|
إرادة الشعوب لا الحكومات هي الحاسمة تجاه القضية الفلسطينية
دانييلا القرعان
الحوار المتمدن-العدد: 6907 - 2021 / 5 / 23 - 12:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هنالك مؤشر مهم وجوهري يؤكد على ان القضية الفلسطينية ما زالت حاضرة في الوجدان العربي، على الرغم من المحاولات الإعلامية والسياسية الرسمية إقليميا ودوليا التي روجت وتروج ان القضية الفلسطينية تغيب عن الوجدان العربي ولم تعد أولوية عربية، ربما خفت بريق القضية في عروش بعض الرسميات العربية، إلا ان الرهان الحقيقي هو أن الشعوب والجماهير العربية هي صاحبة الإرادة الحقيقية في رفض كافة سياسات التطبيع، وقرار الضم وصفقة القرن والانتهاكات الاسرائيلية في القدس الشريف وحي الشيخ جراح وقطاع غزة وبقية المناطق الفلسطينية، وهي المساهم الحقيقي في تخليد النصر المشرف لفلسطين وقطاع غزة. والشعوب العربية الحرة صاحبة الإرادة الحقيقية ما زالت تخلد فلسطين كقضية عروبية في الثقافة والوعي والذاكرة والتاريخ، في الوقت الذي نعيش زمنا تشهد فيه المنطقة العربية مظاهر الاعتداءات الاسرائيلية "العدو الصهيوني السرطاني" بدرجة غير مسبوقة بشكل علني ومهين على الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة. أبت الشعوب العربية إلا ان تقول كلمتها الحرة معلنة انتصار إرادتها الحرة ورفضها التام لبناء أي شكل من العلاقات مع الكيان الصهيوني المغتصب، ورفضها لكافة السياسات العنصرية تجاه الشعب الفلسطيني، وهو انجاز يعكس حالة الوعي الكبيرة التي تتحلى بها الشعوب العربية، ونقول ان كل من قرر التنازل عن ارض فلسطين وحق شعبها في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس لا يمثل الشعوب العربية. "الجانب العربي ضعيف" هذه مقولة وموقف الحكومات، وليس الارادة الشعبيةعلى الجانب العربي، ورغم تكرر الإدانات من معظم حكومات الدول العربية للتصعيد الإسرائيلي، ورغم الدعوة إلى اجتماع للجامعة العربية على مستوى المندوبين لمناقشة التطورات الأخيرة، فإن هناك على ما يبدو حالة من فقدان الثقة من الجمهور العربي اتجاه قياداته السياسية، اتضحت كثيرا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أعرب ناشطون عرب عن خيبه أملهم تجاه ردة الفعل العربية على التصعيد الإسرائيلي في القدس وفي عدة مناطق فلسطينية أخرى وقطاع غزة المحاصر. ويعتبر هؤلاء أن الدول العربية وجامعتها، ليس بيدها ما تفعله سوى التنديد والشجب، وأنها تفعل ذلك بحكم العادة في عدة مناسبات رفعا للعتب وحفظا لماء الوجه أمام شعوبها، ويتساءل كثيرون عما يمكن أن يخرج به الاجتماع الوزاري الطارئ للجامعة العربية كل مرة في ظل وجود علاقات سياسية بين كثير من أعضاء الجامعة وإسرائيل، بينما كان المطبعون الجدد منهم مع إسرائيل حتى وقت قريب يتغنون بعلاقاتهم بها ويعربون عن تأييدهم لها في كل ما تتخذه من قرارات، بينما لم يكلف قناصل ودبلوماسيو تلك الدول التي أقامت علاقات مع إسرائيل أنفسهم بالقيام بزيارات لحي الشيخ جراح، على غرار ما فعله الدبلوماسيون الأوروبيون للوقوف على حجم المشكلة التي تحيق بسكانه الذين يواجهون خطر الإجلاء من منازلهم. ومن وجهة نظر مراقبين، فإن الموقف العربي الحالي لا يعول عليه على الإطلاق في مجال دعم الفلسطينيين أو حتى تقديم حلول واقعية، إذ أن معظم الأنظمة العربية باتت منشغلة بهمومها الداخلية بين حروب ضد خصومها السياسيين، وواقع اقتصادي متدهور، أفرزته أزمة كورونا الأخيرة، وكل ذلك بجانب ترسيخ واقع جديد شهدته فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وجعل من جل الدول العربية أقرب لإسرائيل منها إلى القضية الفلسطينية. الفعاليات الشعبية العربية وتحديدا الأردنية كانت دائما مناصرة للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني. وأصبحت الشعوب أكثر وعيا وإدراكا لما يحدث وفي ظل غياب التدخل الحكومي للدول، والفعاليات الشعبية الأردنية أصبحت أكثر توسعا وأكثر فهما لما يدور حولها، وما يلفت النظر أصبح الأردني من أصل فلسطيني والأردني الأصل كتفا إلى كتف في هذه الاحتجاجات، وما يؤكد انها لم تعد كالسابق، هو اقتراب الردود الشعبية من الحدود الأردنية المحاذية لفلسطين ولولا إغلاق الحدود لكانوا الآن جنبا إلى جنب مع الشعب الفلسطيني الصامد على أرضه. وخروجهم إلى الحدود إن دل فإنه يدل على انفجار الغضب المتراكم داخل الشعوب بكافة اطيافهم ودياناتهم، والارادة الشعبية هي التي سوف تجلب استقلال فلسطين وليست الحكومات أو الدول. وكذلك حجم الانتهاكات الإسرائيلية هذه المرة غير كل المرات مما دفع الكثير من الشباب إلى الاقتراب من الحدود. إن موقف الاردن وشعبه تجاه القضية الفلسطينية وشعبها ثابت وراسخ لا يتغير مهما كانت الظروف والأسباب، وهذا ما أكد عليه جلالة الملك عبد الله الثاني أبن الحسين وأثنى عليه في العديد من لقاءاته ومشاركاته في المحافل الاقليمية والدولية. والاردن يشكل شريان حياه للشعب الفلسطيني، وسيبقى المسجد الاقصى المبارك والقدس في أعماق وجداننا، رافضين كقيادة وحكومة وشعب كل الخطوات الأحادية الجانب التي أعلنتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي أخلّت ببوصلة السلام والأمن الدوليين، وبكل المعاهدات والمواثيق الدولية فضلا عن متطلبات عملية السلام والاستقرار ومقاييس العدالة. إننا كشعب أردني نرتبط دائما مع أشقائنا الفلسطينيين في كل المحن والانتفاضات، وإننا نقف خلف قيادتنا الهاشمية الحكيمة بمواقفها الحازمة تجاه تلك المستجدات، ومواقف جلالة الملك حول القضية الفلسطينية والدفاع عن القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية وحماية الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها تتطلب المساندة والتأييد والدعم الموصول. *كاتبة واكاديمية أردنية
#دانييلا_القرعان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشيخ جراح رمز التصدي لسياسة التطهير العرقي
-
الموقف الشعبي الأردني تجاه ما يحدث في القدس
-
القدس الريحانة العربية في قلب كل عربي
-
شهداء أردنيون على أسوار القدس
-
هل تصبح المرأة الأردنية رئيسة للحكومة أو البرلمان؟
-
أزمة أوكرانيا وتاثيرها على صفقات تركيا مع روسيا في سوريا
-
بايدن والشرق الأوسط... هل يستطيع الرئيس الأمريكي الانقلاب عل
...
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|