|
الموارد المائية ونوعيتها -الاردن
نعمى شريف
دكتورة مهندسة مدنية باحثة وكاتبة
(Noama Shareef)
الحوار المتمدن-العدد: 6908 - 2021 / 5 / 24 - 00:54
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
تتألف موارد الأردن المائية من المياه السطحية والمياه الجوفية وتقدر موارده المائية المتجددة بنحو 780 م م م سنويا. يشمل الرقم السابق المياه الجوفية (275 م م م سنويا تتوزع على 12 حوض جوفي) والمياه السطحية (505 م م م سنويا تتوزع على 15 مستجمع مائي). يضاف الى تلك الموارد نحو 143 م م م سنويا من المياه الجوفية غير المتجددة ونحو 50 م م م سنويا من المياه الجوفية الملحية التي ستتم تحليتها لغايات الإستعمال الحضري. على صعيد آخر ستلعب مياه الصرف الصحي المستصلحة دورا متزايدا في مجال الري إذ يتوقع أن تصل كمياتها المستغلة في هذا المجال نحو 80 م م م سنويا في العام 2010. تعتبر المياه الجوفية المصدر الرئيسي للمياه في الأردن فعلى سبيل المثال كانت ميزانية الأردن المائية في العام 2000 نحو 817 م م م (جدول رقم 1) اشتملت على 473 م م م من مصادر جوفية ( 412 م م م من مياه جوفية متجددة والبقية من مياه جوفية غير متجددة). تشير الأرقام السابقة الى استنزاف المياه الجوفية بما لايقل عن 138 م م م في العام 2000. المياه السطحية: يقسم الأردن الى خمسة عشر مستجمع مائي سطحي (شكل رقم 2). يتفاوت تصريف المياه السطحية بشكل كبير فصليا وموسميا. على أية حال، يقدر مجموع التصريف السنوي لتلك الأحواض بنحو 359 م م م سنويا ومقدار مياه الفيضان بنحو 334 م م م سنويا. يمثل تصريف نهر اليرموك (بما ذلك المياه القادمة من حوضه الأعلى في سوريا) الرافد الأساسي للمياه السطحية في الأردن إذ يبلغ نحو 40% من مجمل ذلك المورد (جدول رقم 3). المياه الجوفية: تعتبر المياه الجوفية المصدر الرئيسي للمياه في الأردن وقد تكون المورد الوحيد للمياه في بعض المناطق وتصنف الى مجموعتين رئيسيتين مياه متجددة وأخرى غير متجددة (جدول رقم 4). بوجد في الأردن إثنا عشر منظومة مياه جوفية (شكل رقم 3) توفر ثلاث منها نحو 80% من مجموع المياه الجوفية وهي: 1- المياه الجوفية في تكوين عمان/وادي السير أو ما يعرف ب((B2/A7 . 2- الخزان البازلتي أي Ba. 3- خزان الديسي أو رام حديتا. نوعية المياه الجوفية:
تتأثر نوعية المياه الجوفية بالنشاطات الإنسانية كالتلوث بالمبيدات والأسمدة الكيماوية وبمياه الصرف الصحي غير المستصلحة المتسربة من الحفر الإمتصاصية أو بمياه الصرف الزراعي الغنية بالنترات وبعوامل طبيعية أخرى كإتزان المياه الجيوكيميائي مع الصخور الحاملة لتلك المياه. وبصفة عامة، تزداد ملوحةالمياه الجوفية بزيادة زمن إتزانها مع الطبقات الصخرية التي تنساب تلك المياه خلالها أو تتزن معها. كما تتأثر نوعية المياه الجوفية سلبا أو إيجابا عند إختلاطها بمياه جوفية أخرى وذلك إعتمادا على نوعيتي المياه الممزوجتين. ونظرا لكثافة النشاط الإنساني في الأردن، يعتبر تملح المياه الجوفية أحد أهم العوامل المؤثرة على نوعية تلك المياه خاصة مع استمرار حالة الجفاف السائدة في المنطقة التي تحد من رفد تلك المياه بمياه عذبة تعمل على تخفيف تأثيرات التلوث السلبية كما هو الحال في المناطق الرطبة. تعتبر مشكلة تملح المياه الجوفية واحدة من أهم المشاكل في ذلك القطاع إذ يعمد المزارعون الى استخدام تلك المياه بكميات مفرطة للحد من تأثيرها السلبي على النبات وهم بذلك يتسببون في تأزيم المشكلة إذ يعمل الضخ المفرط على تفاقم مشكلة تملح المياه الجوفية والتربة المروية على حد سواء كما هو الحال في منطقة الضليل. وفي منطقة غور الأردن الأوسط أدت الزيادة الضطردة في الإعتماد على مياه سد الملك طلال (النكونة جزئيا من مياه الصرف الصحي المستصلحة) في ري تلك المساحات بأسلوب التنقيط الى تدهور نوعية التربة هناك. لقد أصبح من الواضح أن مشكلة نوعية المياه هي مشكلة ذات أبعاد خطيرة تواجة استعمالات المياه المختلفة خاصة بعد مشكلة تلوث مياه الشرب في محطة معالجة مياه زي في صيف العام 1998. وبالإضافة لتلك المشكلة، هناك العديد من مياه الينابيع التي أصبحت ملوثة بالبكتيريا البرازية كمياه ينابيع وادي السير والرصيفة والقيروان والديك والتيس والقنطرة ومدينة السلط والتي تنتج عادة نحو 15 م مم م مياه الشرب سنويا. وليس الأمر مقتصرا على مياه الينابيع إذ تعداه الى تلويث مياه الآبار في بعض المناطق كما هو الحال في مياه آبار حوض نهر الزرقاء التي تلوثت ولم تعد صالحة حتى للإستخدام الحيواني بفعل جريان مياه محطة الخربة السمراء المستصلحة جزئيا في مجرى ذلك الوادي. مياه الصرف الصحي: تعتبر مياه الصرف الصحي المستصلحة (تنتج محطة الخربة السمراء نحو 75% من مجموع تلك المياه) موردا مهما في استراتيجية المياه في الأردن إذ يستخدم نحو 95% من تلك المياه في عمليات الري. على سبيل المثال، بلغت مساهمة ذلك المورد في العام 2000 نحو 13.4% من مجموع مياه الري كما تساهم تلك المياه في سد النقص الناجم عن تحويل جزء من مياه الري العذبة لغايات الشرب. وحتى تاريخه، تفتقر البلاد الى تخطيط مسبق لإستعمالات تلك المياه على صعيد شمولي إذ يستعمل جزء قليل في ري الأشجار في محيط المحطات وينساب الجزء الأكبر الى السدود المائية المطلة على وادي الأردن من أجل الإستعمال لاحقا في عمليات الري تماما كما هو الحال في محطة الخربة السمراء التي تنساب مياهها المستصلحة جزئيا في مجرى سيل الزرقاء مسافة 42 كلم قبل أن ينتهي بها الحال في سد الملك طلال المطل على وادي الأردن الى الشرق من دير علا والذي تستخدم مياهه في ري منطقتي الغور الأوسط والجنوبي. الموارد المائية الإقليمية: يمثل نهر اليرموك مورد المياه السطحية الرئيسية في المملكة لكن حوضه وحوض نهر الأردن بصفة عامة هما من الأحواض الإقليمية المشتركة في المنطقة. وبسبب النقص في البنى المائية التحتية ظل الأردن غير قادر على استثمار حصته من مياه نهر اليرموك لعقود عديدة إذ يحول الأردن فقط 124 م م م من مجموع تصريف النهر السنوي في موقع العدسية والبالغ 260 م م م. لكن وفي الفترة الأخيرة وبانشاء سد الكرامة (السعة التخزينية 55 م م م) اصبح الأردن قادرا تحويل كميات إضافية من تصريف النهر السنوي. وبتوقيعه إتفاقية سلام مع إسرائيل أعطي الأردن 10 م م م سنويا من مياه بحيرة طبريا العذبة لحين استكمال إجراءات تحلية مياه الينابيع الملحية في حوض البحيرة الشرقي. ومن 50 م م م سنويا نصت الإتفاقية على أن تزود إسرائيل بها الأردن يستلم الأردن حاليا نحو 25-30 م م م سنويا كما نصت الإتفاقية علة تزويد الأردن ب 20 م م م سنويا من مياه نهر الأردن لقاء كمية مماثلة تخزن من مياه نهر اليرموك في بحيرة طبريا لحساب الأردن. ونظرا لغياب مشاريع تحلية مياه كبرى في المنطقة سيظل الأردن معتمدا الى حد كبير على حصصه من المياه الإقليمية المشتركة. وتأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية مياه الديسي (الرام) الأحفورية في جنوب شرق المملكة. تشير الدراسات الهيدروجيولوجية الى إمكانية استثمار نحو 100 م م م من تلك المياه غير المتجددة لمدة قرن كامل. استهلاك المياه في الأردن: إزداد استهلاك المياه السنوي في الأردن من 639 م م م في العام 1985 الى 849 م م م في العام 2000 أي بنسبة زيادة مؤية مقدارها 28%. هذا ويتأثر استهلاك الممكة السنوي من المياه بتذبذ كميات الهطول المطري فمثلا انخفض استهلاك المملكة من المياه في العام 2000 الى 817 م م م أي بنحو 16% من إستهلاكها في العام 1993. لقد استهلك 534 م م م (65%) من المياه لغايات الري في العام 2000 و 239 م م م (29%) للغايات الحضرية و 37 م م م (5%) للغايات الصناعية و 7.4 م م م (1%) لسقاية المواشي.
#نعمى_شريف (هاشتاغ)
Noama_Shareef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التنميه الزراعية في ظروف شح المياه -الاردن
-
التصحروالتغيرات المناخية- ألاردن -1
-
أهمية السدود والخزانات في حصاد المياه واعتبار معاملات مهمة ف
...
-
كارثة وشيكة تهدد سورية والعراق
-
أنت حيث تضع نفسك
-
الأمن المائي في المنطقة العربية
-
الصمت في زمن الضجيج
-
الحاجة لبناء نظام مؤسسي لإدارة القروض الدوارة
-
النجاح معركتك في الحياة
-
دعوة لإمتلاك شجاعة التغيير
-
التلوث بالضوضاء كاحد اخطر انواع التلوث تاثيرا على الانسان وا
...
-
خربشات
-
رحلة سفر بين الوجوه
-
حقيبة سفر بهوية سورية
-
إدارة النفايات الصلبة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
-
كبوة جواد
-
إدارة الكوارث الطبيعية
-
بلدان في الذاكرة
-
الادارة اللامركزية لمعالجة الصرف الصحي في المناطة الريفيه
-
ابتكارات في التطبيقات المستدامة لمحطات معالجة مياة الصرف الص
...
المزيد.....
-
سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع
...
-
مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ
...
-
كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
-
حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع
...
-
البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان
...
-
أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
-
مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
-
أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني
...
المزيد.....
-
-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر
...
/ هيثم الفقى
-
la cigogne blanche de la ville des marguerites
/ جدو جبريل
-
قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك
...
/ مصعب قاسم عزاوي
-
نحن والطاقة النووية - 1
/ محمد منير مجاهد
-
ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء
/ حسن العمراوي
-
التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر
/ خالد السيد حسن
-
انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان
...
/ عبد السلام أديب
-
الجغرافية العامة لمصر
/ محمد عادل زكى
-
تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية
/ حمزة الجواهري
-
الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على
...
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|