عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
الحوار المتمدن-العدد: 6907 - 2021 / 5 / 23 - 22:44
المحور:
القضية الفلسطينية
أجبرت الأوضاع الدولية والإقليمية منطمة التحرير الفلسطينية، على التخلي عن سعيها السابق الى تحرير كامل فلسطين التأريخية، وتبني حل إقامة دولة وطنية مستقلة، في المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1967، وتطور هذا المسار الى اتفاق أوسلو، وما تضمنه من إعتراف بدولة إسرائيل، والتوجه الى التعايش معها كدولة مجاورة.
لكن إسرائيل دمرت هذه الأمكانية بتنصلها على مدى 30 عاما من مستحقات الأتفاق، عقب إغتيال مبرمه مع الفلسطينيين، رئيس الوزراء الإسرائيلي إيتسحاق رابين، وتمثلت عملية التدمير بالتوسع في إقامة مستوطنات المتطرفين اليهود في مختلف أرجاء الضفة الغربية، ثم في إعلان القدس بقسميها، عاصمة أبدية موحدة لإسرائيل، والسعي الحثيث وبوسائل إجرامية لتهويد القدس العربية.
وعلى مدار الأعوام الثلاثين الماضي، قيدت الولايات المتحدة الإرادة الدولية وحالت دون إتخاذ التدابير اللازمة، بأي شكل من أشكال الضغوط أو العقوبات لحمل إسرائيل على الخضوع للقانون الدولي، وتنفيد القرارات الأممية المتخذة منذ 54 عاما بالأنسحاب من الأراضي التي أحتلتها عام 1967، بما فيها الضفة الغربية وغزة الفلسطينيتين، وهضبة الجولان السورية، ومنعت الأمم المتحدة من أتخاذ أي إجراء ضد ضم القدس الشرقية والجولان إلى إسرائيل.
ومكنت الحماية الأمريكية لإسرائيل، التي وضتعها فوق القانون الدولي، مكنتها من المضي في تقويض أسس حل الدولتين بشكل كامل، أمر أفضى إلى فقدان ((السلطة الفلسطينية)) في رام الله أي دور في عملية النضال الفلسطيني من أجل إستعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية، وصارت إلتزاماتها بالتعاون الأمني مع إسرائيل قيدا يلغي ذلك الدور.
وأمام رفض إسرائيل العملي لحل الدولتين وتدميرها لأسسه أصبحت الدعوات الموجهة الى ((السلطة الفلسطينية)) لحل نفسها ومؤسساتها، وتحميل إسرائيل مسؤوليتها كسلطة إحتلال، أصبحت هذه الدعوة في غاية الوجاهة، وينبغي على منطمة التحرير الفلسطينية دراستها بجدية، وطرح برنامج جديد يستهدف تمكين شعب فلسطين من التمتع بحقوقة السياسة عبر النضال من أجل أقامة دولة ديمقراطية واحدة للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في عموم إرض فلسطين التأريخية.
#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟