس والضفة، وخصوصاً في أراضي فلسطين 1948. ويصبّون جام حقدهم على الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين في غزة المقاومة، بدعم من الدول الاستعمارية الحريصة على وظيفة اسرائيل في المنطقة.

لقد أشعلت الانتفاضة البطولية الحماس وأنعشت الحلم لدى كلّ فلسطيني وكلّ عربي حقيقي، في المنطقة العربية وكلّ بلدان العالم، وتجلّى ذلك بالتظاهرات الشعبية الضخمة، والمشاركة الكبيرة للجاليات العربية والأحزاب الشيوعية واليسار وقوى التقدم، شاجبة العدوان الصهيوني الوحشي، متضامنة مع الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية. وفيما انشدّ اهتمام اللبنانيين بالانتفاضة الفلسطينية والتحرك دعماً لها، استغلّت المنظومة السلطوية هذا الوضع للتمادي في تعنّت أطرافها، حتى حيال تشكيل حكومة من طينتهم، رغم أنّ الظروف منفتحة على تطورات ومخاطر في المنطقة، مغلّبين حساباتهم الطائفية وطمعهم بالمواقع والأحجام السلطوية وتاركين الوضع يتدهور إلى جهنّم اللبنانية، والتطنيش والتواطؤ على تهريب المواد المدعومة من مال الشعب، واستمرار الفساد واقتناص فرصة أو صفقة تتعلق بوزارة الطاقة التي تعِدنا بالعتمة أو بغيرها، متجاهلين مسؤوليتهم أيضاً عن فلتان الأسعار وسريان تحلّل الدولة وربما الكيان .. وكلّ طرف يرمي الكرة في ملعب الآخر.

وفوق كلّ هذا، وليكتمل النقل بالزعرور، صدرت عبارة جارحة تنمّ عن تعالي، على لسان شربل وهبي وزير خارجية لبنان تسببت بأزمة واحتجاج بلدان الخليج، الذي يعمل في فيها أكثر من ربع مليون لبناني. لكن خلافات السلطاويين لا تمنع طواطؤهم على حساب الشعب وحقوقه الديمقراطية. فيصطفون معاً مثلاً لتأجيل انتخابات نقابة المهندسين للمرة السادسة، لأنهم يخشون انتصار لائحة "النقابة تنتفض" بعد الانتصار في نقابة المحامين، والطلاب في جامعات أساسية.

فهم يتسببون باستمرار الانهيار ويخشون في الوقت نفسه الرد الشعبي. وتخبطهم هذا إما لنقص فاضح في الكفاءة أو أنهم في كوكب أخر... ألم يروا أن الإنفجار الفلسطيني هو نتيجة تراكم القهر المتمادي والإفتئات على حقوق الشعب وكرامته. ألا يدركون أنهم أوصلوا الشعب والبلاد بفسادهم وسوء إدارتهم وسياستهم، إلى انتفاضة مليونية ما زالت تفاعلاتها الشعبية مستمرة؟

فكما دفع سلب الأرض والكرامة الوطنية إلى انفجار البركان الفلسطيني، سيدفع ضيق سبل العيش والجوع باللبنانيين ليس إلى هجرة الشباب والكفاءات الكثيفة فقط، بل وإلى رد شعبي متعاظم على ما سيتركه رفع الدعم عن سلع أساسية كالبترول والأدوية والطحين. ولعلّ تغاضي السلطويين يرمي إلى طغيان الفوضى هرباً من المحاسبة واستعادة ما سرقوه.

ومع أن الوضع الفلسطيني بعد هذه الإنتفاضة البطولية، قد دخل مرحلة جديدة تحتاج إلى برنامج نضالي مقاوم يجعل التلاقي الميداني الموحّد، على الصعيد القيادي أيضاً، حتى لو حصل وقف إطلاق النار. فإنه لا سبيل للخروج لبنانياً من حالة الانهيار إلّا بتوحيد قوى الانتفاضة وتعاظم التحرك الشعبي على قاعدة برنامج مشترك لتطوير الانتفاضة التي ليس ما بعدها كما قبلها فالحلول الحقيقية للوضع الاقتصادي الاجتماعي ولبناء الوطن والدولة الديمقراطية، تستدعي تحوّل الانتفاضة إلى بركان شعبي ينتج تغييراً يبني لبنان جديداً.



#موريس_نهرا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوبا تجدُّد وانفتاح ضمن الطابع الإشتراكي
- رسالة الرئيس بذكرى الاستقلال ومقتضيات الإنقاذ
- تحية لذكرى تأسيس الحزب الشيوعي اللبناني وانتفاضة 17 تشرين
- مئوية لبنان الكبير وقضية الوطن والدولة
- نكبة بيروت ونظام الكوارث والمنظومة الفاسدة
- فكر مهدي عامل اليوم... أكثر توهّجاً
- تشابه واختلاف في الأزمة اللبنانية والفنزويلية
- الانتفاضة وترابط المواجهة الوطنية والاجتماعية
- القمع السلطوي ليس علاجاً للفقر والانهيار
- كلمة في ذكرى اسبوع الرفيق ابو اكرم في بلدة كفركلا
- حزب التحرير والتغيير والاشتراكية: متجدّد بشبابه وراسخ بشعبه
- في ذكرى تشافيز: فينزويلا والهجمة الأميركية
- فيديل... القائد التاريخي والرمز الثوري العالمي.. يُنصفه التا ...
- -انتخابات فنزويلا- مجابهة بين النهج التحرري وقوى التبعية وال ...
- ندوة الدولة من منظور علماني ومعوقات قيام الدولة العلمانية
- الأزمة المستمرة والبرنامج المطلوب
- السياسة الاميركية وفلسفة اللصوص
- حوار انتظاري متعثّر وأزمات متداخلة مفتوحة
- مغزى الإنتصارات في أميركا اللاتينية ودلالاتها


المزيد.....




- ترامب يختار سناتور أوهايو جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس في ال ...
- ترامب يحصل على أصوات كافية ليصبح مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة ...
- زفاف أمباني -الحدث الأكبر على الكوكب- ونهاية مؤثرة لمحاكمة ب ...
- كيف تفاعل السوريون مع رابع انتخابات برلمانية تشهدها البلاد م ...
- -جثث مقطعة ومحترقة ملقاة على الأرض-: نحو 80 قتيلاً فلسطينياً ...
- بطولتان مثيرتان للطائرات الورقية وركوب الأمواج في ساليناس بج ...
- جاؤوا لحضور مباراة كأس أمم أوروبا فكان الموت بانتظارهم.. مقت ...
- محاولة اغتيال ترامب.. هل بمقدور أمريكا تجنب العنف السياسي؟
- عقوبات أوروبية على -مستوطنين متطرفين- وكيانات إسرائيلية
- أرمينيا.. انطلاق مناورات -إيغل بارتنر 2024- بالشراكة مع الول ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - موريس نهرا - البركان الفلسطيني وتواصل الانهيار اللبناني المتواصل