|
قضية الشعب الفلسطيني تعود للصدارة من جديد !!
صبحي مبارك مال الله
الحوار المتمدن-العدد: 6909 - 2021 / 5 / 25 - 14:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يواجه شعب مثلما واجه الشعب الفلسطيني من ظلم وإستعباد ونكبات متتالية والإستيلاء على وطنه بغية قلع جذور شعب وزراعة مكون شعب آخر بدلاً عنه. إن ماحدث منذُ عشرات السنين مأساة حقيقية شارك في صنعه الدول الإمبريالية وحكام الدول العربية والقوى اليمينية التي إلتقت مصالح الجميع مع بعضها. فالنظام الذي تم تأسيسه على الأراضي الفلسطينية أسست له حركة يمينية -دينية متطرفة والتي تسمى بالحركة الصهيونية وهي حركة سياسية يهودية ظهرت في وسط وشرق قارة أوربا في أواخر القرن التاسع عشر ودعت اليهود إلى الهجرة إلى أرض فلسطين، أرض الآباء والأجداد ومن مؤسيسها اليهودي النمساوي هرتزل الذي يعد الداعية الأول للفكر الصهيوني الحديث. لقد كانت الأراضي الفلسطينية ضمن أراضي الدولة العثمانية ومن ثم أصبحت تحت الإنتداب البريطاني بعد الحرب العالمية الأولى (1914-1917)، ففي عام 1917 وخلال الحرب العالمية الأولى أصدرت الحكومة البريطانية وعد أو إعلان بلفور لدعم تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين التي كانت منطقة عثمانية ذات أقلية يهودية حوالي 3-5% من إجمالي السكان وكان آرثر بلفور وزير خارجية بريطانيا آنذاك والذي وجهة رسالة مؤرخة في 2نوفمبر /تشرين الثاني عام 1917 إلى اللورد ليونيل دي رونشيلد أحد أبرز أوجه المجتمع اليهودي البريطاني وذلك لنقلها إلى الإتحاد الصهيوني لبريطانيا العظمى وايرلندا . لقد كان هذا الإعلان هو بداية وتعميق الصراع العربي الأسرائيلي ، ورداً على وعد بلفور قامت عدة ثورات أبرزها الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1935 م وفي 14 آيار -مايو /1948 بعد انهاء الإنتداب البريطاني على فلسطين وإعلان ديفيد بن غوريون قيم الدولة الأسرائيلية وعودة الشعب اليهودي إلى ما أسماه أرضه التأريخية .وحصل ماحصل بعد ذلك من الإستيلاء المستمر على مناطق سكن الشعب الفلسطيني وإحتلالها تدريجياً ورفضت المشاريع التي طرحت في الأمم المتحدة وخاصة تقسيم فلسطين وإقامة دولتين. ونتيجة إستخدام القتل والعنف المتطرف من قبل المليشيات الصهيونية تم تهجير مئات الآلاف إلى المليون من الشعب الفلسطيني عام 1948 وقد تمت تسميتهم عرب 1948 المهجرين وتمت رعايتهم من قبل الأمم المتحدة . وأخذ النزاع يتصاعد ونتيجة مواقف الحكومات العربية المتخاذلة إستمرت مأساة الشعب الفلسطيني وفي عام 1967 إندلعت حرب الأيام الستة بين أسرائيل ومصر، الأردن وسوريا ودعم من الشعوب العربية ولكن كانت هزيمة ساحقة لم تتوقعها الشعوب العربية وهذا ماحصل بعد إنكشاف الحقائق، نتيجة الفساد وعدم الجديّة وتدهور الكفاءة والنزاهة والإعلام الكاذب فأستشهد الآلاف من الجنود والمدنيين وكانت التداعايات ثقيلة وخطيرة ومنها فقدان الثقة وفشل الأديولجية القومية العربية وإنكشاف الشعارات الرنانة وفشل وكذب الإعلام الخاص بالأنظمة العربية ومقابل ذلك إزدادت الهجمة على الشعوب العربية شراسة ومصادرة الحريات وقتل المعارضين وإزدياد الإرتباط بالدول الإمبريالية .في عام 1993 وقعت منظمة التحرير الفلسطينية التي تعتبر ممثلاً للشعب الفلسطيني في المحافل الدولية إعلان مبادئ تلاه مفاوضات طويلة وبعد ذلك سميت بإتفاقية أوسلو 1 والمعروفة باسم إعلان المبادئ وهي حول ترتيبات الحكم الذاتي الإنتقالي وهو إتفاق سلام وقعته إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في مدينة واشنطن الأمريكية في 13سبتمبر 1993، بحضور الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون . تم بعد إتفاقية أوسلو1 ، عقد إتفاقية أوسلو2 بشأن الضفة الغربية وقطاع غزة الشهير سُمي بإتفاق أوسلو2 وهي إتفاقية محورية ومركبة في عملية السلام الأسرائيلية الفلسطينية ولأنه تم التوقيع على الإتفاقية في طابا ، تسمى أحياناً أتفاقية طابا حيث وضعت تصوراً لتأسيس حكومة ذاتية إنتقالية فلسطينية في الأراضي الفلسطينية لكن لم تتضمن وعد بإقامة دولة فلسطينية مستقلة لقد كان قراري مجلس الأمن للأمم المتحدة رقم 242 ، 338 مرجعاً في المفاوضات وحسب هذين القرارين تمت التسوية النهائية برعاية أمريكية وتم التوقيع الرسمي في واشنطن يوم 28سبتمبر 1995 سبقتها أحداث دامية تركت أثراً عليها فقد سبقتها مجزرة الحرم الأبراهيمي وعدة عمليات إنتحارية هزت العمق الأسرائيلي وأعقبها اغتيال رئيس الوزراء الأسرائيلي إسحاق رابين . منذ هجرة الشعب الفلسطيني إثر قيام كيان إسرائيل الإثني، عن أرض الوطن، ونزوحه إلى البلاد العربية والجزء المتبقي من فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية) بدأت العمليات الفدائية وأقيمت معسكرات لتدريب الفدائيين الفلسطينيين في بعض الدول العربية مثل (سورية ، لبنان ، الجزائر ، مصر ..) وأصبحوا المتدربون النواة النضالية الفلسطينية. وكان عام 1964 نقطة تحول من الناحيتين السياسية والعسكرية حيث إنعقد المؤتمر الفلسطيني الأول، في القدس معلناً قيام منظمة التحرير الفلسطينية، برئاسة أحمد الشقيري ثم إعلان حركة فتح أول بلاغاتها العسكرية في الأول من يناير 1965م حيث لها جذور من ثورة القدس 1920 وثورة يافا عام 1921 مروراً بثورة البراق عام 1929، وإنتفاضة عزالدين القسام، التي أشعلت الثورة الكبرى في فلسطين عام 1936م وتمثل منظمة التحرير الفلسطينية إحدى حركات التحرر الوطني المعاصرة . لقد لجأ الفلسطينيون إلى الأقطار العربية المختلفة وإلى العالم حيث تنازعتهم التيارات الفكرية المتباينة وأفتقدوا الوحدة التنظيمية والمؤسسات السياسية . لقد خيمت الخلافات العربية العربية على القضية الفلسطينية وتغيرت معها ولاءات القيادات الفلسطينية تبعاً لكل دولة وبعد ذلك تغير الولاء إلى إيران كما يحصل الآن . فضلاً عن الخلافات بين الفصائل الفلسطينية ثم ظهر كيان حماس والذي أصبح نداً لفتح ولمنظمة التحرير الفلسطينية ، ويحكم قطاع غزة . فهناك خطابين في الواقع خطاب حماس وخطاب السلطة الفلسطينية . حركة حماس :- أي حركة المقاومة الإسلامية وتكتب إختصاراً (حماس) تأسست في 14 ديسمبر 1987 وهي حركة فلسطينية إسلامية سنية شعبية وطنية مقاومة للإحتلال الصهيوني وهي جزء من حركة النهضة الإسلامية وهي ممثلة في المجلس التشريعي الفلسطيني حسب آخر إنتخابات تشريعية في فلسطين عام 2006م ترتبط حماس فكرياً بجماعة الأخوان المسلمين وظهر خلاف بين الحركتين فتح وحماس سياسي وفكري وكل حركة لها وجهة نظر وحصل بذلك الإنقسام الفلسطيني الذي إستفادت منه أسرائيل . وإستمرت الخلافات بين الطرفين مما أثرت على القضية الفلسطينية -قضية الشعب الفلسطيني مما شجع أسرائيل على التمادي ومصادرة حقوق الشعب، ليس هذا فقط وإنما ماحصل في عهد الرئيس ترامب كان إنتصاراً لأسرائيل والتأكيد على حمايتها من قبل أمريكا والعالم الرأسمالي حيث زودتها بالأسلحة المتطورة وبناء القبة الحديدية لصد الصواريخ، وبمساعدة ترامب أعترف بالقدس عاصمة لأسرائل ونقل السفارة الأمريكية لها . وتشجيع بقية الدول وإيقاف المساعدات الأمريكية وغيرها من الإجراءات وكذلك الإعتراف بالجولان السورية بتبعيتها لأسرائيل ثم الإلتفاف على كافة الإتفاقيات وإهمال تلبية مطالب الشعب الفلسطيني وإستمر الصراع الأسرائيلي الفلسطيني وبناء المستوطنات على الأراضي التابعة لحكم السلطة الفلسطينية والعمل على الإستيلاء على المساكن والأحياء خلافاُ للإتفاقيات الدولية وإتفاقيات الأمم المتحدة وكما حصل مؤخراً في القدس والإستيلاء على حي الشيخ جارح مما أثار حفيضة الفلسطينيين وإنتفضوا من جديد . وكان رد الفعل الأسرائيلي القصف بالمدفعية وبالطائرات المقاتلة على قطاع غزة الخاضع لحكم حماس .إن ما يحصل في قطاع غزة والضفة الغربية من هجمات بشعة على الأحياء السكنية وقتل المتظاهرين السلميين المحتجين على العمل العدواني للسلطات الأسرائيلية على الأحياء السكنية يعتبر عملاً ضد حقوق الإنسان ومخالفة لكل القوانين الدولية الخاصة بحقوق الشعوب .. لقد وقفت شعوب العالم مع الشعب الفلسطيني حيث خرجت التظاهرات الإحتجاجية ضد أسرائيل . كما ساهمت الحركات اليسارية والديمقراطية والشيوعية ومنظمات حقوق الإنسان وبدعم نضال الشعب الفلسطيني والمطالبة بوقف القصف والإعتداء . كما خرجت تظاهرة كبيرة في داخل أسرائيل وهي تظاهرة لليسار الأسرائيلي والتقدميين والديمقراطين وأعلنوا سخطهم وإحتجاجهم على ما تقوم به السلطات القمعية الأسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني والمطالبة بحل الدولتين. وهكذا تعود من جديد وبحرارة قضية الشعب الذي إنتهك وطرد من أرضه وسكنه إلى الصدارة إلى الساحة السياسية العالمية ومع كل التنازلات التي قدمها الفلسطينيون وقبل بكل الحلول التي تؤمن حياتهم وأمنهم . ولكن الحكومة الإثنية الطائفية وجدت الطريق سهل ومعبد لسحق الشعب الفلسطيني الأبي . المطلوب فوراً وحدة الشعب بكل فصائله وأحزابه من أجل الوقوف جبهة واحدة بالمرصاد ضد العدوان الغاشم وأن تقف دول وشعوب العالم ضد العدوان وتطالب بتلبية مطالب الشعب الفلسطيني..وأخيراً تمّ وقف إطلاق النار بين أسرائيل وحركة حماس بعد مرور 11يوماً من الحرب حيث قتل 243 شخصاً على الأقل من بينهم أكثر من 100أمرأة وطفل في غزة وفقاً لوزارة الصحة مع تدمير للبنى التحتية وعمارات سكنية.ولكن الحصيلة النهائية هو تدهور العلاقات الفلسطينية -الفلسطينية ، والبدأ بالتطبيع من قبل الدول العربية مع أسرائيل إستجابة لأوامر عليا في حين الشعب الفلسطيني لم ينل حقوقه ولم يحصل على دولته المستقلة.
#صبحي_مبارك_مال_الله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إنهم يصادرون أصوات الخارج !!
-
كارثة حريق مستشفى أبن الخطيب جريمة بحق المرضى والشعب العراقي
-
ذكرى سقوط النظام الدكتاتوري والآمال المُحبطة !!
-
مشروع قانون المحكمة الإتحادية وموقف القوى المدنية والديمقراط
...
-
ليعم السلام والمحبة أرض العراق !
-
الانتخابات المبكرة بين التأجيل والإلغاء!
-
الكتل المتنفذة ترفض التغييرولاتريد تلبية مطالب الشعب !
-
الإرهاب يعود من جديد وسياسيو الكتل نائمون!!
-
التعذيب ومشروع قانون مناهضة التعذيب في العراق
-
تأملات وتحليلات لمناسبة حلول العام الجديد 2021
-
الإنتفاضة مستمرة وشعلتها لاتنطفئ !! كفى قتلاً لشباب إنتفاضة
...
-
لابدّ من تفكبك المنظومة السياسية الطائفية الفاسدة لأجل التغي
...
-
الشعب الأمريكي يحسم نتائج الانتخابات لصالح بايدن!
-
لكي لاننسى
-
إنتفاضة تشرين في ذكراها السنوية .....والتحديات القادمة!!
-
الدولة وهيبتها......والدولة العميقة ح3 والأخيرة
-
الدولة وهيبتها ....والدولة العميقة ح2
-
الدولة وهيبتها......والدولة العميقة ح1
-
قوى التغيير والإصلاح في مواجهة الطبقة السياسية المتنفذة
-
أتعلمُ أم أنت لاتعلمُ بأن جراح الضحايا فمُ
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|