حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)
الحوار المتمدن-العدد: 6911 - 2021 / 5 / 28 - 14:45
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يعرّف البلاسيبو placebo بالعلاج بالوهم. وهو دواء يهدف إلى خداع المريض إذ لا يحتوي إلا على عناصر خاملة وغير فعالة ولذلك فإن أي تغيير يحدث في حالة المريض يكون عائداً إلى عوامل نفسية فقط مثل الإيحاء أو المحاكاة ، وتندرج أيضاً العمليات الجراحية الوهمية والمعالجات الطبية الغير حقيقية ضمن البلاسيبو.
تستخدم الأبحاث الطبية الدوائية هذا العلاج الوهمي ، لدراسة التأثيرات الحقيقية للمادة المختبرة على الجسد الإنساني. يعطي الباحثون مثلاً مجموعة أشخاص حبوباً وهمية (سكر أو نشاء ) خالية من مادة فعالة يريدون اختبارها مثلاً لعلاج ارتفاع الضغط. بينما يعطون مجموعة أخرى الدواء الحقيقي. ثم تجري مقارنة النتائج.
المثير في هذا الموضوع أن بعض الدراسات الجادة تشير إلى تأثير البلاسيبو الواضح على العمليات الكيمائية في الدماغ. وهذا مما قد يفسر تأثير بعض الأدوية الوهمية التي قد يستخدمها الأطباء في معالجة بعض الاضطرابات
الجسدية والنفسية على حد سواء. وهناك قصة مشهورة عن طبيب جراح أثناء الحرب العالمية الثانية. اضطر بسبب نفاد المورفين إلى حقن الجنود االمقبلين على الجراحة بالماء والملح ، وإيهامهم بأن ذلك مورفين. وقد لاحظ الطبيب أن ذلك يخدر المرضى فعلاً.
إن ثقافة البلاسيبو ضاربة الجذور في أعماق الثقافات الإنسانية ، ففي الثقافة العربية هناك مقولة شهيرة " لو آمن أحد منكم بحجر لشفاه" وفي بعض الثقافات ، يظهر البلاسيبو على شكل ممارسات غريبة يقوم بها ساحر القبيلة ، لكنها قد تحقق النتائج المرجوة.
السؤال المتعلق بهذا النص هو:
كيف فقد الدين المعاصر هذا الكنز العلاجي البلاسيبو؟ وكيف فقد شحنته الروحية العالية، وتحول إلى ممارسات طقوسية، شعائر وعبادات وتقاليد لا تضر ولا تنفع؟
لقد أوضحت مثلاً إحصائيات الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان عام 2018م، أن السرطان هو السبب الرئيسي الثاني للوفاة على مستوى العالم، حيث توجد أكثر من 18 مليون حالة إصابة بالسرطان على مستوى العالم. كما أن 70% من الوفيات الناجمة عن السرطان تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. أي في البلاد ذات التدين الشعبي الهائل.
كيف لم يعد الإيمان شافياً؟
#حسان_الجودي (هاشتاغ)
Hassan_Al_Joudi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟