أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - قاسم محمد الياسري - واقع الانسان وارتفاع نسبة الأنا والذات متوحشة في مجتمعنا














المزيد.....

واقع الانسان وارتفاع نسبة الأنا والذات متوحشة في مجتمعنا


قاسم محمد الياسري
كاتب وباحث

(Qasim-mahmad - Alyesri)


الحوار المتمدن-العدد: 6908 - 2021 / 5 / 24 - 13:47
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    



في واقعنا الاجتماعي اليوم ظواهرمتعددة كالقتل والإغتيالات والإرهاب والترهيب والسرقةوالاغتصاب والاعتداء بجميع انواعه ترافقها إنهيارات في العلاقات بشكل عام كالابويةوالاخوية والزوجية والصداقة وهذه الانهيارات تاتي بسبب اشياء تافهه احيانا او مناجل مصالح انانية ضيقة أرتفعت نسبها خلافا لكل المجتمعات وهذا كله يعني ان البشرذات سلوكيات حيوانية لا يردعها دين ولا اخلاق ولا حتى القوانين .. وكما يشهدالتاريخ القديم والحديث على هذه الصراعات التي تكون دموية احيانا مثلما بدئها قابيلبقتل أخيه هابيل وكما فعلو أخوة يوسف بشقيقهم يوسف.. فبات واضحا اليوم الانسان عدواخيه الانسان فاصبحت العلاقات الاجتماعية سلبية وبنسبة عالية جدا في مجتمعنا عكسمجتمعات العالم المتطور ففي مجتمعنا تسوده علاقات دائمة التوتروالخوف وعدم الامانمع الغيرالذي يشكل مصدرازعاج وضيق وقلق وخوف يصاحبها الترهيب والحد من الحريةوالعفوية الم يقل (نيتشية..ان معنى ان نعيش جوهريا هو ان ننهب ونجرح ونعتدي علىالضعيف وعلى الغريب ونفرض عليهما بقساوة مقولاتنا الخاصة)... صدق نيتشيه في مقولتهالتي تصور الواقع البشري كالغابة التي يسيطرفيها القوي على الضعيف ويخضعه ويستعملهكوسيلة واداة من اجل تحقيق مصالحه الانانية الخاصة دون مراعات للانسانية والكرامةفالانسان كائنا انانيا شريرا يعشق الشر والعدوانية والحروب ويهوى الصراع والمواجهةبجبروت الأنا والغيرالى جهنم..ومطبوع على حب الذات نتيجة فسادتكويني طبيعي فيه ولد معه ويرافقه منذ الطفولة وينمو مع نموه عبرالزمن ولذلكفأفعال الانسان مدفوعة بمصلحته الشخصية وبالتالي فالإنسان يميل نحو حياة الأنانيةلأنه في طبعة شريرمتوحش مع الغير .. أي أنه مطبوع على الشرالجذري بحسب توصيف كانطللحالة الطبيعية للإنسان ..فانثربولوجيا الانسان ماهي إلا حرب الكل ضد الكل .فالتعاونوالتماسك الاجتماعي بين الناس منعدم ولاوجود لهما اليوم .بل هناك تبادل منفعةللأنا فقط  وليس لهما أصل وجودي في العالم .بلالحالة الطبيعية الانانية هي ذاتها الاساس الوجودي لكل انسان  وهي فعلا كما قال الفيلسوف الانكليزي توماس هوبزصاحبالمقولة المشهورة (الإنسان ذئب أخيه الإنسان) فعلا حيث أن طبيعة حياة الإنسان تمضيبمقتظى غريزة حب الذات والسلوك المتوحش ومن المستحيل إيجاد قاعدة اخلاقية عامة يلتزمبها سلوك الانسان فالقوة هي الغالبة على الاخلاق. وكما مانراه اليوم في مجتمعنابات لا يردعه دين ولا عقيدة ولا حتى القوانين وهذا ما ورد باعتقاد عالم النفس فرويدوتأكيده ..أن الانسان حيوانا فسيولوجيا يملك ثلاث دوافع اوليةتتمحور حوله اغلب انشطة الحياة وهي دافعية اللذه ودافعية الحفاظ على الذات ودافعيةالعدوان ... وهذه الأخيرة هي المحرك الرئيسي لاغلب الانشطه السلوكية للانسان تحركهامظاهرنفسية يؤسس من خلالها للعدوانية والشراللذان يسابقان وعي الانسان وأفكاره ..وطبقالما ورد في رؤية فرويد ..أن الروح العدوانية في بيلوجيا الانسان ملاصقة لنزعةالجنس والحب يستحيل القضاء عليها ..من هنا يكون هذا السلوك دائما في تعارض معمنظومة المجتمع في جميع محدداته القائمه سواء كانت دينية اخلاقية او القانونية التيتعمل على تحجيم رغبات وغرائز الفرد لصالح المبادئ والقيم العقلانية التي تشكلالعقد الاجتماعي الضامن لحماية المجتمع من توحش الانسان وغرائزه وشهواته التي تمثلالمحركات لذاته وروحه العدوانية كموضوع تعويض يدفع الانسان لاشباع حاجاته من خلال العدوانكما هوحالة التحرش الجنسي لاشباع حاجة الانسان والحاق الاذى والالم بالاخر حتىقهره ان لزم الامر.. لأن بدون اشباع هذه الرغبه ربما يشعر الانسان بنقص في احاسيسه..وان حاجات الاشباع عند البشركما ذكرها فرويد عدة انواع منها  النزعات . ومنها اشباع الحاجة للجنس واشباعالحاجة للعدوان معا .. وهذا يعيدنا الى ما استشهد به هوبزلاثبات صحة مذهبه فيانانية النفس البشرية وسلوكها الفاسد كما أكدت ذالك شواهد التاريخ بقتل قابيللاخيه هابيل بسبب الحسد وبعدها ما ذكره لنا التاريخ عن البرابرة (الأباطرة)وحروبهمالدموية والدسائس الاجتماعية والسياسية التي سلكها الانسان كما يحدث الان فيمجتمعاتنا على الصعيد الفردي او بين الدول على الصعيد السياسي بغية تحقيق اهدافتروج لها لتحقيق مكاسبها كما هو اليوم رفع شعارالاصلاح لذر الرماد في العيونوالتشويش على العقول التي تعرف الواقع ..من هنا نستنتج من رؤية هوبزالانكليزيوفرويد أن العقل ليس مقودا بمقولات السلام بل بمنطق الضرورة للسلام – اي بضرورةالخروج من طبيعة الأنا البشرية الشريرة والكف عن السلوك المتوحش للارتقاء الىالسلوك الانساني. والعودة الى المنطق والعقل لا الغريزة لانهاء واتلاع مسبباتومسببين هذه الفوضى والصراع بين البشر رغم ان العقل وفق رؤية هوبز ليس مقودابمقولات سلام بل بمنطق ضرورة السلام –فلا ينفعنا الاصلاح الا بضرورة الخروج منطبيعة الأنا البشرية الشريرة والكف عن السلوك المتوحش. والانتقال لتخليص الانسانمن نوازعه الشريرة. لقد بات اليوم مجتمعنا فريسة سهلة للوصول لمرحلة أخلاقية دنياأسوأ وأقرب الى الفوضى والفناء بتسلط الأنا الشريرة المتوحشة وخضوع الغير لسلطةالوحوش واجبار الغير على التنازل عن حريتهم وحقوقهم الطبيعية وفق مبدأ اما معيفانت رفيقي واما مع غيري فتصبح عدوي ..



#قاسم_محمد_الياسري (هاشتاغ)       Qasim-mahmad_-_Alyesri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيم الأخلاقيه في المجتمع الى أين
- الرغبات النفسيه وصراع الحياة
- صراع الوجود والعدم والحقائق المطلقه
- سيكولوجية القطيع في مواجهة قلق وهلع كوفيد 19
- كلمات غزل تلاعبت بها لمعشوقتي بغداد
- الثقة بالنفس أداة وعي من الخوف
- كورونا يراقص العالم برقصة الشيطان الصينيه
- الفيس بوك وحماقة الأغبياء
- النفس وايجابيات التعامل مع مجتمع مضطرب ...د-قاسم محمد الياسر ...
- أحلام وآلام في وطن السلام
- ثورة الوجود العراقي في زمن الخراب - الجزء الثاني
- ثورة الوجود العراقي في زمن الخراب - الجزء الاول
- نحن الوطن كتبتها دماء ثورة اكتوبر
- انتفاضه اكتوبرالشعبيه والواقعيه السياسيه العراقيه
- سيكولوجية العواطف الجزء الثاني بين عقلانية المنطق وعقلانية ا ...
- سيكولوجية العواطف الجزئ الاول .. بقلم قاسم محمد الياسري
- مجتمعنا السادومازوشي
- البحث عن مصطلح اسمه الضمير ... قاسم محمد الياسري
- سيكولوجية الاعماق وانعكاساتها (صدمات الطفوله المختزله) قاسم ...
- من الادب العالمي الاديب الاوكراني الثائر (تاراس شيفتشينكو)


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - قاسم محمد الياسري - واقع الانسان وارتفاع نسبة الأنا والذات متوحشة في مجتمعنا